اشكالية نشوء اللغة العبرية........بقلم: مـــوقاي بـــلال
اللغة العبرية هي لغة سامية تنتمي الى مجموعة اللغات الافريقية الاسيوية ، من الفرع الكنعاني، حاليا تنتشر كلغة حديث وادب وتعاملات رسمية ويتحدث بها حوالي 7 مليون شخص موزعين في حدود اسرائيل و الأراضي الفلسطينية .
وما يمكن قوله ايضا، هو ان اللغة العبرية الحديثة منبثقة من اللغة العبرية الكلاسيكية التي لم تعد مستخدمة كلغة حديث او كلغة تعاملات رسمية، انما تستخدم كلغة دينية يستعملها المتدينين اليهود في تعاملاتهم الدينية وهي بدورها نشأت في محاولة لإحياء اللغة العبرية القديمة التي ماتت في القرن الخامس وهي التي كتب بها العهد القديم.
لكن ما هو ملاحظ هو ان اليهود في العصور الوسطى، وإبان الحضارة العربية الاسلامية كانوا يكتبون باللغة العربية اضافة الى كل اللغات التي عاصروها فكتبوا بها، ثم بعد مرور عدة قرون حتى القرن 8م فكر اليهود في انشاء معجمية لغوية !
فما سر هذا التأخر ؟
وهل للعامل الديني دورا في ذلك .
مما تجدر الاشارة اليه بداية هو ان اللغة العبرية اتخذت عدة اسماء وهي:
1- لغة كنعان ( وهو اسم وارد في التوراة)
2- لغة اليهود ( كونها لغة مهمة في الديانة اليهودية )
3- اللغة المقدسة (بسبب نزول التوراة بها )
4- اللغة العبرية ( وهو اشهر الاسماء، وسميت بذلك نسبة الى العبرانيين الذين حملوا لواء اللغة من بعد الكنعانيين )
تـــاريخ اللغة العبرية:
1 – مرحلة ما قبل الميلاد: نجد ثلاث مراحل وهي:
ا- مرحلة العبرية القديمة الخالصة ما قبل بابل مع يهوذا وإسرائيل )
بدأت هذه المرحلة في القرن 10ق م تقريبا وهنا كانت اللغة العبرية هي اللغة الشائعة في المناطق الجبلية في فلسطين، وعلى العموم كانت عبرية هذا العصر تتسم بالنقاء والبعد عن اي تأثيرات اجنبية ودون بها معظم اسفار العهد القديم
ب – مرحلة تدهور اللغة العبرية: ( عبرية ما بعد السبي )
تبدا هذه المرحلة في القرن 5 ق م حيث بدأت اللغة العبرية تنقرض رويدا رويدا و بدات اللغة الآرامية تحل محلها شيئا فشيئا حتى ماتت اللغة العبرية كلغة تخاطب وادب ولكن هل هذا يعني انها ماتت ؟
كلا لم تمت ولكنها ظلت تستعمل كلغة دينية فقط، فعلى الرغم من محاولة بعض الحاخامات النهوض بها، الا انهم فشلوا في مواجهة الصراع القائم انذاك بين العبرية والارامية
ج – مرحلة العبرية التلمودية : ( عبرية ما بعد السبي )
بعد ان اصبحت الارامية هي اللغة الرسمية في البلاد وجه الزعماء الدينيون جهودهم نحو شرح وتفسير العهد القديم باللغة الارامية لكي يفهم اليهود اصول وطقوس الدين اليهودي فكتبوا المشنا والجمارا ثم التلموذ وهنا ظهرت كتاباتهم متاثرة تاثرا شديدا باللغة الارامية كما احتوت بعض الالفاظ من اللغات الاخرى.
2 – ما بعد الميلاد:
ما يمكن قوله كبداية هو ان اللغة العبرية كان ينقصها التقعيد فحتى نهاية القرن 7م لم تكن لها حركات ولا تنقيط، ولكن مع القرن 8م بدات العبرية تتاسس كلغة فظهرت معاجم في اللغة العبرية نذكر منها:
1- الإكرون لسعدية الفيومي
2- رسالة يهوذا ابن قريش الى جماعة يهود فاس
3- جامع الالفاظ لداوود الابرهام الفاسي
4- الاصول لابي مروان بن حناح
5- الموازنة بين العبرانية واللغة العربية لابن اسحاق الاندلسي
6- الكناشة لمناحيم بن سروق
7- كتاب اللمع لابن حيوج
ومنه يكن القول ان كل هذه المعاجم ادت الى ظهور النحو واللغة العبرية ولكنها جاءت متأخرة، اذ ظهرت ابان الحضارة العربية الاسلامية، ومن هنا نعود ونتساءل ونقول/ مـــا سر هذا التأخر ؟ وهل للعامل الديني اثر في ذلك ؟
قبل ان نجيب على هذه الاشكالية نعرض اسهامات كل من اسحاق بن سليمان و سليمان بن جبرول
1 - اسحاق بن سليمان الاسرائيلي اسرائيلي - بغدادي - قيرواني حوالي 851م )
كان عالما بالمنطق اضافة الى كونه مشهور بالفطنة تأثر بالأفلاطونية المحدثة ومدرسة القيروان المشهورة بالصناعة المنطقية.
