لنصب على نزع الخافض : ــ

الأفعال تنقسم أقساما كثيرة باعتبارات مختلفة من حيث الصحة والاعتلال، ومن حيث التمام والنقصان، ومن حيث التجرد والزيادة، ومن حيث التعدي واللزوم ومن حيث الزمن الماضي والحاضر والمستقبل و سأوضح الآن معنى التعدي و اللزوم حتى نفهم معنى النصب على نزع الخافض :
أولا / الفعل المتعدي وهو الذي ينصب مفعولا به أو أكثر من مفعول به و سُمي متعديا لأنه تعدى الفاعلَ إلى المفعول به مثل كتب الطالبُ درسَه و حفظ المسلمون القرآنَ .
ثانيا / الفعل اللازم وهو ما يكتفي بفاعله و لا يتعداه إلى مفعول به مثل خرج محمدٌ و حضر الطلابُ .
ومن أقسام الفعل المتعدي
1 / ما يتعدى بنفسه وهو الذي ينصب المفعول به بدون حرف جر .
2 / ما يتعدى إلى المفعول به بحرف جر مثل مررت به رغبت في العلم فالهاء و العلم مفعولان بهما في المعنى ولكن لا يعربان مفعولا به .
وهذا النوع من الأفعال إذا سقط حرف الجر فإننا ننصب الاسم الذي نُزِع منه حرف الجر .

تعريف النصب على نزع الخافض :ــ
مادة: (نزع) تدلّ على القلع والإزالة يقال: نزع النجارُ المسمارَ فهو منزوع بمعنى اقتلعه، ونزع الأميرُ العاملَ عن عمله أزاله
وعرفه النحاة بقولهم:"الاسم المنصوب بفعل حقه أن يتعدى بالحرف، لكنه حذف عند تعينه استغناء عنه سماعاً أو قياساً" لوصول الفعل إليه نحو قوله تعالى: (واخْتار موسى قَومَه سبعين رجلاً)، أي: من قومه.
ففي هذه الآية الفعل اختار متعدي بحرف الجر من فحذف هذا الحرف فنعرب قوم : اسم منصوب على نزع الخافض ( حذف حرف الجر ) و لا يُقال مفعول به .
أمثلة على نزع الخافض :
تقول سميته محمداً و الأصل سميته بمحمدٍ فلما حذف حرف الجر قلنا سميته محمداً فمحمدا اسم منصوب على نزع الخافض و لا يعرب مفعولا به
و مثله قول الشاعر :
أستغفر اللهَ ذْنباً لستُ محصيه **رب العباد إليه الو جه والعملُ
و التقدير أستغفر الله من ذنبٍ فحذف حرف الجر من فنصب ذنبا على نزع الخافض
ومنه قول الشاعر :
تَمُرّونَ الدِّيارَ وَلَمْ تَعوجوا**كَلامُكُمُ عَلَيَّ إذن حَرامُ
أي: تمرون بالديار، فحذف حرف الجر الباء فنصب كلمة الديار على نزع الخافض و لا يعرب مفعولا به .
ومثله قول الشاعر :
مِنَّا الّذي اخْتيرَ الرِّجالَ سَماحَةً**وَخَيْراً إذا هَبَّ الرِّياحُ الزَّعازِعُ
أي اختير من الرجال .
وقد يحذف الجار ويبقى عمله، ولا خلاف في شذوذ الإعمال حينئذٍ ومنه قول الشاعر:
إذا قيلَ أيٌّ النّاسِ شَرٌّ قبيلةً أَشارَتْ كُلَيْبٍ بِالأكُفِّ الأصابِعُ
بجرِّ (كليبٍ) أي: أشارت إلى كليب فحذف الجار، وأبقى عمله شذوذاً، وكقول الشاعر:
وَكَريمَةٍ مِنْ آلِ قَيْسَ أَلِفْتُهُ حَتَّى تَبَذّخَ فَارْتَقى الأعْلامِ
بجر (الأعلام) أي: فارتقى في الأعلام.

و الله أعلى و أعلم

حذف حرف الجرقياساً مطّرداً وذلك مع الأحرف المصدرية(أنّ وأن) - وزاد ابن هشام (كي) لطول الصلة، ولأن حرف الجر لم يظهر له تأثير في العمل، والحذف هنا مشروط بأن يتعيّن الحرف عند حذفه نحو:عجبت أن يفوز مهمل، أي من أن يفوز مهمل، فإن لم يتعيّن الحرف
فبعض العلماء منعوا حذفه لأنه يؤدّي إلى لبس نحو:رغبت أن تذهب، إذ لا يعلم المراد بالرغبة أهي رغبة في الذهاب أم عن الذهاب , واختلف في محل (أنَّ) و(أن) عند حذف حرف الجر المطّرد حذفه معهما فقيل: محلّهما النصبٌ، قياساً على الاسم الصريح وقيل محلّهما الجرٌّ .