الأستاذ: أحمد سعدي *
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 9 نقاط : 19 تاريخ التسجيل : 30/04/2010 المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: قواميس اللسانيات بين الترجمة والتأليف 2010-05-20, 09:05 | |
| قواميس اللسانيات بين الترجمة والتأليف أحمد سعدي أستاذ مساعد – أ- قسم اللغة العربية وآدابها جامعة حسيبة بن بوعلي/الشلف مقدمة : يحتاج الدارس في كل حقل من حقول المعرفة إلى الإحاطة بما توصل إليه البحث ف : ترجمة المصطلحات ي مجال تخصصه خاصة إذا كانت نتائج الدراسات تتراكم بوتيرة متسارعة كما هو الشأن بالنسبة لحقل اللسانيات ، هذا العلم الذي يلغي الحدود الزمانية والمكانية ويجمع العالم كله قديمه وحديثه حول القضية اللغوية . والعامل في حقل اللسانيات اليوم يجد نفسه أمام أمواج كالجبال من المعرفة اللسانية تتهاطل عليه من كل جانب ، وهذه المعرفة تبقى مشتتة ويصعب تناولها إذا لم تضبط في قواميس متخصصة من وضع المتخصصين توحّد المصطلح وتحدّد المفهوم . ورغم الجهود العلمية المبذولة لسد هذا الفراغ في اللسانيات العربية المعاصرة إلا أن هذه الجهود المبذولة تبقى جهودا فردية معزولة لا تفي بالغرض والأمثلة على ذلك قاموس اللسانيات لغبد السلام المسدي الذي اكتفى فيه بترجمة المصطلح اللساني دون التطرق إلى المفهوم ونحن نعلم أن المصطلح في التأليف المعجمي يستلزم المفهوم وإلا فما الفائدة من وضع قاموس للسانيات يخيب أمل الباحث الذي يبحث عن المصطلح مقترنا بمفهومه . كما أننا نعتمد على معاجم عربية قديمة في اللسانيات كمعجم علم اللغة النظري لمحمد علي الخولي وكذلك معجم غلم اللغة التطبيقي لنفس المؤلف ورغم أهمية هذين المعجمين فإنهما لا يتسمان بالعمق في عرض المفاهيم كما أنهما يتوقفان عند سنة 1982تاريخ الطبعة الأولى لهما والمعرفة اللسانية مستمرة إلى يومنا هذا.إن الباحث اليوم في ميدان اللسانيات بكل فروعها يحتاج إلى قواميس متخصصة في كل فروع المعرفة اللسانية ، كما يحتاج إلى قائمة تحدد المراجع المعجمية المتوفرة في اللسانيات لمعرفة الجديد والقديم منها في العالم العربي كله كما ينبغي تشجيع الوضع والترجمة لسد الفراغ والقضاء على الندرة والقدم في قواميس اللسانيات العربية المعاصرة . 1- الحاجة إلى معاجم المصطلحات العلمية :الدنيا ترعرعت ، والعلوم تفرَّعت وتنوّعت ، وعقول العلماء والمتعلِّمين قد تزعزعت ، حتَّى غدا من غير الممكن الإحاطة ببعَ أطراف المعارف والعلوم بله الغوص فيها وسبر أغوارها ، إلاَّ بمنهجية مضبوطة لا يضيع فيها الوقت بالشروح والتفاصيل ،خاصَّة وأننا في عصر السرعة الّي يفرض علينا بلاغة السرعة ، وإلاَّ تأخَّرنا ويتقدَّم علينا الأسرع فالأسر‘ . نحن في عصر الإنجاز في إيجاز ن وعصر اإشاترة التي تغني عن العبارة واللمحة الدالة ولغة الأرقام ، حيث يحسب ألف حساب للدقيقة الواحدة ، حتى لا تهدر وتمرّ بغير فائدة .وقد أثر عن عن المجتمع الأمريكي المعروف بسياسته البرغماتية النفعية التي كانت السبب المباشر في تفوُّقه ونجاحه،أنه لا يقرأ المضامين ، وإنما يقرأ العناوين ،والخطبة الرئاسية في أمريكا لا تتجاوز العشر دقائق ، فإذا وصلت إلى ربع ساعة فتلك كارثة .