العلاج الدوائي للاكتئاب
العقاقير ذات التأثير النفسي
معظمها يعمل بطريقة غير مباشرة، وعلى الرغم من أن تأثيراتها تكون فورية على خلايا المخ، إلا أن تأثيرها العلاجي يتطلب بضعة أسابيع حتى يظهر بشكل واضح، ومن ثم يجب الانتظار حتى تظهر هذه التأثيرات التي تكون نتيجة لتكيف الخلايا العصبية مع تأثيرات هذه الأدوية، وهو ما نسميه التعديل العصبي Neuromodulation.ويمكن تقسيم هذه الأدوية إلى ثلاث فئات أيضاً وفقاً لطبيعة العرض الذي تؤثر عليه، وهذه الفئات هي:
1. مضادات القلق Anxiolytics: ـ الأدوية التي يمكن استخدامها بصفة يومية، للتخلص من أعراض الخوف والقلق التي تصيب الفرد، بهدف ممارسته حياته اليومية بشكل طبيعي
2. مضادات الاكتئاب Antidepressants ـ الأدوية التي تستخدم لعلاج المشاعر السلبية، والتي تتراوح بين تعكر المزاج، والاكتئاب اشديد الذي قد يكون مصحوباً بميول انتحارية.
3. مضادات الذهان Antipsychotics ـ الأدوية التي تستخدم لعلاج الحالات العقلية الشديدة، مثل حالات الفصام الحاد والهوس، حيث يفقد المريض علاقته بالواقع، وينخرط في سلوكيات غير طبيعية
كيفية عمل العقاقير على المخ
استغرقت عملية فهم الكيفية التي تعمل بها العقاقير على المخ سنوات عدّة، بل عقوداً طويلة حتى تدارك العلماء والباحثون تأثيراتها الإيجابية والسلبية.
استطاع العالم السير شارلز شيرنجتون C. Sherrington دراسة خصائص المنطقة التي تربط بين كل خلية عصبية والخلية التالية لها. ومن ثم صكّ مصطلح التشابك العصبي Synapse. وقد لاحظ أن انتقال الإشارات عبر هذا المشتبك تختلف عن التوصيل الكهربي في عدة نقاط :
(1) الإشارة تسير في اتجاه واحد
(2) الإشارة تتغير أثناء مرورها عبر المشتبك
(3) الإشارة تتأخر عند المشتبك بما يعادل 0.5 مللي ثانية
(4) بعض الإشارات تعطل الإشارات الأخرى
ونظراً لأن الجهاز العصبي الطرفي يمكن الوصول إلى أجزائه بسهولة؛ فقد أصبح أكثر أجزاء الجهاز العصبي اختباراً في معامل البحث العلمي.
ونظراً لوجود أنواع مختلفة من المستقبِلات (بكسر الباء) التي تعمل عليها الموصلات، فإن تأثيرات هذه الموصلات يختلف؛ فقد يكون تنبيهياً وقد يكون تثبيطياً، حسب المستقبِل الذي يعمل من خلاله. وبعد كل الاكتشافات التي توصل إليها الباحثون في مجال تشريح وكيميائية المخ يمكننا الآن أن نتفهم كيفية عمل العقاقير بشكل عام والعقاقير النفسية بشكل خاص، من حيث كونها مواد كيميائية تعمل على مستقبلات بعينها فتؤدي إلى تثبيط أو تنشيط مناطق بعينها في الجهاز العصبي.
وصايا وصف العقاقير النفسية
استخدام هذه العقاقير يُعد أمراً صعباً نظراً للعديد من العوامل منها أن مسار الاضطرابات النفسية التي يتم علاجها لا يمكن التنبؤ به في كثير من الحالات. كما أن أعراض هذه الاضطرابات قد تتداخل فيما بينها، بالإضافة إلى أن وصف هذه الأدوية يتطلب مهارة عالية ومعرفة تامة باستخداماتها حتى يتحقق التوازن الصحيح بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي.
وعلى الرغم من أن الكثير من أطباء النفس في العالم يعتبر العلاج الدوائي الاختيار الأول والأمثل لعلاج بعض الحالات، إلا أن العلاج النفسي والتحليلي والمسرحي النفسي التلقائي والأسري يجب أن يكونوا في الاعتبار، إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك.
وفي كثير من الحالات تكون نتائج استخدام العلاج الدوائي بجانب العلاج النفسي مشجعة بصورة أكبر من استخدام أحدهما دون الآخر، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن المريض الذي يعاني من نوبات الهلع Panic attacks قد يُشفى من حالة الفزع بالعلاج الدوائي، ولكنه يظل غير قادر على التخلص من مخاوفه، إلا إذا ساعد في ذلك العلاج المعرفي التحليلي. بينما نجد في حالات أخرى كالهوس مثلاً لا يفيد فيها العلاج النفسي على الإطلاق، خاصةً في مراحله الأولى والحادة.
وفيما يتعلق بوصف العقار لعلاج مرض ما يجب على الطبيب أن يكون على دراية كبيرة بالعقار الذي يقوم بوصفه، من حيث تأثيراته والأعراض الجانبية الناجمة عنه، وتوقعاته عن مدى فعاليته في علاج الحالة التي أمامه، ودرجة تفاعله مع الأدوية الأخرى.
ومن ثم توجد مجموعة من التوصيات التي يجب وضعها في الاعتبار عند وصف أي عقار، ويمكن أن نطلق على هذه التوصيات الوصايا العشر، والتي تتلخص فيما يلي:
1) معرفة مشكلة المريض وتحديد التشخيص ـ وذلك من أجل تحديد العلاج المناسب. وإذا صعب الأمر واستحال وضع تشخيص محدد، يوضع المريض تحت الملاحظة دون استخدام أي عقار، أو استخدام جرعات بسيطة من الأدوية المضادة للقلق.
2) تحديد أكثر الأعراض ظهوراً ـ فقبل وصف العلاج ينبغي تحديد أكثر الأعراض التي يعاني منها المريض للبدء في علاجها وتحديد مدى نجاح العلاج في ذلك. وفي بعض الحالات قد نحتاج إلى جرعات بسيطة من العلاج كجرعة تجريبية، ولكن يجب ألا تستمر هذه المحاولة طويلاً إذا كانت غير مفيدة، أو ظل التشخيص الأساسي غير واضح.
3) معرفة مدى تداخل الأدوية ـ حيث ينبغي معرفة كل الاستجابات التي يمكن أن تحدث نتيجة تناول المريض لأكثر من دواء في نفس الوقت. فقد تتفاعل الأدوية النفسية مع ما يتناوله المريض من أدوية أخرى للضغط مثلاً، كما قد تتفاعل الأدوية النفسية فيما بينها وتعطي تأثيرات أكثر قوة، أو أكثر سُمية (بمعنى أن تسبب أعراضاً مشابهة لأعراض المرض النفسي، ومن ثم يستحيل على الطبيب المعالج معرفة ماذا يعمل وماذا لا يعمل، وماذا تسبب فيه المرض، وماذا تسبب فية تفاعل الدواء)، أو يقلل بعضها من كفاءة البعض الآخر أو يقلل من مدة مفعوله.
4) الجرعة التمهيدية ـ إذا بدأنا في العلاج بدواء ما فيجب أن نبدأ بجرعة معقولة ولمدة مناسبة حتى نتعرف على النتائج، إذ أن الجرعة البسيطة ولفترة قصيرة قد لا تأتي بأي تحسن يمكن في ضوئه تقييم فعالية العلاج.
