منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة |
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى |
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
| |
|
|
| علم اللغة ام اللسانيات ؟؟؟؟؟ | |
| كاتب الموضوع | رسالة |
---|
السنوني محمد عضو شرف
البلد : USA عدد المساهمات : 150 نقاط : 186 تاريخ التسجيل : 16/03/2012
| موضوع: علم اللغة ام اللسانيات ؟؟؟؟؟ 2012-04-15, 01:54 | |
| أنشر هذه المقالة المقالة المتعلقة باللسانيات مباشرة , لكي يطلع علبها كل متتبع , قبل هذا نقول :هذا نص نشره عبد السلام المسدي اللغوي واللساني التونسي المعروف في جريدة الرياض السعودية العدد 13457 . نقلنا هذا النص لانه فعلا يصف مشكل اللسانيات كعلم رديف جاء من الغرب . فهل المصطلح لسانبات صحيح ؟؟وما هو المصطلح المناسب لذلك , اذا كان مصطلح لسانيات ترجمة اصطلاحية غير علمية ؟؟ لم يجب مقال عبد السلام المسدي عن هذه الاسئلة لكنه وصف بعمق جدور المشكل , وظاهرته ...واليكم النص .
علم اللغة أم اللسانيات؟
د. عبدالسلام المسدّي
إن مسألة المصطلحات معقدة وتزداد استعصاء كلما تناولناها في ضوء ثنائية المشرق والمغرب، وسنضرب مثالاً حياً معيشاً، فيه من الطرافة الفكرية وفيه من التموج النفسي ما قد يثير إشفاق الذات العربية على ذاتها. فمنذ اكثر من ربع قرن نظمت الجامعة التونسية (13 - 19 ديسمبر 1978) ندوة أرادت منها ان ترسم منجزات المعرفة اللغوية الحديثة في بلادنا العربية، فاتجهت الى أعلى الخبرات في المشرق، فاستضافت الأعلام الرواد الدكاترة تمام حسان وأحمد مختار عمر ومحمود فهمي حجازي وعلي القاسمي... وكان المصطلح الشائع في تونس يومئذ هو الألسنية، وكان عنوان الندوة «الالسنية واللغة العربية»، واستجاب هؤلاء الرواد بأبحاث حملت هذا المصطلح رغم انهم كانوا يتداولون مصطلح «علم اللغة» السائد يومئذ في المشرق العربي باستثناء لبنان.
لم ير علماؤنا المشارقة غضاضة في كتابة أبحاثهم للندوة مستخدمين مصطلح الألسنية من ذلك - على سبيل المثال - ان أستاذ الجيل د. تمام حسن كتب في «اعادة وصف اللغة العربية ألسنيا» والعالم الجليل المرحوم د. أحمد مختار عمر كتب عن «المصطلحات الالسنية في اللغة العربية». في هذه الندوة دار نقاش طويل حول الاختلاف المصطلحي بين البلدان العربية، وكان الجميع واعين بجسامة الامر ولكن الجميع قد رأوا ان الحد الادنى المتعين هو ان نتوحد حول الاسم الدال على هذا العلم، ونترك أمر مئات المصطلحات التي يتداولها اهله داخل دائرة اختصاصهم لما تجود به الايام. كان المصطلح المتداول في تونس كما اسلفنا هو الالسنية، وهو أقدم المصطلحات تاريخياً لانه صيغ في فلسطين منذ 1938 ثم راج في لبنان، وفي مصر استعمل مصطلح علم اللغة منذ وضع د. علي عبدالواحد وافي أول كتاب فيه عام 1941 واختار له ذاك المصطلح عنواناً. وكان الجزائريون قد وضعوا مصطلح اللسانيات، وبه سموا معهداً مختصاً، وبه ايضاً اصدروا مجلة متخصصة فيه، وفي المغرب الاقصى استخدم مصطلح اللسانيات.
دار حوار دقيق عميق، وانتهى العلماء الاجلاء الى أن أيسر المصطلحات وأسلسها ثم اقربها الى روح العربية هو اللسانيات بعد ان أقر الرواد الحاضرون بأن التمسك بالعبارة الثنائية (علم اللغة) للدلالة على اختصاص معرفي ليس من الوجاهة في شيء، وليس مما جرت به الاعراف، اذ لو كان الأمر مستساغاً لظللنا نقول (علم المادة) بدل الكيمياء او (علم الحركة) بدل الفيزياء، او (علم الارض) بدل الجغرافيا، وقد آثر الناس - في ذلك كله - اللفظ الدخيل على العبارة المزدوجة، فمن باب اولى واحرى عندما يتيسر لنا العثور على لفظ عربي فصيح لا تتسرب إليه ذرة واحدة من اللبس. وقد أجمع الحاضرون كلهم على ضرورة الالتزام بهذا المصطلح الموحد، فصدرت في ذلك توصية حاسمة تضمنها المجلد الذي ضم وقائع الندوة ونشره مركز الدراسات التابع للجامعة التونسية عام 1981، ولم يكن هيناً على أهل الدار المنظمين للندوة ان يتخلوا عن المصطلح، ولكنهم بادروا بالامتثال، واقروا بوجاهة التوحيد، وكانت اولى خطوة قطعوها على أنفسهم انهم اصدروا المجلد الجامع لوقائع الندوة تحت عنوان «اللسانيات واللغة العربية» لا «الألسنية واللغة العربية» كما قالوا بدءاً.
ومن صرامة الحسم الذي ذهب فيه الجميع اختير ان تتصدر التوصية كل الابحاث وان يقع تحرير البيان الختامي باستعمال مصطلح اللسانيات بدل مصطلح الألسنية او علم اللغة، وهو ما حصل فعلاً.
وظل أهل الدار - في كل مؤسسات الجامعة التونسية - أوفياء للعهد الذي قطعه اللغويون العرب على أنفسهم وللنذر الذي نذره المشارقة والمغاربة من اللسانيين، ولم تمض سنوات على ذلك حتى تغيرت التسمية في البلد المستضيف واصبحت اللوائح الإدارية والقانونية للجامعة تستخدم اللسانيات بدل الألسنية، واذا بجيل كامل من الباحثين الاكاديميين يستبدلون بالمصطلح الجديد مصطلحهم الذي عاشوا عليه طويلاً وكان وقعه في مسامعهم يستدعي لهم صدى الاستاذ المؤسس المرحوم صالح القرمادي. كان المغاربة اذن في الموعد مع التاريخ فوحدوا، فكيف كان الأمر على الجناح الآخر؟
لقد بدا ان الأمر أعسر مما كان الناس يتصورون، فالعلماء المشارقة الأجلاء الذين حضروا، وساهموا، وانخرطوا في ميثاق توحيد المصطلح بعد طول المحاورة وعميق الاقتناع، وقفوا بالأمر عند حدود التأييد النظري، وهو في ذاته كسب معرفي لأنه دل على إخلاص فكري وعلى انسجام يعلي من شرف تواضع العلماء. ليس مظنوناً ولا محتملاً ان يكون هؤلاء العلماء قد دفعوا الى التزكية والتأييد بحافز المجاملة، فهم اولاً اجل قدراً من ان يجاملوا على حساب المعرفة، وثانياً لم يكن المصطلح الذي انتهى الجميع إليه هو مصطلح أهل الدار المستضيفين.