من اهم كتبه:
1- كتاب الحدود
2- كتاب الجواهر، مدخل الى المنطق
3- كتاب التعاريف
ان ما هو ملاحظ هو ان اسحاق الاسرائيلي حاول ان يضبط الجمل اللغوية، الامر عائد بالأساس الى اهتمامه بالمنطق الذي ساعده على ذلك متاثرا بالكندي في كتابه " رسالة في الحدود" والحد عند ارسطو هو المعنى الواحد للكلمة، وهذا ما اخذه " اسحاق الاسرائيلي " وحاول تطبيقه على اللغة العبرية ومن ثمة ضبطها بالمنطق.
2 - سليمان بن جبرول:
وهو من يهود الاندلس كان مولعا بالمنطق والشعر الديني و الدينيوي
من اهم كتبه:
1 - التاج الملوكي واصلاح الاختلاف
2 - كتاب ينبوع الحياة ( يعني طريق عودة النفس الى مصدرها )
مصادر فكره:
1 - الديانة اليهودية 2 - الافلاطونية 2 - الافلاطونية 3 - الارسطية المتسمة بالطابع الاسلامي ( الكون - النفس - المادة - الصورة ) ونظرية الفيض.
اهتم ابن جبرول بالشعر الامر الذي ادى به الى الاستعانة بالاوزان والجذور والقوافي الشعرية العربية .
ومنه نقول في محاولة اولية بسيطة الاجابة على الاشكالية ، هو ان ذلك راجع الى تشتت اليهود وعدم استقرارهم على موطن واحد، الى ان استقروا نسبيا في الاندلس ، وبذلك عرفت اليهودية عصرها الذهبي بحكم جو التسامح والتعايش في الاندلس ، الامر الذي ساعد على ازدهار الانتاج الادبي واللغوي العبري وظهور شخصيات ما زالت تحتل مكان الصدارة حتى اليوم في الكتابات الدينية اليهودية والعبرية ك" موسى ابن ميمون " و سعديا الفيومي " .
لكن هذا العصر الذهبي للغة العبرية انتهى بسقوط الاندلس.
3 - موسى ابن ميمون:
قيل انه في 33 من عمره كان من شراح التوراة، حيث شرح اسفار موسى الخمس بالاضافة الى هذا بوبها تبويبا منطقيا، وبالتالي طبق المنطق على التوراة .
وعرف ايضا بتفسيره الرمزي ، وقيل انن لم يؤثر في اليهود احد منذ موسى عليه السلام الا موسى ابن ميمون.
اما بخصوص تفسيره للتوراة فهو قائم على ثلاثة معاني وهي:
1 - معان حرفية: موجهة للعامة ، السفهاء، السدج ، الغير متعلمين.
2 - معان رمزية :تحوي قصة الخلق او هي قصة الخلق
3 - معان مجازية: ذات الصفات الالهية، الله عالم بكل شيء ، وهو عين ذاته ، ومنه الصفات هي عين الذات.
كما نخص بالذكر امن " موسى ابن ميمون " يرى ان "عالم" عند اللعه ليست هي نفسها عند الانسان.
اذن ما هي الاسباب التي جعلت اليهود في العصور الوسطى يسعون الى جعل الغة العبرية لغة حية ؟
يمكننا اجمالها فيما يلي:
1 - التاثير العربي بقضايا النحو خاصة
2 - الخوف من مزاحمة اللغة العربية ذلك لانهم كانوا يكتبون باللغة العربية فخافوا بالتالي على طمس لغتهم مما يعني طمس هويتهم
3 - من ناحية دينية حاولوا تبسيط النص الديني لان لغتهم كانت لغة صعبة ومعقدة، وهنا كان لجوء اليهود الى اللغة العربية، ولكن بعد القرن 9م اعادوا الاعتبار في لغتهم وقاموا بنهضة فيها
*الاكرون لسعدية الفيومي :
يحتوي باحتصار على مايلي:
ا - مقدمة ( حروف اصلية، الزوائد...)
ب - الجذر المشترك: عبرية - عربية - سريانية
ج- ما تفردت به اللغة العبرية
*كتاب الكناشة لمناحيم ابن سروق:
يعرض فيه لأول مرة التصور الصرفي للأفعال والاسماء، وما تجدر الاشارة اليه هو ان " ابن سروق " كان معارضا لنشوء النحو العبري على معايير النحو العربي.
*كتاب اللمع لابن حيوج:
من هنا بالذات بدات تتجسد المرحلة العلمية.
*كتاب الموازنة بين اللغة العبرانية واللغة العربية للإبراهيم بن اسحاق الاندلسي:
قام فيه بموازنة بين اللغة العبرانية واللغة العربية.
من خلال ذلك كله اكتمل التصور الصرفي للأفعال، حيث كل فعل لا يقل 3 احرف.
وبالتالي اكتملت اللغة العبرية في حدود القرن 12/11م كلغة قائمة بذاتها.
من هنا نتساءل ونقول: هل باكتمال اللغة العبرية من حيث النحو والصرف وما الى ذاك جعل منها لغة حية متداولة بين اليهود ؟
نقول بانه بالرغم من اكتمال اللغة العبرية كلغة قائمة بذاتها لها قواعداها وخصوصياته الا انها لم تصبح لغة حديث طوال تلك الفترة الا انها اصبحت فيما بعد كما سيتضح من خلال هذة النبذة الخفيفة.
في حدود فترة الثمانينات من القرن 18م والمسماة بفترة الهسكلاة اعتيرت هذه المرحلة بداية عصر جديد في تاريخ الادب العلماني للغة العبرية، اذ اجتهدت جماعة من المتنورون اليهود يدعون بالمسكليم وذلك من اجا احياء اللغة العبرية وتحويلها الى لغة حديث بين الناس ، لكن رغم كل تلك المجهودات فشل مشروعهم.
