أعزائى الكرام ، بينما أقرأ فى أحد الكتب راودتنى فكرة وهى : لم لانفتح صفحة نعرض فيها للأمثال العربية بقصصها الشهيرة ، فهى زاد للباحث لتوسيع أفقه ورقى أسلوبه اللغوى ، يكتب فيها أعضاء المنتدى الأمثال العربية التى يحفظون قصصها ـ بصرف النظر عن الأمثال العامية ـ فيستفيد بذلك الجميع ، وسأبدأ بأول مثل .
تحياتى للجميع

المثل هو (( مثل المصدق المخدوع ))
يحكى أن جماعة من اللصوص ذهبوا إلى بيت رجل من الأغنياء ليسرقوا متاعه فعلو ظهر بيته ليلا ، فانتبه صاحب البيت لوطئهم ، فعرف أنه لايعل ظهر بيته فى تلك الساعة المتأخرة من الليل إلا مريب ، فأيقظ امرأته وقال لها : رويدا ، إنى لأحسب اللصوص قد علو ظهر بيتنا ، وأنا متناوم لك ، فأيقظينى بصوت مرتفع يسمعه من فوق البيت من اللصوص ثم قولى لى ألا تخبرنى عن أموالك الكثيرة وكنوزك من أين جمعتها ؟ فإذا أبيت عليكى فألحى فى السؤال ، ففعلت المرأة ذلك وسمع اللصوص كلامها ، فقال الرجل : أيتها المرأة قد ساقك القدر إلى رزق واسع ومتاع ، فكلى واشربى واسكتى ولا تسألى عما لو أخبرتك به لم آمن أن يسمعه سامع فيكون فى ذلك ما أكره وتكرهين ، فقالت المرأة : لعمرى ما بقربنا أحد يسمع كلامنا فقال الرجل : فإنى مخبرك أنى لم أجمع هذه الأموال والكنوز إلا من السرقة ، قالت وكيف كان ذلك وأنت فى أعين الناس عدل مرضى لم يتهمك ولم يتسرب بك أحد ؟ قال : ذلك لعلم أصبته فى السرقة كان ألطف وأرفق من أن يتهمنى أحد أو يرتاب فى ، قالت وكيف كان ذلك ؟ قال : كنت أذهب فى الليلة المقمرة ومعى أصحابى حتى أعلو ظهر البيت الذى أريد سرقته فأنتهى إلى الكوة التى يدخل منها الضوء فأرقى بهذه الرقية وهى ((شولم ، شولم )) سبع مرات ، ثم أعتنق الضوء فأهبط فيه إلى البيت ولا يحس بوقوعى أحد ، ثم أقوم فى أسفل الضوء فأعيد الرقية سبع مرات فلا يبقى فى البيت مال ولا متاع إلا ظهر لى ، وأمكننى أن أتناوله وقويّت على حمله ، ثم أعيد الرقية وأعتنق الضوء وأصعد إلى أصحابى فأحملهم مامعى ونذهب .
فلما سمع اللصوص ذلك فرحوا وقالوا : لقد ظفرنا من هذا البيت بشئ هو خير لنا من المال ، وأمنا به من السلطان ، وأطالوا المكث حتى ظنوا أن الرجل قد نام ، ودنا رئيسهم إلى مدخل الضوء من الكوة فقال ((شولم ، شولم )) سبع مرة ، ثم اعتنق الضوء لينزل إلى البيت فوقع منكسا فوثب عليه صاحب البيت بهراوة فأوجعه ضربا وقال له : من أنت ؟ قال أنا المصدق المخدوع وهذه ثمرة تصديقى .
لكم التحية

