اللغة والمنطق



إن مناقشة العلاقة بين اللغة والمنطق تظهر لنا نتائج ذات أهمية كبيرة في التفكير الإنساني منها:
1 – أهمية اللغة للفكر، خاصة في مسألة التعبير، فهي وسيلة تعبير لا غنى عنها.
2 – حاجة المنطق لترجمة " الصور " إلى واقع، و لإتمام عملية التجريد التي احتضنتها اللغة، لان تصور ماهية " الإنسان " مثلا سابقة على لفظ إنسان، وهنا تأتي بداية المنطق التي تمثلها التصورات ليتم البحث مباشرة عن ألفاظ للتصورات القائمة في الذهن.
- في مجال العلاقة بين المنطق واللغة ظهر أن اللغويين فرضوا على أنفسهم وعلى من تلاهم معرفة المنطق لتحصل لهم ملكة التركيب اللغوي الصحيح .
تقريب للفهم: لو أخذنا العبارة " الإنسان حيوان ناطق " ، تركيب يطلق عليه في اللغة "جملة" ويطلق عليه في المنطق " قضية " والتركيب نفسه خاضع للعلمين معا خاضع لعلم اللغة من حيث التركيب وترتيب الألفاظ في تركيب يدل على معنى مفهوم. وللمنطق من حيث المعقولية وتنظيم التصورات في شكل مفهوم.
3 – تبنى المنطق واللغة لمبحث اللفظ والمعنى كان مثار اهتمام ففيه تظهر منطقية اللغة إذ إنها اهتمت باللفظ من ناحية دلالته على المعنى، والمنطق بحث في المعنى من خلال تعبير اللفظ عنه فأول الخطوات التي اشتركا فيها معا هي ما يعرف حديثا ب" السيميولوجيا " أو علم الدلالة "sémiologie" الذي يدرس الألفاظ والكلمات والحروف فهو علم جمع الاثنين.
4 – إن اهتمام المنطق بتركيب القضايا، واهتمام اللغة بتركيب الجمل جعلهما يلتقيان فالقضية وهي وحدة التركيب المنطقي وأصل الاستدلال فيه والجملة وهي وحدة التركيب اللغوي وهي أساس النحو، ومن هنا التقيا في البناء الصوري للغة أو ما يعرف حديثا ب" syntaxe".