منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك شعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةشعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرشعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورشعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةشعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةشعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودشعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرشعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة شعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناشعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة شعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبشعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرشعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبشعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارشعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 شعراء العربية النصارى (3)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السيد سالم
عضو شرف
عضو شرف


القيمة الأصلية

البلد :
مصر

عدد المساهمات :
361

نقاط :
849

تاريخ التسجيل :
22/10/2011


شعراء العربية النصارى (3) Empty
مُساهمةموضوع: شعراء العربية النصارى (3)   شعراء العربية النصارى (3) I_icon_minitime2011-12-02, 12:06

المسيحية والدولة الأموية:
قبيل بعثة النبوة كانت القوة المسيحية ممثَّلة أساسًا في الدولة البيزنطية أو ما يعرف بالإمبراطورية الرومانية الشرقية، وذلك بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية سنة 476م (قبل ميلاد الرسول بمائة سنة تقريبًا). وكانت الدولة الرومانية الشرقية تسيطر على شرق أوربا بكامله، إضافةً إلى الأناضول، وفوق ذلك فإنها كانت تحتل بلاد الشام ومصر وشمال إفريقيا، فصارت بذلك أعظم دولة في العالم، ولقد عرف البحر الأبيض المتوسط ببحر الروم لأن الأملاك الرومانية كانت تحيط به من كل جانب. وكان المسيحيون في خارج الدولة البيزنطية لا يمثِّلون كيانًا كبيرًا إلا في بقاع متفرقة:

- غرب أوربا: إنجلترا، فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا.

- إفريقيا: الحبشة أساسًا.

- الجزيرة العربية: نصارى الشام من العرب (الغساسنة/ تغلب/...)، نصارى اليمن ونجران.

- آسيا: لم يكن فيها نَصَارى تقريبًا.

ثم ظهرت الدعوة الإسلامية في بدايات القرن السابع الميلادي، وهي دعوة للناس كافة. يقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]. ويقول الرسول: "وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إلى النَّاسِ عَامَّةً" ورد هذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم ومسند أحمد .

استلزم ذلك أن يُرسِل رسول الله الرسائل إلى ملوك وأمراء العالم، وذلك في بدايات العام السابع الهجري بعد صلح الحديبية. وأهمهم: هرقل قيصر الروم، وكذلك: النجاشي ملك الحبشة، والمقوقس زعيم مصركما ورد في كتاب " المصنف في الأحاديث والأثر" على لسان ابن شيبة.

وجاء في صحيح البخاري كتاب بدء الوحي وباب كتاب النبي إلى هرقل ومع يقين هرقل بصدق النبوة كما سيظهر من حواره مع أبي سفيان إلا أنه لم يؤمن؛ وذلك حفاظًا على ملكه، بل سنراه بعد ذلك يجهِّز الجيوش لحرب المسلمين عدة سنوات. كذلك حدثت تطورات خطيرة في العلاقة الإسلامية المسيحية، عندما قُتل بعضُ رسل رسول الله إلى زعماء النصارى، وتحديدًا الحارث بن عُمَيْر الأزديّ الذي قتله شُرَحْبِيل بن عمرو الغسَّاني حسب ما ذكر ابن حجر في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة"؛ مما أدى إلى الصدام العسكري الأول بين المسلمين والمسيحيين في موقعة مؤتة سنة 8هـ، التي انتهت بانتصار المسلمين وتراجع الرومان، وكذلك انسحاب خالد بن الوليد بالجيش مكتفيًا بزوال هيبة الجيش النورماني العملاق على حد قول ابن هشام عن غزوة مؤتة في "السيرة النبوية". ويضيف في حديثه عن غزوة تبوك وأتبع ذلك ببوادر صدام ضخم لم يتم، وكان ذلك في تبوك سنة 9هـ؛ حيث انسحبت الجيوش الرومانية ولم يحدث قتال، وإن كان ظهر للعيان قوة الدولة الإسلامية الناشئة.

ولم تكن كل العلاقة الإسلامية المسيحية علاقة حروب، بل كانت هناك علاقات أخرى كثيرة من التعايش والتعاهد، مثلما حدث مع الحبشة ونصارى نجران ونصارى أيلة وغير ذلك.

ولكن وضح في الصورة أن الدولة البيزنطية ستحمل لواء الصراع مع المسلمين في السنوات، بل القرون المقبلة.

