وَلَقدْ ذَكــــــــرْتُكَ وَالطِّيــــُورُ تُغـــرِّدُ
لِلشَّــمسِ يومَ العِيـــدِ جَـــــــذْلَى تُنْشِــدُ

وَتُراقـــــصُ النُّـــورً الوليـد كَــــــأنَّها
غَـــــابتْ سنينـــــاً باللقَـــاءِ تَسْعــدُ

تَتَبَــــادلُ اللمَسَـــات فِيمَـــــا بيْنَـــها
فرحاً تُزغْــــــــردُ والعهـــودُ تُجـدِّدُ

والفجْــرُ يَهْمِـسُ لِلرِيَـــــــاضِ قصائدً
وجداً وَأنْفَــــــاس الجِنَان المَقْصَــدُ

يَتَــرَاقَصٌ النَّـــدى الطَّــــروب تَلألُأ ً
وَعَلــى شِفَــاهِ وُرُودِهـــــــــا يَتَــــوَدَدُ

والنُّـــورُ فيِ الأفُـقِ البَعِيدِ وَقدْ صَحَا
لِلعِيـــــــدِ سِحْــــرَاً دَافِئــــــاً يَتَـزوَّدُ

وَالنَّـــاسُ تَنْســــى يومَ ذا أحْقادَهـــا
يُمْسِـــــي تَقِيــــــــاً منْ فُـؤادهُ أسْوَدُ

وتعَـــانَقُــــوا حُبَّاً وَشَوْقَـاً خَالِصَـــا
تَتَنَاثَـــرُالْبَسَمَاتُ صِـدقــــاً تَشْهَــــدُ

يَـَتَعَــاتَبُ الأصْحَــابُ فيِ ودٍ عَـلى
يومَ الفـُــــــراق ِوَلِلوِصَـــالِ تُعيِّــدُ

تَتَصَــافَحُ الأيـــدي كمَــا لو أنَّهــــا
شَـــاقتْ كَثِيــــــراً والحَنَـــان ُ تفْقِدُ

أمَّا أنا ،فالحُزْنُ صَاحَبَ مُهْجَتـــــي
اعتَــادَ أنْ يَخْلــــــــوُ بِهـا وَ يُعذِّبُ

اعَتَـــادَ أنْ يَلهُو بِها فيِ وحْدتِــــي
عِنْــدَ الشَّرُوقِ وفيِ الغرُوبِ يُشَدِّدُ

وَيَـــلوكُ رُوحِــي بيْــــــنَ فكِّيهِ لــذَّةً
وَأفـــــورُ لَكـن جَيْشُـــــــهُ يَتَجـــــلَّدُ

وَاربْـــتُ بَابِــــي عنْــهُ أنْــوي ثورةً
فاشْتَـــاطَ يَرْغِــــي غَاضِبَــــاً ويُهَدِدُ


وَيَلومنِـــي كــــــلُّ الَّذيِـــنَ أُحِبُهـــــمْ
كـــــلٌّ إلــى درْبِ الصَّـــلاحِ يُرْشِدُ

رأوا شــــروُدِي بيْنَهـــــُمْ وَتَنهُّــــــدي
خَــــافُوا علـــــــيَّ قَــــــاتِلَاً يَتَرصَّــدُ

فأقُــــولُ إنْ كَــانَ الهَنــــــاءُ حظَّكــمْ
حظِّــــي أنَـــا ليْـــــلٌ طَوِيــــلٌ سَاهِدُ

وَالدمْــعُ أصْبَـــحَ كُحْــلَ عيْنِــي والدَّوا
لِحَــــرائِقٍ فِـــــي مُهْجَتــــي تَتَوقَّـــــــدُ

يَـــا منْ شحُوبِـــي وانهِزامِـــي قد رأى
أقصــــرْ فَجُرْحِـــــــي لـــمْ يزلْ يَتَمـــدَّدُ

أقْصِـرْ فَأوجَاعِــي كمَــا مَـــوجٍ عَـــلا
فِــي كُـــــلِّ حيــــنٍ ترْتَقِـــــي تَتَــجَدَّدُ

ووددْتُ أنْ يَنْســــى فُــؤادِي ذِكرَهُــمْ
يومـــاً عــــلى أحْزانـــــــه يَتَمـــرَّدُ

لو كَـــانَ لِلنسْيَــــــانِ بيْتــــــــاً آوِيــــا
لَقصــدْتُ بَــــابَهُ فِي يَديــــهِ أسْـــــجُدُ

مَا كُـــنْتُ أمْــلُكُ أنْ أجافِي ذِكرهُـــــم
أو يَنْتَهِــــي عنِّـــــي الأسَى ويُبَـــاعِدُ

فالحُزْنُ أصْبَــح سِيمَتِي وَمَـــــلامِـــحي
وجُــــذُورَ زَرْعِي فِي حُقُـــولِي يُفْسِـــــدُ

فَدَعُوه يَحْيَــــا فِي حَيَاتِــــــــي كأنَّما
أضْحَــــى قَوِيَــاً يَنْتَشِــــــــي وَيُعَرْبِــــدُ

ودعُــــــــوا فُـــــــؤادي يَسْتَـرِيح فَإِنَّـني
تَعِـــــبٌ وَذِكْــــــــرَاهُمْ مَعِــي أتَوسَّـدُ

ما أعذب كلماتك يا بيسان
اشتقنا إليك أختي
بارك الله في عمرك ونبضك الجميل