لما هذا التمرد، لما هذا السخط والغضب، إنك اليوم تتنكر لكل وعودك، لكل أحلامنا، ولماذا اليوم ترفضني، وتتهمني، ألم تقل بالأمس، أنك تشبهني، عندما ألبس البحر الهادئ، ألم تقل أني أشبهك في ثورة هدوئك وسكونك؟ لأني انخرطت في غضبك؟ لهذا تلومني؟ أم لأنهم خيروني بين الحب، وبين العذاب فاخترتك، أنت الذي لا أعرف لك سبيلا غير الضياع، أنت الذي لا أراك إلا حلما ولا ألمسك إلا وهما....
لقد قررت اليوم أني سأختار وسأرسو على ضفة وأبيع البحر، لأنه صار لا يسعني، ولا طاقة له على حملي، سألملم منك جراحي وأحلامي، سآخذ أيضا أصدافي، وبالطبع أوراقي، ولكن ليس أقلامي، لأنها هي من يستفزني لأكتبك، وأنا اليوم أريد الصمت أريد الابتعاد عن لغتك الصعبة تلك، لغة الأنامل العاشقة، وسأعيد لساني الذي قعد طويلا عن الكلام، سأمنحه صوتا أعلى لأننا لن نعد نملك الوقت للانتظار، لابد من الكلام، الكلام لغة الجميع، تعبت منك ومن رسائلك الغامضة، أريد تجربة الحياة، أريد أن أقع في أخطاء، وأريد أن يلومني الأصدقاء، أريد أن أرتاح من التفكير.... آه، لحظة؛ لا تحاول منعي لأني قد اتخذت قراري وارتكبت أولى أخطائي، لقد بعت أوراقي واشتريت بثنها تفاحا، وخبزا وزيتونا، إنه لذيذ جدا، فلماذا كنت تقول؛ إن التفاح خطيئة، وإن الخبز مذلة، الزيتون عذاب....؟ كل الناس تعرف ما لا تعرف أنت، وتحب ما لا تحب، وأنا سأصبح مثلهم، لأني عرفت أن الحياة هي تجربة الحياة، وليس الجلوس على الهامش، عرفت أن الحياة هي تجربة الأخطاء وليس الخوف منها....إن صمتنا ينفي وجودنا، وترفعنا يمحو كياننا، بعدنا عن التجارب دليل جهلنا، وحبنا هو سبب كرهنا، فحاول أن تستوعبني لأنك أنت هو سبب قراري.....