لم أكن أعي بأنني سأتزوج البحر...السماء كانت تبدو أكثر اتساعا من الماء حين تترامى على مخيلتها الأسئلة ..والنجوم تقاسم تلك الدوائر أشياءها..وهنا في صحبة الريح في المكان المعد لقلبين أن يتكأا على جناح من الحلم.......
قبل أن يشي الضوء بآمالنا ،ويسحب البحر كرنيشه من تحت أقلامنا ..ما كنت أدري بأن الماء هو الماء ،سجادة الغيم عليه تطيل السماء تراويحها ..
كنت أحسب ذاك هو البحر ..كالذي كان يبدو أمامي ،وتلك النجوم صغاره يطلعهم عليّ حين ينام البقية ..ووحدي أسترق النظر واتلو عليه ما تيسر من سورة الذكريات،أتلو عليه قصائدنا ويعزف لي ألحانه في وئام..
كان بحري الذي أحببت ..نجوما وقمرا..امتدادا وسفرا ..وكنت أزعم أن الشمس تشرق من باطن البحر ،وأن الظلام يخيم عندما تكشف الشمس عن ساقها في الغروب وتدنو بمفردها كي تغوص بداخله كسمكة ..إلى أن يداهمها النوم ،فتنام على صوتنا ...
وحين تزوجت بالبحر !!!وجدت المكان غريبا، لم يعد صالحا للعبادة ،ولم يعد ثمة كرنيش كي أعيد االنظر ، وأتأكد من هوية تلك الرؤى...
والآن كل شيء يبدو لي غريبا جدا ، ومختلفا جدا !!وخطأي الوحيد :هو أنني لم أرفع رأسي يوما عن البحر ،حتى ظننت بأن السماء هي البحر ،والنجوم هي البحر ، والقمر هو البحر ،والشمس هي البحر،والغيوم هي البحر .....
حينها كنت أظن أيضا بأنني سأتزوج القمر ....
فأنا أتقن التأمل ..ولا أستطيع االسباحة,,,
راهبة القصيدة
2011-09-23, 19:55
