التداولية و واقعية اللغة في اتحاد الأدباء
بغدادـ علي السومري
28/01/2012
أقامت رابطة النقاد العراقيين في الاتحاد العم لأدباء وكتـّاب العراق، يوم الأربعاء الماضي، جلسة ثقافية ضيفت فيها الدكتور سمير الخليل الذي قدم دراسة بعنوان(التداولية وواقعية اللغة).
الجلسة التي حضرها حشد من المثقفين والأدباء، قدم لها الناقد علوان السلمان، مبتدئا حديثه بالتعريف بموضوعة الجلسة، إذ قال
الافعال الكلامية تختلف من مجال معرفي إلى آخر، لكونها غير محددة بنهايات، وهذا أدى إلى تعدد المناهج المعرفية والنظرية، فهناك البنيوية والتوليدية التحويلية والتداولية، التي هي بؤرة الاشعاع التي ستنشر ضوءها بيننا اليوم، كونها منهج سياقي موضوعه بيان فاعلية اللغة متعلقة بالاستعمال من حيث الوقوف على المقاصد ومراعاة الحال).
مضيفاً بأن التداولية: (منهج يهتم بدراسة المعنى الذي يحاول الكاتب أن يوصله، والمتلقي أن يؤوله) عاداً غياها علاقة مباشرة بتحليل ما يقصده الكاتب من خلال ما يستخدم من تعابير اكثر مما تعنيه الكلمات أو العبارات المستخدمة فيها.
تحدث بعدها د.(الخليل) مشيراً ان التداولية في المجال اللساني، تعني استعمال اللغة أو دراسة الظاهرة اللغوية من وجهة نظر الخصائص الاستعمالية، لأنها تميز بين المعنى السياقي الذي يريده المتحدث والمعنى اللغوي المحض الذي يحمله الملفوظ، مضيفاً: (التداولية تهتم بفكرة الاستعمال اللغوي وتركز على مستعمل اللغة وسياق استعمالهما والمخاطب، وتهتم بالتركيز على المحفزات النفسية للمتكلم والمخاطب، اي بالفعل ورد الفعل والتفاعل في الاستعمال).
مبيـّناً بأنها – التداولية – ترجمت بالتبادلية والتواصلية والقصدية والبرجماتية كتعريب للمصطلح، غير ان الدكتور طه عبد الرحمن في كتابه (أصول الحوار وتحديد علم الكلام) – والحديث للخليل – (تمسك بمصطلح تداولية الذي شاع فيما بعد).
مشيراً إلى الدكتور(عبد الرحمن) حاول ان يوضح بان تعريبه التداولية انطلق من قضيتين، الأولى، قابلية الاستعمال والأخرى قابلية التفاعل، مضيفاً: (ولعل أهم القضايا التي تخوض فيها التداولية إجاباتها عن الأسئلة الآتية: ماذا نفعل عندما نتكلم؟
وماذا نقول عندما نتكلم؟
ومن يتكلم؟ ولماذا نتكلم بهذا الشكل وليس بذلك؟ وهل يمكن الاطمئنان للمعنى الحرفي للجملة؟ وما هي الاستعمالات الممكنة للغة؟) مبيـّناً بأن كل هذه الأسئلة تجيب عنها التداولية بشكل يتلاءم والطابع المتجدد لهذا الحقل اللساني لكونه حقلاً يعيد النظر في المبادئ التي تتأسس عليها الأبحاث اللسانية السابقة.
وألمح (الخليل) إلى ان التداولية تصلح أن تكون منهجاً نقدياً، مشيراً إلى انه أول من قال بهذا الرأي، وذلك في مقالة نشرتها جريدة الأديب، مركزاً فيها على جانبها الاجتماعي باللغة، إذ أشار إلى امكانية وجود تداولية واضحة في السرد، وكذلك في الشعر، إلا انه استطرد بشأن الخير قائلاً: لكنها في مجال الشعر لا يعول عليها وبحاجة إلى فتوحات جديدة).
فتح بعدها باب المداخلات التي ابتدأها الناقد بشير حاجم، واعقبه الدكتور صبحي ناصر الذي أوضح بأنها – التداولية – موجودة في البلاغة العربية وان لها جذراً عربياً، تلاه الشاعر رعد البصري، والأخير تحدث عن روح المعلم لدى الضيف وكيف نهل منها.
لتختتم المداخلات بكلمة للكاتب حميد الربيعي طالب فيها بايجاد أكثر تداولية في المتن الشعري.
منقول