كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر، أكادير، المغرب
ورقة الندوة/المؤتمر
شهد القرن العشرون تحوّلات حاسمة، في طرق النظر ومعالجة الظاهرة اللغوية، غيرَ مستقلة عمّا حدث من تراكم في مجالي الفلسفة والعلوم المادية. وربما كانت الآفاق التي فُتِحت أمام منهجيات المعالجة والإشكاليات النظرية ذات الصلة باكتساب اللغة ووصفها قدرةً وإنجازاً... من بين المنجزات التي أحدثت ثورة في تصوّر اللغة وما يرتبط بها من إنتاج.
سرعان ما انتقلت "عدوى" هذه التحوّلات إلى مجال كان شبه مستقل، أو هكذا كان يُدرَك، نعني النص. كان هذا المجال شبه "مؤمَّم" من قبل نظريات الأدب ونقده بحكم طبيعة الإنتاج الذي يُعتبَر ميدان اختبارهما أو اختصاصهما. غير أن الطمأنينة إلى ما استقرّ وطال أمده من آراء في هذا الباب أصابها رذاذ ما تحقّق في حقل المقاربات المؤسّسة في اللسانيات.
وكان من ثمار ذلك بروز مصطلحين استحوذا على المناقشات والأسئلة والمقاربات، نعني مصطلحي "الخطاب" و"النص". فأثمر تخصيصهما بالتفكير والمعالجة أسئلة حقيقية هي أقرب إلى التحديات منها إلى ترَف التفكير وتمرين الذهن. بل إن الانكباب عليهما قاد إلى مساءلة مدى فعالية اللسانيات الحديثة، بناء على أن التواصل لا يَتوسّل الكلمات والجمل وإنما النصوص والخطابات.
ونظراً لما أضحت تخضع له طبيعة التفكير في الظواهر وتأمّلها في العصر الحديث علاوة على ضوابط إنتاج المعرفة، كان "من اللازم" تكوين فريق عمل ينكبّ على دراسة الوحدة التي اتُّخِذت موضوع بحث وتحليلِها ووصفِها. وقد كان لجامعة كونسطانس بألمانيا قصب السبق في هذا المنحى؛ غير أن تنوُّع وحدة البحث وتلوُّنها بجنس الإنتاج الذي تستمد منه تقاليدها وهويتها من ناحية، واستعصاءها على النظر اللساني -بحصر المعنى- من ناحية ثانية عجّلا بأن تتفرّق السّبل بفريق العمل فنحتَ كلٌّ طريقه وارتضاه وِجهةً للبحث والتدقيق.
وتأسيساً على هذا ظهرت مصطلحات غدَت أعلاماً على توجّهات في البحث واختلاف في المرامي، من قبيل "نحو النص" و "لسانيات النص" و "علم النص" و "تحليل الخطاب" و"اللسانيات النقدية" و"النظرية السميوطيقية للنص"... ولمّا كان هذا هكذا صار من المستساغ وضع مصطلحات وثيقة الصلة بمفاهيم المقاربات والتصورات التي توجّه خطاها. وما هي إلا أن استفادت الأبحاث مما تحقق في حقول العلوم الإنسانية والمادية وفي مقدمتها علم النفس المعرفي والذكاء الاصطناعي وما جاورهما. وبذلك تفرّعت الإشكاليات وتعدّدت أوجه استثمار ما تحقّق ومساءلته.
وعلى نحو ما هو معتاد انفتحت الأبحاث المنجزة في العالم العربي على هذه الانشغالات العلمية تأليفاً وترجمةً وتمحيصاً. وهكذا طفقت المؤلّفات والمقالات تتْرى مقتدية بما تقدّم تارةً، مجتهدةً تارة أخرى. وعلى الجملة بات هذا الاختصاص ينحت له طريقاً في مجال المعرفة العربية الحديثة باحثاً عن استقرار محتمل.
وبناء على ما تقدّم نقترح أن تنكبّ أعمال هذه الندوة/المؤتمر على ما يلي:
1- تاريخ مقاربة النص (ما قبل لسانيات النص/الخطاب)؛
2- أسئلة التأسيس ودواعيه؛
3- لسانيات الجملة/ لسانيات (أنحاء) النص والخطاب؛
4- اللسانيات النقدية؛
5- لسانيات النص والخطاب وإسهامها في حقل الترجمة؛
6- حصيلة الترجمة: ما الذي تُرجم إلى اللغة العربية وكيف تُرجم؛
7- التأليف: ما الذي تحقّق في هذا الباب؟ هل هو تأليف متقدّم (=يوسّع مجال البحث ويجدّد أسئلته ويختبر طرقاً جديدة...) أم تُراه يراوح مكانه؟
8- مسألة المفاهيم والمصطلحات في التأليف والترجمة (مدى وجاهتها)؛
9- ما حدود انفتاح (استفادة) التأليف العربي على (من) اللسانيات العربية؟
تلك هي المحاور التي نقترحها لأعمال هذه الندوة.
توضيحات تنظيمية:
ستنعقد الندوة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر، أكادير؛
أ- ضرورة التزام المشاركة بمحور من المحاور السالفة؛
ب- إرسال ملخص البحث: 30 شتنبر/أيلول 2009؛
ج- الإخبار بقبول البحث: 31 أكتوبر/تشرين الأول 2009؛
د- تسليم البحث كاملاً مرقوناً بنظام "وورد" خط Traditional Arabic قياس 16 (عدد الصفحات عشرين): 31 يناير/كانون الأول 2010؛
هـ وضع الحواشي في أسفل الصفحة متسلسلة الترقيم.
و- الندوة/المؤتمر أيام 22، 23، 24 مارس/آذار 2010
واجبات المشاركة في الندوة/ المؤتمر: 500 أورو
ويشمل مصاريف الإقامة والتغذية ووثائق المؤتمر والتنقل داخل المدينة، علاوة على رحلة سياحية/ثقافية إلى مدينة مراكش.
زيارة مراكش (اختيارية): يوم 25 مارس/آذار 2010 (85 أورو= تذكرة السفر ذهاباً وإياباً+ التغذية + الإقامة. يحقّ للراغب عنها خصمُ هذا المبلغ من واجب المشاركة).
للاتصال: tidrarines@live.fr
الفاكس: + 212 528 22 16 20
ملحوظة:
لا تتحمل الكلية مصاريف السفر إلى المغرب ومنه.
لغات العروض: العربية؛ الإنجليزية؛ الفرنسية...