ويقول دكتور راغب السرجاني في كتابه عن تاريخ النصرانية العربية وصراعها مع الدولة الإسلامية الوليدة مستندا الى كتاب تاريخ الأمم والملوك للطبري ثم كان الصدام مباشرًا في عهد الخلفاء الراشدين وقويًّا أيام خلافة أبي بكر الصديق t، ثم عمر بن الخطاب t، وكانت المعارك الشهيرة التي انتصر فيها المسلمون مثل أجنادين وبيسان، ثم موقعة اليرموك الكبرى، ثم فتح دمشق وحمص وحماة، ثم فتح بيت المقدس وسقوطه في أيدي المسلمين، وبالتالي فتح كل مدن فلسطين ولبنان وسوريا وأجزاء من تركيا، كل ذلك في غضون سبع سنوات فقط؛ حيث بدأت هذه المعارك في (12هـ) 633م، وسقطت قيصريَّة سنة (19هـ) 640م، وهي آخر معاقل الدولة البيزنطيَّة جنوب جبال طوروس.

ثم تطوَّر الصدام ليكسب المسلمون جولة ثانية مهمة جدًّا بعد الشام وفلسطين وهي مصر؛ حيث انتصر المسلمون على جيوش الرومان التي كانت تحتل مصر أكثر من تسعمائة سنة، فكان الفتح الإسلامي لمصر بقيادة عمرو بن العاص t في سنة (20هـ) 641م، ثم وصلت الفتوح إلى برقة بليبيا سنة (22هـ) 643م.
وفي كتاب "البداية والنهاية" لابن كثير ورد أنه في جولة جديدة، وحلقة أخرى من حلقات الصراع وصل المسلمون إلى شمال إفريقيا في زمن الخلافة الأموية أيام معاوية بن أبي سفيان t، حيث قام عقبة بن نافع بفتح تونس سنة (43هـ) 664م، ودارت حروب شتى بين المسلمين والدولة البيزنطية مشتركة مع البربر، انتهت بضم كل شمال إفريقيا للدولة الإسلامية، ودخول البربر بأعداد كبيرة في الإسلام.
ويكمل ابن عذارى( البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب 2/27 ) ثم فتحت في سنة (92هـ) 711م جبهة جديدة لحرب الصليبيين، حيث فتحت الأندلس بقيادة موسى بن نصير وطارق بن زياد، وأتمَّ المسلمون السيطرة عليها في غضون ثلاثة سنوات ونصف، بل وتجاوزوها إلى فرنسا، ودارت هناك مواقع كثيرة اقتسم فيها الفريقان النصر، وإن كان النصر في فرنسا في النهاية كان للصليبيين في موقعة بلاط الشهداء سنة (114هـ) 732م، التي أوقفت المد الإسلامي في أوربا، ونشأت بعض الممالك النصرانية في شمال الأندلس، أهمها ليون وقشتالة وأراجون ثم البرتغال بعد ذلك، ودارت بينهم وبين المسلمين حروب متعددة على مدار عدة قرون.
وعلى هذا فقد صار هناك جبهتان للصراع بين الأمة الإسلامية وبين نصارى أوربا؛ أما الجبهة الأولى فهي بين الدولة الإسلامية في المشرق متمثلة في الخلافة الأموية، ثم العباسية ضد الدولة البيزنطية.
ونكمل مع الطبري( تاريخ الأمم والملوك 4/61). وأما الجبهة الثانية فكانت بين الدولة الإسلامية في الغرب وهي الأندلس، وبين الممالك النصرانية في شمال الأندلس متعاونة كثيرًا مع فرنسا، وأحيانًا مع إنجلترا وألمانيا وإيطاليا.
وحيث كانت الخلافة الأموية تتخذ من بلاد الشام مركزًا لها، فإن الحروب بينها وبين الدولة البيزنطية كانت كثيرة، بل كانت هناك محاولات حقيقية لفتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، ولكن كلها لم تفلح.
