قد يوجد التشريك في العطف إعراباً فقط ، ولا يتجاوز ذلك المشاركة في المعنى حقيقةً ، وإنما يؤتى بالعطف ؛ لبيان أن المتعاطفين متقاربان جداً في العامل ، مما سوّغ الاشتراك المجازي بينهما ، حتى يخيّل إليك أن الفعل فيهما واحد ، وهذا من طرافة اللغة، وإن كان نادراً وغريباً ؛ إذ قل ما يوجد –في الصناعة النحوية - معمول لعامل لا يتسلط عليه في المعنى ، ومنه قراءة الجر في قوله تعالى : "وامسحوا برءوسكم وأرجلكم" قال الزمخشري الأرجل من بين الأعضاء الثلاثة المغسولة تغسل بصب الماء عليها، فكانت مظنة الإسراف عنه؛ فعطِف على الثالث الممسوح، لا لتمسح ، ولكن لينبه على وجود الاقتصاد في صب الماء عليها، وقيل (إلى الكعبين) فجيء بالغاية ؛ إماطة لظن ظانٍ، يحسبها ممسوحة؛ لأن المسح لم يحصر له غاية في الشرع.)الكشاف ج:2 ص: 274
وهذا ما يشير إليه ضابطهم(قد يعطف الشيء على الشيء والمعنى فيهما مختلف) الإنصاف ص:16.
مستخرج.