أول كتاب نشره العلامة تمام حسن بعد ندوة تونس هو «الاصول» وقد صدر في المغرب عام 1981، واصل فيه المؤلف سنته الاصطلاحية كما بدأها، ولكنه كان على حرج من أمره، وحرجه بين الاختفاء والانكشاف، وبعد مسافة واسعة يقطعها قارئ الكتاب يجد في هامش الصفحة 255 ما يلي: في الندوة التي عقدت في تونس (...) جرى الاتفاق بين الحاضرين من المشتغلين بالدراسات اللغوية على تسمية علم اللغة باسم اللسانيات، غير انني أفرق هنا بين مصطلحات جرى استعمالها فعلاً على أقلام المؤلفين لأوضح الفارق بين كل منهما (يعني علم اللغة وفقه اللغة) ومن هنا احتفظ مؤقتاً بمصطلح علم اللغة.
نعم القول ونعمت الامانة، وفي قول أستاذنا الجليل (مؤقتاً) تضمين يبشر بالوفاء. وتمضي السنون فلا تأتي أيامها بهذا الموعود به! والغريب ان د. تمام حسن قد اثبت جرأته على المصطلح، فهو قد دقق عنوان كتابه ذاك بقوله دراسة ايبستيمولوجيا ليس مألوفاً في المشرق، بل يومها لم يكن مستساغاً على الإطلاق، ولقد كانت جرأة صاحبنا بينة فهو قد أعاد طبع كتابه في السنة الموالية في الهيئة المصرية (1982) وأدرجه ضمن المشاركة في الاحتفال بقدوم القرن الخامس عشر للهجرة، وألحق بالعنوان العبارة الايضاحية نفسها دون أي غضاضة، وأورد فيه نفس الفقرة الخاصة باتفاق ندوة تونس (ص 266) وغير مظنون ولا وارد على الذهن ان يكون المؤلف قد استعمل ذاك المصطلح (ايبستيمولوجيا) مجاراة للبيئة المعرفية في المغرب الاقصى حيث كان يومها يدرس متعاقداً مع جامعة محمد الخامس.
وقد يذهب الافتراض الى ان نقل العنوان بالتماثل التام هو من تراتيب النشر وما يتبعها من التزامات عند اعادة الطبع، وهذا غير وارد ولا محتمل، فالمؤلف تصرف في جزئية اخرى بين الطبعتين، ففي الطبعة الاولى المغربية قال بعد عبارة الاصول: «دراسة ايبستيمولوجية لأصول الفكر اللغوي العربي» وفي الطبعة الثانية المصرية قال: «دراسة ايبستيمولوجية للفكر اللغوي عند العرب»: هذه ناحية اولى، أما الناحية الاخرى وهي الاهم فإن الطبعة الثانية لم تحمل أي اشارة الى الطبعة الاولى فجاءت كأنها طبعة اولى لكتاب مستحدث جديد.
ونجيءالى العلامة الكبير المرحوم أحمد مختار عمر فنلفاه هو ايضاً قد امسك عن تطبيق الميثاق وواصل مسيرته المعرفية بمصطلح علم اللغة والحال انه لم ير غضاضة في استعمال ألفاظ اخرى، بل لفظ الألسنية ذاته، ذاك الذي كان من المصرين على نبذه في ندوة تونس، فقد ارتأت مجلة عالم الفكر الرائدة ان تخصص عدداً لهذا الحقل المعرفي فاختارت له اسم «الالسنية» وحظيت فيه بموافقة د. احمد مختار عمر كي يكون «المحرر الضيف» يشرف على الملف ويكتب فيه دراسة محورية افتتاحية، وتم ذلك فعلاً، وصدر العدد (مج 20 - ع 3 - اكتوبر ديسمبر 1989) وحملت دراسة الاستاذ القدير العنوان التالي: «المصطلح الألسني العربي وضبط المنهجية».
وواصل الدكتور محمود فهمي حجازي مسيرته المعرفية مستخدماً مصطلح علم اللغة وكذلك فعل د. علي القاسمي.
لقد أسلفنا شرحاً لهذه الظاهرة بكل أبعادها المعرفية والنفسية والثقافية، وما قدمناه من محاولة لتفسيرها لا يدخل تحت باب التماس الأعذار لعلماء أجلاء كان من حظنا ان ربطتنا بهم جميعاً صداقة توطدت حتى التحمت فكرياً واجتماعياً وانسانياً، ولكننا أمام لوحة معقدة جداً من آليات الحوار العربي العربي بين مغربنا الحبيب الملتزم بعروبته ومشرقنا العزيز الذي يحلو لكثير من المستلبين في ديارنا اتهامنا بالمبالغة في حبه.
الآن - بعد ربع قرن من ندوة تونس - تغير المشهد العربي بعد ان امتد الاشعاع من المركز الى الاطراف فتغيرت التوازنات واصبحت الحركة في ذهاب واياب بين الصدر وجناحيه، وهاهو مصطلح اللسانيات يحاصر مصطلح علم اللغة والسبب بديهي حتمي، فلا يمكن ان نعاكس قوانين اللغة وفي مقدمتها قانون الاقتصاد الذي هو ترجمة لنزعة المجهود الادنى، وكان من الخطل ان نفترض بقاء اسم لعلم من العلوم يحمل هو ذاته كلمة (علم) مضافته الى ما هو موضوع ذلك العلم وهو (اللغة).