5) معرفة الأعراض الجانبية للدواء ـ وذلك من حيث نوعيتها ومدى تأثيرها على الحالة العامة للمريض، وارتباط ظهور هذه الأعراض بجرعة الدواء المستخدم، وذلك من أجل معرفة كيفية التعامل مع هذه الأعراض إذا ظهرت، وكذلك طمأنة المريض إذا أحس بها، واستخدام الجرعة المناسبة التي لا تؤدي إلى ظهور هذه الأعراض.
6) ضمان مطاوعة المريض ـ وذلك من خلال وضع خطة علاج بسيطة لا تسبب ضيقاً للمريض أو يصعب تنفيذها من جهة الأهل. ومثل هذه الخطة تضمن استمرار المريض في تناول أدويته، وبالتالي تزيد من فرصة التحسن من الأعراض.
7) خطر سوء الاستخدام ـ يجب أن يكون الطبيب على دراية بمدى قابلية العلاج المستخدم في إحداث سوء استخدام الدواء والاعتماد عليه، فلا يصف إلا جرعات تتناسب وحالة المريض، مع تحديد الكمية المطلوبة والمدة اللازمة، خاصة فيما يتعلق بمضادات القلق، حتى لا يسيء المريض استخدام الدواء ويتناوله بجرعات أكبر من الموصوفة، أو لمدد أكبر من المطلوب.
8) ضمان انتظام العلاج ـ يجب على المعالج أن يضمن أن المريض يتناول علاجه بانتظام وبنفس الجرعات الموصوفة، وفي الأوقات المحددة، ضماناً للحصول على النتائج الفعالة، وألا يتوقف عن تناول الدواء من تلقاء نفسه حتى لو شعر بالتحسن.
9) ملاحظة المريض باستمرارـ يجب متابعة المريض حرصاً على عدم ظهور الأعراض الجانبية، أو حتى التدخل المبكر لعلاج هذه الأعراض إذا ظهرت. كما تزداد أهمية هذه التوصية في الحالات تزداد فيها فرصة إقدام المريض على الانتحار.
10) استشارة زملاء المهنة ـ يجب ألا يتردد الطبيب في استشارة زملائه إذا كان غير متأكد من التشخيص، أو للمساعدة في وضع خطة علاجية مناسبة وفعالة.
وعند وصف العقار يجب أن نهتم بالتاريخ الفردي أو الأسري لتناول العقاقير؛ فقد تكون استجابة المريض لعقار ما سابقاً أفضل من استجابته لعقار آخر، وبالتالي يُفضل وصف نفس العلاج إذا ما عاوده المرض مرة أخرى.
كذلك قد يستجيب المريض لنفس الدواء وبنفس الجرعة التي يتناولها أحد أقاربه المصابين بنفس المرض، نظراً لتأثير العوامل الوراثية التي تلعب دوراً في عملية امتصاص الدواء وتمثيله الغذائي.
وإذا لم يستجب المريض لدواء ما يجب على الطبيب أن يجد إجابة لخمسة أسئلة تعرف في المجال الإكلينيكي بما يسمى باللغة الإنجليزية الدالات الخمسة (5Ds) نظراً لأن كل منها يبدأ بالحرف (D)، وتتضمن النواحي التالية:
(1) التشخيص Diagnosis: فقد لا يتحسن المريض نظراً لأن الحالة تم تشخيصها منذ البداية بطريقة خاطئة، وبالتالي تم وصف العلاج غير المناسب، ومن ثم لا تحدث الاستجابة المرغوبة.
(2) التشخيص المفارق Differential diagnosis: أي التعرف على الاحتمالات الأخرى للمرض، فقد تتشابه الأعراض مع أعراض مرض آخر، ومن ثم يتم وصف علاج لحالة أخرى لا تسمح للمريض بالاستفادة من العلاج.
(3) العقار Drug: فقد يكون العقار الموصوف غير مناسب للحالة بشكل كبير مما يقلل من علامات التحسن والاستجابة المطلوبة. وقد يحدث تداخل وتفاعل بين الدواء الموصوف وما يتناوله المريض من أدوية أخرى، مما يقلل من آثاره الفارماكولوجية، ومن ثم تنخفض نسبة التحسن.
(4) الجرعة Dose: قد يتم وصف العلاج المناسب للحالة ولكن بجرعات أقل من الجرعة العلاجية Subtherpaeutic dose وهذه الدواء على الرغم من صحته في علاج الحالة لكن الجرعة الموصوفة غير قادرة على إحداث التأثيرات الفعالة.
(5) مدة العلاج Duration: فقد يتم تشخيص الحالة بصورة صحيحة، ويصف الطبيب العلاج المناسب والجرعة العلاجية الكافية، ولكن لا يستخدم المريض العلاج للمدة المطلوبة، وبالتالي لا تظهر الاستجابة المرغوبة في هذه الفترة، ومن ثم يتأخر تحسن الأعراض.
ويُضاف إلى ذلك مجموعة من الوصايا المتعلقة بوصف الدواء لدى كبار السن، حيث تكون هذه الفئة العمرية أكثر استهدافاً وقابلية لظهور الأعراض الجانبية أو السامة إذا تم وصف العلاج بنفس الجرعات المستخدمة في فئة البالغين. ويرجع ذلك للعديد من الأسباب المتعلقة بزيادة نسبة الدهون في أجسام كبار السن والتي ترتبط بها الأدوية عادة، كما تنخفض لديهم وظائف الكبد مما يتدخل في عمليات التمثيل الغذائي للدواء، بالإضافة إلى احتمالية نقص وظائف الكليتين وما يترتب عليه من تعطيل لعملية إخراج الدواء بالكمية المطلوبة، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الدواء بالجسم، ومن ثم زيادة تأثيراته عليهم. ولكل هذه الأسباب يجب تحديد جرعة الدواء المناسبة لكبار السن.
الأدوية المضادة للإكتئاب Antidepressants
(وتسمى أحياناً بشكل صحفي أو أدبي أو دارج غير دقيق، مٌفرحات النفوس، حبوب السعادة وحبوب الشجاعة)
مضاد لاكتئاب ليس كالمضاد الحيوي، المضاد الحيوي يهجم على الميكروب ويقتله، لكن (مضاد) الاكتئاب ليس ـ مجازاً- سبراي أو فلّت أو مبيد حشري، نرشه على المخ (مثلاً) فنقضي على الاكتئاب الوِحِش! لا .. إطلاقاً .
العقاقير التي تعمل على الاكتئاب تعمل على كيمياء المخ الحيوية؛ تنظمها وتنسقها وتعدلها بما يسمح بتثبيتها، توازنها وتحسين مزاج المريض، وهي تعمل على مواد أساسية كما ذكرنا سابقاً (السيروتونين Serotonin ومازال الاعتقاد الأقوى بأنه خلف كل اضطرابات المزاج ومعه مادة النورأدرينالين Noradrenaline المسئولة عن الطاقة، ولكن يميل الأطباء إلى إهمال دور مادة الدوبامين Dopamine المسئولة عن التفكير، غير أن الحقيقة تكمن في أن بحيرة كيمياء المخ العصبية قد تعكرت بكل ما تحويه من مواد أساسية وأخرى غير معروفة، بالنسبة لنا أقل اهمية، وأخرى لم تكتشف بعد لا يدري من أمرها شيء إلا الله.
