السنوني محمد عضو شرف
البلد : USA عدد المساهمات : 150 نقاط : 186 تاريخ التسجيل : 16/03/2012
| موضوع: الطريقة الاشعاعية او الطريقة التقليدية في التربية والتعليم, رؤية مستقبلية 2012-04-08, 22:28 | |
| لم أجد صفحة مختصة في التربية والتعليم داخل المنتدى , انشر عليها او فيها هذا الموضوع او الافكار المتواضعة داخل هذا المنتدى , الا المنتدى العام , ولهذا فاني اطرح موضوعا مهما جدا لرجال التعليم في جميع المستويات ومنها مستوى الدراسات العليا اي بدون استثناء . , اطرح في البداية موضوع النقد او التعليق و التعقيب وما شابه ذلك , لكي نعرف من خلاله مفهوم الخطأ , ثم أنعطف على ذلك بفكرة التعليم التقليدي , كفكرة وجب اعادة النظر فيها في هذا الزمن .فكرة النقد وموضوع النقد . كيف نفهم عملية النقد ؟ اولا , اي نقد لاي فكرة مهما كان صاحبها , لا يعني ان صاحبها على خطأ ويمكن القول هنا , ان اي فكرة مهما كان حجمها وابعادها , حتى ولو كانت على خطأ , من اي طرف كانت , اعتبرها شخصيا لبنة واساسا نبني به ومن خلاله تصورا صحيحا لموضوع ما , اكرر حتى ولو كانت الفكرة على خطأ ولا اقول حتى ولو كان صاحبها على خطأ , علينا ان نرى الافكار على انها من بنات الشخص المفكر وليست الافكار هي ذلك الشخص عينه , اذ من لم يقدم المفيد في هذا الجزء من هذا الموضوع , قد يقدم المفيد او الافيد في جزء اخر من نفس الموضوع , لهذا ارى لا يجب علينا التقليل من شان المداخلات او الافكار التي نعتقد انها خاطئة او ان صاحبها على خطأ , لان ما نعتقده نحن خطأ يعد في في المدارس الغربية واتجاهاتها التربوية اساسا , منطلقا لبناء المعرفة الصحيحة , مثلا لماذا لم يقدم هذا الشخص او ذلك جوابا صحيحا ؟؟؟ ما الكيفية التي كان يفكر بها ومن خلالها حين قدم ذلك الجواب الحطأ ؟ ما التصور المعرفي او الديني او الايديولوجي او الفلسفي ...او او او الذي انطلق منه هذا الشخص حتى ارتكب ذلك الخطأ ؟؟ هذه الاسئلة وغيرها هي ما يجب ان يؤرق فكرنا , ذلك انه في الحقيقة ليس هناك أخطاء بالمفهوم العلمي , وانما ما يوجد هو ما يسمونه في الغرب العوائق الابستيمولوجية , بين الشخص كموضوع , و الفكرة كموضوع بون شاسع , يجب ان نميز بينهما , غالبا ما ننتقد الشخص ونترك الفكرة التي يتبناه , نفس الشخص ممكن ان يغير افكاره بدرجة 180 , اذا ما اتضح له شخصيا وعن قناعة فردية ان فكرته كانت على خطا , تاكد , اننا لو اعتمدنا على هذه الاستراتيجية في التواصل , والحوار والمناظرة , فاننا سنصل الى نتائج باهرة , لم تصل اليها المؤسسات المختصة في الوزارات المعنبية داخل الدول العربية . ان الواضح هنا ان هناك موقفا سلبيا اتجاه فكرة التعليم التقليدي ... وهي فكرة سائدة , نطرحا في هذه الصفحة من المنتدى من اجل المناقشة . الطريقة التقليدية , او التلقينية ( يصفها البعض , بالطريقة الغبية والحجر على الفكر الانساني ...) يسمى هذا الراي في علم طرق التدريس الحديث ( الطريقة الاشعاعية ) حيث المعلم او الاستاذ او المحاضر في الجامعة كلهم سواء , هو مصدر المعرفة هو ملهمها وهو منبعها , التلميذ او الطالب ليس الا موضوعا لتلك المعرفة , يتم شحن عقله بمجموعة من المعارف عن طريق التلقين دون اي اجتهاد من المتعلم نفسه , يطلب من المتعلم في هذه الطريقة وهي فقط طريقة واحدة من الطرق التعليمية ان يحفظ ويجتر ما حفظه ( ويا ليته يفعل ذلك ) , ثم استظهاره فيما بعد , انا هنا اتحدث عن كل المواد والمواضيع دون تمييز سواء كان موضوعا في اللغة او الرياضيات او الجغرافية او غيرها ... هذه الطريقة التي سميتها الطريقة الاشعاعية وتسمى عند البعض الطريقة التقليدية ولها اسماء اخرى , لا ينبغي لنا ان نصفها بانها طريقة عقيمة , اجترارية غير مفيدة, تقليدية , حفظية , متحفية ... الى اخره من الاوصاف التي تظهر في الظاهر و توحي ان صاحبها او ان الفكرة في حد ذاتها على صواب , ذلك اننا لم نر الا الوجه السالب لهذه الرؤية او هذه الطريقة او هذه الفكرة او هذه النظرية في