لا بُدَّ أنْ يَثُورْ ............ شَعْبُكَ الغَيُورْ
أيُّهَا الأمِيْرُ فِي اِنْتِفَاضَةٍ تُكَسِّرُ الضُّلُوعْ
هَيْهَاتَ أنْ تُوَاجِهَ الحُشُوْدَ بِالظُّهُورْ
تُمَارِسُ الإعْدَامَ فِي الصَّبَاحِ وَالمَسَاءْ
وَتُخْضِعُ النِّسَاءَ لِلسِّيَاطِ فِي السُّجُونْ
يَشْتَكِيْ الجُنُونُ هَوْلَ مَا يُشَاعُ مِنْ بَشَاعَةِ الجُنُودْ
لَيْتَكَ... اِسْتَمَعْتَ لِلنِّدَاءِ فِي عَشَائِكَ الأخِيرْ
...
لا بُدَّ أنْ يَثُورْ ............ شَعْبُكَ الغَيُورْ
أيُّهَا الأمِيْرُ قَبْلَ أنْ تُصَابَ بِالخُمُولْ
تُحَرِّكُ الحُشُوْدُ ثَرْوَةَ البِلَادِ مِنْ شَبَابِهَا الكَئِيبْ
تُنَافِسُ الإجْرَامَ مِنْ تَسَلُّطٍ بَغِيضْ
وَتَقْتَفِي النُّجُوْمَ فِي اِرْتِقَائِهَا البَعِيدْ
شَوَارِعُ البِلَادِ تُنْهِضُ التَّعِيسْ
مِنْ قَبْرِهِ المَدْفُوْنِ فِيْهِ وَجْهُهُ البَئِيسْ
تَسِيْرُ أَيْنَمَا تَسِيرْ، جَمَاْعَةُ الأمِيرْ
تُحَطِّمُ الوُجُوْهَ فِي شَوَاْرِعِ البِلَادِ قَبْلَ زَفْرَةِ الأنِينْ
...
الأمِيْرُ
مِنْ قَصْرِهِ العُلْوِيِّ، يُشْرِفُ الأمِيْرُ
يُرَاْقِبُ الطُّيُوْرَ كَيْفَمَا تَطِيْرُ
يُهَنْدِسُ الأمُوْرَ فِي اِسْتِفَاْقَةِ النُّجُوْمِ
يُحَرِّكُ المِصْبَاْحَ سَاْعَةَ الرُّقُوْدِ
عَلَامَةً عَلَى اِجْتِمَاْعِ شَمْلِهِ العَزِيْزِ
تُجَهَّزُ الكُؤُوْسُ وُفِقَ رَغْبَةِ الأمِيْرِ
وَيَبْدَأُ اِحْتِفَاْلَهُ الليْلِيَّ فِي العَرِيْنِ
...
لَيْلَةٌ مِنْ لَيَاْلِيْهِ تَبْدُوْ رَاْئِعَةْ
فِيْهَا الأيَاْدِيْ تَنْحَنِيْ طَاْئِعَةْ
ضُيُوْفُهُ الكِرَاْمُ قَدَّمُوا المُبَاْيَعَةْ
عَلَىْ يَدَيْهِ تُصْنَعُ الوَاْقِعَةْ
صَدِيْقُهُ الوَفِيُّ يَنْصَحُ السَّاْمِرَةْ
كَلَامُكُمْ يُمَهِّدُ اِنْتِشَاْرَ شَاْئِعَةْ
طَرِيْقَةً مِن النَّعِيْمِ تَجْلِبُ الصَّاْعِقَةْ
...
لَا تُثِرْ غَضَبِي... أيُّهَا الشَّعْبُ الحَقُودْ
فَكَمْ أعْطَيْتُ مِنْ وَقْتِيْ، وَمِنْ جُهْدِيْ عُقُودْ
وَأدَرْتُ دَوْلَتَكَ... اللعِيْنَةَ بِالعَمُودْ
وَأنَرْتُ شَاْرِعَكَ المُمَزَّقَ بِالنُّقُودْ
لَا تُثِرْ غَضَبِي إنَّنِيْ مَلِكٌ جَسُورْ
أُمَرِّغُ وَجْهَكَ المَسْحُوْقَ فِيْ التِّبْرِ
المُكَدَّسِ فِيْ صَنَاْدِيْقِ القُصُورْ
أُجَسِّدُ فِيْ وُجُوْهِ النَّاْسِ أشْكَاْلاً
مِن الحِرْمَاْنِ تَأْبَىْ أنْ تَزُولْ
...