ففي سوريا انتشر استخدام اللسانيات بفضل جهود الباحثين القديرين د. مازن الوعر ود. منذر العياشي، وقد بدأ رواجه منذ احتضنت جامعة دمشق «الدورة العالمية للسانيات» في عامين متتاليين 1980 و 1981. وفي العراق اخذ مصطلح اللسانيات طريقه للانتشار بفضل جهود العالم المثابر مجيد الماشطة صاحب الترجمات المتميزة، واما في المملكة العربية السعودية فالفضل يعود للدكتور حمزة المزيني في اسباغ الكفاءة المعرفية على مصطلح اللسانيات ويعود ايضاً للكتاب الدوري «علامات في النقد الادبي» الذي يصدره النادي الأدبي بجدة بإدارة الاستاذ عبدالفتاح أبو مدين. بل ان درجة من الوعي الغامض بدأت تلوح في الأفق الثقافي كأنها تقول همساً ان المادة العلمية المكتوبة تحت مصطلح اللسانيات هي أحدث فكرياً وأرقى معرفياً من التي تكتب تحت اسم علم اللغة، وهذا من أغرب الظواهر واعجبها اذ تتسلل القناعات الحميمة عبر شقوق في النسيج الذهني والنفسي بالغة الدقة كأنها لا ترى إلا بالمجهر.
عندما يعم لفظ اللسانيات كافة الاقطار العربية سندرك يومها ان علماء مصر هم الذين كان بامكانهم - لو بادروا بالامتثال - ان يختصروا لنا جهوداً مضنية تكون يومها قد اخذت منا ثلاثة عقود على الاقل.
|
| | | السنوني محمد عضو شرف
البلد : USA عدد المساهمات : 150 نقاط : 186 تاريخ التسجيل : 16/03/2012
| موضوع: رد: علم اللغة ام اللسانيات ؟؟؟؟؟ 2012-04-15, 02:01 | |
| كان ذلك مقال الدكتور عبد السلام المسدي . وهنا اعود بالقارئ الى البوادر الاولى لظهور لفظ لسانيات في اصله الفرنسي قبل ان يتحول ويصبح مصطلحا علميا على يد سوسور , البوادر الأولى لظهور المصطلح :إن مصطلح Luiguistique في الثقافة الغربية ظهر استعماله أول مرة عام 1833 و قد استعمل في 1816 من قبل فرنسوا رينيوار François Raynouard في كتابه (3) des troubadour chois des poésie واستخدمه سوسور بشكل علمي ومقصود في محاضراته و المقصود باللسانيات هنا أو Linguistique هو العلم الذي موضوعه اللسان وليس اللغة او الكلام , شرط إتباع المناهج العلمية التجريبية أو المنطقية التجريبية في دراسة ظواهره.ف مصطلح علم اللسان في الثقافة اللغوية الحديثة هوالدراسة العلمية للسان ويقصد بالعلمية هنا دراسة اللغة بواسطة وسائل الفحص و الملاحظة للظواهر اللغوية و إمكانية مراقبتها بوسائل المنهج التجريبي في نظام وسائطي لنظرية عامة تحدد البنية اللغة اي اللسان ونظامه , منطلقا لها.
|
| | | السنوني محمد عضو شرف
البلد : USA عدد المساهمات : 150 نقاط : 186 تاريخ التسجيل : 16/03/2012
| موضوع: رد: علم اللغة ام اللسانيات ؟؟؟؟؟ 2012-04-15, 02:05 | |
| من دون شك ان مصطلح اللسانيات هو المصطلح المناسب لترجمة المصطلح الاصلي في اللغة الفرنسية وليس في اللغة الانجليزية , لان مصطلح لسانيات ظهر في الثقافة اللغوية الفرنسية على يد فيرديناند دوسوسور , وهو يحمل دلالة اصطلاحية تختلف عما جاء في اللغة الانجليزية او الانغلوساكسونية بصفة عامة او حتى الروسية و السلافية بصفة عامة .. مما كان له الاثر السلبي الكبير على اللسانيات كعلم سواء في الغرب او في العالم العربي منذ بداية القرن العشرين اي بعد نشر كتاب سوسور ( محاضرات في اللسانيات العامة ( محاضرات او دروس ) , في هذا الكتاب بالضبط ولدت اللسانيات وتاسست وانطلقت , لكن اصابها عطب كبير , لم يحل الى يومنا هذا . اذن لماذا اللسانيات وليس اي مصطلح اخر هو المناسب لترجمة المصطلح الاصلي الفرنسي linguistique ؟؟؟؟؟؟ ان الجواب هنا يستدعي المعرفة العلمية بحمولة هذا المصطلح ... اذن القضية ليست قضية لفظ او مصطلح اجوف . بل هي قضية معرفية عضوية معروفة منذ بداية القرن العشرين على الاقل . لكن لم يتم الاجابة عن السؤال بشكل علمي لحد الان .
|
| | | السنوني محمد عضو شرف
البلد : USA عدد المساهمات : 150 نقاط : 186 تاريخ التسجيل : 16/03/2012
| موضوع: رد: علم اللغة ام اللسانيات ؟؟؟؟؟ 2012-04-16, 00:38 | |
|
لقد تاسس هذا المصطلح من داخل الثقافة الفرنسية , ومن داخل النظرية اللسانية عند صاحبها فيردناند دوسوسور في كتابه ( cours de linguistique general ) , ظهر المصطلح كلفظ معجمي لا يحمل اي دلالة اصطلاحية في بداية القرن التاسع عشر , لكن اللفظ مع نظرية سوسور اصبح مصطلحا قائما بذاته يعبر عن نظرية في اللغة الانسانية , وهي اول نظرية علمية ينتجها الانسان حول اللغة , اذ كل النظريات السابقة عليه كانت نظريات غير علمية . من هنا جاءت قيمة المصطلح وتاثير النظرية طيلة القرن العشرين ...الى يومنا هذا . تكمن اهمية مقال الدكتور عبد السلام المسدي في وصفها لازمة الدراسات اللغوية في العالم العربي , والمقال لا يعطي جوابا لاسئلة علمية تتعلق باللسانيات كعلم , لكنه كما قلت يطرح المشكل في حدته بين المشرق العربي والمغرب العربي ,حسب تعبير المسدي كان على مصر التي كانت تتمتع بالريادة العلمية ان تحل هذا المشكل ... لكن لم يحدث ذلك لحد الان ..كلام المسدي صحيح رغم انه فيما اعتقد ظهر منذ مدة زمنية طويلة .. فاين هو الخلل ؟ واين المشكل ؟؟ ان ترجمة مصطلح لا يعني البحث عن المقابل له لغويا او اشتقاقيا او تاثيليا الى غير ذلك , وانما هو ترجمته بما يحمل من مدلولات علمية اي بمحموله العلمي . او محموله الايديولوجي اذا حدث . لننظر الى المصطلح في الاصل اولا . لم تستعمل الدراسات اللغوية في الغرب مصطلح اللسانيات بمعناه وحمولته العلمية الا مع دي سوسور في كتابه المذكور . وما كان يستعمل هو فقه اللغة او علم اللغة , وهو ما يعبر عنه في لغتهم بمصطلح الفيلولوجيا , والدراسة الفيلولوجيا عندهم كانت تعني الدراسة التاريخية او المقارناتية .. بعد ظهور مصطلح لسانيات في الغرب في الثقافة الفرنسية , تمت ترجمته الى اللغة الانجليزية بنفس المصطلح اي ( linguistic ) هي المقابل الاصطلاحي الفرنسي لمصطلح ( linguistique ) , لكن ما حدث اثناء الحمل اي اثناء الترجمة , ان علماء اللغة الانجليز والامريكيين لم يفهموا نظرية سوسور في اللسان , واللغة الانجليزية لحد الان لا تتوفر على مصطلح اللسان في المعجم الانجليزي , فليس لديهم هذا المصطلح الفرنسي ( Longue ) لكنهم يملكون كلمة اخرى هي (Tongue ) من هنا بدأ المشكل , واستمر لحد الزمن الذي اكتب فيه الان وشخصيا هذه الكلمات . من هنا جاء عدم فهم علماء اللغة في الثقافة الانغلوساكسونية مصطلح اللسان عند سوسور , وسناتي عما قريب على تحليله عند سوسور ومن خلال كتابه الاصل . فاصبح مصطلح لسانيات في الثقافة اللغوية الانغلوساكسونية لا يعني شيئا سوى الفيلولوجيا رغم تشابه المصطلحين من الفرنسية الى الانجليزية . ومن تلك الثقافة انطلق علماء اللغة العربية في المشرق بحكم التبعية اللغوية والثقافية للغة الانجليزية ( مصر على الخصوص ) لترجمة مصطلح اللسانيات الى مصطلح علم اللغة , تجد هذا واضحا عند كمال بشر محمود السعران و تمام حسان وغيرهم استعملوا في الغالب مصطلح ( علم اللغة ) ...اما في الجهة المقابلة وهي الدول التي كانت تابعة للاستعمار الفرنسي و الثقافة الفرنسية ( المغرب لبنان الجزائر ... ) , فقد ادركت الفرق بين اللسانيات والفيلولوجيا .. كما ادركت دلالة مصطلح اللسانيات في لغته الفرنسية الاصل عند سوسور . هذا هو سر اضطراب المصطلح عندنا و وهو الجانب الذي لم ينتبه اليه او لم ينتبه الى اصوله الدكتور المسدي في مقاله السابق , وهذا هو السبب الذي دفعني الى نشر مقاله على هذه الصفحة , لكنه فعلا وصف الازمة العربية في الدراسات اللسانية التي طالت على امتداد القرن العشرين الى زمننا هذا , فالمشكل لم يحل بعد . من ناحية اخرى , رغم ان الثقافة السلافية وهي ثقافة الاتحاد السوفياتي السابق , اي مجموع الدول الناطقة في اروبا الشرقية وروسيا باللغات السلافية , فقد استقبلت المصطلح ( لسانيات ) السوسوري واستفادت منه ( الشكلانيون الروس , وجماعة اوبوياز ..) لكنها حافظت على مصطلح الفيلولوجيا في دراساتها اللغوية الاكاديمية , واي شخص على علم باللغة الروسية مثلا يستطيع ان يكتشف ذلك . اذن الثقافة اللسانية اللغوية الانغلوساكسونية لحد الان لا تعرف ما معنى اللسانيات عند سوسور , وبنفس القدر الثقافة السلافية -على رغم انهم كلهم استفادوا من نظرية سوسور في اللسان -هذا واحد من الاسباب التي ادت الى فشل النظرية التوليدية والتحويلية عند تشومسكي ... هذا لا يعني ان الكل فهم نظرية سوسور اللسانية كما ارادها صاحبها , بل العكس هو الذي حصل , اذ من فهم نظرية سوسر اللسانية كانوا قلة سواء في العالم الغربي او العالم العربي ...سواء من خلال اللغة الفرنسية او اللغة الروسية او الانجليزية , الحالة في مجموعها تمثل ازمة لها اسبابها الكثيرة ...وانعكست بحكم التبعية الثقافية على اللغة العربية والعالم العربي ...فالكثير منا يعتقد ان اي دراسة لغوية او فيلولوجية تقع ضمن علم اللسان او اللسانيات وهذا خطأ , ولتصحيح الوضع نعود الى الموضوع من الداخل العربي . لقد تمت ترجمة كتاب سوسور , فيما اعتقد اكثر من اربعة تراجم , باشراف دكاترة مختصين . لكن في رايي الشخصي وفي راي البعض القليل من المختصين ومنهم الدكتور حنون مبارك , صاحب كتاب ( مدخل الى لسانيات سوسور ) فان التراجم لم ترق الى مستوى الفكر اللساني لصاحب الكتاب الاصل سوسور . لماذا ؟ لان ترجمة مصطلح اللسان من خلال كتاب سوسور كان يقابله في اللغة العربية مصطلح اللغة , وهنا وقع المشكل . نحل هذه المعادلة بتصحيح المصطلحات وشرح النظرية السوسورية , لتحديد موضوع اللسانيات او الموضوع العلمي للغة الانسانية بصفة عامة , قام سوسور باتباع منهج الثنائيات وهي ثنائيات متعددة , فقد قسم اللغة الانسانة الى قسمين او ثنائيتين 1- لسان Longue 2- كلام Parole
فاستبعد الكلام الانساني لانه متغير وغير تابث ومتحرك وركز على اللسان , ثم قال بثنائية اخرى , 1- الدراسة السانكورنية , اي الدراسة الانية 2- الدراسة الدياكورنية اي التاريخية او التعاقبية واستبعد الدراسة التعاقبية التاريخية واحتفظ بالدراسة التزامنية , ومنها استطاع ضبط اللسان اي المقابل الضدي للكلام , فكشف عن ان اي لغة انسانية تتضمن لسانا وكلاما , وان اللسان هو الموضوع الحقيقي والعلمي للغة و وكشف في ذلك عن اللسان هو النظام الاساسي لكل لغة , هو نظام مجرد و قدم مثالا عليه لعبة الشطرنج . ومن أراد ان يدرك اكثر حول الموضوع عليه ان يعود الى الكتاب الاصل او ان يعود الى كتاب الدكتور حنون مبارك باللغة العربية ( مدخل للسانيات سوسور ) . من هنا وجب التمييز بين ثلاثة مصطلحات هي , اللغة , اللسان , الكلام . من هنا ايضا وجب ترجمة المصطلح الغربي ( linguistic or Linguistique ) بالمصطح العربي اللسانيات اي علم اللسان وليس علم اللغة او علم الكلام , اي العلم الذي يدرس لسان لغة ما باعتباراللسان نظام اي مجموعة من القواعد والقوانين الموجودة في ذهن الفرد والجماعة الناطقة بلسان امة ما . هذا الفهم نجده بشكل او باخر عند سيبويه في كتابه ( الكتاب ) في فصل الادغام حين اشار الى النظام الصوتي العربي , كما نجده عند الفاربي ( في احياء العلوم ) وعند المظفر الرازي وهو من علماء القرن السابع الهجري في تصنيفه للنظام الصوتي ( الحرف ) العربي . كما نشتم دلالته ايضا عند فقيه العلماء الشافعي , في حديثه عن اللسان العربي ... هي لقطات دالة على فهم العرب لمفهوم اللسان كنظام يغلف اللغة الانسانية ...