السيد سالم عضو شرف
البلد : مصر عدد المساهمات : 361 نقاط : 849 تاريخ التسجيل : 22/10/2011
| موضوع: خَدْشِةُ الفَخْذ 2011-10-28, 11:54 | |
| [right]خَدْشِةُ الفَخْذ الأحوال كلها مرتبكة، حتى نوم سيدة علي كتف رجل يزيد الأحوال ارتباكاً، لأنه يحول الأنفاس إلي فأس، وصدر الرجل إلي شكمان. غير أن المفاضلة بين الدراجات والمراجيح، ستغدو عقدة عصية. ففي هذه موت بسكتة القلب، وفي تلك موت بتهشم المخ، وليس من رابطٍ بينهما، إلا خدشة الفخذ. ألم نقل إن الأحوال كلها مرتبكة؟ اللـوح كان البحر مفاجأةً، وخرير البدن مفاجأة وهسيس الحلاج علي خشب الصَلْب مفاجأة، ومقاومة الحرس الجمهوري لنيران الغزو مفاجأة، والمطر مفاجأة، لكن لسان المرأة وهو يبلل في الليل فنار الإسكندر، كان مُعداً في اللوح المحفوظ. لا تُحْتَمَل خفته الرجل المكسور المتخفي في بردة أهل المهجر، حين يهزون النخل، وحين يهزون التوت كان يسامح منتهشيه برفعة مشاءين، وينسي بعض حوائجه في الملكوت ثم يهندس صمت الدنيا في دنيا الصمت ويهزأ بالرهبوت وبالرغبوت ويظل يعيش علي أضلعه، مقتاتاً من قلق الياقوت يمرق هوناً، يتوقف هوناً، يرقب فوت الأزمنة الغضة حين تفوت ها هو ذا الرجل اللامتكلم إلا للداخل، والصامت في صمت، والجائش وهو صموت، يُلقي لخفيف بين خفيفين تحيته ويموت. غَـزُول فريال تبكي لأن أهلها تحت رحمة الراجمات، تبكي لأنها لم تطفئ الجمرة الخبيثة، تبكي لأن ابتسامتها لم تمنع نشأة الطغاة، تبكي لأن السياب لم يعش حتى يري الأحباب يقذفون المحار والردى، تبكي لأن الشناشيل مردومة في نينوى، حيث إن ماركس لم يعلمها قراءة الكف. السيدة التي تشبه جلجامش في النهار، وتشبه عشتار في الليل، ماذا تفعل الآن بالتفكيك، وقد رأته يسري في المحافظات الثمانية عشرة؟ نَسْجُ القمصان أثناء مرور الجنازات تمر الجنازات أمام عينيها : جنازة الحب وجنازة الكره، جنازة الحب عامرة بالنعوش البيضاء وسعفات النخيل والحوامل وأطفال الكنائس الذين يخفون المعاصم خشية احتقان الطوائف. جنازة الكره عامرة بالمرابين وأشجار الزنزلخت والبيارق السوداء والعموديين والصاغة والحاصلين علي جوائز التفوق. فتنخرط امرأة في نسج قمصان العرس. تمر الهوادج أمام عينيها : هودج للفتاة التي طردت حرافيش العائلات من حفل الخطوبة حتى لا يغيم الطقس، وهودج للسيد ياسين، وهودج للجنة الإفتاء التي صادرت الوليمة، وهودج لاكتئاب المخدر الكلي، وهودج للأنثى التي أرسلوها إلي المورستان، وهودج لأمنية المهندسات بالهودج، وهودج لزاهية. فتنخرط امرأة في نسج قمصان العرس. تمر الأحذية أمام عينيها : حذاء للذهاب إلي سور الأزبكية، وحذاء لالتقاء الأب قبل طيرانه بيومين ، وحذاء للوصول إلي قاعة التصميم، وحذاء لدخول التواليت من أجل التنفس، وحذاء لتعليقه علي الحائط درءاً للمكاره، وحذاء لسندريلا. فتنشر المرأة القمصان علي أمعائها وقد غدت أمعاؤها حبلاً للغسيل: فقميص للعمة: وهي المهمومة بمصير الجيل الصاعد، حين تقدم أوراق الترشيح الرسمية لرئاسة مصر لكي تنهي سيطرة العسكر ثم تعزي المكلومين ، الدرويشة ، تنصح وزراء التخطيط بضبط الطلقات، وتبكي في الليل إذا انفردت بسعاد، أو انحازت لامرأة تأبي السير علي مسطرة، أو داهمها طيف المحبوب. قميص