هذه البحيرة بكل أسرارها تثور وتمور وتهدأ وترتبك ودخول مواد عليها تنظمها،شيء جميل لكنه غير كامل بمعنى ذلك السؤال الأزلي لمرضاي: هو إحنا لما نوقف ناخد الدوا ممكن نرجع للاكتئاب تاني! والإجابة هي نعم إذا توقفتم عن تعاطيه أو لعبتم في جرعاته أثناء فترة العلاج، وبدون إذن الطبيب المعالج، كما أن العلاج الدوائي مع العلاج النفسي بالحوار، بالتحليل، بالمنطق، مهم جداً أولاً لأنه وحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية WHO فإن العلاج بالكلام (غير الدوائي) يصل إلى أماكن بالمخ لا يصلها الدواء ولا حتى العلاج بتنظيم ايقاع المخ او (جلسات الكهرباء كما هو متعارف عليها BST أو ECT
• ننصح هنا بعدم قراءة النشرة المصاحبة للدواء لأن ما فيها هو للحالات القصوى أو النادرة، لذلك فإنهم في الغرب لا يعطون المريض علاجه الدوائي بعلبة ونشرة ولكن في زجاجات عليها الإسم العلمي للدواء وليس التجاري.
• من المهم مناقشة دواءك الموصوف مع طبيبك امعالج
• اللجوء للانترنت من أجل معلومات عن العلاج الدوائي، سلاح ذو حدين؛ فهي معلومات معقدة قد تثير لديك تساؤلات، ولكن إذا كانت لديك المعرفة والقدرة على التقاط ما يهمك ونبذ ما لا يهمك فالمسائل ممكن أن تسير في هدوء.
• مضادات الاكتئاب تأخذ وقتاً وهي ليست سحراً، ومنها ما ينفع ومنها ما لا يفيد ولقد تطورت في بداياتها عام 1950 او منذ ذلك الحين وهي تتطور وتتلون وتتبدل وشركات عملاقة وصغيرة كسبوا منها المليارات أولها كانت :
1) مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات Tricyclics TCAs وهي الأولى في سلسلة المضادات ومازال بعضها يستخدم حتى الآن ميزتها أنها مغالة لكن آثارها الجانبية كانت كبيرة ومرهقة وأهمها أن بعضها في جرعات كبيرة كان يؤثر سلبياً على عضلة القلب ونسميه Cardiotoxic مع آثار جانبية أخرى مثل جفاف الحلق والعرق الشديد .
ومنها:Amitriptyline – Clomipramine - Imipramine
معظم مضادات الاكتئاب العادية تعمل بعد أسبوعين وقد تستمر إلى 6 أسابيع حتى تبدأ عملها، وننصح بأن يواكب العلاج الدوائي دائما علاج نفسي حواري تدعيمي، مع ضرورة التعليم الطبي النفسي للمريض ولكافة أفراد الأسرة ـ قدر الإمكان- Psychoeducation وهذا يعني إدراك أسباب المرض ونوعيته وكيفية الحماية منه وضرورة العلاج الدوائي .
2) مثبطات إعادة تلقي السيروتونين الانتقائية Selectine Serotonin Reuptake Inhibitors تكاد تكون العماد الرئيسي للعلاج الدوائي للاكتئاب الآن، البعض يرى أن هناك نقصاً في مادة السيروتونين، والبعض الأخر يرى أنها منظومة من الاضطراب الكيميائي تشمل أكثر من مادة داخل المخ تتعلق بالنفس والمزاج والطاقة والتفكير.
هذه العقاقير تعمل بطريقة إرسال إشارات من خلايا المخ إلى بعضها لتمنع إعادة تلقي مادة السيروتونين يعني تنظمه وتوفره وتشمل هذه العقاقير (نورد الاسم العلمي فقط)
• Citalopram
• Escitalopram
• Fluoxetine
• Paroxetine
• Sertraline
ميزتها أن آثارها الجانبية أقل من تلك (ثلاثية الحلقة) أو تلك (مثبطات الإنزيم المؤكسد أحادي الأمين MAOI's التي لم تعد تستخدم الآن عل مجال واسع لخطورتها.
كل الأدوية ليست بريئة (لكن هناك عقاقير نظيفة وعقاقير متسخة)، كل منها له آثاره الجانبية حسب الجرعة وحسب المريض (سأل الطالب أستاذة في الطب النفسي ما هي جرعة مضاد الاكتئاب اللازمة لعلاج هذا المريض، ردّ عليه البروفيسور ما يحتاجه هذا المريض في هذا الوقت، بالجرعة المفترضة لعلاج هذه الأعراض حسب شدّتها ولهذا المريض حسب عمره وحسب وزنه.
مثبطات إعادة تلقي السيرتونين والنورأدرينالين SNRIs
ٍSerotonin- Norodrenaline reuptake inhibitors
هذه المجموعة من العقاقير (جديدة نسبياً) وتعمل على مادة 5- HT المولدة السيروتونين وعلى مادة النورأدرينالين (أو النورإيبينفربين)، ولها نفس الأعراض الجانبية للـ SSRI's التي نذكرها هنا للعلم فقط وليس جامعة شاملة أي أنها تختلف باختلاف المريض وظروفه وكذلك الجرعة وعادة أن تلك الأعراض تختفي بعد فترة وجيزة في حدود الـ 48 ساعة، منها :
(الدوخة الخفيفة، جفاف الحلق، القلق، الأرق، فقدان الشهية، زيادة الوزن أحياناً، تأثر القدرة الجنسية وقتياً ... بعض هذه الأدوية يستخدم بنجاح في حالالت القذف السريع لدى الرجال) .
ومنها * Venlafaxine - * Duloxetine
الأدوية التي تعمل على مادتي السيروتونين والنورأدرينالين Nassa's
تزود تحذير مادتي النورأدرينالين والسيروتونين – بإغلاق بعض المسارات العصبية، وهي تسبب الدوخة وازدياد الشهية والوزن ومنها:
* Mianserin * Mirtazepine
الأدوية المثبطة لتلقي مادة النورأدرينالين : NRI's
وهي تزود التركيز ولها تأثير إيجابي على الحفز والطاقة منها:
• Atomoxetine
الأدوية المثبطة لتلقي الدوبامين والنورادرينالين :
• Bupropion تزود النشاط .
بعض الأطباء يصف عقاقير (مهدئة) ونرى أن ذلك يعتمد على الحالة ويجب أن يكون هناك حذر شديد لأن تلك المهدئات المعروفة باسم الـ Benzo تسبب تعوداً يصل إلى درجة من درجات الإدمان النفسي.
هل الأدوية المضادة للاكتئاب فعالة فعلاً ?
نعم . ولكن ليس لوحدها، لأنها بمفردها قد تقود إلى انتكاسة ويقدر البحث العلمي أن من يتحسنون على تلك العقاقير هم من 50 – 65%
لكن المثير للدهشة جداً هو أن الأشخاص الذين تناول برشام فاضي (نشا وسكر) Placebo ما نسميه حبوب الترضية قد تحسنوا أيضاً وهذا ما يحمل بعض العلماء يتشككون ويقولون أن العملية إيحائية بمعنى أن زيارة الطبيب اهتمام الأسرة + تناول الدواء+ فعاليته المحدودة + لونه + شكله+ أمور غير محددة قد تؤدي إلى تحسن المزاج.
• مضادات الاكتئاب لا تسبب الإدمان عكس ما يعتقد الكثيرون .
• لا تزيد من الجرعة (من دماغك) لأن هذا خطر .
