َليلِي حُزْنٌ ضَرِيرْ..
لَيلِي حُزْنٌ ضَرِيرْ..
أَنْجُمُهُ تَسَرْبَلَتْ بِالدَّمِ..
لَيلِي حُزْنٌ ضَرِيرْ..
... يَنْتَعِلُ حِذَاءَ الفَقِيرْ.
يُهَرْوِلُ بَينَ أَزِقةِ الدُّرُوبِ..
بَين الشَّوارِعِ المَخْمُورَةِ..
وَأَرْصِفَةِ الحُزْنِ الضَّرِيرْ.
يَبحَثُ عَنْ لُقْمَةٍ...أَو لُقْمَتَين..
تَرَكَتْهَا مَخَالِبُ النُّسُورْ..
عَنْ بَقَايَا عِظَامٍ...
سَقَطتْ.. مِنْ فَجْوةِ أَنْيابِ الذِّئَابْ.
******
لَيلِي حُزْنٌ ضَرِيرْ..
يَلْتَحِفُ جُبَّةَ الفَقِيرْ...
يَفْتَرِشُ ضِمَادَ جُرْحِهِ الغَائِرِ..
وَنَزِيفُ الحُزْنِ المُمَدَدِ..
عَلَى أَرْصِفَةِ المَدِينةِ الضَّرِيرَه..
تَعْلُو أَمْوَاجُهُ الحَزِينَه.
وَسِزِيفُ العَبدُ اللَّعِينْ..
يُجَفِّفُ عَرَقَ الجَبِينْ.
وَسَوطُ سَيدِهِ..
يَخُطُ عَلى جِسْمِهِ النَّحِيلِ أَغْوَاراً..
تَسِيلُ مِنْهَا السُّيولْ.
بُكَاؤُهُ..
صُرَاخُهُ..
أَنِينُهُ..
مَعْزُوفَةٌ حَزِينَةٌ..
يَرْقُصُ عَلى إِيقَاعَاتِهَا..
السُّكَارَى.. وَالسَّادَةُ.
******
لَيلِي عِشْقٌ..
لَيلِي قَصِيدَةٌ مَوؤُدَةٌ..
تَزْهُو فِي رَقْصَةٍ عَرْجَاء...
سَمَاؤُهَا..
أَرْضُهَا ..
تَنْكَفِئَانِ بِصَمْتٍ رَهِيبْ..
هِي صَحْوِي إِذَا غَمَرتْنِي الدُّمُوعْ..
وَإِذَا أَحْرَقَتْنِي شَمْسُ المَواجِعِ.
هِي لَيلُ عِشْقٍ..
تَحْمِلُنِي تَرَانِيمُ صَلاَتِهِ الحَزِينَه..
فَوقَ مِئْذَنَةِ العِشْقِ الضَّرِيرَه..
حَيثُ الصُّرَاخُ.. وَالأَنِينْ..
يَعْلُو بِبَسْمَةِ الظِّلِ الكَئِيبَه.
هِي سِفْرٌ مُعَلَقٌ عَلى مَشَانِقِ الصَّبَاحْ..
أَحْرُفُهَا تَعْوِي بِالصِّيَاحْ....
لاَ تُهَادِنْ.
"وَإِنْ نَاشَدَتكَ القَبِيلَه"..
وَإِنْ مَزَّقَتْنِي الظُّنُونْ..
وَإِنْ بَقَرَ الفَقْرُ أَحْشَاءَكَ..
وَاسْتَلْقَتْ عَلى الرَّدَى قَامَةُ السَّنَابِلِ..
وَانحَنَتْ عَلى الجَمْرِ جِبَاهُ العَاشِقِينْ..
لاَ تُهَادِنْ..
"حَتى لَو مَنَحُوكَ الذَّهَبَ..
وَالمَنْصِبَ".
لاَ تُهَادِنْ..
وَدَعِ النُّسُورَ تَزْهُو فِي اشْتِهَاء..
تَرْقُصُ عَلى جِرَاحِ الأَخِلاَء..
وَافْتَحْ نَوافِذَ قَلْبِكَ المَجْبُولِ بِالأَحْزَانْ..
وَارْمِ عَنْكَ الحَجَرْ..
فَهُنَا تُولَدُ الذِّكْرَيَاتُ..
مَصْلُوبَةً عَلَى ظَهْرِ القَمَرْ.
******
لاَ تُهَادِنْ..
فَإِنِّي أَحْرَقْتُ كُلَّ المَرَاكِبَ خَلْفِي..
وَأَنَا عَلى صَهْوةِ المَوتْ..
أَحْمِلُ نَعْشِي..
فِي صَحْرَاءَ مِنْ مَلَلٍ..
يَتمطَّى بِهَا اليَأسُ..
تَعْزِفُ فِيهَا الرِّيحُ..
عَلى وَثِيرِ المَواتْ..
يَشْتَاقُ فِيهَا الرَّمْلُ إِلى قَطْرَةِ الحَيَاة.
أَسِيرُ وَفِي أَضْلُعِي الكَسِيرَه..
تَتَمَدَّدُ سَحَائِبُ الغَيثْ..
أَحْمِلُ عَنْ سِزِيفَ صَخْرَتَهُ.
وَأَنْفُضُ عَنْهُ الرَّوثْ.
فَمِنْ نَزِيفِ الأَخِلاءِ المُتْعَبِين..
الوَاقِفِينَ عَلَى أَبْوابِ الرَّجَاء..
يَرْحَلُ اللَّيلُ الكَئِيب..
يَهْمِسُ فِي أُذْنِ القَلْبِ..
أنْ لاَ أَخَافْ..
فَمَهْمَا تُغَرِّبُنِي الرِّيحُ بِهَزِيجِهَا..
فَغَرامُهُمْ جِن تَلبَّسَنِي
إلى نِهَايةِ المَطَافْ.
ورزازات في 02/01/2011