للخال: الرقمي المرهف، والمستغني عن طغيان العائلة ، الخل، الخلو من اللكنة وهو يضم بنات الأسرة بحنان الرشديين، ويطلق صيحته «كونوا غيريين وأغياراً وغيورين»، هو الأصل نقيض الدوبلير، يبث طمأنينته للقلقين ويستبقي الشك بجيب الساعة، ثم يطير إلي البنك ليفحص عاطفة الأحباب بمقياس الوارد والصادر. وقميص للريفية: ملك، الحانية علي ابن أبيها وعلي، شبيهة زاهية إذا ضمتني وشبيهة زاهية إذا باحت لي بالمستتر، المرتبكة في بسط عواطفها المرتبكة، كانت تشرح لي كيف هوت بلطتها في رأس فتي سيصادفني في الصحراء فلا يغفو إلا إن مرت سبابته فوق الشفرة، أعطتني الثوب وإبريق الشاي، دعت لي أن يهدأ سري وينير الله طريقي ، كانت تشرق وهي تخمن أن أخاها عندي في منزلة بين المنزلتين: أصابع قدمي ومفترق الشعر، رمت أقراصاً في الفرن فنضجت أرغفة واحمر الخدان. لقطت الفكرة خلف الجغرافيا : هذي الأخت مضاعفة، أختي الطارئة، وأخت فتي سيصادفني في الصحراء. قميص لمحمد: ساعة ينشق البدن المرهق عني، ساعة أتشكل من ماء الظهر إذا سال من الترقوة إلي عضلات الفخذ، وساعة يقصص لي أمثولة يونس والحوت، وكأكأة الإخوان علي يوسف، ساعة يخلو البيت من الكحة والنحنحة وحضرته، ساعة مات وما مات، لأن المرعوبين من الرقة قصوه من الدفتر والغرفة وعيون البنت، وساعة يتنحي حتى تصعد فلذات فوق السلم، فيما يهب أبوته لصبايا النجارين وصبية باب الشعرية، يقرأ حاميم، وقبل الطيران يمسد شعري ويتمتم «صرت اليافعة»، ويعفو عن قاتله ويعدد نعم الإقصاء، وساعة ظل يجيء مع الحلم ينجيني من هجمات البرص ويترك فوق سريري عنباً وأرانب ونصوصاً للإثنا عشرية وقلائد من صدف البحر وصوراً بالمريلة وشيئاً من سمرته. عاتبة يا بن الجد، وعاتبة يا جد الولدين. لماذا سلمت الركع للمرعوبين من الرقة ونجوت وحيداً؟ وقميص لحبيبي: عمر، الواحد بين الكثرة، صدر الأطفال الأعظم، والمتوحد إن ألهي الأتراب تكاثرهم، يبني في الليل المستوصف والعاصمة وجسر العودة ومطارات وحدائق بابل، ثم يهدمها في الصبح، وحيداً، فهو الوحداني المتربع، حملته البطن بتهديد الأسلحة فأسر القلب بخبث مربعه الخشبي، أليس الفرداني؟ إذا صمت تكلم كون وإذا اعتكف انتشر المبذولون، المتَفَرْدِنُ، نقض الثرثارين، حبيبي، حين يباشر خلوته فهو المتصوف من غير الجبة وهو صغير المعتزلة، أفنيت السنوات لأتعلم كيف يهشم توحيديٌّ توحيديته حتى صرت المتوحدة الواحدة، حبيبي، كشاف الوقت، المترفع، ينكر مهووسون مجال يديه الحيوي، فأصرخ: يا وحدك يا وحدي، بددك الآب وبددك الابن وبددك الروح انهض يا تاج الرأس وخذ ماء العين لأصنع كثرتك بقطع من جسدي، سر في طيبة حتى يتقاسمك البسطاء، وإن هندست قطارك بتوازن روح ملهمةٍ سيره بميدان العتبة، كي يتخاطفك المبتسرون وتسهم في الأحداث، حبيبي، هل شاهدت وحوش الربع الخالي يغتصبون الوالدة بليل، فتكمشت وصرت وحيداً وحدانياً مثلي، كي تدمغ ثيران البطش؟ حبيبي: يا وحدك، يا وحدي، قم، أمك ما عادت مغتصبة. مجذوبون بفضل وخزة الألم كان المشتكي صعباً والمتوحدون سكاكين علي الرقاب. قبالة المحراب صاح مجذوبون: مدد يا رئيسة الديوان، بينما صفرة الموت ترفرف علي عمامة المؤذن، والمجرمون يفرون بعد القتل. [/right] حلمي سالم |
|