وكان للنصارى دور كبير في الحركة العلمية والفكرية في الدولة الأموية كما ذكر ابن ابي أصيبعه أنهم اشتهروا في خدمة ملوك بني أُميّة . فمنهم اصطفن القديم ، الذي " نقل لخالد بن يزيد بن معاوية كُتُبَ الصنعة وغيرها " ، والصنعة هى الكيمياء (Alchimie).
أمّا الأطبّاء ، فأشهرهم : ابن أثال ، الذي ذكره ابنُ أبي أُصيبعة قال : " كان طبيباً متقَّدماً ، من الأطبّاء المتميّزين في دمشق ، نصراني ّ المذهب . ولما ملك معاوية بن أبي سُفيان]سنة 41/661[ على دمشق ، اصطفاه لنفسه وأحسن إليه . وكان كثيرَ الافتقاد له ، والاعتقاد به ، والمحادثة معه ليلاً ونهاراً " أما أبو الحكّم ، فإنه " كان طبيباً نصرانيَّاً ، عالماً بأنواع العلاج والأدوية وله أعمال مذكورة وصفات مشهورة . وكان يستطبه معاوية ابن أبي سُفيان]41-60/661-680[ ، ويعتمد عليه في تركيبات أدويةٍ لأغراضٍ قصدها منه ". ثّم تبعه ابنُه الحَكَم الدمشقي في المهنة ، و" كان يلحق بأبيه في معرفته بالمداواة والأعمال الطبيّة والصفات البديعة ، وكان مقيم في دمشق " وخّلفَ ابناً ، عُرف بابي الحسن عيسى ، " وهو المشهور بمسيح ، صاحب الكنائش الكبيرةً الذي يُعرف به ويُنسب إليه " وكان في خدمة هارون الرشيد (170-193/786-809) ، ووضع له " الرسالة الكافية الهَارونيّة " . وله أيضاً "كناش" استشهد به مراراً الرازي في " الحاوي" . وله " كتاب منافع الحيوان " ، و"رسالة في الأعشّاب والعقاقير " ، وكتاب أخر ، غُفَِّل ".
ومنهم تباذق قال ابن أبي أُصيبعة : " كان طبيباً فاضلاً ، وله نوادر وألفاظ مستحسنة في صناعة الطبّ . وعمر . وكان من أوّل دولة بَنيّ أُميّة ، مشهوراً عندهم بالطبّ . وصحب أيضاً الحجّاج بن يوسف الثقفي ]ت95/7124[ . المتولى من جهة الملك ابن مروان ، وخدمه بصناعة الطبّ . وكان يعتمد عليه ، ويثق بمداواته . وكان له الجامكية الوافرة ، والافتقاد الكثير " وله من الكتب :
" كُناشّ كبير" ألَّفه لإبنه ، وكتاب إبدال الأدوية ، وكيفية دقّها وإيقاعها وإذابتها ، وشيء من تفسير أسماء الادوية " ، و " الفصول في الطبّ ، و" قصيدة في حفظ الصحّة " ، ترجمها أبو على ابن سينا الفارسي وترجمها مرة ثانية إلى الفارسي عادل شيرازي.
ومنهم الملك بن أبجر الكناني . " كان في أوّل أمره مقيماً في الإسكندرية ،لأنه كان المتولي في التدريس فيها عندما كانت البلاد في ذلك الوقت لملوك النصارى . ثمّ أن المسلمين ، لما أستولوا على البلاد وملكوا الإسكندرية ، أسلم ابن أبجر على يد عمر بن عبد العزيز ، وكان حينئذٍ أميراً قبل أن تصل إليه الخلافة وصحبه " وهذا تمّ سنة 98/717 ومنهم أبو جُريج الراهب الذي عاش في أواخر دولة بني أُميّة . وقد ذكره الكندي في " الاختيارات " ، والرازي في " الحاوي " وله من الكتب : " كتاب في المُسهلات " ، " وإصلاح الأدوية " و " تذكرة للنِقرِس ".

