لقد اعجبني كثيرا هذا الركن ولذلك اردت ان اشارك معكم هذا الابداع ..ببعض كتاباتي المبعثرة ..والمتواضعة ..
نعم ان الشعر والخواطر كلاهما سواء فالحروف حروفه والنبض نبض والكلمات كلماته ..لكن هذا موزون وذاك لا ...المهم.
هي سلسلة من كتاباتي جمعتها منذ مدة عنونتها " بحر الدموع "
بداية النهاية...
الخيانة ...أم الحب...؟
البعض يخون لكي ينسى …والبعض ينسى لكي يخون ..
عندما يخوننا من نحبهم نملك كل الحق في أن نجردهم من صفة الوفاء..
لكننا لا نملك الحق في أن نجردهم من صفة الحب فالبعض وبرغم الحب يخون والبعض وبرغم الخيانة يحب..
فمن أنت أيها الحب ؟
ولماذا فقدت قدرتك على التحكم والسيطرة
فلم تعد ذلك القوي الذي تردعهم عن الكذب
ولم تعد ذلك الإحساس الجميل ، الذي تحميهم من الوقوع في وحل الخيانة المظلم ؟
وما هي الخيانة ؟
هل هي تلك المحاولة الفاشلة لتجاهل جرح ما يخفق في الأعماق
أو لنسيان حقبة عاطفية قاسية أو أنها مرحلة مظلمة من مراحل قسوت هذا الزمن يندفع إليها البعض بكل قواه العاطفية والعقلية فيضيع معها...
ولا يستيقظ من ضياعه إلا بعد ضياع كل الأشياء وأولها نفسه ؟
لكن ..هل بالفعل تجلب لهم الخيانة النسيان؟
وهل تملك الخيانة تلك القدرة الفائقة على شفاء الجروح وتهدئة الأعماق ؟
إذن …. لماذا يعود البعض من رحلة الخيانة
نادما ومتألما متجردا من كل شيء إلا الحب؟
نعم…فهناك نوع من الحب لا يموت في الأعماق أبدا
مهما تفننا في اختراع طرق النسيان ومهما اشتدت رياح الخيانة
ومهما علا طوفان الغدر ومهما انهارت جبال الأشواق
فهو كالروح الملتصقة بالجسد لا يغادرها …إلا …بالموت ….
فالحب قد يقتل الخيانة ويحول الأعماق المهجورة إلى جنان خضراء
ويعيد الفرح إلى الأحلام الحزينة ويرمم كل انكسارات الأعماق ….
لكن …ليس بالضرورة أن تقتل الخيانة الحب ….
عفوا …أنا لا أحاول أن أقارن بين الحب والخيانة
ولا أن ابحث عن الفروق التي بينهما
ولا أن التمس العذر لأولئك الذين يتفننون بالخيانة
برغم وجود دفء الحب الحقيقي في حياتهم . لكنني فقط …
أريد أن أصل إلى إجابة لماذا لا يمنعهم الحب من الخيانة
ولماذا لا تمنعهم الخيانة من الحب؟
فهناك من يخون من يحبها وهو في رداء الحب ولكن عطر الخيانة واضح بين ثنيا قلبه ولم يمنعه الحب من خيانتها مع أخرى بل والانغماس في الخيانة إلى عمقها ..وعذره الواهي ..إنها لا تعلم إذن فهي لا تتألم …
وهناك أنواع من الخيانة …
خيانة مرئية نشاهدها أمام أعيننا كالكابوس المزعج
فنقطع بها الشك باليقين وخيانة سمعية تصلنا أخبارها كالضباب المظلم
فنتخبط بين مصدق ومكذب وخيانة نشعر بها قبل أن نراها
أو نسمعها وربما تكون هي أقسى أنواع الخيانات لأننا نتخبط بها
فلا ننتمي بها إلى شك ولا ننتمي بها إلى يقين …
إذا كنت تحب …ولا تخون فأنت إنسان صادق
فأحفظ هذا الصدق ….واحفظ هذا الحب
وإذا كنت تحب وتخون فاختر الحب …قبل أن تختارك الخيانة
فلا جدوا من طريق مظلم تفقد فيه أغلى ما لديك ...
مع تحيات العاشق المجروح.....ياسين.