إن اتخاذ السرعة منهجا في الحياة بقتضي اعتبار الوقت رصيدا لا تقل قيمته عن العملة ، ويساهم في الاقتصاد بمفهومه الحقيقي الذي يعني النجاح والربح ، ولا ش]ء غير النجاح والربح . وهذا التطور السريع في المعرفة واكبته إنجازات علمية تناسبه وتلبِّي شروطه .كالإعلام الآلي ، والكتاب غير الورقي ، والمكتبة الإلكترونية ، وغيرها من الوسائل التقنية التي ساهمت في تقدُّم المعرفة ، وتسريع الوصول إليها والحصول عليها . إن كثرة الكتب لا تعني بالضرورة كثرة العلم ، وإطالة الشروح والحواشي والأحشاء والتفاصيل قد تضيِّع وقتا ثمينا للمتعلِّم وترهق المعلِّم ، وقد لا تكون مضمونة النتائج ، فكان لا بدَّ من اختصار الطريق إلى المعرفة العلمية إلى المصطلح الخاص بكل فرغ من فروع هذه المعرفة (( إنّ الحاجة إلى معاجم المصظلحات العلمية اليوم مهمة جدٌّا ، لأنها تُردِف الباحثين بحاجاتهم ، وتسهِّل لهم إلى غاياتهم العلمية بأسرع السبل .ذلك أن المصطلح اليوم غدا من مستلزمات العصر النَّشِطِ علميا ، والمتقدِّم فنِّيا .ولم تعد المعجمات اللغوية تُؤَدِّي وحدها البُغية ، ولا تُبَلِّغ المتطلعين إلى المعرفة المنشودة .وغدا الباحثون يتلمَّسون معجماتٍ مصطلحيةً تعينهم في بحوثهم .فأقبلوا باديء ذي بدء على المعجمات اتخصصية الأجنبية أو المترجمة ، فنهلوا منها بعض بُغاهم ، غير أنهم لم يرتووا منا لأنها لم تسعفهم في كل ما يريدون لأنهم أرادوا استبعاد الغزو الا صطلاحي الغربي . ))([1])وهذه الحاجة الماسّة إلى معاجم وقواميس للمصطلحات كانتنتيجة طبيعية لتطور العلوم والتخصّصات مما تطلب أن يكون لكل تخصص من هذه التخصصات معاجمه الخاصة التي ترفد الأساتذة والطلاب بمصطلحات تحصصاتهم دون اللجوء إلى المعاجم اللغوية التي قد لا تلبّي حاجاتهم العلمية لأنها موضوعة أصلا لغرض لغوي لا لغرض علمي (( وأدرك مثقَّفو العصر الحاضر ضرورة صناعة المعاجم مصطلحية تسدُّ النقص ، وتعين الباحث ، فأقبلوا مشكورين ، فكانت كتب مصطلحات تخصصية في الطب ، والعلوم والفلسفة ، واللغة ، والأدب ، وبدأت المكتبة العربية تنتعش بأسفار غنية مُغنية ... وإنَّ تداول المصطلحات اليوم نوع من التكوّنُ الحضاري ، وجانب مؤثر لمعرفة دقائق المعاني ، ودليل على أن الباحث العربي مواكب لمستلزمات العصر العلمية . ))([2])وبذلت وما تزال تيذل مجهودات في كل مكان لرفد المكتبة العربية وإمدادها بالمعاجم الخاصة في كل ميدان من ميادين المعرفة ، وتبقى هذه المجهودات غير كافية نظرا لفداحة النقص ، مما يجعل الباحثين والطلبة حبيسي اللغة التي يقرأون بها ، وأحاديو اللغة يكادون أن لا يواكبوا تطور المعرفة العلمية ، مما يشعرهم بالنقص والعجز مقارنة بثنائيي اللغة أو متعددي اللغات ، وهذا ما يجعل تعلم اللغات الأجنبية واكتسابها أمرا حتميا وشرطا ضروريا . 