النصرانية العربية في عهد الخلافة العباسية:
يقول الطبري في " تاريخ الأمم والملوك" ( 5 /235) وفي عهد الخلافة العباسية الذي بدأت من سنة (132هـ) 750م، خَفَتَ إلى حد كبير حدة الصراع بين الدولة الإسلامية والبيزنطية؛ وذلك لأن الخلافة العباسية اتخذت من بغداد والعراق مركزًا لها، وبالتالي صار قلب العالم الإسلامي بعيدًا نسبيًّا عن الدولة البيزنطية، وإن كانت الحروب لم تتوقف، وكان ميدانها في غالب الأحيان أرض آسيا الصغرى، ومن أشهر الصدامات تخريب الدولة البيزنطية لمدينة زبطرة مسقط رأس الخليفة العباسي المعتصم، وذلك في سنة (223هـ) 838م، ثم بعدها حدث الانتصار الإسلامي الكبير بفتح عَمُّورِيَّة مسقط رأس الإمبراطور البيزنطي ثيوفيل سنة (223هـ) (838م).
ويضيف سعيد عاشور في "الحركة الصليبية" (1/50 ) ثم شهدت الدولة العباسية ابتداءً من منتصف القرن الثالث الهجري (منتصف القرن التاسع الميلادي) تدهورًا ملحوظًا، وظهرت الدُّوَيلات المتفرقة بداخلها، ومنها على سبيل المثال: الدولة الغزنوية، والدولة السامانية، والدولة الزيارية، والدولة الحمدانية، والدولة البويهية، والدولة الإخشيدية، الدولة الطولونية وغيرهم.
وفي كتاب البداية والنهاية يقول ابن كثير وهكذا ضعفت الشوكة الإسلامية، وأدى ذلك إلى أن بدأت الدولة البيزنطية تقف موقفًا حازمًا من المسلمين، حتى إنها في بداية القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) ضمت معظم مدن الجزيرة تحت السيطرة البيزنطية، ثم سقطت الجزر التي كان المسلمون قد سيطروا عليها في البحر الأبيض المتوسط مثل كريت وقبرص وذلك في سنة (350هـ) 961م؛ مما أعاد للأساطيل البيزنطية السيطرة من جديد على البحر الأبيض المتوسط، ثم حدث أمر كبير في سنة (358هـ) 969م حيث سقطت أنطاكية، وهي من أهم المدن في يد البيزنطيين، وكان لهذا دويٌّ هائل في العالمين الإسلامي والمسيحي.
ثم حدث أمر ضخم في الأمة الإسلامية حيث سقطت مصر تحت سيطرة الدولة العبيديّة الشيعية المعروفة بالفاطمية، وذلك في سنة (358هـ)969م، وبذلك انقسم العالم الإسلامي إلى قسمين كبيرين وهما: الخلافة العباسية السُّنِّية الضعيفة التي وقعت تحت سيطرة دولة بني بويه الشيعية، والدولة الفاطمية الشيعية التي تسيطر على شمال إفريقيا ومصر وأجزاء من الشام. وهكذا ازدادت الأمة الإسلامية ضعفًا وفُرقة، وهذا أعطى للدولة البيزنطية الفرصة لكي تزداد جرأة في حربها للأمة الإسلامية، فكان النصف الثاني من القرن الرابع الهجري (النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي) ميدانًا واسعًا للبيزنطيين، اجتاحوا فيه أعالي الشام والعراق، حتى وصل الأمر إلى أن دفعت الموصل وميافارقين وديار بكر، بل وحمص ودمشق الجزية للإمبراطور البيزنطي حنا شمشقيق.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الحملة الأخيرة للإمبراطور البيزنطي كانت تستهدف بيت المقدس إلا أنه لم يستطع الوصول له، وكانت تفيض من كلماته ورسائله العبارات الدينية التي تؤكد الروح الصليبية التي كان مشحونًا بها في حربه.
وهذا الوجود البيزنطي في بلاد الشام وأنطاكية سيفسِّر لنا النزاع المستقبلي الذي سيدور بينهم وبين الصليبيين الغربيين حول الحق الشرعي في امتلاك هذه الأراضي والمدن.
أما القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) فقد شهد نموًّا للدولة الفاطمية، وتراخيًا من الدولة البيزنطية؛ نتيجة انشغالهم بحرب البلغار، وأيضًا لانشغالهم بضم بمملكة أرمينية النصرانية، التي كانت قد بلغت حدًّا مغريًا من الرخاء والتقدم، شجَّع البيزنطيين على بذل الجهد لضمها، وهذا أدى إلى أن بسطت الدولة الفاطمية سيطرتها على معظم الشام باستثناء حلب وأنطاكية.
وفي هذا القرن الخامس الهجري أيضًا ظهرت دولة السلاجقة الإسلامية العظيمة، وكان لها دور كبير في الصراع الإسلامي النصراني، وسوف نفرد لها صفحات كثيرة في هذه المقالات للحديث عن مواقفها في هذا الصراع.
كان هذا هو الوضع في المشرق الإسلامي من بداية البعثة النبوية إلى أواخر القرن الخامس الهجري (خمسة قرون متتالية من الحروب المستمرة بين الدولة الإسلامية والدولة البيزنطية).

