) هيـــــجل "Hegel":
ولد هيجل بمدينة " شتوتجارت بألمانيا،واسمه الكامل هو " جورج فيلهلم فريدريش هيجل"، وكان والده " جيورج لودفيغ هيجل" موظفا حكوميا، كما كانت أمه " ماريا " من أسرة تدعى " فروم ".(1)
قام بدراسته الأولى في ثانوية المدينة التي ولد فيها ، ثم دخل المعهد الإكليريكي البروتستانتي في " توبنجن"، حيث أصبح زميلا وصديقا لكل من الشاعر" هولدرلين " والفيلسوف" شيلنج" (....)، وعلى الرغم من حيازته على درجة ماجستير في الفلسفة ودرجة " الكانديداتورا" (2) في اللاهوت، فقد رفض أن يصبح خادم رعية وزوال مهنة أستاذ خصوصي مدة سبع سنوات، من 1793 م إلى 1800م،وفي هذه الفترة انصرف في أوقات الفراغ التي أتيحت له إلى إكمال ثقافته في جميع الميادين، وكتابة الرسالات المختلفة التي لم تنشر إلا بعد مماته ونذكر منها "حياة يسوع". (3)
انشغل هيجل بالسياسة منذ حياته المبكرة، فكان أول عمل دفع به للنشر كتابا سياسيا (...)، كما أن أخر كتاب كان مقالا في إحدى الصحف يعرض فيه راية في المناقشات الدائرة حول مشروع الإصلاح النيابي في انجلترا (...)، ولاشك إن هناك عوامل كثيرة دفعت بهيجل، إلى هذا الاهتمام بالسياسة ، منها أسرته، وتربيته، وثقافته ....الخ. (4)
وقد اشتهرت فلسفته بصعوبة النفاذ إليها،وبأنها أصعب من غيرها، وفي بعض الاعتبارات قد تكون حتى أسهل من غيرها،وبخاصة من وجهة نظر الذاكرة، فما أن يتم استيعابها حتى نعود لاننساها أبدا،ذلك بأنها فلسفة تعطي انطباعا بأننا نحن الذين نسيرها ونبنيها ثانية في المجالات التي نفكر فيها كافة. (5)


مؤلــــــــــفاته:
في كانون الثاني من العام 1795م، كتب هيجل الشاب إبان تعليمه إحدى العائلات، يقول" إن ابتعادي عن كثير من الكتب والوقت الضيق المتاح لي، لا يسمحان بإنهاء الأفكار العديدة التي احملها في ذاتي ...". (6)
لقد كتب هيجل العديد من المؤلفات التي انتشرت في جميع البلاد أهمها:
1 ـ جيمس ستيوارت: وهو تعليق في الاقتصاد السياسي
2 ـ ظاهريات الفكر
3 ـ علم المنطق: في ثلاث مجلدات
4 ـ موسوعة العلوم الفلسفية في سنة 1817م
5 ـ أسس فلسفة القانون في سنة 1821م
6 ـ فينومنولوجيا الروح : إن فينومينولوجيا الروح نص شرع هيجل في تأليفه أثناء سداسي الشتاء ( 1805 ـ 1806 )، وصدر في 1807 بمناسبة عيد الفصح . (7)
وبعد وفاة هيجل عني طلابه وعشاق فلسفته بنشر ذلك التراث الضخم المتمثل في محاضراته في علم الجمال ، وفلسفة التاريخ ، وتاريخ الفلسفة ، وفلسفة الدين وقد نشرت
أول مجموعة لأعمال هيجل في ثمانية عشر مجلدا من ( 1832 إلى 1854 )، ثم أضيفت إليها سنة 1887م الرسائل التي جمعها " كارل هيجل ".
2) هابــرمـــاس: Habermas
ولد يورغن هابرماس في سنة 1929م، بمدينة دوسلدورف بألمانيا، زاول دراساته العليا في جامعات " غوتنغن "( 1949 ـ 1950 )، زيوريخ ( 1950 1951 )، وبون ( 1951 ـ 1954 ) عين سنة 1956 مساعدا "لتيودور ادورنو" في معهد الأبحاث الاجتماعية الشهير بفرنكفورت، وقد ظل اهتمامه طيلة عمره بهذا المعهد بالفلسفة ،غير انه بدأ يميل بعد ذلك إلى الاهتمام بالنظرية الاجتماعية خاصة بعد احتكاكه بكتابات " لوكاش" حول" التاريخ والوعي الطبقي" وهوركهايمر/ ادورنو حول " جدلية العقل "، لم يلبث بعدها أن تحول كلية إلى علم الاجتماع، خاصة بعد البحث الذي اشرف على إخراجه في إطار المعهد حول الوعي السياسي للطلبة، غادر هابرماس معهد الأبحاث الاجتماعية في سنة 1959، ليتفرع لرسالته التي بدا يناقشها قي جامعة " ماربورغ" سنة 1961م تحت عنوان " التحولات البنيوية للفضاء العمومي ". (8)
و أخذت أعماله منذ هذه الفترة تتطور على محاور ثلاثة:
1) محور نقد لإشكالات الشرعنة. 2) محور يتعلق بإعادة النظر في النظرية الاجتماعية الماركسية وأخيرا . 3) التحضير لنظرية الفعل التواصلي.
وعلى غرار ما ذكرنا من مؤلفات فإننا نختصرها فيما يلي:
ـ الطالب والسياسية ( بالاشتراك مع آخرين ) سنة 1961ـ النظرية والتطبيق 1963ـ المعرفة والمصلحة 1968 ـ التقنية والعلم كايدولوجيا 1968ـ حركة الاحتجاج وإصلاح التعليم العالي 1969ـ معالم فلسفية وشخصية 1971ـ الخطاب الفلسفي للحداثة 1985 (9)
قائمة الهوامش:
1 - عبد الفتاح الديدي ، فلسفة هيجل، مرجع سابق، ص 05.
2 - هي شهادة جامعية كانت تعطى في ألمانيا، بعد إنهاء مرحلة من الدراسة الجامعية، تستغرق ثلاث سنوات.
3 - رينيه سرو ، هيجل والهيجيلة تر، ادونيس العكرة، دار الطليعة للطباعة والنشر،ط1، بيروت لبنان ،1993 ،ص ص 6 7.
4 - هيجل ، أصول فلسفة الحق، المجلد الأول، تر، إمام عبد الفتاح إمام ، مكتبة مدبولي ،(د ط) ، القاهرة – مصر،،1996، ص 27.
5 - جان بيار لوفيفر، بيار ماشيري، هيجل والمجتمع، ترجمة منصور القاضي ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان ط1 1993، ص 7.
6 -هيجل حياة يسوع ،تر،جرحي يعقوب ، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت لبنان ، (د ط) ، (د س) ص 7.
7 -هيجل، فينو مينولوجيا الروح، تر، وتقديم ناجي العونلي،مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ـ لبنان ،ط1 2006، ص 15
8 - ركح عبد العزيز، رسالة ماجستير في الفلسفة ،بعنوان ما بعد الحداثة الدولة ـ الأمة عند يورغن هابرماس ،جامعة باتنة, ص 3.
9 - يورجن هابرماس، المعرفة والمصلحة ،تر، حسن صقر ،منشورات الجمل ، ط1،كولونيا ـ ألمانيا، 2001،ص 4.