لكنها لم تصل الى درجة خلق نظرية علمية متكاملة في اللغة عند العرب . بهذا يكون سوسور السويسري الذي نشا في بيئة علمية بحثة , عالما فذا قدم اول نظرية علمية للغة الانسانية , لكن لم يتمثها الا القليل , وكل من يقول في العالم العربي انه يكتب من خلال نظرية اللسان , فانه على ضلال . كل ما حدث ان هناك توظيف لمبادئ النظرية اللسانية عند سوسور ولكن لم يبلغ الامر مثلا الى خلق النظام اللساني العربي من خلال نظرية سوسور , اي لم يتم توظيف النظرية بشكل علمي . وهو ما حدث ايضا في الغرب , اما الاشخاص الذي استفادوا من نظرية سوسور اللسانية فكمهم لا يعد في الغرب , الا ان من فهم سوسور بشكل علمي فعددهم محصور ..ومنهم عالم النفس الفرنسي في تحليلاته في علم النفس الاكلينيكي . وفي العالم العربي الدكتور حنون مبارك , خصوصا في الصواتة الزمنية , والدكتور مصطفى صفوان في احد مقالته حول البلاغة العربية في مجلة الكرمل العربي التي كان يدريرها الشاعر محمود درويش في بداية التسعينيات , الدكتور احمد اعليوة في احدى دراساته حول الصوائت المركبة , حيث فصل بشكل واع بين علمي الفونيتيك والفونولوجيا ,وجاءت نائج دراسته نسبيا صحيحة ... هذا لحد علمي النجاحات التي حققتها نظرية سوسور . لكن سوسور لا زال كما كان طيلة القرن العشرين محطة للصراع بين المناهج والمدارس اللسانية ولم يستطع احد في الغرب ان يتجاوز نظريته في اللسان ... هذه المقالة على قلة اسطرها تختصر مجهودا علميا للكثير من اللسانيين سواء في العالم العربي او الغربي . وعلى اساس ماجاء في هذه المقالة , وجب التنبيه لكل من اراد ان يقدم شيئا في اللسانيات , عليه اولا فهم نظرية سوسور في كتابه المذكور في الاصل الفرنسي وليس في التراجم العربية او الانجليزية ...
هذه قصة مختصرة عن مصطلح ( لسانيات ) في اللغة العربية . والسلام عليكم .
|
| | | أحلام لسانية مشرف عام
البلد : السعودية عدد المساهمات : 1314 نقاط : 1860 تاريخ التسجيل : 24/05/2010 المهنة : أستاذة
| موضوع: رد: علم اللغة ام اللسانيات ؟؟؟؟؟ 2012-04-16, 20:01 | |
| |
| | | السنوني محمد عضو شرف
البلد : USA عدد المساهمات : 150 نقاط : 186 تاريخ التسجيل : 16/03/2012
| موضوع: رد: علم اللغة ام اللسانيات ؟؟؟؟؟ 2012-04-17, 06:45 | |
| في كتاب الدكتور محمد محمد يونس علي ( مدخل الى اللسانيات ) , وهو كتاب تعريفي مفصل عن اللسانيات , التعريف والمناهج والاتجاهات , كتاب جميل ومفيد . لكننا نجد مثلما هو موجود في الكتب العربية الاخرى التي وصفت وعرفت وكتبت عن اللسانيات نفس الفهم ونفس التصور وان اختلفت المصطلحات , واقصد كل تلك الكتب التي الفت في نفس الموضوع باستثناء كتاب الدكتور حنون مبارك في كتابه مدخل للسانيات سوسور , نجد تقريبا نفس الفكرة ونفس التصور السائد في الادبيات اللسانية طيلة القرن العشرين الى الزمن المعاصر , يقول الدكتور محمد يونس علي في فصل بعنوان تعريف اللغة ( تعد اللغة الطبيعية نظاما علاميا متميزا من بين الانظمة العلامية الاخرى , فهي تختلف عن لغات الحيوانات ولغات الاشارة الجسمية ,ولغة الصم و البكم ,ولغة المرور وان كان هناك بعض الخصائص التي تجمع بين اللغة الطبيعية والانظمة العلامية الاخرى تميزها عن الدلائل الطبيعية )... ثم جاء قوله بعد ذلك في صفحة 26 ....( وينبغي ان اشير هنا- قبل الخوض في تعريف اللغة - الى تفريق دو سوسور بين الللغة الملكة Language واللغة المعينة Longue , فاللغة الملكة هي مقدرة فطرية بطبيعتها يزود بها كل مولود بشري , وهي من اهم السمات الفطرية التي تميز الانسان عن الحيوان , أما اللغة المعينة كاللغة العربية أواللغة الانجليزية وأاللغة الصينية فهي نظام مكتسب متجانس , انها نظام من العلامات قوامه اتحاد المعنى بالمبنى .)...F, de saussure ( cours de Linguistic generale ) Paris Payot 1968 , P; 32 يقول الدتور محمد يونس في نفس الصفحة : ( والجديد الذي اضاف سوسور في تعريف اللغة المعينة ( وهي المقصود عادة عند اطلاق مصطلح لغة )و عنصر النظام كما سنشير . وفي صفحة 28 وص 29 يعود الدكتور محمد يونس الى تفسير وتوضيح مفهوم اللغة في علاقتها بالنظام عند سوسور مستفيدا من اقوال عبد القاهر الجرجاني وابن سينا ... بعد هذا العرض المجزا , والمقتطع لتصور اللسانيات عند الدكتور محمد يونس علي , سنلجا بدل التحليل الذي اذا حدث سياخذ وقتا ومدادا كثيرا . نلجا فقط الى ضبط ملاحظات علمية من نصوصه القليلة , ويمكن لكل واحد منا ان يتاكد منها عن طريق الرجوع الى الاصول , وليس عن طريقة اللسانيات من خلال ترجمة كتاب سوسور او من خلال قراءة عدد من الدارسين لسوسور او من خلال تجليات تاثير نظريته على عدد من النظريات والاتجاهات المدعوة لسانيات في القرن العشرين الى حدود كتابة هذه السطور. الملاحظات : 1- هل عاد استاذنا الى الاصل في اللغة الفرنسية في تعريف اللغة عند سوسور ؟؟ لا نعتقد ذلك 2- ان الشخص الوحيد الذي قرا سوسور بعمق ونقله الى اللغة العربية في شكل قراءة علمية هو الدكتور حنون مبارك . ( مدخل للسانيتات سوسور ) هذا لحد علمي , هذا الدكتور هو استاذي , لم يقم بتطوير او على الاقل تطبيق نظرية سوسور على اللغة العربية الا بشكل محدود فيما يخص او يتعلق بالصواتة الزمنية , وقد كان على طريق صحيح في بداية الثمانينات . 3- هل يمكن الاعتماد على النظريات التي جاءت بعد سوسور والقول انها نظريات لسانية مثلا نظرية تشومسكي او النظرية الوظيفية او غيرها ؟؟ لا لماذا ؟؟ 4- في قول الدكتور محمد يونس التالي (( تعد اللغة الطبيعية نظاما علاميا متميزا من بين الانظمة العلامية الاخر) هل قدم تعريفا للغة كما فعل سوسور . ؟؟ لا لان تعريفه هناك ينطلق من اللغة كنسق من الانساق السيميولوجية بتعبير سوسور او السيميائية بتعبير العلماء العرب القدماء ( الجاحظ مثلا ) او السيميوطيقية بتعبير بيرس , لم تأت مقاربة سوسور للغة الانسانية ( او على الاصح النظام اللغوي الانساني الذي يساوي الوجه الاول للغة الانسانية الا في اخر كتابه ) حين اراد تحليل اللغة كلسان ومقاربته باعتباره نسقا من الانساق التي تؤسس لعلم جديد مستقبلي هو السيميولوجيا , حسب تعبيره اثناء تاليفه للمحاضرات , وهو بالفعل ما حصل , حيث ظهرت السيميولوجيا في اوربا فيما بعد واخذت مصطلحا اخر ومنهجا اخر على الطرف الاخر من الاطلسي في امريكا على يد بيرس وسميت عنده السيميوطيقا في نفس الزمن الذي كان فيه سوسور يتنبأ بظهور علم جديد من خلال كتابه المحاضرات , اذن التعريف الذي قدمه هنا الدكتور محمد علي للغة او للسانيات حسب هدفه هناك , هو تعريف سيميولوجي للغة وليس تعريفا لسانيا علميا للسانيات كماأرادها لها صاحبها سوسور. 5- اما حين نقرا مصطلحات مثل اللغة الملكة واللغة المعينة , فاننا بشكل او باخر نقرا مصطلحات تشومسكي او فهم تشومسكي للسان او للسانيات عند سوسور , تشومسكي في لقاء مع جاكوبسون بنيويورك في بداية الخمسينيات من القرن السابق , تعرف على النظرية اللسانية عند سوسور , ركب عليها واستطاع تحييد او اقصاء بلومفيلد على الساحة اللسانية , رغم ان بلومفيد كان هو الاسبق و الاقرب الى فهم نظرية اللسان عند سوسور , ويظهر ذلك جليا في ما كتبه عن سوسور اول مرة سنة 1924 , اي بعد ظهور كتاب سوسور بثمان سنوات , ان تاثر الدكتور محمد يونس علي وغيره كثيرون في الغرب و العالم العربي بتصور تشومسكي وغيره من التصورات داخل الغرب , كان عائقا معرفيا ( العائق الابستيمولوجي ) لم ينج منه احد من علماء اللسانيات واللغة في العالم العربي , ادى الى اساءة القراءة للفكر اللساني عند سوسور , هذه الظاهرة لم ينج منها احد من اللسانيين طيلة القرن العشرين الى حد الان . حيث اصبح سوسور قضية في كل المعاهد الجامعات في الغرب وكتب حول نظريته الكثير وقامت المناظرات المتعددة ..ز الخ ولا زال سوسور في الحقيقة يمثل مشكلا لسانيا في الغرب , لم يستطع احد تجاوز نظريته , ولا استطاع احد تقديم قراءة علمية صادقة لفكره اللساني . بل ما حدث هو العكس اي ادلجة سوسور . 6- نحن نطرح السؤال هنا , من اين للاستاذ محمد يونس علي بمصطلخ الملكة الفطرية والملكة المعينة ؟؟ وكيف نفهم مصطلح ( المعينة ) بالضبط ؟؟ هذا غير واضح حسب قراءتي لنصوص د محمد علي , لكن الذي بدا لي انه يقصد باللغة المعينة الكلام عند سوسور , وقد اشرنا فيما قبل الى ان اللغة عند سوسور تنقسم الى ثنائية ( لسان و كلام ) , ولعل مصطلح الملكة الفطرية عند استاذنا تعني اللسان , وهو ما فهمناه حين ترجم فهم الملكة الفطرية بالنظام , وفعلا اللسان عند سوسور هو النظام اما اذا عدنا الى تشومسكي , فنجد ان فشل نظرية الكليات النحوية ( النظرية التوليدية التحويلية ) عنده يعود اساسا الى هذه الثنائية بالضبط ( لسان #كلام ) حيث يقف اللسان في تعارض تام مع الكلام , وهما معا ما يشكل تعريف اللغة عند سوسور . 7- لماذا كان هناك استثناء في المغرب على يد الدكتور حنون مبارك في فهم اللسان واللسانيات عند سوسور ؟؟ السبب يعود الى ان هذا الدكتور اللساني العتيد , درس باروربا من خلال الثقافة الفرنسية , ومنها فهم وادرك مفهوم اللسانيات , بل ترجم الحركة اللغوية واللسانية في اوروبا من خلال كتابه المفيد ( مدخل للسانيات سوسور ) . 8- لماذا كان هناك خلل واضطراب في فهم اللسانيات في المشرق العربي وخصوصا اهل الريادة من اهلنا في مصر ؟؟ ببساطة لان سلطة اللغوي في المشرق كانت تطغى على القرارات العلمية في المجمعات اللغوية و المؤتمرات التي كانت تخصص لنفس الغرض , وقد اشار الدكتور المسدي الى هذا الجانب , نضيف الى ذلك , ما تم تقديمه من شرح في السابق من خلل واضراب في فهم مصطلح اللسانيات في الغرب عند المشارقة من خلال الثقافة الانغلوسكسونية التي قلنا انها لا تحتوي ولو على مصطلح لسان في لغتها او معجم مصطلحاتها اللسانية . وكل من يعود الى الانجليزية مثلا سيدرك مدى صدقنا في هذا الوصف . 9- ان مصطلح الكفاءة والقدرة ( competence and performance ) , عند تشومسكي , ليس شيئا اخر سوى ( longue et parole ) عند سوسور اي هي نفسها , في الوقت الذي قال لنا سوسور ان موضوع اللسانيات هو اللسان , قام تشومسكي بنبذ اللسان , واصبح موضوع اللسانيات عنده هو الكلام , في حين يستبعد سوسور موضوع الكلام من نظريته اللسانية بشكل تام وقاطع . ونحن نقرا عند الدكتور محمد يونس علي ان اللغة المعينة اي الكلام هو موضوع اللسانيات صحيح ان هناك حديث عن النظام لكن جاء هذا مقترنا بالكلام وليس باللسان . وهذا تمظهر واحد من تمظهرات اساءة القراءة عن طريق الاتباع وعن طريق اللغة الانجليزية وعن طريق غياب العودة الى الاصول . يعني اننا سنجد تجليات اخرة لهذه القضية عند اساتذة ومنظرين ومطبقين لسانيين اخرين , مثل الدكتور فؤاد بوعلي من المغرب وغيره كثيرون في المشرق . ان الامر هنا هين , لانه اذا كان لسانيوالغرب انفسهم لم يستطيعوا فهم وقراءة النظرية السوسورية على حقيقتها العلمية , فكيف بمن نقل النظرية عن طريق لغة ثانية او ثالثة ...اذن بصفة عامة التصور السائد حول اللسانيات في العالم العربي تصور خاطئ , لا اساس له من الصحة و رغم ذلك , نسمع في كل حين بظهور نظريات لسانية جديدة , بمصطلحات مضطربة لا تتوفر فيها ادنىالشروط العلمية , مثل ذلك ما سماه البعض بالنظرية ( العرفنية ...) , كيف نقدم الجديد ونحن لم نفهم الاصل ؟؟ وهل يجوز ان نملك نظريات لسانية علمية عن اللغة العربية , بمعنى اخر , هل تملك اللغة العربية انظمة مختلفة ام نظاما واحدا وموحدا ؟ ان هذا ما يفضح بطلان وتهافت النظريات اللسانية العربي الحديثة , لا يجوز ان يكون للغة واحدة عدة انظمة بل الصواب اللغة الواحدة تنبني على نظام لساني واحد فقط . 10 - ان القول بالكليات النحوية عند تشومسكي كان مصدره القول بالكليات الصوتية عند جاكوبسون ( هذا التلاقي والترادف لم يات صدفة بين تشومسكي وجاكوبسن ) , وهنا نتوقف بحدة عند هذا العالم , لقد كان جاكوبسون اول من خلق اضطرابا هائلا في تصور النظرية اللسانية عند سوسور وفي قراءتها , وكان واحدا من اعضاء مدرسة براغ , والمدرسة الوظيفية في التحليل الصوتي . , وحدث ذلك في اول مؤتمر عالمي للاصوات , اعتقد انه وقع بهولاندا , مدينة لاهاي , سنة 1928 , اذا ما تذكرت جيدا , في هذا المؤتمر بالذات عمل جاكوبسون على الغاء البحث العلمي اللساني في المبحث العلمي اللساني المصطح عليه ب ( الفونيتيك ) , منذ ذلك الحين تم الغاء كل البحوث العلمية المرتبط بالفونيتيك من وجهة نظر لسانية سوسورية , وتم الدعوة الى الاهتمام بعلم الفونولوجيا على اساس ان علم الفونيتيك علم تجريبي غير نافع في الدراسة اللسانية للسلسلة الكلامية , ما علاقة ذلك باللسانيات ونظرية اللسان , ؟؟ 11-ان الغاء الفونيتيك معناه الغاء البحث في النظام ( اللسان ) الصوتي او على المستوى الصوتي لاي لغة كانت , و الاهتمام بالانجاز اللغوي الصوتي الذي يتحقق عن طريق السلسلة الكلامية ( الكلام .) , ان خلق نظام صوتي من خلال الكلام , معناه البحث في وظيفة الاصوات ومتغيراتها .. وهذا بالضبط ما نهانا عنه سوسور حين قال بالبحث في نظام اللسان , و هو يعني ايضا العناية بالوحدة الصوتية في حد ذاتها ولذاتها وفي سكونيتها دون النظر الى علاقاتها التوليفية والوظيفية ... هكذا تكسرت نظرية اللسان عند سوسور في الغرب على يد تشومسكي في الكليات النحوية وجاكبسون في الكليات الصوتية .... ما تاثير ذلك على الدراسات اللسانية واللغوية في العالم العربي ؟؟ 12- انطلقت بتاثير من كل ذلك الدراسات المدعوة باللسانيات الصوتية من الكلام ولم تنطلق من اللسان , في كل ارجاء وجامعات .. العالم العربية , وتقدم القافلة الدكتور تمام حسان رحمه الله , بدراساته المتميزة عن اللهجات العربية في مصر واليمن .. الخ ...ان الملاحظ العلمي لاغلب الدراسات الصوتية العربية كانت تتجه او ان الحقل التطبيقي المفضل عندها كان ولا زال هو اللهجات وفي اقصى تقدير القراءات او علم التجويد او الشعر العربي ... ماذا استفدنا من كل ذلك , ؟؟؟ في رايي لاشئ , الا اذا تعلق الامر بعلم التجويد , الذي لا ارى انه قدم جديدا سوى انه حافظ على قواعده الموروثة من ابن جني والخليل و الداني وغيرهم ...في الزمن الذي ندعو فيه الى نبذ اللهجات اعلاميا ومؤسساتيا , والعناية باللغة العربية قانونيا ودستوريا و رسميا في المؤتمرات ,,,ووو نلاحظ انه في المعاهد والجامعات وقع تشجيع وكم هائل من الابداع النظري والتطبيقي الصوتي على اللهجات خصوصا . كيف يعقل هذا , وكيف يسمح به الاساتذة المشرفون في اشرافهم وموافقتهم على تلك البحوث والاطروحات , انظر الى ما انجز في العالم العربي على المستوى الصوتي , كله كان يدور في فلك الكلام اي اللهجات .. لازلنا نكرر ما اتى به ابن جني والخليل على المستوى الصوتي , ولم نقدم جديدا يذكر , اطلب من اي باحث او استاذ عربي ان يصف لك النظام الصوتي العربي القديم ؟؟ لن يستطيع اي واحد منهم ان يفعل ذلك , رغم ان ذلك النظام موجود . عندنا مثلا دراسة الدكتور ادريس السغروشني الصوتية التي اعتمدت على النظرية التوليدية التحويلية , هل حققت من جديد ؟ لا نعتقد ذلك , لان تشومسكي نفسه كان موضوع بحثه التطبيقي الصوتي مع هالي هو الكلام وليس اللسان .... واللائحة تطول هنا . من كمال بشر الى محمود السعران وعبد الصبور شاهين والحناش وغيرهم كثير, المصطلحات تختلف والمفاهيم تضطرب , وكل في واد يهيمون ...انك اذا ما سالت اغلب علماء الصوت حاليا عن الاحبال الصوتية وعلاقتها بالهمزة , ستسمع الغرائب ..او تقرا الغرائب , لا احد تقريبا سيحدثك عن دور الاحبال العليا والاحبال الصوتية السفلى في انتاج الوحدة الصوتية الهمزة .. لن تجد تعريفا علميا موحدا للفونيم , بل تجد تعريفات كل واحد منها يمس جانبا من حقيقة الوحدة الصوتية , سواء حققت في الامر عند العرب او في الغرب .. بنفس القدر يتعلق الامر بالالفون .. تجد اضرابا في المصطلحات , وغموضا واختلافات كبيرة بين الباحثين ... والدكاترة الخ ..والسبب في كل ذلك يعود الى ما اشرنا اليه اولا من عملية الاستبعاد التي قام بها جاكوبسون لعلم الفونيتيك , ثانيا عندنا ما يتعلق بعمليات النقل لمصطلحات ونظريات ومفاهيم من الغرب هي نفسها على خطأ ثالثا , غياب قراءة علمية للموروث الصوتي العربي ( اضف اليه المروث النحوي والصرفي ... ) القديم , انا متاكد رغم كثرة الدراسات , انه لا احد في الزمن الحديث من المختصين قام بقراءة واستقراء واستخراج النظام الصوتي العربي القديم ...كل من تحدثه عن الموضوع نط على فصل الادغام عند سيبويه في الكتاب . وما ذلك بنظام , لان النظام ينبع من تصور علمي للسان ,و ليس من الكلام . في دراسة يتيمة اطلعت عليها وهي للدكتور احمد اعليوة من المغرب جامعة القاضي عياض , تعود الدراسة الى بداية تسعينيات القرن الماضي , منشورة في مجلة الفكر العربي المعاصر . كان موضوعها الصوائت المركبة في اللغة العربية , وقد اعتمد فيها الباحث طريقتين ( الكلام و اللسان ) اي ( الفونولوجيا والفونيتيك ) لما حلل الموضوع من وجهة نظر فونيتيكية ( اللسان ) وصل الى نتيجة علمية صحيحة , وهي ان اللغة العربية في نظامها الصوتي لا توجد بها صوائت مركبة , اما حين اعتمد على الكلام ( الفونولوجيا ) فقد وجد ان الصوائت المركبة تتحقق في نظام اصوات اللغة العربية , والنتيجة الاولى صحيحة وعلمية لانه بحث في الظاهرة الصوتية من وجهة نظر علم الفونيتيك اي من خلال اللسان ونظامه , والنتيجة الثانية طبعا على خطأ , اما نحن , فنرى ان الصوائت , لا وجود لها ولا تحقق لها سواء كانت مفردة او مركبة , بل اكثر من ذلك لا وجود للصوائت على الاطلاق لا في اللغة العربية ولا في اللغات العالمية الاخرى ... ومن هنا دعوت الى قراءة النظام الصوتي العربي القديم والحذر من النظريات الغربية واعمالها التطبيقية ... اعتقد ان هذا يكفي للخروج بنتائج مهمة وهادفة . لم تكن هذه المقالات جوابا فقط لاسئلة الاستاذة احلام لسانية , بل كانت في نفس الوقت , اعلان عن ميثاق , ودعوة لتغيير التصور والرؤية والمنطلقات , العودة الى النظرية اللسانية الحقيقة عند سوسور من اجل بناء نظرية لسانية عربية حديثة , لكن قبل ذلك, لابد من استنباط النظام اللساني العربي القديم , الذي اعتقد أن لا احد استطاع الوصول اليه لحد الان . ثم بعد ذلك بناء نظرية لسانية عربية حديثة على اسس علمية و مرجعنا في ذلك نظرية سوسورابو اللسانيات الحديثة . على رغم وجود نظريات لسانية عربية حديثة , مثل النظرية الوظيفية عند المتوكل , او النظرية العرفنية عند الازهر زناد .. وغيرهم كثير , فانه في الحقيقة والواقع العلمي , لا وجود لنظرية علمية عربية لسانية في الزمن الحديث ...والسبب يعود ببساطة الى ان موضوع اللسانيات هو اللسان ونظامه وليس الكلام ونظامه . ومنه ادعو الى اعادة ترجمة كتاب سوسور الى العربية من الاصل ترجمة صحيحة وعلمية . ثم الانطلاق في بناء نظرية علمية لسانية عربية حديثة . نتجاوز بها الغرب , الذي اصبح ابا غير شرعي ...وانا متؤكد بعد ذلك ان اللغة العربية ستسوق قطار البحث العلمي اللساني في العالم . ان الدليل القاطع لما قلناه هنا , بسيط وواضح , رغم الدراسات اللسانية التطبيقية والحاسوبية الكثيرة والمتعددة ....فاننا لا نملك لحد الساعة , ولو محرك تصحيح الاخطاء اللغة العربية في حاسوبنا , فالى متى , ونحن نملك اغنى ارث لغوي في العالم ... ؟؟؟
ان الواقع اللساني العربي الحديث المتميز بالتشظي , و بالمتهافت وبالتشتت , وبالغياب الفاعل, ليس الا مراة اخرى تعكس الواقع النقدي و الادبي والابداعي والمناهجي والسياسي والاجتماعي والديني .... واخيرا يعكس واقع ما سمي الربيع العربي ,ذ لك ان كل قطر له ثورته الخاصة , ولكل ثورة رجالاتها الخاصة , بل ولها القوى الخارجية المدافعة عنها او المتخلية عنها او الموجهة لها , وفق مصالحها واهدافها , ليس الواقع اللغوي الا مراة للواقع الحقيقي الذي نعيشه . تحية طيبة |
| | | اسراء فاروق الامير .عضو مشارك
البلد : القاهرة عدد المساهمات : 12 نقاط : 12 تاريخ التسجيل : 11/03/2012
| موضوع: علم اللغه 2012-04-17, 19:56 | |
| |
| | | | علم اللغة ام اللسانيات ؟؟؟؟؟ | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية | |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع | |
فانضموا إليها
|
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
|
حقوق النشر محفوظة
لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها
Powered by
phpBB© 2010 |