مَاْشٍ إلَىْ الجُمْهُوْرِ يَرْقُصُ رَقْصَةَ الثُّعْبَاْنِ فِيْ المَاْءِ المُقَدَّسِ
حِيْنَمَاْ تَلْتَفُّ فِيْ أُفُقِ السَّمَاْءِ سَحَاْئِبُ الشَّكْوَىْ مِن الزَّمَنِ المُهَنْدَسِ
خَلْفَ أَطْنَاْنٍ مِن الوَجَعِ المُمَدَّدِ فِيْ دَهَاْلِيْزِ القُلُوبْ
فَيَقُوْلُ ضِمْنَ خِطَاْبِهِ الشِّتْوِيِّ نَصًّا مِنْ كِتَاْبِ اللهِ يَعْلُوْهُ الهُدُوءْ
سَجْدَةٌ فِيْ آخِرِ التَّنْزِيْلِ تُؤْتِيْ رَغْبَةَ الرَّجُلِ العَجُوزْ
سَجْدَةُ الشُّكْرِ اِمْتِحَاْنٌ لِلقُلُوْب، تَبْعَثُ التَّطْهِيْرَ عِنْدِيْ
فِيْ اِشْتِعَاْلِ الضَّوْءِ سِرًّا لِلوُجُودْ
سَجْدَةٌ تَرْمُزُ لِلعُمْرِ المَدِيدْ
فَاسْجُدُوا... يَاْ حَشْدُ.. يَاْ وَفْدُ.. عَنْ آخِرِكُمْ
إنَّ فِيْ السَّجْدَةِ مِيْنَاْءُ القُبُولْ
...
أُعْلِنَ اليَوْمَ بَهَاْءٌ وَاِنْتِصَاْرٌ لِلمُقَدَّسْ
خَرَجَ الحَاْجِبُ يَشْدُوْ: لَيْسَ فِيْ الدُّنْيِاْ زَعِيْمٌ كَالْمُطَهَّمْ
عَاْنَقَ السَّجْدَةَ حَتَّى... غَاْدَرَ الكَوْنَ المُصَمَّمْ
وَأُنَاْسٌ تَرْتَدِيْ زَيَّ سَمَاْءٍ تَلْتَقِيْ رُوْحَ المُعَمَّمْ
فِيْ فَضَاْءِ القَصْرِ... إِبْرِيْقٌ مِن الشَّاْيِ تَحَطَّمْ
حِكْمَةُ اللهِ تَعَاْلَىْ... تُنْزِلُ الشَّهْدَ المُسَوَّمْ
يُحْقَنُ الحَشْدُ بِتِرْيَاْقٍ، مِنْ كَلَامِ الحَاْجِبِ المَذْهُوْلِ عَنْ أَمْرٍ تَعَمَّمْ
يُوْصَدُ البَاْبُ بِوَجْهِ الحَشْدِ فِيْ لَيْلٍ تَصَرَّمْ
أَذْهَلَ النُّسَاْكَ عَنْ فَجْرٍ تَحَمَّمْ
خَبَرٌ ذَاْعَ... وَفِيْ الأُفْقِ اِنْكِسَاْرٌ لِلمُجَسَّمْ
...
هَاجَتِ الأرْضُ لِمَا حَلَّ بِوَادِي القَصْرِ مِنْ سَفْكِ دِمَاءِ الأمَرَاءِ
فَاسْتَغَلَّ الوَضْعَ أشْخَاصٌ، مِنْ ذَوُي التِّيْجَانِ تَدْعُو لِلبَقَاءِ
أَعْمَلُوا التَّفْكِيْرَ فِيْ صَمْتٍ، يُرَاعِي رَغْبَةَ الشَّعْبِ الدُّعَاءِ
حَرَّكُوا الأمْوَاجَ فِيْ سَاحَتِهِمْ، يَوْمَ أنْ هَبَّ نَسِيْمُ الضُّعَفَاءِ
سَيْطَرَ الجُنْدُ عَلَىْ ثُكْنَتِهِمْ، بَعْدَ قَتْلِ الشَّرِّ فِيْ شَكْلِ لِوَاءِ
غَرَّدَ الشَّعْبُ نَشِيْدَ العِتْقِ فِيْهِمْ، فِيْ اِنْقِلَابِ الأمْرِ حُبًّا وَوَلَاءْ
أَكْمَلَ البَاقُوْنَ تَرْدِيْدَ شِعَارٍ، يَحْتَوِي كُلَّ عِبَارَاتِ وَفَاءْ
قَصْرُنَا الفَخْمُ تَلَاشَى، مُنْذُ جَاءَ الأمْرُ فِيْ لَحْنِ غِنَاءْ
أَصْبَحَ التَّارِيْخُ سِرًّا لَا يُذَاع، حَيْثُمَا حَلَّ رَجِيْعٌ بِنِدَاءْ
أَمْسَكَ الشَّعْبُ بِسُلْطَانِ بِلَادٍ، طَالَمَا رَفْرَفَ طَيْرٌ بِسَمَاءْ
سَجَدُوا السَّجْدَةَ فِيْ لَحْظَةِ عِزٍّ، تَرْتَوِي نَبْعَ ضِيَاءٍ وَإِبَاءْ
غَمَرَ الحَشْدَ ضِيَاءٌ وَإِبَاءٌ مِنْ بُكَاءٍ يَتَوَالَى رَعْشَةً فِيْ قَلْبِ نَاءْ
...
عَادَ لِلقَصْرِ جَوَاسِيْسُ أَمِيْرٍ فِيْ الظَّلَامْ
يُنْجِبُ الجَاسُوْسُ أَنْبَاءَ عِرَاكٍ كَالغَمَامْ
يُقْتَلُ الوَقْتُ بِأُسْلُوْبِ اِنْتِشَارٍ مِنْ هُمَامْ
قَدَّمَ التَّقْرِيْرَ صُبْحَاً وَمَسَاءً لَا اِنْتِظَامْ
أَطْلَعَ المَسْجُوْنَ فِيْ غُرْفَتِهِ عَمَّا يُرَامْ
قَلَّدَ الطَّيْرَ بُكَاءً وَنَحِيْبَاً فِيْ الزُّحَامْ
يَكْذِبُ الكِذْبَةَ، يَدْنُو مِنْ صَدِيْقٍ لِلإِمَامْ
أَخْبَرَ الحَشْدَ بِأُسْلُوْبٍ تَأَنَّى فِيْ الكَلَامْ
إِنَّ فِيْ القَصْرِ جُنُوْدَاً تَخْتَفِي بَيْنَ نِيَامْ
شُعْلَةُ النَّصْرِ تَلَاشَتْ خِلْسَةً خَلْفَ رُكَامْ
سُحُبُ الصَّيْفِ تَبَدَّتْ حِيْنَمَا غَنَّى اِنْتِقَامْ
كَادَتِ الثَّوْرَةُ تَفْشَل رُغْمَ أَعْمَالِ العِظَامْ
حَيْثُمَا حَلَّ اِجْتِمَاعٌ مِنْ جَوَاسِيْسِ نِظَامْ
نَشَرُوا الفِتْنَةَ صَقْرَاً فِيْ سَمَاءٍ مِنْ هِيَامْ
غَادَرُوا أَرْضَ بِلَادٍ، بَعْدَ أنْ حَلَّ اِنْقِسَامْ
...
وَحِيْدَاً فِيْ فَضَاءِ القَصْرِ يَبْكِيْ
بَعْدَ أنْ حَلَّتْ تَبَاشِيْرُ الهَزِيْمَةْ
يَضْرِبُ الكَفَّيْنِ بِبَابِ العَرْشِ
حِيْنَاً، حِيْنَمَا تُرْمَى الغَنِيْمَةْ
لَيْسَ فِيْ الكَوْنِ جُنُوْدٌ
تَرْتَضِي قَتْلَ اليَتِيْمَةْ
أَقْبَلَ الجُنْدُ يُصَلُّوْنَ
صَلَاةَ الخَوْفِ مِنْ
هَوْلِ صِرَاعٍ رَاهَنَ
التَّارِيْخُ يَوْمَاً أنْ سَيُنْـ
ـهِي ذِكْرَ أَفَّاقِ المَدِيْنَةْ
حَزَمَ الحَاكِمُ أَمْرَه أنْ
سَيَغْدُو لُقْمَةً فِيْ بَطْنِ
دَرْسٍ صَاغَهُ طِفْلُ القَبِيْلَةْ
مَاْ عَادَتِ الأشْعَارِ تُعْطِي
فِعْلَهَا السَّاحِرَ فِيْ قَلْبِ اليَتِيْمَةْ
...
أَنْهَكَ الجُوْعُ دِمَاءَ الشَّعْبِ مِنْ
سُوْءِ أَمِيْرٍ أَنْجَزَ الليْلَ فُرُوْضَاً لِلقَبِيْلَةْ
زَمْجَرَ الشَّعْبُ تَوَاشِيْحَ بَنَانٍ
غَرَسَ الرُّمْحَ ظَلَاماً فِيْ قُلُوْبٍ مُسْتَكِيْنَةْ
قَصْرُكَ الفَارِهُ يَغْدُو مَرْتَعاً
حِيْنَ حَلَّ الليْلُ إِنْسَاناً ظَلَّ يَشْكُو لِلحَبِيْبَةْ
وَجَعَ القَلْبِ تَمَادَى وَاِسْتَكَانْ
فِيْ ذُرَى الآفَاقِ مِنْ قَبْلِ مَنَامْ
حِيْنَمَا حَرَّكَ فِكْرٌ أَوْ مَسَامْ
إِصْبَعَ التَّارِيْخِ فِيْ وَجْهِ الأمُوْرِ المُسْتَحِيْلَةْ
يَا حَبِيْبَة، وَجَعُ القَلْبِ رَمَادْ
حَيْثُمَا حَلَّ اِنْكِسَارٌ لِلعِمَادْ
تَنْطَوِي صَفْحَةُ دَرْسٍ لِلأنَامْ
بَعْدَ إِذْلَالِ أَمِيْرٍ فِيْ الظَّلَامْ
..
.
م.ح