من المعلوم أنّ الخليفة المأمون (170-218/786-833) هو الذي نشط حركة استيطان الفكر اليوناني في العالم العربي . وقد تساءل محمد بن إسحاق النديم عن " السبب الذي من اجله كثُرت كتبَ الفلسفة وغيرها من العلوم القديمة في هذه البلاد "، يعني في بغداد وما يتبعها سنة 377/987 . فروى قصّة رؤيا المأمون الشهيرة ، وقال " احد الاسباب في ذلك أنّ المأمون رأى في منامه كأنّ رجلاً أبيض اللون جالس على سريره . قال المأمون : وكأني بين يديه قد مُلئتَ له هيبة ، فقلت ُ: من أنتَ؟ قال : " سَل " قلتُ : "ما الحسن ؟ " قال : " ما حسُنَ في العقل " . قلت " ثم ماذا ؟ " قال : " ماحَسُنَ في الشرع " . قلت : " ثمّ ماذا ؟ " قال : " ما حَسُنَ عند الجمهور " قلتُ " ثمَّ ماذا ؟ " قال : " ثمّ لا ثمّ لا " . فكان المنام من أوكد الأسباب في إخراج الكتب " .

وكان أبو زكرَّيا يوحنّا (أو يحيى) بن ماسَوَيه (777/857م) مدير بيت الحكمة أيَام المأمون ؛ ثمَّ تبعه تلميذُه أبو زيد حُنيَن بن إسحاق (809-873م) الطائر الصيت ، أيّام المتوكل على الله (232-247/847-861) وقال فيه ابن جُلجل في " طبقات الأطباء والحكماء " الموضوع صدر سنة 377هـ /987م : كان " عالماً بلسان العرب ، فصيحاً باللسان اليونانيّ جداً ، بارعاً في اللسانين بلاغةً بلغ بها التمييز عِلَل اللسانين " . وقال بن القفطي فيه : " ولم يزل أمره يقوى ، وعلمُه يتزايد ، وعجائبه تظهر في النقل والتفاسير ، حتّى صار ينبوعاً للعلوم ومعدناً للفضائل . فلمّا انتشر ذكرُه بين الأطبّاء ، اتصل خبرُه بالخليفة ، فأمر بإحضاره ولمّا حضرَ ، أُقطع إقطاعاً سنيّاً ، وقُرّر له جارٍ جيّد " .

ويستحيل علينا ذكر أسماء النَقَلة والأطبّاء والفلاسفة العرب من النصارى ، فضلاً عن ذكر مآثرهم . إنما نكتفي بملاحظة عن " طبقات الأطبّاء والحكمّاء " ، وهو أوّل مؤلَّف عربي يؤرَّخ للعلوم القديمة ، سبق " فهرست النديم بشهورٍ . لقد قسم ابن جُلجُل الأندلسي كتابه إلى تسع طبقات . فالسابعة سمَّاها : " من حكماء المسلمين ممنّ برع في الطبّ والفلسفة ، ومنهم إسلام ومسيحيّون " ، فذكر منهم اثنى عشر ، هم : بُختيشوع ، وجبريل بن بختيشوع ، ويوحنا بن ماسويه ، ويوحنا ابن البطريق ، وحنين ابن إسحق ، ويعقوب بن إسحاق الكندي ، وثابت بن قُرة ، وقسطا بن لوقا ، ومحمد بن زكريا الرازي ، وثابت بن سنان الصابئ ، وابن وصيف الصاري، ونسطاس المصري " . وجدير بالذكر أنّ سبعاً منهم مسيحيّون .

كذلك إذا أخذنا " الفهرست " للنديم ، الموضوع ايضاً سنة 377/987، في المقالة السابعة الخاصّة بـ " الفلسفة والعلوم القديمة " ، لَوَ وجدنا أنّ إسهام النصارى فهذه الحركة الفكرية الجبّارة لايَقل عن إسهام المسلمين فيها ، ولاسيما في الفصّل الأول ( " في اخبار الفلاسفة الطبيعيين والمنطيقيين ") والفصّل الثالث (" ابتداء الطبّ وأخبار المتطبّبن") . وكنت قد أجريتُ بحثاً عن الأطبّاء المؤلَّفين المذكورين في المجلد الثالث من " تاريخ التراث العربي ، للمستعرب التركي الدكتور فؤاد سزكين (Sazegin) الخاصّ بالطب والصيدلة في القرون الأربعة الأولى للإسلام ، واتضّح أنّ الأغلبيّة الساحقة منهم هم من النصارى.