طرق التعليم . والصواب يتم ابرازه على الشكل التالي : 1- ان الطريقة الاشعاعية ( التقليدية او التلقينية ) , يكون مصدرها المعلم فقط , لا دور للمتعلم سوى الاخذ والتلقي والحفظ , 2- ان المعلم فيها هو مصدر المعرفة , اي انه كلي المعرفة وكلي الحضور , ( omniscience and omnipresent ) 3- ان عملية التلقي والحفظ والاجترار فيها ليست عملية غبية كما يعتقد الكثيرون , والا لما وصلنا ذلك التراث الضخم من العلوم التي وصلتنا عند العرب حين كانت الكتابة نادرة وقليلة وضعيفة , بل لا يعول عليها اطلاقا , وقد ضاع في الحقيقة اغلب ذلك التراث باشكال متعددة , فاذا كان الامر على ما نصفه او يصفه البعض , فلماذا وصلنا هذا الكم المعرفي , ولم وصلتنا حضارة ناجحة , قمنا نحن اما بتهديمها او عدم فهمها او بتجاوزها بمعطيات فارغة اعتقادا منا ان ذلك التراث ومن نفس الرؤية لم يقدم شيئا , مع العلم ان الحضارة الغربية الحديثة , انطلقت من ذلك التراث نفسه . التراث العربي انتج الكثير وفي الكثير من الحقول المعرفية انطلاقا من تلك الطريقة الاشعاعية التي وصفتها سابقا , فما هي دواعي التخلي عنها ؟؟ لا ارى اي داع للتخلي عن تلك الطريقة . 4- ان من يحكم على تلك الطريقة ويصفها بالحجر على الفكر الانساني , بالتقليدية ... لم يفهم ولم يدرس ويحلل , ميكانيزمات تلك الطريقة وكيف تشتغل في مخ الانسان , بل كيف يتفاعل ويتجاوب معها الجهاز العصبي للانسان . وهذا هو بيت القصيد . 5- ان الطريقة الاشعاعية واحدة من الطرق العلمية النافعة ... بل الوظيفية , اذا ما فهمنا كيف يبرمج مخ الانسان وعقله وذهنه المعارف الانسانية , فالطريقة الاشعاعية , هي اصلا واحدة من التقنيات التي يستعملها الجهاز العصبي في مخ الانسان من اجل عملية التذكر , عن طريق تخزين مبرمج للمعلومات بشكل طبيعي , اي ان هذه التقنية هي تقنية وامتداد طبيعي لاشتغال الجعهز العصبي عند الانسان بشكل طبيعي سواء اعترفنا بذلك ام لم نعترف ,,,, وهو ما لم ولا ينتبه اليه الكثيرون من المختصين من رجال التعليم وعلماء النفس المعرفي , لكن في اطار علم النفس المعرفي العصبي , للحفظ دور فاعل وايجابي في العملية التعليمية والتعلمية عند الانسان , هذا النوع من البحوث في هذا الموضوع قليل في هذا الزمن , او لنقل ان من يهتم به من الافراد عدده قليل أيضا . 6- اننا لا نقول هنا ان هذه الطريقة هي ام الطرق و انها الطريقة الوحيد التي تستحق العناية و الاهتمام او انها من اقوى الطرق واجملها وانفعها , بل نقول ان هذه الطريقة ضرورية ولا مناص من اللجوء اليها لاسباب في العملية التعليمية التعلمية , منها ما يتعلق بالذاكرة القصيرة الامد والذاكرة البعيدة الامد , ومنها ما يتعلق بعملية البرمجة التي يقوم بها الجهاز العصبي للانسان , اي برمجة المعلومات والمعارف , ومنها ما يتعلق بعمليتي , التمثل والاستيعاب ( assimilation and accomondation ) وهي عمليات تقنية وعصبية ومعرفية , يقوم بها الانسان من خلال مدخلات Input الحواس الانسانية المتعددة . ... , ومنها ما يتعلق بعلاقة هذه الطريقة بطبيعة مجموعة من العلوم , مثلا الرياضيات , اذا ما تم حفظ المعادلات الراياضية في الذاكرة , فانه يمكن استحضارها في اي لحظة احتجنا اليها سواء عن طريق الذاكرة الطويلة الامد او الذاكرة القصيرة الامد . مثلا في الشعر اذا ما تم حفظ اشعار معينة فان معناه حفظ اقوال وتعابير في وزنها ومتغيراته , مما يسهل علينا ابداع الشعر بالقياس على اوزان اختزنها المخ , وهذا ما يفسر ان بعض الاشخاص يقومون بقول الشعر وقوفا ومباشرة دون سابق تهييئ او استعداد , التمثيل لهذه الفكرة يطول ويكثر انطلاقا من حقول معرفية متعددة . الحفظ في الحقيقة هو عملية برمجة ويفيد في الكثير من المواقف , وهو ما وجب التنبيه عليه . ان ما قلته هنا ليس الا غيض من فيض حول هذا الموضوع , لكم كل متسع الرؤية من اجل الرد او الاضافة او التعقيب او التحليل او النقد او ...؟ مما ترونه صائبا في هذا السياق ...
تحية طيبة
|
|