ولكن مع بدا الاستيطان اليهودي لفلسطين استمر اللغويون العبريون في محاولاتهم لاخراج اللغة العبرية من الكتب والصحف الى الشارع واستعملوا الكثير من التعديلات والتطويرات من اجل تليينها على الالسن وتسهيلها، ونجحوا بالفعل في اخراج ما يعرف اليوم باللغة العبرية الحديثة.

الى الاستاذ بلال موقاي

تحية طيبة .
اما قبل ,
هذا رد يفصح عن الاخطاء والعوائق الابستيمووجية التي اعترت اللغة العربية طيلة التاريخ اللغوي الانساني , عند اهلها قبل الاخرين .
الرد الاول :

جاء قولكم ان اللغة العبرية من اللغات السامية .
اولا ان تصنيف اللغات الى سامية وحامية ويافتية وغيرها , تصنيف يقوم على اساس عرقي او جنسي بشري , ولا يمكن تقسيم اللغة مهما كانت بناء على العرق او الجنس او اسم الشخص التي تكلم بها او استعملها اول مرة , ان اي لغة مهما كانت , لا يمكن ان يتكلم بها شخص واحد في البداية سواء كان ابن نوح او ابن ابراهيم ...لا يمكن تقديم انتماء ذاتي للغة تعود فيه لشخص واحد هو يافت او حام او سام او غيره ..هذا يتناقض مع مبدات التطور اللهجي ويتناقض مع طبيعة تكوين اللغة واستعمالها واستفادتها من لغات اخرى سواء في العصر الحديث او القديم ويتناقض مع مفهوم التوليد بصفة عامة .
هذا التصنيف في اصله قال به المستشرقون اليهود في مرحلة بداية المشروع الصهيوني على يد هرتزل , وهو في ذاته خطة عنصرية ثقافية لغوية وحضارية , تؤدي الى القول بان منطقة ما بين الفرات والنيل هي ارض اميعاد , وتؤدي الى القول والاعتراف في النهاية وبشكل تلقائي بان العنصر البشري العبري او اليهودي عنصر مميز ومختار من طرف الله تعالى . هو خطة بسيطة تؤدي العنصر اليهودي عن باقي العناصر البشرية الاخرى , رغم ان من بين اليهود من هو يهودي بالديانة فقط وليس بالدم او بالجينات او بانتمائه الى القبائل الثنا عشر اليهودية ..
ان او نص ديني سماوي لغوي مكتوب وصلنا هو العهد القديم , باللغة العبرية ..وهو نصوص وكتب الانبياء من بني اسرائيل ...نحن هنا امام اللغة ولا يهمنا الدين في شئ , اما اقدم نصوص وصتنا بخط بشري مكتوب , هي النصوص السومرية بحروف مسمارية والنصوص الفينيقية بحروف اوغاريتية الاولى في الشمال الشرقي لجزيرة العربية والقثانية في الشمال الغربي لها ( لبنان حاليا ) , منذ ذلك الحين توالت نصوص قصيرة او طويلة بخطوط مختلفة منها النبطي والمسند والسرياني وغيره ...وعرفت الجزيرة مجومعة من اللغات متعددة ومتنوعة , نفهم هذا الكلام من خلال قولهم ( في بابل تبلبلت السنتهم ) اي تعددت اللغات في فترة زمنية معينة .. ان ما وصلنا ووصفناه سابقا هو ما يدعم فكرة بناء التاريخ الانساني ومنه على الخصوص تاريخ الشرق الاوسط على اسس عرقية عنصرية , لا علاقة للغة البشرية بالعنصر البشري ..هذا تجده واضحا في القران الكريم ( انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون ) والنسب هنا لا يعود على العرب باعتبارهم عنصرا بشريا , بل يعود الى اللغة اللغة وليس الى البشر .. وهذا واضح في الاية ...( قرانا عربيا ) اي بلغة عربية , مهما كان الشخص او الجماعة التي تتكلم باللغة العربية , فالقران منزل لكل من تكلم العربية او فهمها او استعملها ...سواء كان عربيا بالانتماء الدموي او لم يكن .
وانماجاء ذلك التصنيف من طرف المستشرقين اليهود في الغرب من اجل اتباث طروحاتهم الدينية ومنها ارض الميعاد ...وتبعه في ذلك الغرب ..بمهعاهده ومؤسساته وكنيسته , اول تغيير يسير في هذا الاتجاه هو تحول المسيحية من مسيحية تقليدية (الارتوذكس والكاتوليك ) الى مسيحية بروتستانتية , ويد اليهود هنا غير بعيدة في المانيا , والتحول الحاسم هو انتقال البروتيستانيتة الى الانغليكانية , وهو المذهب الذي اجتمعت فيه اليهودية والمسيحية باعتراف صريح بالعهد القديم كنص تاريخي ديني هو ااصل .. لتعود الكنيسة الكاتوليكية في هذا الزمن الى الاعتراف بهذا النص , الاعتراف باليهود , رغم انهم كانوا متهمين فيما قبل بقلت المسيح ...الخ .يعد العهد القديم نصا محورا في الفكر الغربي الحديث ونصا تاريخيا مرجعيا في الحضارة الغربية الحديثة ..وهذه كلها قضايا ملفقة .