2- قواميس اللسانيات غير العربية :حظ الباحث منها هو حظه من اللغة الأجنبية التي يمتلكها ويمارس بها القراءة والكتابة ، وفي عالم اللسانيات قواميس بمختلف اللغات الأجنبية ، لا يمكن الاستغناء عنها للتزود بالمصطلح اللساني ، وبالنسبة إلينا تعتبر اللغة الفرنسية هي اللغة الأجنبية الأقرب إلينا بحكم التاريخ والثقافة المشتركة ، وفي الجدول التالي رصد للمجهودات المبذولة في التأليف المعجمي باللغة الفرنسية ([3]) الرقم | عنوان المعجم اللساني | واضعه | تاريخ النشر | الخصائص | 1 | المرشد الأبجدي في اللسانيات (linguistique:guide alphabetique) | إشراف أندري مارتيني | 1969 | معجم جماعي | 2 | القاموس الموسوعي في علوم اللغة (dictionnaire encyclopediques des sciencesdu langage) | ديكرو وتودوروف | 1972 | معجم جماعي | 3 | قاموس اللسانيات (dictionnaire de linguistique) | جون دي بوا وآخرون | 1973 | معجم جماعي | 4 | الكلام (ضمن قواميس المعرفة المعاصرة)
Le langage:les dictionnaire du savoire moderne | برنار بوتيي | 1973 | | 5 | قاموس اللسانيات( (dictionnaire de la linguist ique) | جورج مونان
بمشاركة 19باحثا | 1974 | معجم جماعي | 6 | قاموس الشعرية والبلاغة(dictionnaire de la poetique et de rethorique ) | هنري موريي | 1975 | | 7 | قاموس الفنون التعليمية في اللغات ( dictionnaire de la didactique des langues) | | 1976 | | 8 | معجم ألفاظ اللسانيات (vocabulaire de la linguistique ) | جون فرانسوا فاليزون | 1976 | | 9 | السيميائية ، القاموس المعقلن لنظرية الكلام (semantique:dictionnaire resonne de la theorie du langage) | جريماس وكورتييه | 1979 | معجم جماعي | 10 | القاموس الاموسوعي الجديد لعلوم اللسان (nouveau dictionnaire encyclopedique des sciences du langage) | أوزوالد ديكرو
وجان ماري شتايفر | 1992 | معجم جماعي |
3-قواميس اللسانيات باللغة العربية :من الواجب الاعتراف بضحالة وضآلة القواميس والمعاجم اللسانية المؤلفة باللغة العربية مما يجعل الباحث مضطرا إلى الاستعانة بالقواميس المؤلفة ياللغة الأجنبية ، وهذا الوضع المعرفي أعطى الشرعية القوية للاهتمام بتعليمية اللغات الأجنبية ولوعلى حساب اللغة العربية .ومن الواجب الاعتراف بطبيعة العلم الذي ليس له وطن خاص ولا لغة خاصة ، وانما هو وليد البحث والتجربة ونشاط الفكر، وهذا ما يجعلنا نلجا إلى الترجمة للاطلاع على العلوم في مصادرها المؤلفة بمختلف اللغات .وقد بذلت مجهودات في المعجمية العربية المعاصرة ، لكنها كلها يصدق عليها قول الدكتورأحمد مختارعمر (( يختلط المستقبل القريب للمعجم العربي بحاضره المتطور نتيجة الجهود المتعددة التي يبذلها الأفراد من ناحية والمؤسسات الآكاديمية والتجارية من ناحية أخرى .وهي جهود مايزال ينطبق عليها ما لاحظهzgusta أشهر مؤلف غربي في المعاجم في كتابه الأول عام 1971من أن المعجميين نادرا ما يتبادلون خبراتهم ، أو يتحاورون في مناقشات تبادلية مما يضيع الوقت والجهد ، ويجعل أي مشروع معجمي يبدأ من الصفر تقريبا .