المثل هو (مثل الطبيب الجاهل المتكلف )
زعموا أنه كان فى مدينة من مدائن السند طيبب عالم رفيق ، فمات ، فنظروا فى كتبه فكانوا ينتفعون بها ويتعلمون منها ، فأتاهم رجلا زعم أنه طبيب وأن له رفقا ، ولم يكن كذلك وكان لملكهم ابنة عزيزة عليه ، وكانت حاملا فأصابها بطن فجعلت تحس الأمراض ، فبعث الملك فى طلب الأطباء فأتت رسله رجل منهم كان له علم على رأس فرسخ ، فوجدوه قد عمى ، فوصفوا له وجع ابنة الملك فأمرهم أن يسقوها دواء يقال له " زامهران " فرجعوا إلى الملك فأخبروه بذلك فأمر أن يطلب طبيب ليهيئ ذلك الدواء ، فأتاه ذلك الرجل الجاهل فقال أنه عالم عارف بالأدوية وأخلاطها ، فدعا الملك بالأسفاط التى فيها أدوية الطبيب ، فوضعت بين يديه فأخد من أحدها صرة فيها سم فجعل منها ومن غيرها زامهران ، فلما رأى الملك سرعة فراغه من ذلك ظن أنه عالم ، فأمر له بحلى وكسوة حسنة ، وسقى الجارية منه فلم تلبث أن تقطع أمعاؤها فماتت ، فأمر أبوها فسقى الطبيب من الذى صنع لها من الأدوية فهلك .

إياك أعني واسمعي يا جارة
المثل لسيار بن مالك الفزاري في أبيات له
يا أخت خير البدو والحضارة كيف ترين في فتى فزارة
أصبح يهوى حرة معطارة إياك أعني واسمعي يا جارة
ويضرب هذا المثل لمن يتكلم ويريد شيئا آخر

المثل هو ((مثل الرجل الفقير والسارق ))
يقال لطالب العلم يأس فأراد التخلى عن علمه
يحكى أن رجلا كانت به حاجة شديدة ، وخلة ظاهرة ، وفاقة وعرى ، فغدا يطلب من معارفه وشكا إليهم ، وسألهم ثوبا يلبثه وجهد فلم يصب شيئا ، ورجع إلى منزله وهو آيس ، فبينما هو نائم على فراشه إذا بسارق قد دخل عليه فى منزله فلما رآه الرجل قال : مافى منزلى شئ يستطيع هذا السارق أن يسرقه ، فليصنع ما يشاء وليجهد نفسه ، وإن السارق دار فى البيت فلم يجد شيئا يأخذه فغاظه ذلك ، وقال فى نفسه : ما أرى هاهنا شيئا ، وما أحب أن يذهب عنائى باطلا ، فانطلق إلى خابية فيها شئ من قمح ، فقال لم أجد بدا من أخذ هذا القمح إذ لم أجد غيره ، فبسط ملحفة كانت عليه ، وصب ذلك القمح فيها ، فلما بصر به الرحل قد جعل البر فى الملحفة وهو يريد أن ينطلق بها قال : ليس على هذا صبر ؛ يذهب القمح ويجتمع على أمران الجوع والعرى ، ولن يجتمعا على أحد إلا أهلكاه ، فصاح بالسارق فهرب من البيت وترك الملحفة ، فأخذها صاحب المنزل فلبسها وأعاد القمح إلى مكانه ، فليس لأحد أن ييأس ولا يطلب ما لاينال ، ولكن لا يدع جهدا فى الطلب على معرفة .
تحياتى للجميع

[ السلام عليكم فكرة رائعة و مميزة اخي جلال فتحي أتمنى أن تجد الفكرة إستحسان جميع الأعضاء شكرا.

المثل هو ((مثل الرجل والكنز))
يقال لطالب العلم يقرأ الكتاب يريد أن ينهيه دون أن يفهمه حتى يقول قرأته ليتباهى بقراءته أمام الآخرين .
يحكى أن رجلا قد بلغ كنزا فى أحد الصحارى ؛ فلما كشف عنه ونظر إليه وجد رأى شيئا عظيما لاعهد له بمثله ، فقال فى نفسه : إن أنا أحرزت ماههنا بنقله وحدى لم أنقله إلا فى أيام ، وجعلت لنفسى عملا طويلا ، ؛ ولكن أستأجر رجالا يحملونه ففعل ذلك وجاء بالرجال فحمل كل منهم ما أطاق وانطلقوا فيما زعم إلى منزله فلما فرغ عاد إلى منزله فلم يجد شيئا ووجد كل رجل منهم قد حاز ماحمل لنفسه
، ولم يكن له إلا العناء فى استخراجه .
تحياتى