السيد سالم عضو شرف
البلد : مصر عدد المساهمات : 361 نقاط : 849 تاريخ التسجيل : 22/10/2011
| موضوع: سيجيئون فرادي 2011-10-28, 11:42 | |
| سيجيء الغندور المتلعثم، ويجيء الجنرال المعطوب، يجئ المتوكل يحمل سبعين قصيدًا، ويجيء رئيس التحرير المتصابي، ويجيء المتأنق، والشحرور ربيب الشحرورة، وعلي الأسطح تتناثر ربطات الأعناق. الغندور المتلعثم: مفترع الرقة، أسطى الإخلاص النادر، صاحب دكان الرومانتيكية عند الناصية، حليميُّ النزعة يخرج من «أهواك» ليدخل في «ظلموه» مع النهنهة وشفط الشدقين، ممثل عَشري السترة في مسرح مدرسة التوفيق، المهتز، المحزون الأبدي، وطفل خطيئة أبويه. الجنرال المعطوب: هو الفاتن والمفتون، المتأني، دوبلير الخال ودوبلير العم ودوبلير الأنموذج، خريج معاهد تقدير الموضع للرجل قبيل الخطو، ومخترع التؤدة في نسج الأنشوطة، خصم الرفقاء المضمر، كاهن قداس الأحد، منسق نظريات الخفية، لبلاب الشعر، المحترم، المأساوي اللابد، ثاني اثنين إذا انكمشا أو فردا في غار الدس، الحاكم والمتحكم والمحكوم، حكيم المقهى في شرق العاصمة، يسير كفاروق، يتفقد سرب المفتونات بساقيه، ويتهيأ للإغفاء. المتوكل يحمل سبعين قصيدًا : رجل الساعة، حابك طاقيته بلطافة رواد الكوميديا ووسامة شهداء الفكرة، حامل أختام الشرع، المستوثق أن كتابة شعر نثري أسهل من مخطة أنف، ولذا يمكن أن يكتب سبعين قصيدًا في الليلة، إذ يتمخط سبعين مخاطًا، وحقيبته ملأى بالأنواع الأدبية، هذا شعر تقليدي، ذا شعر تفعيلي، ومقالات في مسرح شوقي ، جنب الأمشاط، الفلايات، وجنب عذاب القبر. رئيس التحرير المتصابي: سيد أهل الجنة، محتكر قضايا الفلاح بأسيوط، المتوزع بين الضباط الأحرار وهنري كورييل، الزلق، المتملق، تبَّاع الجمهورية، ضارب دف الرقصة بالمنزل، والمتحوط بالثرثارات يشنفن الآذان بلحن مديح الظل العالي، المتخذ السمت، الداعي اليومي إلي الأوبرا، مندوب يساريين لمأمورية وضع التاريخ الطافح بالدم علي مائدة الوزراء (خصوصًا إن كانوا تشكيليين)، المتلمظ، والخائف من ميل الشعراء إلي الشعراء، المتألق في المحفل بوسام كفاح الطبقات العاملة وسلسلة قطار الواحات، الماسك بمهارة بلياتشو الشعرة بين الشعب وبين السلطة : إن أرخي شد ، وإن شدت أرخي، المستخدم منبره في همزات الوصل، نقيض التحرير وإن كان رئيسه. المتأنّق: ذو الطلة والمنديل المتعطر والأحذية اللميع وفازلين الشعر. الشحرور ربيب الشحرورة : ذاك هو الشحرور ربيب الشحرورة. كانت ربطات الأعناق تطير علي الأسطح، في الربطة رقبة صاحبها المجزوزة عن جثمان السيد، يقطر منها الشحم الأسود والدم المتجلط وبقايا العفن المثناثر عن جثث ضمخها روث النفس. الأصابـع كنتُ حائرًا في الوسيلة: هل أستخدم أصابعي، أم الحاسب الآلي؟ قال صاحبي: المحنة الحياة لا الموت، ثم فحص ثلاثة أرباع القرن التي يحملها علي زنديه، وابتسم كمن يشك في حكمته، فكففت عن عد أمواتي، خشية أن أخطئ في العدد. كانت سقارة مترامية، وأبو الهول يسخر من كلية الإحصاء. حلمي سالم عيد ميلاد سيدة النبع |
|