ولكن هذا الوضع الشاذ لم يدم في الغرب طويلا بعد ملاحظةzgusta السابقة ، ولم تعد هناك أسرار في صناعة المعاجم ، مما سمح بتبادل الأفكار والآراء ، بل وإعلان بعض المؤسسات المعجمية الكبرى عن منهجها وخططها التي تطبقها بالفعل .)) ([4])وهذا ما نلاحظه بالفعل من خلال قراءة الجدول السابق حيث نجد التعاون والاشتراك والعمل الجماعي منهجا عاما مطردا في التأليف المعجمي ،على عكس ما هو موجود في القواميس اللسانية العربية القم | المعجم | صاحبه | تاريخ الصدور | الملاحظة | 1 | معجم اللسانية (فرنسي – عربي) | بسام بركة | دار الآداب ، بيروت 1980 | | 2 | معجم علم اللغة النظري | محمد علي الخولي | | | 3 | معجم علم اللغة التطبيقي | محمد علي الحولي | | | 4 | قاموس اللسانيات | عبد السلام المسدي | | | 5 | القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان | | | | 6 | قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص | | | |
ولا يخفى ما في العمل الجماعي من إيجابيات وخصائص لا يمكن أن يدّعيها أي عمل فردي مهما أوتي من إتقان ورزانة . هذا بالإضافة إلى ضخامة أي مشروع رام إلى وضع معجم جديد في اللسانيات مع الضعف البشري الذي يسم كل عمل فردي في المعاجم بالنقص ، وهو ما اعترف به الدكتور منذر عياشي بعد فراغه من ترجمة القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان الذي ألفه كل من أوزوالد ديكرو وجان ماري شتايفر حيث يقول في المقدمة :(( ليس سهلا على المرء أن يخوض غمار تجربة ، بل مغامرة قوية من هذا النوع . فلقد واجهت في ترجمة هذا الكتاب تحديا كبيرا لم أعهد له مثيلا في أي من الأعمال التي ألفت أو ترجمت . وظل هذا التحدي يرافقني من أول صفحة إلى آخر صفحة، وكذلك إلى الآن . وإني لأعترف :إن هذا الكتاب كاد يرديني قتيلا . وأنا لا أقول هنا مجازا ، ولا أخترع لعبة أدبية لكي أصنع منها فنا سرديا .فالأمر واقعي ، ولما لم أمت ، فقد ترك فيَّ آثارا بالغة .))([5])إنه عمل متعب فعلا أن يترجم بمفرده عالم متخصص عملا علميا دقيقا ألفه عالمان متخصصان ، وهذا العمل المضني لم يترك آثاره السلبية على المترجِم فقط ، ولكنه ولا شك قد ترك أثارا سلبية على العمل المترجم أيضا . فلماذا لم يشرك الدكتور منذر عياشي معه غيره من الباحثين والمتخصصين وهو يعرفهم جيدا ويستطيع التواصل معهم بسهولة كما نظيره الفرنسي جورج مونان عندما اشترك معه 19 باحثا في تأليق قاموس للسانيات . [/ |
|
حليمة الشيخي مشرف عام
البلد : ليبيا عدد المساهمات : 24 نقاط : 28 تاريخ التسجيل : 03/05/2010 المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: رد: قواميس اللسانيات بين الترجمة والتأليف 2010-05-25, 15:48 | |
| أستاذ/ أحمد السعدي .. أشاطرك الرأي نحن فعلا في أمس الحاجة إلى معجم متكلمل في اللسانيات كي يواكب التقدم السريع في مجال اللسانيات ويعين الباحث في الألمام بهذا التقدم . |
|
SOUMAIA .عضو مشارك
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 11 نقاط : 19 تاريخ التسجيل : 18/10/2011
| موضوع: رد: قواميس اللسانيات بين الترجمة والتأليف 2011-10-27, 16:53 | |
| |
|