• من المهم جداً أن نعرف أن معظم العقاقير ذات التأثير النفسي، إن لم يك كلها تعمل على كامل وظائف المخ، ويؤثر بعضها على البعض ويتحد ويتضاد ويتفاعل مع عمليات الأيض (التمثيل الغذائي والامتصاص وغيره، وأن وظائفها متشعبة ليست فقط للاكتئاب أو للفصام أو للوسواس، لكن بعضها يكون فعالاً أكثر في حالة معينة دون الأخرى.
• على سبيل المثال لا الحصر فإن مضادات الاكتئاب تستخدم في أمور شتى غير الاكتئاب وعلاجه مثل:
- كنوع من المطمئنات أو مضادات القلق (خاصة في جرعات صغيرة)
- في حالات الخوف المرضي (الرٌهاب – Phobia أو الهلع Panic attacks)
- في حالات الوسواس القهري
- حالات اضطراب تناول الطعام (الأنوراكسيا والبوليميا)
- حالات كرب ما بعد الصدمة
- PTSD في حالة التبول اللاإرادي (السلس البولي) وحالات قلق الطفولة واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- اضطرابات النوم، الأرق، النوم الاضطراري narcolepsy .
- حالات السمنة المفرطة.
- بعض حالات الصداع والصداع النصفي والقولون العصبي.
- حالات توتر ما قبل الدورة الشهرية PMS.
- حالات القذف السريع.
- بعض حالات الألم المزمن .
• وصف الأدوية النفسية بشكل عام ومضادات الاكتئاب بشكل خاص ليس قاصراً على معشر أطباء النفس، لكن الأطباء في مختلف تخصصاتهم يصفونها، لكن المفروض والعلمي ومن الأخلاقيات الأدبية الطبية أن يصفوها في تخصصاتهم فقط، أي أن دكتور المخ والأعصاب الذي بسبب أن هذا التخصص في الدراسات العليا في مصر مرتبط بالدراسة الطبية النفسية، يعالج الحالات النفسية البحتة بشكل كامل، وفي هذا خطأ جسيم لأن الدكتور النفساني نفساني فقط، والمخ والأعصاب مخ وأعصاب فقط، لهما ما لهما، وعليهما ما عليهما في إطار تخصصهما الدقيق، لكن لقلة عدد الدكاترة النفسيين خاصة في الصعيد وفي ريف مصر تحديداً، ولجهل المرض وذويهم وعدم قدرتهم على التفريق بين (النفسي) و (المخ والأعصاب) فهم يلجأون إلى التخصص الأسهل الوصول إليه بما في ذلك الأممارسين العموميين وأطباء الباطنة.
• من المهم جداً حصر دور الصيدلي في مهمته ومهنته، ليس له أن (يفتي) ويقول للمريض (الدوا ده مهدئ أو بتاع صرع أو وِحِش، وإن فيه حاجة حلوة مستوردة بداله، مينفعش أبداً).
• الصيدلي دكتور دارس وفاهم جداً، لا يمكن أبداً أن يتحول إلى بائع يجيله مريض ويقول له، عايز والنبي حاجة كده تعمل دماغ، أو تروّح عن نفسي شوية، أو نفسي أنام، أو مهدئ أبوس إيدك، ما ينفعش.
• مصر البلد الوحيدة في العالم تقريباً التي ليس فيها لا ضابط ولا رابط على الوصفات الطبية (الروشتات)، ورغم الجداول أ، ب، ج وغيرها، إلاّ أن سوق الدواء الطبي النفسي تحديداً قد أصبح سويقة، مولد صاحبه غايب.
• ومثل ما مضادات الألم والمسكنات القوية هي السبب الأعظم وراء إصابة المصريين بالفشل الكلوي واضطرابات الكبد؛ فإن العقاقير ذات التأثير النفسي بسوء استعمالها وسهولة الحصول عليها حسب سعر السوق بروشتة أو بدون، مصيبة كبرى أثرت على استقبال المريض لتلك الأدوية، وأثرت سلباً على درجة شفائه بل أثرت بما لا يدع مجالاً للشك على حساسيته كعقل يفكر وجسم يحس.
• إذا كان حدّ الناس متضايق أو تعبان وقرر أنه - من دماغه كده - يروح للصيدلي اللي تحت البيت أو الصيدلي أخو صاحبه، أو اللي لاقاه وهو ماشي بينفخ، والصيدلي إياه حبيبه عشان يجامله قرر هو كمان - من دماغه كده برضه ـ يدّيله مضاد اكتئاب قوي .. عارفين يحصل إيه لو المتضايق ده معندوش اكتئاب مرضي! هيفطس! هتجيله آثار جانبيه فظيعة، وده في الحقيقة بنسميه الاختبار العلاجي Therapeutic Test بمعنى أن الدواء لما يدخل مخ بني آدم مكتئب، بيشتغل على المرض وعلى التعكير اللي حاصل، يحاول يصلحه ويخففه لكن إذا دخل مخ بني آدم سليم وبس (مقريف يعني) هيقرقه أكتر، ولذلك فإن بعض المرضى الحقيقيين، قد يستوعبون جرعات كبيرة من المهدئات الكبرى ولا يتأثرون، بمعنى إنهم ممكن يبقوا في منتهى العنف، وعلى الرغم من كل الحقن المهدئة التي تنوم جمل فلا حياة لمن تنادي .. (أثناء نيابتي في ضاحية جيلدفورد ببريطانيا، بعد حصولي على زمالة الكلية الملكية للطب النفسي بلندن، جاء حوالي عشرة من رجال البوليس البريطاني الأشداء بالزي الرسمي الأسود الكحل، مكتفين راجل شبه عار إلاّ من لباسه الداخلي، راجل أبيض خالص وسط سواد لبسهم، حاجة تضحك وتبكي؛ لإنه كاد يقهرهم بعنفه المجنون، أعطيت له حقنة تلو الأخرى، وهو عمّال يلّعب لي حواجبه .. كدت أيأس ما بين الضحك وقلة الحيلة والبوليس الإنجليزي بكل شدّته وبأسه باركين عليه على أرضية من مرتبة إسفنج في غرفة حوائطها إسفنج، ما فيهاش حاجة خالص وتسمح بالمراقبة، من خلال نافذة زجاجية مُصمتة غير قابلة للكسر، ولم ينَم ولم يهدأ الرجل الشديد العنف المجنون، إلاّ بعد أن هداني الله إلى إعطائه حقنة مخدر في الوريد .. تدل هذه الحكاية على أن مخ المريض العقلي، حالات الاكتئاب المتهيج العنيف، أو الهوس الشديد يعطي مخ المريض جسمه قوة فظيعة لأن كيمياء مخه العصبية تكون في حالة شديدة الغليان .
• لا علاج طول العمر إلاّ في حالات محددة مثل ( مثبتات المزاج Mood Stabilizers وحالات الفصام، لكن في كل الأحوال تجنب مراجعة العلاج كل فترة عن طريق الطبيب النفسي المعالج، بمعنى أنه لا علاج هكذا يكرره المريض من نفسه دون الرجوع والمتابعة مع طبيبه، مفيش حاجة اسمها عكاز ومفيش حاجة اسمها أعيش كده متلصم أحسن، لازم ولابد من المراجعة والمداولة وأيضاً لابدّ من اجازة من الدواء يحددها الدكتور Drug Holiday راحة ياخدها الجسم والعقل من الدواء في حدود، وتحت إشراف الطبيب.