التصنيف اصلا عمل صهيوني من اجل اتباث الحق التاريخي والديني لدولة اسرائيل بين الفرات والنيل , والغريب في الموضوع , انك حين تفتح كتب اللغة العربية تجد علماء عرب , يقومون بنفس التصنيف فاللغة العربية واللغة اعبرية هما معا من اللغات السامية , فتقف اللغة العبرية على قدم المساواة مع اللغة العبرية , وهذا خطأ اساسه الاعتماد على النظريات الغربية الملفقة ...والكسل في البحث العلمي والاركيولوجي والتاريخي .. من طرف المسلمين ..والعرب خصوصا .
والحقيقة العلمية , تقول , انه لا يمكن ان يخرج من نوح او من ابنائه لغات متعددة في ظرف زمني وجيز ..ثم تنقسم الامم بناء على تصنيف عرقي دموي في فترة زمنية قصيرة , ذ ان تحول اللهجات الى غات ياخذ مدة زمنية طويلة , وذلك من اجل بناء النظام اللغوي لكل لهجة على حدة لكي تصبح لغة قائمة بذاتها , لكنها غير منفصلة عن اللغة الام . تحتاج اللهجة الى قرون عدة من اجل ان يقوم لها كيان ذاتي ..بل ان اللغة التي تنقسم الى لهجات , يصعب لملتها عمليا لتعود الى اصلها ... وانت تجد اللغة الواحدة التي اصلها لهجة من اللهجات التي تنتمي للغة ام واحدة , تجدها تضم كل الدلالئل والحجج الصوتية والتركيبية واصرفية..والمعجمية التي تفضح انتمائها الى اللغة الام . ترى هذا مثلا مع اللغات الاوروربية في علاقتها باللغة اللاتينية , ودليله مثلا ما تلاحظه من انتشار كبير انجليزية في كل مناطق العالم ...وقد تتحول اللهجة الانجليزية الواحدة الى لغة مستقلة في منطقة ما من العالم ...وسبب كل ذلك , الهيمنة الاقتصادية والعسكرية والتجارية والثقافية والدينية وعوامل اخرى ...
اذن السؤال هل هناك اصل للغة اي لغة كانت ؟؟؟

ثانيا
جاء تصنيفكم للغة العبرية كما يلي ( لغة كنعان , لغة عبرية , لغة اليهود , الغة المقدسة ) هذه الاسماء تدل على لغة واحدة ,
لكن جاء قولكم التالي ( مرحلة العبرية القديمة الخالصة, ما قبل بابل مع يهوذا وإسرائيل ) , ليدل على غياب الاصل الحقيقي للغة العبرية , لانكم استعملتم لفظ ( ما قبل بابل , ولفظ العبرية الخالية ) , لم تكن العبرية في يوم ما لغة خاصة , كلامكم دال على فقدانكم للاصل , وهذا هو بالضبط مقتل القضية عند اليهود ..اذا حين تصل بهم الى قضية الاصل , فهم يعجزون عن ذلك ...
نعم للعبرية اصل , ونعود بها الى ابراهيم عليه السلام وابنائه الذين اطق عليهم بني اسرائيل . ما هي اللغة التي تكلم بها ابراهيم عليه السلام ؟ هل كان يتكلم اللغة العبرية .. ..؟ .التاريخ يقول لنا ان ابراهيم هاجر من اور المدينة العراقية الى فلسطين عبر الرافدين والشام ثم هاجر بعد ذلك الى مصر ثم الى الحجاز ليدعم رفع البيت الحرام بمكة حاليا . يقول لنا التاريخ ايضا ان النبي اسماعيل .. ( صلوات الله عليهم جميعا ) اول من تفتق لسانه , باللغة العربية وهو في سن الرابعة عشرة .. هذا تقول عدد المصادر العربية , فهل يصح هذا القول ان اسماعيل الذي عاش مع ابيه ابراهيم وهاجر معه الى الحجاز ان تتفتق اللغة العربية هكذا فجأة وطفرة باللغة العربية ؟؟ و ما هي اللغة التي اخذها اسماعيل عن ابيه وامه منذ الرضاعة ؟؟؟ اذ عمنا ان منطقة اور في العراق هي المنطقة التي ظهر فيها الخط المسماري واللغة السومرية , واذا علمنا ان الاكاديين هاجروا من الخليج العربي حاليا الى منطقة تواجد السومريين وان الاكادية لا تختلف عن العربية الحالية , وان الاكاديين و السومريين اختلطوا وهذا امر ليس باليسير اذا كان الاكاديون والسومريون من جنسين مختلفين وبتكلما لغات مختلفة ..نكتشف ان الاكاديين والسومريين هم من بنى الحضارة البابلية .. وان ما سمي ببلبلة لالسن ببابل , ليس الى انقسام لهجي للغة واحدة فما هي تلك اللغة ؟؟؟
