السيد سالم عضو شرف
البلد : مصر عدد المساهمات : 361 نقاط : 849 تاريخ التسجيل : 22/10/2011
| موضوع: سالي زهران 2011-11-01, 06:40 | |
| لو أني كنت رأيتك قبل يناير, كانت أسرتني عيناك الصاحيتان, وخطفتني خصلات الشعر المتروكة ببدائية . . رسام بوهيمي حول الوجه الصابح, أبيض كحليب مأطور بالضربات التلقائية من أسود فحمي فأنا تخلعني من جذري فطريات الحس لو أني كنت رأيتك قبل يناير, كنت وقعت كصب في حبك مغروما, مثل كثير عزة, أو قيس الممروض بليلى, أو وضاح اليمن المقتول بليل, فأنا أهوى تقليد أساطير الحب العربية حيث الخبل وكسر الأنماط, وحيث عجائب مشي دماء لدماء .................. كانت ستكون هنالك مشكلة تتجسد في الهوة بين العمرين: أنا عمري يتجهز للمغرب, فيما عمرك يتجهز للبدء وساعتها, كانوا سيقولون, تعانين – كما في الأسطورة – من عقد هيام الابنة بالأب المانح تحنانا مفقودا, دفئا مسلوبا, وأمانا سرقته الأيام السراقة يقولون علي: المتصابي, الناكص نحو شباب راح, الغارق يهوى بنتا في عمر ابنته حنين, الباحث عن نبضة بدن في هرم الشيخ المتصدع ....................... ما كنت لأهتم بهذي التخريصات , وهذا العقل الجمعي الحساد, وكنت سأعلن أن القلب له قانون مخصوص, وجنوح الروح إلى الروح خروج عن ناموس العزف, وصنارتنا: الحلم بوطن طفل, والكيمياء السائلة بأفئدة كانت ستكون المشكلة الثانية فروق الأزمنة: أنا – في منظورك – جيل تقليدي عبرته المرحلة, ومازال يعيش على المنشور السري وتضليل المخبر وصراع الطبقات ومطبعة الرونيو, فيما أنت – بمنظوري – بنت هائمة في كون فرضي روشنة, لغة موجزة مضمرة أو معلنة, وأغان سهلات لا مدروسات أو متقنة, تكبير دماغ عن لغة أم أوتاريخ عربي أو هم في الدنيا مع أن هموم الدنيا طاحنة .................... كانت ستكون المشكلة الثالثة: المعرفة أو المرجع, كنت ستشكين – صباحا – من شغفي بالعقاد وطاغور وذي الرمة, ومساءا, من غرقي في الحنطور وذكرى هبات السبعينيات ومأساة الصوفيين وكنت سأشكو صبحا ومساء من جلستك الأبدية قدام الحاسوب: حوارات, ونقاشات, وبريد مخفي, غرف للجمع, وشات, تدوين, ومواقع, ومواعيد لقاء مضروبات, وجه كتاب مرقوم, كلمات مرور سريات, ورسائل بالرمز, وشاشات ........................... لو أنا كنا التقت الأوجه منا قبل يناير, كنت سأجهد أن أتجاوز فجوات العمر, وأعبر فرق الأزمان, وأجبر شج المعرفة, لأني أهوى ترميم الجسر الرابط بين الشطين, وأهوى كشف المشترك الأعظم بين نقيضين, أبين أن التاريخ الصحي هو الوصل وليس القطع, وأن السبعينين كأمثالي عصريون, وأن الأجيال الحية حلقات متواصلة لا مستأصلة, وكذلك كنت ستسعين إلى رأب الصدع, تشيرين إلى أن النصف الناقص يبحث عن نصف, فإذا الوردة هائلة ويد الدنيا طائلة ويكون كمال مكتمل حيث الماضي والحاضر والمستقبل عائلة وهنا نتلاقى في مقت الجبر وكره زبانية التعذيب, ونتقاطع في تلوين رسوم الحرية والعدل, رسوم, فرقان, فاروق, تقسم بين العهدين وفاصلة ............................... حينئذ كنت سأذهب معك إلى الميدان الغضبان ذراعك بذراعي, ومعا نهتف أن الشعب يريد وأن القدر يجيب وبين هتاف وهتاف أرفع خصلتك المتطايرة عن العينين الصاحيتين, وأعطيك الماء لبل الريق المتنشف من جمعات الترحيل, وأمسح عرقا يتصبب من جبهتك المرفوعة لسماء القاهرة, فيتلاحم صوتانا في الصرخة تندغم حبال الحنجرتين, إذا صبت بنت متبسمة ماء وضوء للشيخ المتبسم فيما يتلألأ في ظهر الميدان صليب فوق النهدين لو أنا كنا التقت الأوجه منا قبل يناير كنت تلقيت بديلاً عنك الضربات على الرأس إلى أن يأتي نزف المخ, لأني ذو خبرات سابقة في نزف المخ, وكنت أطير بديلاً عنك إلى كنف الرحمن بدون خسارات كبرى, فأنا عشت وأحببت: رأيت خفوتي وبهائي, وكتبت, وثرت: فحصلت ثوابي وجزائي, وتعثرت, وقمت: فعاينت نعيمي وشقائي, سنواتي خلفي, والأحلام ورائي لكن أنت تعيشين لأنك آتية: سترين على مرمى حجر أحلامك, سنواتك قدامك, تختارين بوثبة روح حبك وهيامك, وتصوغين بفطرة وجدان حربك وسلامك, إذ أنت الفرسة تنطلقين مطوحة سرجك ولجامك, وتدقين بصدر الكون المتحرر أعلامك أنت تعيشين لأنك مستقبل أمة حلمي سالم |
|