هذه الظاهرة تدلّ على شيئَين : على تفتُح حكماء الإسلام على الحضارات القديمة ( من يونانيّة وسريانيّة وفارسيّة وهنديّة ) وعدم تعصبُّهم إطلاقاً (اللهم إلا أيام المتوكل ، في كفاحه ضدَّ المعتزلة وإلى حدّ ما ضد النصارى ) من ناحيةٍ : وعلى اندماج النصارى في الحارة العربيّة والدولة الأسلاميّة ، بلا تحفُظ وتأخُّر، من ناحيةٍ أخرى . وفي نظري أنّ هذين العامِليَن هما السبب الأساسي لقيام النهضة العبّاسيَة الكبرى .

ومن لطائف هذا العصر الذهبيّ ذلك التعاون الذي نراه بين العلماء والفلاسفة من جميع الأديان :مسلمين ومسيحيين ويهود وصابئة وإليك مثليَن على هذه الظاهرة فإن أبا نصر الفارابي(ت399/950 ( "المعلمّ الثاني" ، الذي سمّاه أبو القاسم صاعد القرطبيّ " فيلسوف المسلمين بالحقيقة " ، وقرأ أوّلاً على أبي بشر متىّ ابن يونس في بغداد ، ثمَّ " ارتحل إلى مدينة حرّان ، وفيها يوحنّا بن حَيلان الحكيم النصرانيّ ، فأخذ عنه طرفَاً من المنطق أيضاً . ثمَّ إنّه قفل ، راجعاً إلى بغداد ، وقرأ فيها علوم الفلسفة ، وتناول جميع كتب ارسطاطاليس ، وتمهّر في استخراج معانيها والوقوف على أغراضه فيها " ، على يد أبي بشر . وعند وفاته هذا الأخير (328/940) رحل إلى حلب ، حيث أقام في بلاط سيف الدولة الحمداني . وكان له من التلاميذ يحيى بن عدي وأخوه ابراهيم بن عدي الكاتب الذي كان " من أخص خواصّ " الفارابي " و " مُدَّن تصانيفه " ، حسب تعبير البيَهقي.

أمّا الشيخ أبو زكريّا يحيى بن عدي (893-974) ، تلميذ أبي بشر متى وأبي نصر الفارابي ، فقد اشتهر عشرةٌ من تلاميذه ، هم أبو القاسم عيسى ابن عليّ بن عيسى (302-391/914-1001) ابن الوزير ، وأبو سليمان محمَّد ابن طاهر السِجِستاني صاحب "صوان الحكمة " وأبو علي عيسى بن زُرعة (331-389/942-1008) مُكمل تعليم أستاذه في اللاهوت ، أبو الخير الحسن بن سُوار ... المعروف بابن الخمَّار (331-407/942-1017) ، وأبو علي ابن السَمح (418/1027) ، وأبو بكر عبدالله بن الحسن القومسي ، وأبو الحسن على بن محمّد البديهي (ت نحو380/990) وأبو حيان التوحيدي (ت نحو414/1023) ، وأبو علي نظيف بن يُمن مدير البيمارستان العَضُديّ ، وأحمد ابن محمّد مسكويه (ت 421/1030) . فست منهم مسلمون ، وأربع مسيحيون ( عيسى بن زُرعة ، وابن الخمَّار ، وابن السَمح ، ونظيف ).

د. السيد عبد الله
المنوفية - مصر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

شعراء العربية النصارى (3)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» شعراء العربية النصارى (1)
» شعراء العربية النصارى (2)
» شعراء العربية النصارى (4)
» دليل شامل للرد على شبهات النصارى
» دواوين شعراء المهجرالجنوبي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  :: مختارات شعرية ونثرية :: أروع النثر في الأدب العربي-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


شعراء العربية النصارى (3) 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
التداولية النحو الأشياء ننجز على الحذف ظاهرة النص العربي محمد اسماعيل النقد كتاب العربية المعاصر موقاي اللغة قواعد الخطاب البخاري مبادئ الخيام بلال اللسانيات مجلة مدخل


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشئ منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع