رضا البطاوى عضو فضي.
البلد : مصر عدد المساهمات : 57 نقاط : 169 تاريخ التسجيل : 15/01/2011
| موضوع: هل يوجد تطور فى المخلوقات ؟ 2011-11-24, 19:54 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله ،وبعد : هذا حديث فى تطور المخلوقات من خلال الوحى الإلهى. التطور فى القرآن : كلمة طور فى القرآن قليلة الورود وما جاء عنها كله بمعنى واحد هو جبل الطور فى سيناء وفى الجبل قال الله مقسما بسورة الطور"والطور وكتاب مسطور "وقال بسورة التين "والتين والزيتون وطور سينين "وذكر أن منه تخرج شجرة الزيتون فقال بسورة المؤمنون "وشجرة تخرج من طور سيناء "كما رفعه الله على بنى إسرائيل فقال بسورة البقرة "ورفعنا فوقكم الطور "وأما جمع طور وهى أطوار فقد ذكرت مرة فى سورة نوح حيث قال "ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا "وهى الكلمة الوحيدة المتحدثة عن التطور بالمعنى المراد فى حديثنا ومعنى القول :ما لكم لا تجعلون لله طاعة وقد أنشأكم مراحلا ؟ومن ثم فالتطور هو المرور بمراحل مختلفة فى الخلق وكل مرحلة تختلف عن الأخرى فى الشكل العام وأطوار خلق الإنسان هى : السلالة الطينية وهى التراب والماء ،النطفة ،العلقة ،المضغة ،العظام،كسوة العظام باللحم ،الإنشاء الأخر وهو وضع النفس فى الجسد وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا أخر "وقال بسورة الحج"فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر فى الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر "وهنا ذكر الله بقية أطوار الخلق وهى الطفولة والأشد وهو الشباب وأرذل العمر وهو الشيخوخة . ثبات الأنواع فى القرآن : إن بداية كل نوع هى زوجين أى فردين ذكر وأنثى وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "ومن كل شىء خلقنا زوجين "وكل نوع يبث نفسه أى ينجب أفراد من نفس نوعه فالإنسان الأول وأنثاه ولدوا أى أنجبوا أولادا من نفس النوع هم الإنس وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء "وحتى لا نخضع لأهوائنا نقول :إذا اعتبرنا التراب ذكر والماء أنثى أو العكس فإن كل المخلوقات تطورت عنهما والمراد أن كل الأنواع مكونة من التراب والماء بنسب معينة على هيئات معينة من قبل الخالق وفى كون المخلوقات أصلها الماء قال تعالى بسورة النور "والله خلق كل دابة من ماء "وحتى الجان خلقوا من الماء والتراب بدليل قوله تعالى بسورة الرحمن "وخلق الجان من مارج من نار "أى من بقايا من وقود والنار من الشجر مصداق لقوله تعالى بسورة يس "الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا "فالنار وهى الوقود أصلها الشجرة والشجرة من تراب وماء . والأنواع لم تتغير منذ بداية خلقها رغم الأحداث التى مرت عليها مثل الطوفان فالطوفان لم يمتها ومن ثم لم تنشأ أنواع أخرى جديدة وإنما الذى حدث هو أن الطوفان أمات معظمها ولكن الله أمر نوح (ص)قبل الطوفان أن يحمل معه فى السفينة من كل نوع زوجين أى فردين هما ذكر وأنثى وعن طريق الفردين عادت الأنواع للتكاثر مرة أخرى بعد انتهاء الطوفان وفى هذا قال تعالى بسورة هود"حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين "وقد بين الله لنا أن الأنواع مستمرة فى الوجود حتى تحشر يوم القيامة مثلها فى ذلك مثل الإنسان وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا فى الكتاب من شىء ثم إلى ربهم يحشرون "وبدليل ما ورد من أن أنواع مثل الشمس والنجوم والجبال والعشار والوحوش والبحار والنفوس والصحف والسماء تظل موجودة حتى يوم البعث وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير "إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت وإذا العشار عطلت وإذا الوحوش حشرت وإذا البحار سجرت وإذا النفوس زوجت وإذا الموءودة سئلت بأى ذنب قتلت وإذا الصحف نشرت وإذا السماء كشطت "ومثل ما ذكر فى الآيات من الأنواع فإن بقية الأنواع ستظل حية حتى يوم القيامة وقد ذكر الله فى كثير من الأقوال أن سننه لا تتبدل ولا تتغير وإنما هى ثابتة ومن هذا قوله بسورة فاطر "فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا"ومن ثم فسنة بقاء الأنواع ثابتة لن تتغير فى الدنيا مهما حدث كلمة فى التطور عبر التاريخ : مما لا شك فيه أن التطور بمعنى التغيير عبر المراحل كان موجودا عبر العصور المختلفة فى عقول الذين أوتوا العلم وأما التغيير أى التطور الذى يعنى خلق أنواع جديدة من أنواع قديمة فكان خرافة شائعة بين الأقوام الجاهلة التى كفرت بحكم الله ومن الأدلة على هذا ما وجدوه من آثار مثل أبى الهول الذى هو خليط من نوعين الإنسان بوجهه والأسد بجسمه ومثل الثور المجنح فهو خليط من ثور وطائر وإنسان ومثل حورس فى مصر الحالية فهو خليط من طائر فى الرأس وإنسان فى الجسم وهناك أمثلة كثيرة والمستفاد من وجودها هو أن القوم اعتبروا هذه الكائنات الخيالية الخرافية آلهة يعبدونها من دون الله ويشير البعض إلى وجود كتابات حول خرافة التطور وتتخذ الكتابات شكل الإيمان بها فمثلا يقولون أن أرسطو اعتقد أن "الكائنات الحية قد ارتقت من أنواع بسيطة إلى أنواع معقدة يعتبر الإنسان ذروتها "كما يقولون أن الحسن البصرى قال بتطور الأنواع وذكروا عنه نص فى تفسير قوله تعالى "هل أتى على الإنسان حين من الدهر "وذلك النص موجود فى كتاب الرازى فى التفسير كما يقولون ويقولون أن ابن مسكويه وإخوان الصفا والبلخى وابن خلدون من المؤمنين بهذا وقال ابن خلدون فى مقدمته "اتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه وانتهى فى تدريج التكوين إلى الإنسان صاحب الرؤية والفكر ترتفع إليه من عالم القدرة 00وكان ذلك أول أفق من الإنسان"وبعد ذلك كما يقولون خرج أمثال بوفون وايرازموس ودازموس ودارون الجد وجوفروا سانت هيلير وجوته وأوكن وشيلينغ من أوربا قائلين بالخرافة وكل منهم حاول صياغتها حسبما تراءى له من الأمور التى زينها له شيطانه وجاء لامارك فوضع نظرية تطورية ثم جاء تشارلز داروين الذى جعل الخرافة هى أم الخرافات عن طريق كتابيه "فى أصل الأنواع بواسطة الانتخاب الطبيعى والمسمى أيضا بقاء الأجناس فى صراع الحياة "وأصل الحياة وقد انتشرت الخرافة واستغلها الكفار فى إبادة أجناس واحتلال أجناس أخرى . إن خرافة التطور جعلت البقاء للأقوى وفى تعبير أخف للأصلح وطبقت على الناس فأبيدت شعوب كليا وأخرى جزئيا ومما ينبغى قوله أن أى إنسان يعلن إسلامه ويؤمن بالنظرية يكون كافرا إذا علم بنصوص الوحى التى تقول بثبات الأنواع منذ بدء الخليقة ،وما نسب للمسلمين المذكورين هنا وغيرهم قد يكون اتهام بلا دليل خاصة أن كثير مما ورد منسوب إليهم كان منحولا كما حدث مع ابن خلدون الذى عقد مثلا فصلا كذب فيه التنجيم ومع هذا يمتلىء الكتاب بإيمانه بالتنجيم وهو منحول عليه . نظرية لامارك التطورية : تتلخص النظرية فى "أن البيئة تؤثر فى شكل الحيوانات وتركيب أعضائها وأن الاستعمال المتكرر أو المستمر لأى عضو يزيد فى حجمه فى حين يؤدى عدم الاستعمال إلى ضعفه وصغر حجمه حتى يختفى وأن الصفات المكتسبة التى تتكون على هذا النحو تنتقل إلى الأجيال بالتوارث وأن هذه الصفات تتكاثر بمرور الزمن إلى أن تحدث نوعا جديدا من الحيوانات". تقوم النظرية على ثلاثة أسس واهية هى : 1-أن البيئة تؤثر على شكل الحيوان وتركيب أعضائه والحق هو أن البيئة المحيطة لا تؤثر على شكل الحيوان ولا على تركيبة أعضائه إلا فى الحالات القليلة التى يريدها الله وهى حالات العاهات مثل العرج والبرص والعمى ولو قلنا أن البيئة تؤثر على شكل الأعضاء لكان لازما فى البيئة البرية مثلا أن يكون للإنسان ذيل كبقية الحيوانات أو أن يسير الإنسان على أربع كالحيوانات لأن الكل يعيش وسط مؤثرات واحدة ومن ثم وجب أن يكون تأثيرها على الكل واحد وإلا أصبح لا قيمة للنظرية . ولو قلنا أن البيئة تؤثر على شكل وتركيب الأعضاء لكان الواجب هو وجود دليل على ذلك مثل أن الطفل مثلا عندما يكبر يتغير أى يزيد خلايا على أعضائه لها أعمال زائدة على أعمال العضو المخلوق به ولكن الحادث هو أن التركيب لا يتغير ويظل ثابت وإن كبر حجم العضو وتغيرت بعض وظائفه . 2-أن الاستعمال يؤدى لزيادة حجم العضو وأن الإهمال يؤدى لصغر العضو وضموره وهو قول كاذب بدليل أن الناس الذين يستعملون اليد اليمنى فى العمل لا تصغر أيديهم اليسرى ولا تكبر اليمنى وكذلك العكس فمستعملى اليد اليسرى لا تكبر أيديهم ولا تصغر اليد اليمنى والحادث هو أن الكبر والصغر ليس سببه العمل أو البطالة وإنما إرادة الله التى أرادت التفاوت بين الخلق وبدليل أن تقسيم الأعضاء لعاملة وغير عاملة غير صحيح فكل الأعضاء عاملة حتى وإن ظهر للبعض أنها لا تعمل والسبب هو جهلهم فمثلا يقولون أن الزائدة الدودية لا تعمل ومع هذا فهى تعمل وإلا لماذا خلقها الله ؟أللعبث ؟الجواب كلا ومثلا الغدة الصنوبرية قالوا قديما وما زال البعض يقول أنها لا تعمل ومع هذا تعمل ولكن الإنسان يجهل عملها والدليل على عمل كل شىء فى السموات والأرض هو قوله تعالى بسورة الجاثية "وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه "فالتسخير وهو جعل الانتفاع للإنسان بالمخلوقات دليل على أن كل المخلوقات تعمل النفع وبدليل أن الحيوان والنبات ليس لديهما أعضاء غير مستعملة وإلا قال أصحاب النظرية أسماءها فالحيوان رغم اختلافه عن الإنسان فى عدة أمور إلا أن الأعضاء الخارجية كالأيدى والأرجل تستعمل بمستوى واحد تقريبا على عكس الإنسان الذى يفضل مثلا اليد اليمنى أو اليسرى فى العمل . 3- أن الصفات الجديدة تتكاثر بمرور الزمن ومن ثم يحدث وجود لأنواع جديدة من الحيوانات والسؤال للقوم أرونا صفات جديدة فى أى حيوان ؟ولن يرونا شىء . نظرية دارون التطورية : تقوم على عدة خرافات وقبل تناولها نقول أن للنظرية أصول أسطورية بمعنى أنها كانت موجودة فى الحكايات الشعبية الخرافية كأسطورة نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر والكائنات الخليطة كأبى الهول والثور المجنح وشعب الله المختار المباح له عمل كل شىء فى الشعوب الأخرى ونبدأ بمناقشة الخرافات الخمسة للنظرية وهى : -أن للإنسان والقرد سلف مشترك :يتبين من دراسة الحيوانات المهجنة من نوعين مختلفين أن أى مخلوق ينتج من تزاوج نوعين مختلفين يكون عقيما وليس له نسل وأمامنا البغل فهو ناتج من تزاوج الخيل والحمير ومع هذا لا يملك القدرة على الإنجاب ومن ثم فالإنسان لا يمكن أن يستمر فى التوالد إذا كان أصله السلف المشترك وأم من نوع أخر غير أم الإنسان الخيالية ،كما يتبين من دراسة الكائنات ككل الحقيقة التالية أن النوع لا ينجب سوى أفراده بمعنى أن الإنسان ينجب إنسان والقرد قرد والكلب كلب والحمار حمار فكيف ينجب السلف المشترك من زوجته التى هى من نفس نوعه أنواع أخرى ؟بالطبع لا توجد كيفية لأن ذلك مخالف لقوانين الكون التى وضعها الله له ،وحتى لو فرضنا وجود الأصل المشترك بأن قلنا أن الإنسان ناتج من زواج ذكر الأصل مع أنثى من نوع أخر وأن القرد ناتج من زواج أنثى الأصل من ذكر من نوع ثالث فستقابلنا مشكلة عقم كل من الإنسان والقرد وعدم قدرتهما على الإنجاب مثلهما مثل البغل الناتج من زواج الخيل والحمير فهو غير قادر على الإنجاب وإنشاء ما يسمى النوع الصافى للبغال ،زد على هذا أن ما نسميه قرود ليس نوعا واحدا وإنما أنواع متعددة والدليل هو أن اختلاف الحجم من الصغير الذى لا يزيد عن الجرو الصغير إلى الكبير الذى يزيد عن حجم الإنسان وهو ما يسمونه الغوريلا وعندنا ما نسميه القطط والأسود والنمور والفهود فرغم اتحادهم فى الشكل وتركيب الأعضاء إلا أن كل منهم نوع منفصل عن الأخر وكذلك ما نسميه القرود كلها أنواع منفصلة عن بعضها لأن ليس معقولا أن تنجب القردة الكبيرة قرودا تظل صغيرة كفصيل وإنما المعقول أن تنجب القرود الكبيرة عدد نادر مثل أقزام النوع الإنسانى ،زد على هذا أن الوحى الإلهى يخبرنا أن الله خلق الإنسان من الطين وفى هذا قال تعالى بسورة ص"إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من طين "كما قال بسورة الحجر "إنى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون ". إذا فالإنسان لم ينتج من تزاوج نوع من نفسه وإنما نتج من الطين وحتى لا يفوتنا شىء نقول أن الطين هو أصل مشترك لكل الأنواع . 2- الصدفة أساس الحياة :إن الصدفة كمفهوم تعنى حدوث شىء دون وجود اتفاق مسبق ،هذه هى حقيقة الصدفة ولكى نفهمها نقول :يقال رب صدفة خير من ألف ميعاد ويعنون بها رب مقابلة بلا اتفاق خير من ألف اتفاق على المقابلة ،إذا الصدفة هى عملية تقابل بلا اتفاق سابق على عملية التقابل ولكى نزداد فهما نقول إن المقابلة بلا اتفاق مسبق تعنى وجود أطراف قبل المقابلة فإذا لم تكن الأطراف موجودة فكيف ستحدث الصدفة ؟بالطبع لن تحدث الصدفة أبدا لأن العدم لا يقابل نفسه . ويزعمون أن سبب نشوء الحياة هو الصدفة وهذا جنون لأن الصدفة تقع بين أطراف موجودة من قبل مما يعنى وجود مخلوقات سابقة على الصدفة،وما دامت هذه المخلوقات موجودة فهذا يعنى وجود خالق لها قبل الصدفة ،إذا فالصدفة لم تخلق أى شىء ،وبفرض أن الصدفة وقعت فتقابل الطرفان أو الأطراف فإن نتيجة التقابل احتمالية بمعنى أن التقابل يحدث خلق أو لا يحدث ،ولو تأملنا مخلوق واحد كالإنسان لوجدنا عملية خلقه تحتاج لآلاف الآلاف من الصدف لكى ينتج على صورته الحالية وبالطبع الصدفة لن تنجح فى كل مرة فى إنتاج المخلوق السليم لأنه طبقا لقاعدة الاحتمالات فإن مخلوق واحد هو جزء من الإنسان قد يحتاج وقت طويل فإذا كان كانت الجزئية الواحدة من المخلوق تحتاج لكل هذا الوقت وهو بالمليارات فإن المخلوق ككل مثل الإنسان سيحتاج لإجراء سلسلة الصدف ألف الف ألف ألف ألف ألف ألف00000 سنة مثلا لكى يصبح على ما هو عليه الآن ومع هذا قد لا ينتج أساسا . ومن الواجب أن نفترض أن الصدفة حسب مفهوم النظرية كانت عبارة عن لقاء بين أطراف هى العدم والعدم والعدم إذا قابل عدم لن ينتج وجود وإنما سينتج عدم وكما قيل إذا كان أعمى يقود أعمى فإنهما يسقطان فى حفرة،ويجب أن نتساءل كيف حدثت الصدفة؟هل أوجدت نفسها أم أوجدها أحد؟فإذا كانت أوجدت نفسها فمعنى هذا أنها هى الخالق ومن ثم يصبح الإله هو الصدفة وهذا يعنى أن الله موجود وهم يسمونه الصدفة وإذا كانت الصدفة أوجدها أحد فمعنى هذا هو أن لها خالق هو الله وبذا يكون الله هو خالق الكون لأنه خالق الصدفة ،ولنا أن نتساءل إذا كانت الصدفة أوجدت نفسها فمعنى هذا أنها كانت معدومة فأصبحت موجودة فكيف يخلق العدم الوجود؟أليس هذا جنونا ؟وإذا كانت خلقت نفسها فمن أى شىء خلقت نفسها ؟بالطبع لا جواب لأن الصدفة لا تنتج إلا من أشياء سابقة عليها ومن ثم فالصدفة خلقها تقابل أطراف سابقة عليها . 3-الانتخاب الطبيعى وهو زوال التغيرات التى لا تلائم الكائن الحى بمرور الزمن وبقاء التغيرات الملائمة له أن بألفاظ أخرى انتقاء واختيار الطبيعة الصفات المفيدة للكائن الحى وإهمالها للصفات غير المفيدة وليس على هذا القول دليل ولنا أن نسأل أصحابه أعطونا أمثلة على صفات غير مفيدة فى أى كائن حى وما هى الصفات التى توجد فى كائن حى ولم تكن فى نفس نوعه فى الماضى ؟لا توجد إجابة لأن كل الصفات مفيدة فى الكائن الحى سواء درى بها الإنسان أو لم يدرى لفوائدها وذلك طبقا لقوله تعالى بسورة السجدة "الذى أحسن كل شىء خلقه "فالله لم يخلق صفات غير مفيدة فى الكائن وإنما خلق صفات مفيدة ولأن أعضاء الحيوان لا يحدث أى تغيير فيها لا فى شكلها ولا فى تركيبها بمرور الزمن وإنما الذى يحدث هو زيادة الحجم أو تغير اللون وأما النوع فهو هو فالغنم تظل غنم والبقر بقر وهكذا ،ولأنه لا يمكن لنا أن نحصل على حيوانات أو نباتات من الماضى لكى نقارنها بحيوانات من الحاضر ولا يغرنك علم الحفريات فإنه كذب فى معظمه 99%منه ومن ثم لا يمكن إثبات التغير ،ولأن الظروف لا تتغير بمعنى أن عناصر المناخ من حرارة وبرد ومطر وثلج وغيره وكذلك تغيرات التربة والزروع وغير هذا هى هى عبر العصور ومن ثم لا يمكن أن يحدث تغيير عبر الزمن للأعضاء لأن الظروف الزمنية وهى التغيرات كما يزعمون فى البيئة موجودة فى كل عصر فى أماكن مختلفة فمثلا لو نقلنا غنم من منطقة حارة لمنطقة باردة أو معتدلة لن يحدث لها تغيير حتى لو ظلت تتكاثر فى المنطقة الأخيرة. 4-أن البقاء للأقوى ولنا أن نتساءل من هو الأقوى أى الأصلح؟هل الأعظم حجما أم الأفضل عقلا ؟إن الأقوى فى النظرية مجهول وليس معلوم فى النظرية فلو قلنا أنه الأعظم جسما فبما نفسر وجود المخلوقات الصغيرة إلى الآن مثل الذباب والصراصير ؟وإذا قلنا أنه الأفضل عقلا فمعنى هذا أن كل الأنواع الموجودة الآن كلها ذات عقول فاضلة لأنها بقت على قيد الحياة إلى الآن ومن ثم فكل الأنواع قوية وليس فيها أقوى ولو افترضنا أن البقاء للأقوى يعنى أنه سيفنى الكل ليبقى هو على قيد الحياة هو ونسله فإن هذا يعنى بقاء نوع واحد ولو حدث هذا فإنه سيفنى هو الأخر لأن كل مخلوق يعتمد فى طعامه على الأنواع الأخرى فإذا فنت فنى هو جوعا . ولنا أن نتساءل لماذا بقيت كل الأنواع حتى الآن هل لأنها قوية أو لأنها تكيفت مع الأحوال ؟ لو افترضنا أن سر البقاء هو القوة لوجب أن تكون كل الأنواع على درجة واحدة من القوة حتى لا تفنى بعضها لأن الأكثر قوة سيفنى الأقل قوة ونحن نرى أن الحال ليست كذلك فى الحياة فهناك درجات متعددة من القوة فالإنسان له درجة عالية والنمل أقل قوة والحمار أقل قوة من الإنسان وأقوى من النمل وهكذا ،ولو قلنا تكيفت مع الأحوال لكان سر البقاء هو التكيف وعند هذا يجب ألا تموت أفراد الأنواع لأن كل منهم محصن ضد كل الأخطار وهذا غير مشاهد إطلاقا فالإنسان يموت من البرد ومن الحر والحيوان مثل الغزال يموت بصيد الأسد له أو الإنسان له أو لمرضه وهكذا . إذا فهناك شىء أخر هو الذى يتسبب فى بقاء الأنواع وهو التوازن الذى يعنى أن لكل نوع عدد معين من الأفراد لا يتعداه حسبما قرر الله وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "وإن من شىء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم " . -الطفرة وهى التغيرات الحادثة فى شفرات الخلية الوراثية عن طريق الخطأ ،والقوم بهذا القول يعتقدون أن ما يسمونه الصبغيات إذا تعرضت مثلا للأشعة أو الحرارة بطريق الخطأ ينتج عن هذا أنواع جديدة من الكائنات الحية وهذا جنون واضح للتالى : بداية أى خلل فى الجسم لا يسمى خطأ وإنما هو أمر إلهى صادر ينتج عنه مرض ولا ينتج عنه نوع جديد ومن ثم لن نشاهد إنسان عنده خلل فى الجسم أصبح خروفا أو حمارا أو غير هذا . أننا لو أجرينا تجربة على خلية بتعريضها للأشعة أو للحرارة فإن النتيجة فى أحسن الأحوال مرض الخلية وفى أسوأ الأحوال موتها . كما قال البعض أن التطوريين يتخيلون أن الإنسان إذا أطلق قذيفة أو اثنين على محرك طائرة فإنها ستتحسن وتصبح من النوع الأسرع صوتا . أن الكون لا تسيره الأخطاء والدليل هذا النظام الثابت الذى لا نجد فيه تفاوت يؤدى لدماره وفى هذا قال تعالى بسورة الملك "الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير "والحمد لله أولا وأخرا |
|