للمؤلف تجربة خاصة في مزج بعض مضادات الذهان التي تعمل على مادة الدوبامين الخاصة بالتفكير مع مضادات الاكتئاب، خاصة تلك المقاومة العنيدة، وهو يستخدم لحالات معينة (حقنة) عالية الجودة نجاحاتها فاقت كل التوقعات وليست لها اى أثار جانبية معروفة، وتعمل الحقنة بطريقة الري بالتنقيط، أي تسرب في المخ كل يوم قطرة بشكل هادئ ومريح، تبدأ عملها في خلال 24 ساعة، لكن التأثير الحقيقي لا يظهر قبل 21 يوماً.
التأثير الدوائي يكون بالتأثير المباشر على الاكتئاب كيميائياً، وذلك بمواده المختلفة (سيروتونين، دوبامين، ونورأدرينالين) وهذا الأسلوب مفيد جداً في حالات الوسواس القهري ذا الضلالة الشديد والملئ بالأفكار الغربية والمستهجنة المسببة للكآبة الشديدة.
أدوية قد تسبب الاكتئاب
• بعض المضادات الحيوية ومضادات الميكروبات والفطريات، مثل مجموعة التتراسيكلين والفلاجيل.
• بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم والقلب مثل الإنديرال والتينورمين وغيرها.
• بعض الهرمونات مثل الكورتيزون وحبوب منع الحمل.
• بعض المنومات والمهدئات والمسكنات مثل الباربيتيورات، والبِنزو Benzo
• أي أدوية أخرى.
• بعض مضادات الحموضة والزانتاك الأدوية التي تحتوي على مشتقات المورفين والكودايين.
الأدوية المضادة للاكتئاب مع كل من يساعدها، تعمل كما تعمل (الشَبّه) التي تنقي الماء العكر؛ فإذا تعكرت كيمياء مخ المكتئب لزمت لها (الشبّه)، أي مضاد الاكتئاب لينقيها، أو أن كيمياء المخ أو تتعطل تماماً أو أن محركها (موتورها) يصبه الضرر، ومن هنا جاءت عملية تغيير الزيت لكي يصبح نقياً فعالاً، عملية ضرورية تشبه عملية العلاج النفسي الشامل للاكتئاب: دواء، علاج تدعيمي تحليل بالحوار، حل مشكلات البيئة المحيطة.
للدكتور حكمة وعلم في كتابة جرعات الدواء اللازمة وتوقيتها (صباحاً، مساءاً، ظهراً) لأنه بالليل تتحرر هرمونات كثيرة، ويكون الجسم ساكناً نشيطاً من الداخل، فإذا توقفت عن تناول دواءك الذي يلعب على مخك ليعالجه، لعب مخك عليك شاكياً منتظراً، فتكون دون أن تدري معطلاً لمسيرة العلاج.
ولا تنسى لمّا يسحب منك الدكتور الدواء، لازم ده يتم بشكل تدريجي، فمن غير الصحي ومن غير المفضل، سحب دوائين مع بعض، وأيضاً لا توقف علاجك كلّه مرة واحدة.
20 عشرون سؤالاً من الممكن أن تسال فيها طبيبك النفسي:
ساعات المريض يقعد أمام طبيبه النفسي، ويجد نفسه عاجزاً عن النطق، يهرب منه الكلام، أو يحس إنه مادام قد أخذ هذه الخطوة الشجاعة فهو في السليم، (فيه ناس بتؤرخ لحياتها بتلك النقطة الفاصلة، ما قبل وما بعد الذهاب إلى الطبيب النفسي)، يعني يحس إنه خلاص عمَل (اللي عليه).. الباقي بقى على الدكتور، هو اللي بيفحص وهو اللي يسأل وهو اللي يعالج وهو اللي يخفف ـ بأمر الله طبعاً- لكن فيه ناس بتعتقد إن الدكتور ده ساحر، أو شيخ وإنه من غير دوا حتى لازم ولا بدّ وبسرعة يخف إن شاء الله، أمّال هوَ خد الخطوة الجريئة دي ليه؟
هو جاب اسم الدكتور، ويمكن عرف عنه في النت حاجات، ويمكن شافه على اليوتيوب أو الفيسبوك، ويمكن ويمكن، حَجز، وانتظر، ودفع الفيزيتا، خلاص يبقى يتكلم ليه، الله هو مش الدكتور هيعرف لوحده، لا وألف لا.. الدكتور مش مُنجم، ده إنسان له علم ولديه خبرة وهذه مهنته التي تعتمد على ما تشكو منه، وعلى البوح بآلامك النفسية، وإنت إنسان عندك همومك وآلامك، إنت بني آدم في محنة وأزمة، حدّ بيبحث عن مخرج.
المهم وانت قدام الدكتور وجها لوجه، ممكن تكون نسيت، أو فعلاً بعض منّا نحن معشر الأطباء النفسيين (ما بيحبش يسمع )، لما تقوله باوسوس أو مكتئب أو خايف (يقول لك خلاص خلاص طيب، هه ويبتدي يكتب الروشتة).. وبعض المرضى يبقى الدكتور مُستعد يسمع له، لكنه يركز على تفاصيل تافهة، ولا يتمكن من الإدلاء بالمفيد من لُب الشكوى وتاريخ الأعراض.
فيه ناس تانية بتخاف إن الدكتور يحكم عليها أخلاقياً، حتى إذا كان المريض قد ارتكب حماقة أو جرم جنسي أو أخلاقي، أو أنه فاسد أو مرتشي أو مرّ بتجربة أو صدمة فيها أو إحراج؟ سيرتبك من حكم الدكتور عليه أو نظرته ليه؟.
(لا تخف الدكتور الكويس متدرب إنه لا يحكم على مرضاه.. لا أخلاقياً ولا سياسياً ولا دينياً .. حتى المُعتقد الديني الخالي من أي محتوى، في رحلة الإنسان من الشك إلى اليقين يجب أن يحترم، وعلى الطبيب النفسي ألاّ يحشر نفسه فيما لا يعنيه ولا يلعب دور الإمام أو القس أو الكاهن أو الشيخ أو الملقن السياسي أبداً.
من حقك أن تسأل عن تشخيصك ( لكن خد بالك ساعات التشخيص المُحددّ لا يتم من أول مرة)، لأن المسألة تحتاج إلى وقت ومراجعة.
أيضاً لا تندفع وتخرج من جيبك أو محفظتك أو شنطتك كوم الروشتات السابقة، إن في هذا خطأ وخطر، لأنك دون ان تدري تؤثر على رؤية طبيبك لك كمريض، واحتمال يتأثر بسابقيه في التشخيص أو العلاج، بمعنى أنك تحدد له نطاقه ورؤيته، اتركه يسبح في عالمك، ويحدد ما يراه، ويرسم الخطة العلاجية في دماغه، ثم (في الآخر خالص ابقى وريلله أي حاجة) .. ونفس الموضوع على التحاليل والأشعات اللي في أغلب الأحيان بتكون سليمة، ما فيهاش حاجة.
وأحياناً ممكن تحس إنك غبي لو سألت سؤال معين. عموماً هذه قائمة بأسئلة تخص التشخيص والعلاج، ليس بالضرورة أن تسألها كلها (خلّينا واقعيين)، لكن تبقى في بالك.