وما هي اللغة الكنعانية , نحن نلاحظ ان الله تعالى يعد بني اسرائيل بارض في بلاد كنعان , وبالهجرة من مصر الى تلك البلاد التي ستصبح الارض الموعودة في تاريخهم ..ان الكنعانيين هم الفينيقيين وهو قسمين كنعانيو الداخل ( الاموريون ) وكنعانيو الساحل هم الفينيقيين . اما هذا المسارالتاريخي والجغرافي ... ما هي اللغة التي كان يتحدث بها اباهيم عليه السلام وابناؤه ؟؟ان المرور عبر بلاد الرافدين والوصول الى لاشام ثم فلسطين , يعني ان ابراهيم كان يعلم الطبيعة الصحرواية للجزيرة انذاك , وان عملية اتصحر كانت قد تمت تضاريسيا ومناخيا في الجزيرة العربية ولو سافر ابراهيم مباشرة من اور الى فلسطين لكان ذلك اقضر الطرق , وهذا يعني ان ابراهيم تجنب الطريق الصحرواي اصعب ..ثم ان عودته الى فلسطين التي ولد بها , تعني انه كانت هناك علاقات بين شرق العراق والخليج مع ارض كنعان ..واللغة هنا التي كان يتكلم بها ابراهيم عليه السلام هي العربية , مهما كان الخط الذي كتبت به و اكادي او سومري او فينيقي او بابلي , النصوص اللغوية الموروثة عن الاموريين داخل بلاد كنعان اي سوريا والاردن حاليا تتبث العلاقة بين بابل والكنعانيين , اذن القوم كانوا يتكلمون لغة واحدة بلهجات مختلفة وخطوط ورسوم مختلفة منها الخط السومري المسماري ..في حين يعيد العلماء في الغرب اللغة السومرية الى اللغة اهند اوربية ويعدونها احدى اللغات السنسكريتية وهذا خطا مقصود , وهجرة السومريين مثل الاكاديين تعود الى مرحلة جفاف الخليج وانحسار الماء وتكون الخليج العربي وانتشار الصحراء , وهذا معناه انه امام انحسار مياه الخليج وعمليات التصحر , انتقل السومريين من منطقة الخليج الى شماله في الجنوب الشرقي للعراق والتحق بهم الاكاديون فيما بعد , ,,هكذا نظهر التلفيقات والتزويرات التي قام بها علماء الغرب في اكثر من واجهة ... ... اذن سواء وجد ابراهيم عليه السلام في الشمال الشرقي من الجزيرة العربية او في الشمال الغربي منها فلغته كانت هي اللغة العربية في احدى اللهجات .. وبقيت اللهجة العربية الاصلية محتفظة بنفسها داخل صحراء الجزيرة العربية الى مجئ الرسالة النبوية المحمدية , واللغة اتي تكلم بها اسماعيل وورثها عن ابوه هي اللغة العربية وهي اللغة الحجازية ولغة قريش , وعليها تم الاعتماد من اجل تدوين القرآن الكريم ... اين اللغة العربية وما موقعها من كل ذلك ؟ العبرية في حقيقتها لهجة من اللهجات العربية , انتقلت مع يعقوب وابنائه يوسف الى مصر .. والقصة معروفة ...للجميع , هناك في مصر تكونت ما يسمى القبائل الثنا عشر اليهودية , والتكوين هنا ليس تكوينا دينيا وانما اقصد التكوين اللهجي الذي سيصبح لغة اسمها اللغة العبرية من ( عبر ) وليس من ( عرب و الاعراب ) بعد مجئ موسى عليه السلام , تكون العبرية انذاك قد تاسست كلغة قائمة بذاتها .. وهذا اخذ قرونا من الزمن .. اي .الى مجئ اول نص سماوي على عهد موسى عليه السلام .
اما قولكم ان اللغة العبرية عرفت انحسارا وازدهارا فهذا امر وقع حتى مع اللغة العربية .. زمن العباسيين مثلا او زمن الاتراك .. في الزمن الاول عرفت اللغة العربية كلغة علم وحضارة وانتشرت في العالم المعروف انذاك , في زمن الاتراك اصبحت العربية لغة دين ومساجد فقط . والادلة على ان اللغة العبرية اصلها الام هو العربية , هو المعجم العبري المعاصر , اذ نسبة 60 % منه يعود الى العربية , النسبة الاخرى تعود الى لغات اوروبا الشرقية او اوروربا الغربية ..وفي الزمن الحديث وبالضبط سنة 1936 تم بناء النحو العبري الحيدث من خلال النحو العربي , على يد عالم نحو يهودي من مدينة فاس , نسيت اسمه الان . ولكنها حقيقة موثقة ... ولو لم يكن للعبرية علاقة بالعربية لما اخذ هذا العالم النحو العربي وجعله خلفية وبناء النحو واللغة العبرية الحديثة ...
النتيجة ان غياب نصوص عربية قديمة بالخط الذي نعرفه الان لا يعني ان العربية وجدت مع اسماعيل فقط او غيره فهذا يتناقض مع ابسط الحقائق العلمية اللغوية .. ولو انتبهت للخط العبري في القديم والحديث ..ستجده في حقيقته متلائما ومشابها للخط العربي في اصوات كثيرة ومتعددة , اما الذي فقدته العبرية مقارنة مع لغتها الام العربية , هو النظام الاعرابي , وهو بالضبط ما حافظت عليه اللغة العربية من داخل منطقة الحجازومن داخل الصحراء العربية ... اي القبائل . ومنه انطلق العلماء العرب القدماء في مرحلة التدوين والاحتجاج والرواية والجمع ..ونبذوا كل اللهجات سواء كانت تقع داخل صحراء الجزيرة او على اطراف الجزيرة العربية . ...ويمكن فهم كل ذلك , في مرحلة ما بعد ظهور الاسلام , اذ في ظرف اربعين سنة اندثرت اللغة الارامية من منطقة الشام , لصالح العربية , وهذا امر غير طبيعي يدل ايضا على ان اصل الارامية التي هي اصل النبطية كتابة على الاقل ... هي بدورها كانت لهجة عربية ...

ما أصل اللغة؟
أصل اللغة غير معروف ويقال بأن اللغة قديما كانت عبارة عن إشارات ورسومات على الجدرات والأحجار ومن ثم تطورت وأصبحت عبارة عن حروف وكلمات.وعندما نعود الى كتاب الله نرى ان الله قال في كتابه العزيز نصّ الآية الكريمة ...و علم آدم الأسماء كلها..........
فما هي هذة لغه التعليم ؟؟ام ان اصل اللغة مرتبط بأصل الخلق؟؟
باختصار بضعه اسئله اوردها بشكل نقاط :

1) ما أصل اللغة؟
2ماهي هذة لغه التعليم التى علمها الله سبحانه وتعالى لسيدنا ادم عليه السلام؟
3)هل اصل اللغه مرتبط بأصل الخلق ؟

أصل اللغة والمعروف أيضا بالغلوتوغوني بالإنجليزية: glottogony هو موضوع حاز على اهتمام كبير على مدى التاريخ. استعمال اللغة هو أحد الصفات الواضحة والتي تفرق بين الـ " الإنسان الحديث " والفصائل الأخرى. على عكس مهارة الكتابة فإن اللغة المنطوقة لا تترك دليلا ثابتا عن طبيعتها أو وجودها.ان جميع الكائنات لديها قدر من الوعي والإدراك‏ والشعور والانفعال والتعبير والتخاطب بأشكال مختلفة. معظم الكائنات تصدر أصواتا مختلفة للدفاع والهجوم وفي التجاذب الجنسي. تجسدت هذه المقدرة بشكل كبير في الإنسان.. عبرالإنسان عن نفسه وتخاطب بلغة الإشارة بحركات يديه وجسمه وتعابير وجهه وبأصوات مختلفة التلحين تشبه اصوات الحيوانات. ثم تميزت في الإنسان بالمقدرة على الكلام والقراءة والكتابة وصف الإنسان بأنه حيوان ناطق؟ وحتى يتمكن الإنسان من الكلام: يجب أن يتكون مركزخاص في الدماغ متصل بمركز السمع بالغ التعقيد يتحكم بواسطة الأعصاب بالعضلات اللازمة في الفم واللسان والحنجرة والفكان والأسنان والرئتان.وربط مراكز الدماغ لتتناسق مع حركات اليد والرأس والجسم في نفس الوقت.وثبت من المتحجرات(الأحافير) وجود عضلة" الدايجاستريك " " العضلة ذو البطنين"من الفك السفلي وهي ضرورية للتحكم في الحنجرة.فوضع الحنجرة في الإنسان تختلف عن وضع الحنجرة في باقي الثدييات أو الكائنات الأخرى وهذا يمكنه من النطق وتمكين العضلات من التحكم في الحنجرة.
ومهما حاولنا تعليم الشمبانزي النطق والكلام فسنفشل لعدم وجود مركز عصبي في الدماغ والأعصاب الللازمة للتحكم في العضلات. الببغاء يستطيع ان يتحكم في عضلاته فينطق بالكلمات التي يسمعها بالتقليد وهو يستطيع ان يحفظ في ذاكرته بعض الكلمات التي سمعها فيعيدها ولكنه لا يستطيع ان يفكر ويعبر عن نفسه بالنطق أو يؤلف كلمات أو جمل بنفسه بدون أن يسمعها لعدم وجود المركز الخاص لذلك في دماغه صغير الحجم
تقع منطقة الكلام في الدماغ في مركزين رئيسين هما مركز بروكا ومركز فيرنك(وبهما ثمانية مراكز). مركز بروكا يتحكم في فهم الكلام عن طريق السمع أو القراءة ونطق الجمل حسب قواعد اللغة. بينما مركز فيرنك يتحكم في المقدرة على الفكر والإدراك ثم إرسال التعليمات لمركز بروكا للتعبير عن هذه الأفكار قراءة أو كتابة أو بالإشارة. لا تتكون هذه المراكز مرة واحدة في نفس الوقت بل تتدرج مع نمو الطفل ودماغه. الطفل الصغير يستطيع ان يفهم اللغة قبل أن يستطيع ان يعبر عن نفسه بنطق الكلمات بل يعبر عن نفسه بالإشارة اوالبكاء أو الابتسام والضحك. بدأ التخاطب بين الكائنات (في الإنسان والحيوان) بالإشارة وإصدار الأصوات مختلفة التلحين والنغمة ويتعابير الوجه لذلك المريض المصاب بباركنسون يفقد تعابير الوجه. تنشأ مراكز الكلام الثمانية في الدماغ تتدريجيا حسب الترتيب التالي:
• مركز 1: أول المراكز التي تتكون في الدماغ وتختص بفهم الكلمات منفردة عن طريق السمع.
• مركز 2: ويختص بنطق الكلمات منفردة.
• مركز 3: ويختص بالمقدرة على قراءة الكلمات بالنظر وفهم لغة الإشارة.
• مركز 4: ويختص يالمقدرة على التعبير بلغة الإشارة أو كتابة الكلمات.
• مركز 5: ويختص يالمقدرة على فهم الجمل عن طريق السمع.
• مركز 6: ويختص يالمقدرة على قراءة الجمل بالنظر.
• مركز 7: ويختص بالمقدرة على نطق الجمل.
• مركز 8: ويختص بالمقدرة على كتابة الجمل.
جميع هذه القدرات لها مراكزها الخاصة في الدماغ وتتحكم بها جينات مختلفة. نجد بعض الناس يعرف ما يريد ان يقول أو ما يرى ولكنه لا يستطيع ان يجد الكلمة المناسبة أو الجملة اللازمة نطقا أو كتابة. المراكز 1-4 ميزت الإنسان باللغة والمراكز 5-8 ميزت الإنسان بالبيان. المراكز 1و3و5و6 هي مراكز استقبال كجهاز الإستقبال. المراكز 2و4و7و8 هي مراكز إرسال كجهاز الإرسال. في بعض إصابات جلطات الدماغ لا ينطق المصاب إلا كلمة واحدة اوكلمتين لتعبر عن كل شيء.وفي بعض حالات الغيبوبة يسمع ويفهم المصاب كل ما يقال له ولكنه لا يستطيع الرد. وقد ثبت في بعض حالات التخدير ان المريض كان يسمع ويفهم كل ما كان يدور في غرفة العمليات. الدليل الوحيد الذي يدلنا على مقدرة الإنسان على الكلام هو عمل مجسم من الجبس للدماغ في الجمجمة واستنتاج احتمال وجود منطقتي مركز الكلام الرئيستين في المجسم. تم حديثا اكتشاف جين الكلام "فوكس ب 2 ". FOXP2 قد يستطيع العلماء اكتشاف جين الكلام الذي ينفرد به الإنسان عن جميع الكائنات الأخرى. بعض العائلات الحديثة ينعدم بها هذا الجين فلا يستطيعون الكلام أو الفهم. لا يمكن ان نعرف اللغة التي تكلمها ادم لأن الحفريات تشير إلى ان اللغة ظهرت فجأة بتغيير تركيب الدماغ قبل 50 الف-200 الف سنة.
أهم ميزات اللغة في الإنسان هو المقدرة على تركيب وتوجيه السؤال وإصدار لغة الأمر والمقدرة على العد والحساب. عندما وضع السومريون حساباتهم لم يصلوا إلى أكثر من الرقم 60 وكانوا بعد 60 يبدؤن من جديد في مضاعفات مجموعة الستين.وانتقلت هذه الأرقام بعدهم إلى البابليين ومنهم نشأت تقسيم الساعة إلى 60 دقيقة والدقيقة إلى 60 ثانية؛ وزوايا الدائرة 360 درجة والتقسيمات الجغرافية. فالرقم 60 هو الرقم الوحيد الذي يمكن قسمته إلى الأرقام الستة1-6.وجدت الواح فخارية كتب عليها البابليون جداول الضرب ولم يصلوا إلى أكبر من 60. وعند قسمتها إلى عدد أصابع اليد 5 =12 وهي الدزينة وكان تدوين حساباتهم في مضاعنات الدزينة =12 على اصابع اليد. وما زال الناس حتى الآن يستعملون اصابعهم للحساب والترقيم.. واستعملت الدزبنة كوحدة للتعامل وما زالت تستعمل إلى الآن في بعض المجتمعات. واعتبر الرقم 13 كعدد شؤم لكسره وحدة الدزينه. وقسم اليوم إلى 12+12= 24 ساعة.وكان تقويم السنة القمرية عند السومريون والبابليون 12 شهرا واستعملها الإغريق إلى ان وضع ملك روما الأول – رومانوس- السنة الشمسية. استعمل البابليون النقطة لتدل على لا شيء ولم يسموها الصفر ولم يستعملوها للحساب أو الترقيم. وضع العرب الأرقام الحسابية الحالية واستعملوا النقطة لتدل على الصفرالذي طور علوم الحساب والتقدم العلمي الحديث. البابليون أول من كتب الكتب ومنها اتت كلمة بايبل وتعني الكتاب اي الإنجيل.
تدل الحفريات التي قام بها الأوروبيون حتى يومنا هذا ان الإنسان الأول ظهر في شرق أفريقيا بما يعرف اليوم اثيوبيا وارتريا. إختلف تركيب أجسام وتفاطيع وجه وأنف سكان ارتريا من شرق أفريقيا اختلافا كليا عن باقي سكان أفريقيا. تجاور هذه المنطقة ارض مكة واليمن عندما كانت الجزيرة العربية متصلة بشرق إفريقيا إلى ما قبل 20 مليون سنة؟ وكانت مليئة بالغابات الاستوائية والأنهار والحيوانات كجزء من أفريقيا. فهل ستظهر الحفريات مستقبلا تواجد الإنسان الأول في شرق الجزيرة العربية؟؟ وخاصة ان الأساطير العربية تقول ان آدم نشأ في في جنة عدن وهاجر إلى مكة وبنى الكعبة؟؟؟ وإذا اثبتت الحفريات ان الإنسان الأول ظهر في شرق الجزيرة العربية فهل هذا دليل على ان اللغة العربية هي اللغة الأولى في الكون ؟قال " ابن قتيبة" في المعارف ان الحروف العربية التي لم تكن منقوطة ولا مشكلة تفرعت عنها كل لغات الأرض فنصف حروف العبرية والأرامية عربية.
الإنسان المخلوق الوحيد القادر على التفكير المجرد والقدرة الفائقة على الوعي والإدراك واستعمال اللغة والنطق والتخطيط بدليل كبر حجم الدماغ. فلديه المقدرة على العد والحساب وعلى تركيب وتوجيه السؤال وإصدار لغة الأمر – كيف؟ ولماذا؟ ومتى؟ ومن أنا؟ فبدأ يسأل نفسه كيف بدأ الكون وكيف خلق وأين المصير وماذا بعد الموت؟ وهذا من أهم ما ميزت الإنسان عن باقي المخلوقات.
نستطيع أن نتعلم اللغة عن طريق السمع أو النظر بالعين أو اللمس (طريقة بريل). تعلم الإنسان الكلام عن طريق السمع اولا قبل أن يتعلم النطق بالكلمات عن طريق النظر اي الكتابة أو القراءة. فالطفل يتعلم اللغة أولا عن طريق السمع وحركات اليد وتعابير الوجه. الأذن لا تنام فحاسة السمع متوفرة ليلا نهارا بينما النظر لا يتوفر طيلة الوقت فيتوقف في الليل والظلمة والنوم. والنوم وبالرغم عن ذلك تعتمد على السمع الذي ينبهها قبل أن ترى العدو.
رغم أن حاسة الشم قوية عند الحيوانات وتتخاطب وتتعامل عن طريق حاسة الشم. إلا أن الحيوانات البحرية وبعض الحيوانات كالحصان لا تغمض عيونها أثناء الليل أما الخفاش فلا يرى بل يعتمد على الموجات الفوق صوتية.
تقريب للفهم:
ولد حديثا توأمين في تونس لا يستطيعون الكلام بل ولا يستطيعون فهم ما يقال لهم ويتصرفون كالذئاب ويصدرون اصواتا كفحيح الأفاعي أو عواء الذئاب ولم يروا في حياتهم الذئاب أو الأفاعي. لا شك ان المركز العصبي الذي تميز به الأنسان معدوم عندهم. وتوجد عائلة في بريطانيا نسلهم لا يستطيع تركيب الكلمات ونطقها حسب الأصول. ويعتقد بان السبب هو تشوه في تركيب جين الكلام. وقد قدمهم برنامج التاريخ من محطة سكاي.وهناك اطفال يولدون بجمجمة صغيرة ولهم دماغ صغير ولا يستطيعون التكلم ويعتبرون متخلفين الكتابة الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يمكنه استعمال القلم وذلك بوجود المركز العصبي في الدماغ الذي يتحكم في حركات الأصابع سواء في اليد أو القدم وحتى بتحريك الرأس أو الجسم وربطه بمركز النظر. عبر الإنسان الأول عن نفسه وما حوله بالرسوم في الكهوف وبحفرالتشاريع على المسلات الحجرية إبتكر السومريون الكتابة المسمارية وتعتبر أول أنواع الكتابة وسميت بالمسمارية لأنها كتبت على شكل خطوط شبيهة بالمسامير وتكتب بالمسامير على الطين من اليمين إلى اليسار.وقد بدأت حوالي 3600 سنة قبل الميلاد وابتكر الفراعنة الأحرف الهيروغليفية وهي مجموعة من الرسوم استخدمو صور البشر والطيور والثدييات والنباتات وكانت تصويرية وصوتية. وفي الشرق الأقصى استعملواالأحرف الصينية واليابانية وهي اقرب إلى الرسوم منها إلى الأحرف في اللغات الأخرى.اما الفينيقيون فابتكرو الأحرف الفينيقية النتي تتركب من 22 حرفا صوتيا وكانت تكتب من اليمين إلى اليسار التي انبثق عنها احرف جميع اللغات الإغريقية كاليونانية واللاتينية ووصفها هيرودت بالأحرف الفينيقية عندما قامت اميرة فينيقية اسمها "يوروبا" بنقل الأحرف إلى أوروبا بعد أن تزوجها امير يوناني وغيروا أتجاه كتابتها لتصبح من اليسار إلى اليمين. لا نستطيع ان نعتمد على المنقول شفهيا فهو قابل للتغير والنسيان وتطعيمه بافكار الناقل التي تزداد وتنقص وتتغير مع الأجيال.أما المكتوب فهو موثق ويمكن الاعتماد عليه. ولكن لا يمكن الاعتماد على ما هو مكتوب حرفيا ما لم تكن الكتابة أصلية ؛ إذ ان المعنى يمكن ان يتغيرعندما ينقله الناسخ من الأصل أو بالترجمة فيدخل عليه بالنقصان أو الزيادة حسب مفهوم ومزاج الناسخ فتختلف المعاني ويتغير المقصود الأصلي من جيل إلى أخر وكلما زاد الزمن زاد الاختلاف والتحوير.ويتأثر أكثر عندما كان يتم النسخ باليد بالمقارنة مع اختراع الطباعة. فالنسخ يعتمد على يد الناسخ وجودة خطه فعدم وضوح حرف واحد في الكلمة أو سقوط كلمة أو سطر كامل من النسخ قد يقلب المعنى المقصود رأسا على عقب ويزداد الالتباس مع تدرج الأجيال.في زمن الفراعنة كان الفرعون الجديد يمحوما حفره الفرعون الذي قبله على الحجر ويحفر ما يريد وحسب رغبة وتأثير الكهنة في المعابد. وعندما سبى حمورابي العبرانيون إلى بابل فقدوا اي صله لهم بالماضي واندثرت اللغة العبرية وتعلموا اللغة الارامية حتى بعد أن سمح لهم الفرس بالعودة إلى القدس لم يتكلموا اللغة العبرية بل الأرامية(السريانية) وكانت هذه لغة المسيح. ويقال ان حزكيل كتب ووعظ الكابالاة في بابل وصفد في فلسطين باللغة الأرامية.. يمكن الاعتماد على الكتابه كمرجع إلى حدود خمسة آلاف سنه وهو موعد بدء الكتابة. اما قبل ذلك فعلينا الاعتماد على ما نجده من الصور المرسومه التي تعود إلى حوالي عشرة آلاف سنة.