وأما انا
قديما عشقت السما
وزرقتها الصافية
وأنوارها الحالية
وما خلف هذا الوجود
ففي ذات يوم وكنت صبيا
غريرا أسير إلى ملعبي
سمعت اخا صائحا:" يا ويلتاه أبي
أه مات أبي"
وقد كنت أجهل معنى الفنا
وأحسب من دفنوه يعود
لهذا الوجود
إذا مل مضجعه ، موهنا
وقلت لأمي
" متى سيعود أبي"،
فقالت "أبوك هنا،
هنا في السما
وعما قريب يعود ابوك"
فعدت إلى ملعبي
وصرت أحب السماء الضحوك
وإشراقها
وأبصر نجما بعيد السنا
يعيش على ظهره والدي
ويؤنسني نوره في المسا
فأرنوا إلى وجهه الخالد
ولما تمادى انتظاري..
وطال الرجا..
رجعت لأمي وقد عيل صبري
وساءلتها
فقالت "أبوك هنا ، نزيل السما...
وعما قريب يعود لنا"
ومات أخي بعده
وما كنت أعلم معنى الفنا
فأبكيه فيمن فقده
وقلت لأمي فيم الأسى؟"
وعما قريب ينادي فأمضي أنا"
فضمتني الأم وهي تقول:
"لا لا ستبقى هنا"
وكنت أرى نجمي العبقري
وفيه أحباء قلبي وروحي
أناديه حين يمر عليّ
أيا نجم هلا هبطت إليَّ
وهلا سما بي إليك طموحي
وفي كل يوم أحباء قلبي
يسيرون فرحى إلى الأنجم
وأمي بقربي
تشد على معصمي:
"لا. لا ستبقى هنا"
أيا أم إني أحب السما
وبسمتها الوادعة
وزرقتها الواسعة
وألوانها
عندما تصب على البحر أشجانها
فما لك يا أم لا تطلقين
سراحي إلى العالم الأرفع
فأنحل فيسحره المبدعه
تضمينني للثرى
وروحي تنزع نحو السحاب
وما خلفه من جمال عجاب
فلا أستطيع
سموا لذاك الجمال البديع
أهو هذا الحب يا أمتاه
حبيس التراب أسير الحياه...."
الشاعر بوشوشي