أسئلة حول التشخيص:
(1) ما هو تشخيصي؟ أو ما هي حالتي؟
(2) ما هي الأعراض والمشكلات التي أدت إلى هذا التشخيص؟
(3) هل هناك فرصة أن أكون مصاباً بحالة أخرى غير تلك التي قررت أنني أعاني منها؟
(4) هل الفارق التشخيصي من الممكن أن يؤثر على خطة علاجي؟ يعني مرضي وأعراضي تكون شبه مرض وأعراض تانية؟
(5) هل هناك معلومات أخرى مطلوبة للوصول إلى تشخيص أكيد ونهائي، صافي ترتاح إليه.
أسئلة تتعلق بالعلاج :
(6) ما هي العلاجات الدوائية المُتاحة لعلاج حالتي؟
(7) ترى ماذا ستفعل الأدوية لي؟
(8) متى يبدأ الدواء في العمل بجدّ؟
(9) ما هي أول العلامات التي سأحسها عند التحسن؟
(10) عندما استمر في تناول الدواء، هل سأستمر في التحسن؟
(11) ما هي الأسئلة والعلامات اللي ممكن أفراد أسرتي يلاحظوها عليّ وتدل على التحسن؟ بمعنى مظاهر الشفاء!
(12) هل هناك بدائل دوائية أخرى لما وصفته من علاج؟
(13) هل هناك طرق علاج أخرى مع الدواء، أو بدونه مثل العلاج بالحوار أو بالمسرح النفسي العلاجي مثلاً.
(14) هل تم إجراء البحث العلمي الكافي على علاجي الدوائي؟
(15) هل هذا الدواء في طور التجريب بعد؟
(16) ترى ما هي الآثار الجانبية المحتملة؟
(17) هل ستختفي الأعراض الجانبية مع مرور الوقت؟
(18) ماذا أفعل عند حدوث الآثار الجانبية؟
(19) هل ستتفاعل أدويتي النفسية، مع أي أدوية اخرى للبرد، أو أدوية للضغط المرتفع أو علاج للسكر أو غيره، مثلاً؟
(20) هل لديك أي اقتراحات (كتب، نِت، نشرات)، ممكن أزوّد بيها معلوماتي أو أفيد بها نفسي؟
(أنا كدكتور ساعات أوصف مشاهدة مسرحية شاهد ماشافش حاجة، أو قراءة سيرة ذاتية، أو سماع موسيقى معينة، أو التريض، أو ثقافة التفاهة، أي إنك ما تفضلش على طول جدّ، تهيّص وتغني وتجري وتهزر)
العلاج بالصدمة الكهربائية (“ع ص ك”
Electro-convulsive Therapy (ECT)
يسمى أحياناً في مصر (العلاج بتنظيم إيقاع المخ) أو BST - Brain Synchronization Therapy
كنوع من التخفيف وتفادي كلمة كهرباء لما لها من سمعة غير طيبة.
“ع ص ك” (العلاج بالصدمة الكهربائية) يُستعمل في علاج الأمراض النفسية الشديدة. طُوّر هذا العلاج سنة 1930 واُستعمل على نطاق واسع خلال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي في حالات مختلفة، لكنّ استعمال هذا العلاج هو في تراجع منذ ذلك الحين، وتغّير “ع ص ك” كثيرا في السنوات الماضية فأصبح إستعماله يقتصر على الأمراض الشديدة والحلات المستعصية والصعبة والمقومة للعلاج الدوائي. الشخص الذي يخضع لهذا العلاج عادة ما يكون في المستشفى لكن هناك بعض الأقسام التي تقدم هذا العلاج في العيادات الخارجية.
ما يزال “ع ص ك” طريقة علاج مثيرة للجدل بحيث أنّ بعض الناس لديهم آراء قوية ضده، فهناك البعض الذي يعتبره إجراءً منقذاً للحياة بينما الآخرين يرون أنّه يجب منع هذا العلاج تماماً.
“ع ص ك” هو طريقة لإدخال المريض في نوبة حركية تشنجية وهذه النوبة ضرورية لفعالية العلاج. نحصل على هذه النوبة الحركية التشنجية من خلال تمرير تيار كهربائي عبر دماغ المريض بطريقة مبرمجة بعناية من اجهاز محدد بالكومبيوتر له حساسية وخصوصية بالغة.
يمكن إعطاء هذا التيار لكامل الدماغ (“ع ص ك” ثنائي) او بجهة واحدة(“ع ص ك” أحادي).
يُخدّر المريض قبل العلاج كما يحدث بالعمليات الجراحية و يُعطى أيضا مرخي العضلات لجعل تأثيرات النوبة الحركية التشنجية على الجسم أقل ما يمكن. يعمل فريق “ع ص ك” لإيجاد الجرعة الكهربائية اللازمة لإحداث نوبة حركية تشنجية تدوم بين 10 الى 50 ثانية.
يُعطي طبيب التخدير المتمرّس المادة المخدرة و يراقب قلب المريض و ضغطه وتنفسه ونسبة الأكسوجين الخ.. ما دام المريض نائماً بتأثير المخدر. هناك بعض الأقسام التي تراقب موجات الدماغ خلال النوبة الحركية تشنجية بإستعمال جهاز تخطيط الدماغ الكهربائي. يبقى المريض غائباً عن الوعي لحوالي 5 دقائق يُعطى العلاج عادة مرتين بالإسبوع..
“ع ص ك” يجب أن يُعطى دائما في جناح مخصص لهذا الغرض. يجب أن يحتوي هذا الجناح على أماكن منفصلة للإنتظار والعلاج و مرحلة الأستيقاظ من المخدر و العودة الى الوعي الكامل قبل مغادرة الجناح. يجب أيضا أن يكون هناك عدد كافي من االأطباء والممرضين المُدرّبين للعناية بالمرضى خلال فترة بقائهم في القسم لجعل معاناتهم أقل ما يمكن.
يصل المريض الذي سيُعطى “ع ص ك” إلى جناح العلاج برفقة الممرضة ذات الخبرة والتي تكون قادرة على شرح ما سيحدث للمريض و الكثير من أجنحة “ع ص ك” لا يمانعون أن يرافق المريض بعض أفراد عائلته. يُستقبل المريض من قبل الموظفين فى جناح “ع ص ك” و يُجرى له فحص طبي روتيني في حال لم يُجرى له هذا الفحص بعد. يتأكد الأطباء والممرضين من أنّ المريض لا يزال موافقاً على تلقي العلاج.
عندما يصبح المريض جاهزاً تأخذه الممرضة إلى غرفة المعالجة وتساعده بالإستلقاء على النقالة، ثم يُوصل طبيب التخدير أجهزة المراقبة بالمريض لفحص ضغط الدم وسرعة القلب ومستوى الأكسوجين الخ.. ربما يتم وصل المريض أيضاً بجهاز تخطيط الدماغ الكهربائي لفحص موجات الدماغ (طريقة لقياس نشاط الدماغ الطبيعي). يتم إدخال الإبرة عادة في وريد صغير على ظهر اليد حيث يُعطي طبيب التخدير من خلاله الدواء المخدر وعندما ينام المريض يُعطى أيضا باسط العضلات. يقوم طبيب التخدير بإعطاء المريض الاكسوجين للتنفس في الوقت الذي يدخل فيه المريض مرحلة النوم. عندما يصبح المريض في مرحلة النوم والإسترخاء التام يقوم الطبيب عندها بإعطاء العلاج. يزول تأثير مرخي العضلات بسرعة (خلال دقيقتين تقريبا) و حين يتأكد طبيب التخدير أن المريض بدأ بالإستيقاظ، يُنقل إلى غرفة المراقبة حيث يراقب من قبل الممرضة حتى يستفيق تماماُ.
تحتوي معضم أجنحة “ع ص ك” على غرفة مجاورة لإعطاء بعض المشروبات. يغادر المريض جناح المعالجة عندما يصبح جاهزاً و أنّ جميع أعضاء الفريق قد تأكدوا أنّ المريض على ما يُرام. يأخذ هذا الأجراء حوالي نصف ساعة لإكماله.
في النوع الثنائي الجانب يتم تمرير التيار الكهربائي عبر كامل الدماغ بينما في الأحادي الجانب يتم تمرير التيار عبر جانب واحد فقط. كِلا الطريقتين تسبب نوبة حركية تشنجية في كامل الدماغ.
على الرغم من إجراء العديد من الأبحاث فإنّه من غير الواضح أي النوعين هو الأفضل. العلاج الثنائي الجانب يعمل بسرعة و فعالية أكثر وهو النوع الأكثر إستعمالاً في أنحاء كثيرة من العالم لكن يبدو أنّ هذا النوع يسبب أعراض جانبية أكثر من “ع ص ك” الأحادي يسبب أعراض جانبية أقل لكن قد لا يكون بنفس الفعالية و إجراء هذا النوع بدقة هو أصعب من الثنائي الجانب.
بعض العيادات تبدأ أحيانا بإعطاء جلسات ثنائية الجانب ثمّ تغيّر إلى أحادية الجانب إذا عانى المريض من أعراض جانبية، وأحياناً يُبدأ بالاحادي ثم يًستبدل بثنائي الجانب إذا لم يتحسّن المريض.
اختيار العلاج ثنائي أم أحادي الجانب يعتمد على حاجة و رغبة المريض و رأي الطبيب ومهارات الفريق المعالج.
معظم المراكز تعطي “ع ص ك” مرتين بالأسبوع، ومن المستحيل التنبؤ بعدد الجلسات التي سيحتاجها مريض معين، لكن بشكل عام نحتاج لإعطاء جلستين أو ثلاثة قبل أن نرى أي إستجابة، ويبدأ المريض بالتحسن بعد أربع إلى خمس جلسات. بعض الذين يخضعون للعلاج يقولون أنّ الآخرين يخبرونهم أنهم يبدون أحسن قبل أن يشعروا بذلك أنفسهم. بالمعدل العام يمتد العلاج عادة بين 6 إلى 8 جلسات لكن أحياناً قد نحتاج لإعطاء 12 جلسة. إذا لم يُبدِ المريض أي استجابة بعد 12 جلسة فإنّ من غير المحتمل أنّ “ع ص ك” سوف يكون مؤثراً.
يتوجب على الطبيب معاينة المريض بعد كل جلسة علاج و أن يُعرض على الإستشاري بعد كل جلستين لمراقبة الوضع. يجب إيقاف “ع ص ك” حالما يتعافى المريض أو عندما يسحب المريض موافقته على العلاج.
وعندما يجده المريض العلاج فعّالا فإنّ “ع ص ك” هو جزء من عملية العلاج ككل، الذي يمكنه تخفيف عبء المشاكل بحيث أنّ المريض يصبح أكثر قدرة على التدبر بالأسباب التي أدّت الى مرضه. من المُؤمّل عندها أن المريض يأخذ خطوات للإستمرار بعملية الشفاء و ربما إيجاد طرق لتجنب الوضع الذي أدى لحدوث المرض. العلاج النفسي و التكلم مع المريض ربما يساعد و هناك العديد من المرضى الذين يجدون طرقهم الخاصة لتحسين و مساعدة أنفسهم. عادة ما نحتاج للأدوية للمحافظة على فوائد العلاج. من المؤكد أن الذين يتلقون “ع ص ك” يستسهلون عدم استكما العلاج الدوائي أو غيره، مما يشير إلى احتمال حدوث انتكاسة.
وقد يسأل المريض كيف أعرف أنّ “ع ص ك” قد أعطي لي بالطريقة الصحيحة؟
وضعت الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن، هيئة لإجازة وإعتماد “ع ص ك” لتوفير تقييم مستقل لنوعية خدمات “ع ص ك”، تضع هذه الهيئة معايير عالية جداً لكيفية إعطاء العلاج وتقوم بزيارة كل الأقسام التي أجيزت من قبلها. يتكون الفريق الزائر من أطباء نفسيين و أطباء تخدير و ممرضين وأشخاص عاديين. ونتمنى أن نحذو في دولنا العربية مثل هذا الأمر لأن هناك تجاوزات مرعبة في تطبيق هذا العلاج وغيره.
إيجابيات و سلبيات “ع ص ك”
المنظمة الوطنية للجودة العلاجية الطبينفسية تفحصت مؤخراً بالتفصيل إستعمال “ع ص ك” و وافقت على أنه علاج فعّال لمعالجة الإكتئاب الشديد والهوس الشديد الجمود(الكاتاتونيا).
عموماً “ع ص ك” يستعمل غالباً لعلاج الإكتئاب الشديد إلا أنّ بعض الأبحاث تشير على أنّه يمكن أن يساعد في علاج مرض الباركنسون وربما بعض الحالات العصبية الأخرى.
الأعراض الجانبية لـ “ع ص ك”؟
هذه أحد المسائل التي يدور حولها خلاف كبير.
“ع ص ك” هو إجراء كبير حيث أنه خلال أسابيع قليلة يخضع الشخص للتخدير عدة مرات، ويمر بعدة نوبات حركية تشنجية. يُستعمل هذا العلاج للذين يعانون من مرض نفسي شديد و تكون صحتهم متدهورة وأحياناً تكون حياتهم مهددة. و كما يُتوقع احياناً فإنّ “ع ص ك” قد يسبب بعض الأعراض الجانبية بعضها خفيف وبعضها الآخر شديد.
هناك بعض الأعراض الجانبية الخفيفة المترافقة مع كل جلسة معالجة، فبعض الناس يعانون من صداع وبعض الأوجاع العضلية مباشرة بعد الجلسة وربما يشعرون بالدوخة وأحياناً بالغثيان. آخرون قد يشعرون بالشدة و الخوف بعد الجلسة خلال فترة الإستيقاظ وربما يبكي الآخرون. على أية حال هذه التأثيرات غالباً ما تزول خلال ساعات قليلة خاصة بتناول المسكنات وبعض السوائل المنعشة و الدعم النفسي.
الخوف الأكبر يكون من الأعراض الجانبية الطويلة الأمد مثل فقد الذاكرة الدائم او تغيرات الشخصية وهي نادرة. الدراسات التي يجريها العلماء و الاطباء تدل على أنّ هذه الاعراض الجانبية الشديدة تحدث بنسبة قليلة ربما لكل واحد من عشرة.
الأشخاص الاكبر سناً قد تختلط عليهم الأمور بعد المعالجة و قد يدوم هذا لساعتين أو ثلاثة. من الممكن تغييرطريق إعطاء “ع ص ك” (كإعطاءه أحادي الجانب مثلا) للتقليل من هذه المشكلة.
يشتكي العديد من الناس من مشاكل في الذاكرة وفي الحقيقة فإنّ هناك صعوبات في الذاكرة تكون موجودة عند كل الذين يعانون من إكتئاب شديد و يتلقون العلاج. هذا غالباً فقد للذاكرة لتلقي العلاج بحد ذاته و ربما لساعة أو ساعتين قبل و بعد الجلسة. بعض الناس- أو العديد منهم- ربما يعاني من صعوبات بالذاكرة للأحداث السابقة و احيانا المهمة جداً منها كولادة الطفل مثلا. معظم الناس تعود إليهم الذاكرة عند نهاية جلسات العلاج وبعد مرور عدة أسابيع، وهناك البعض الذين يشكون أنّ ذاكرتهم فقدت تماما و للأبد. من غير الواضح إذا كان السبب هو “ع ص ك” أو مرض الإكتئاب نفسه أو بعض العوامل الأخرى- مثلاً كيفية شعور الشخص حول هذا العلاج أو كيفية شعورهم تجاه أنفسهم.
قد يشكي بعض الناس بمرارة عن بعض معاناتهم مثل شعورهم أن شخصياتهم قد تغيرت أو أنهم فقدوا بعض المهارات أو أنهم لم يعودوا نفس الأشخاص الذين كانوا قبل بدء العلاج، وقد يقولون أنهم لم يقدروا على التغلب على تجربتهم و أنّ أذيتهم دائمة.
بقى أن نقول أن “ع ص ك” ليس هو العلاج الوحيد على الرغم من أن الطبيب الذي يوصفه ربما يشعر أنه يمثل الفرصة الأفضل للشفاء. إذا رفض المريض الذي يعاني من الإكتئاب الشديد “ع ص ك” فهناك عدد من البدائل الأخرى. بعض الأدوية يمكن أن تضاف أو تغير. العلاج النفسي و بالكلام ربما يكون نافعاً. وبديل أخر يمكن أن يكون بتفحص الاطباء والممرضين طرق أخرى لمساعدة المريض لتغيير بعض جوانب حياته التي أدت الى الإكتئاب. عادة ما تستعمل هذه الأساليب الثلاثة مجتمعة.
لكن هل “ع ص ك” يعمل فعلاً؟
لقد اُقترح أن “ع ص ك” يعمل ليس لأنه يُحدث النوبة الحركية تشنجية فقط بل بعدد من الأشياء الأخرى مثل العناية الزائدة و الدعم و التخدير التي يحصل عليها المريض المُعالج.
أجريت العديد من الدراسات للمقارنة بين “ع ص ك” الفعلي و المزيف. في النوع المزيف يُجرى للمريض تماما نفس الاشياء و التي تتضمن ذهابهم الى القسم وإعطاءهم المخدر ومرخي العضلات لكن بدون تمرير التيار الكهربائي، ولذلك لا تحدث النوبة الحركية التشنجية. تبيّن في هذه الدراسات أن الذين يُجرى لهم “ع ص ك” الفعلي هم أكثر إحتمالاً للشفاء و بسرعة أكثر من العلاج المزيف. و تبين أيضاً أن الذين لم يمروا بالنوبة الكافية كانت نتائجهم أسوأ من الذين حصل لديهم ذلك.
الجدير بالإهتمام أن عدد من الذين أجري لهم العلاج المزيف تحسنوا أيضاً على الرغم من أنهم كانوا في حالة سيئة جداً، لذلك فمن الواضح أن العناية الزائدة بالمريض لها دور مهم أيضاً. على أية حال فإنه عندما يُجرى “ع ص ك” لمرضى معينين فقد تبين أنه العلاج الأكثر فعالية في حالة الإكتئاب الشديد، وذلك على مستوى العالم.
كيف يعمل “ع ص ك”؟
لا أحد يعلم بالضبط كيفية عمل “ع ص ك”. يوجد الكثير من الأدلة على أنّ “ع ص ك” يسبب تغيرات في طريقة عمل الدماغ لكن يوجد الكثير من الخلاف حول ماهية التأثيرات التي تؤدي لتحسن المريض.
هؤلاء الذين يؤيدون “ع ص ك” يقولون أنه في انواع الإكتئاب الشديدة جداً، أن هناك أجزاء معينة في الدماغ لا تعمل بشكل طبيعي بسبب تغيرات في كيمياء المخ العصبية التي تسمح للخلايا العصبية بالتواصل مع بعضها البعض. “ع ص ك” يغير الطريقة التي تعمل بها هذه كيمياء المخ العصبية وتساعد على ذلك التحسن.
أما الذين يمانعون إستعمال “ع ص ك” فيقولون أنه يعمل عن طريق هزّ الدماغ، أو أن هذا العلاج ليس له تأثير إطلاقا سوى أنه يجبر المرضى للقول أنهم تحسنوا من أجل تجنب الخضوع لهذا العلاج ثانية (يعني تأثير عقابي).
الأمور المثيرة للجدل في “ع ص ك”
لماذا “ع ص ك” ما زال يُعطى في كل أنحاء العالم؟
لقد قلّ إستعمال “ع ص ك” عن ما كان عليه في الماضي فهو الآن غالبا ما يُعطى لعلاج الإكتئاب الشديد. هذا بالتأكيد بسبب أن العلاجات الحديثة للإكتئاب مثل الأدوية المطمئنة والعلاج النفسي بالحوار والعلاجات النفسية الأخرى والدعم الإجتماعي، الآن هي أكثر فعالية من الماضي.
حتى مع وجود كل هذا، فقد يكون الإكتئاب شديداً جداً ويؤدي إلى الإنعزال الشديد ورفض تناول الطعام أو الشراب والتحدث مع الآخرين.
تحدث لبعض المرضى ضلالات تتعلق بهم أو الآخرين.
الدليل العلمي الذي لدينا ما يزال أنّ “ع ص ك” هو العلاج الأنجع في حالة الإكتئاب الشديد.
بعض المرضى الذين أخذوا “ع ص ك” سابقاً و وجدوه مفيداً يطلبونه عندما تسوء حالتهم ثانية.
في هذه الحالة إذا اعتقد الفريق المعالج أنّ “ع ص ك” يمكن أن يساعد المريض فإنه بالإمكان إعطاء العلاج- لكن فقط بعدما يُقيّم المريض من قبل طبيب العائلة و العامل الإجتماعي و أيضا حصل على تقييم أخر من قبل أخصائي مستقل. يتوجب على الطبيب المعالج ان يتحدث مع العائلة و مؤيدي المريض لأخذ رايهم بالإعتبار و أي آراء للمريض ربما كان قد عبّر عنها في السابق. يضمن هذا الإجراء دائما إستعمال قانون الصحة النفسية و هذا يعني أن المريض و عائلته لديهم حق الإستئناف ضد أجزاء هذا العلاج. إعطاء “ع ص ك” للمريض الذي يرفض هذا العلاج هو ممكن في الظروف السابقة لكنه في الواقع نادرا ما يحدث. بعض المرضى الذين أجري لهم “ع ص ك” يشتكون أن العلاج لم يُشرح لهم بشكل كافي بسلبياته و إيجابياته و يقولون أنهم كانوا لن يوافقوا على أخذ العلاج لو أنهم عرفوا عنه أكثر. لذلك فإنها مسؤلية الفريق المعالج أن يتاكد من المريض اُعطي كل المعلومات و الامور المتعلقة بهذا العلاج.
س- لماذا يختلف الناس كثيرا حول هذا العلاج؟
بعض الناس لديهم مشاعر قوية تجاه “ع ص ك” وغالبا ما تكون نابعة من تجاربهم الخاصة.يتحدث الأطباء أنهم رأوا مرضى يعالجون بنجاح بهذا العلاج و ان حالات إكتئاب شديدة جدا قد تحسنت. و ربما يقول آخرون أنه أنقذ حياة بعض المرضى و الاشخاص الذين تلقوا العلاج يوافقون على هذا الرأي.
بعض الذين