إلى جميع معارفي وأصدقائي
"مَلَلتُ و مَلَلتَ"
عجبًا لهذه الدُّنيا الفانية
بكواكبِها وقَمرِها وشَمسِها الصافية
عجبا لهذه الأرضِ الكروية
بِبحارِها وأنهارِها وجِبالها الأزلِيَّة
عجبا لهّذه المخلوقاتِ المتنوعة
المائيّةِ منها والماشية والزّاحفةِ وبطُيورها المتفرِّعة
العجبُ كلّ العجبِ للإنسانِ الذي خُلقَ من تراب
ومنه الأبيضُ والأسودُ والأحمرُ وكلُّهُم عُجاب
سبحانَ من خَلقها وأنشَأها
"في أحسنِ صورةٍ ما شاء صوَّرها"
الحمدُ لله الذي أنْبتَها وأطعَمَها
من رِزقهِ وبِمائِهِ أمْطَرَها
واللهُ أكبرُ إن شاء ابتَلاها وعذَّبَها
على نُكرانِها وعِصيانها, وحينا اخْتَبَرها
لا اله إلاّ الله , كَلِمةُ واللّهِ ما أعظَمَها
على اللِّسانِ ما أَخَفَّها, وفي الميزانِ ما أثقَلَها
رِسالَتي لكَ.. يا مَن قُلتَ قدْ مَلَلْتَ
وبهذِهِ الدُّنيا .. واللهِ قد سَئِمتَ
وبسوءِ حظِّكَ .. قد برَّرتَ
أنَّ موتَكَ أفضَلُ من حياتكَ .. وكثيرا ما هَمَمْتَ
رسالتي لكَ .. يا من قلتَ مَلَلْتَ
منَ الضجرِ .. كثيرا نِلتَ
بالضيقِ .. أَقولُ قد تَعَوَّدتَ
بِراحةِ البالِ .. يوما ما هَنِئْتَ
رسالتي لك .. يا من قُلتَ قد مَلَلْتَ
أيامُكَ مُتشابِهةٌ .. هكَذا وصفتَ
مِنَ البيتِ إلى المَقهى .. دونَهُ ما فَعَلتَ
على السَّهرِ والتِّلفازِ .. بهمَا أَنِستَ
رسالتي لك .. يا من قلتَ قد ملَلْتَ
عجِبتُ منك .. قدْ أكلتَ وشَربتَ ونِمتَ
طامِعٌ والله .. مهما أُكرِمتَ
ما عليهِ غيركَ .. نعم حَسَدتَ
رسالتي لك .. يا من قلتَ قد مللتَ
أتْمَمْتَ دِراسَتكَ .. إن كنتَ وُفِّقْتَ
على الشّهادةِ .. طَبعا حصلتَ
للأسفِ .. ما اشتَغَلتَ ووُظِّفتَ
رسالتي لك .. يا من قلتَ قد ملَلْتَ
خطأكَ أنتَ .. أنَّه ما سبّبتَ
على العملِ .. ما بَحَثتَ
إن كانت طبيعةُ الشُّغلِ .. غيرَ ما حلِمتَ
رسالتي لك .. يا من قُلتَ قد مللتَ
معذُورٌ أنتَ .. إن كَبُرتَ وما تزَوّجتَ
المنزِلَ .. ما بنَيتَ
شِراءَ السّيارةِ .. ما استَطَعتَ
ركِّز معي .. يا من خيَّبت ظنِّي وقلتَ ملَلتَ
قدْ عرَفتُ أصلَ الدَّاءِ .. وفي هذا حِرتَ
بالبحثِ وجدتُ الدَّاءَ .. بهِ إن شاء اللهُ تداويتَ
تَناوَلهُ .. متى شِئتَ
لا تَقطَعهُ .. إن أحبَبتَ
حقّا أن تُشفى .. هذا ما رجَوتَ
قاطَعتَني في كلامي .. وقُلتَ
أُريدُ مَعرفةَ .. الدَّاءِ إن أرَدتَ
لأنكَ خليلي .. على مَصلَحتي بحثتَ
صَهٍ يا صديقي .. فما مَرَرْتُ به مرَرتَ
ضُقتُ ذُعرا .. كما فَسَّرتَ
ليسَ فقط .. أنا وأنتَ
الكثيرُ مِنهم .. كما لاحظتَ
في الشوارعِ والحاناتِ .. مثلما شاهَدتَ
عِدني وبَرهِن لي .. إن قلتُ وفَّيتَ
بوَعدِكَ .. وتداوَيتَ
نعم .. سأركِّزُ على ما قُلتَ
إن شاءَ الله .. فعلتُ كما فعلتَ
لا تقل غدا أو بعد غدٍ .. فقد أخطأت
التقدير .. وما لاحظت
من يعلمُ .. إن كنتَ قد عشتَ أو مُتَّ
أصلُ دائكَ .. هو ربّكَ ما عبَدتَ
إن كنت .. قد آمنتَ
وحمدتهُ .. وشكَرتَ
لكنُّ الصلاةَ .. تركتَ
القرآنَ .. هجَرتَ
أمّكَ .. عصَيتَ
أباكَ .. نهَرتَ
الأمانةَ .. خُنتَ
في النّاس .. نمَمتَ
والوعدَ .. ما وفَّيتَ
إن تأمَّلتُ الآيةَ .. وتأمّلتَ
"فمن أعرضَ عن ذِكري فإنَّ لهُ معيشةً ضنكا" لاستَنتجتَ
أنكَ عصيتَ اللهَ .. وابتعدتَ
عما خُلقتُ لأجلهِ .. وخُلقتَ
"وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلا ليعبدون" , كما قرأتُ وقرأتَ
في كتابه العزيز .. هذا إن فعلتَ
فالله جلَّ جلالهُ يقول .. إن أنتَ أنصتَّ
"ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم , ألئك هم الفاسقون" بعدما قرأتُ وسمعتَ
الحمد لله .. أنّكَ ندِمتَ
على أفعالكَ .. وبكيتَ
العفوَ من الله .. رجَوتَ
عظم الذنبِ .. قد لمستَ
على التوبةِ .. أقبلتَ و فرحتَ
إليكَ دوائي .. يا من تبتَ
شرطَ أن تعتادَ عليهِ .. ما تعوّدتَ
سهلٌ تناوُلهُ .. إن سئمتَ
شربَ الأدويةِ .. وما شُفيتَ
سِلاحهُ الوضوءُ .. إن أصبحتَ و أمسيتَ
التّركيز على الصّلاةِ .. مهما فُتِنْتَ
مع الجماعةِ .. مُذنِبٌ أنتَ إن قصَّرتَ
وقراءةَ القرآن .. ما استطعتَ
ببِضع دقائقَ .. من يومكَ أنتَ
وإن شاء الله .. وفتحَ عليكَ أنتَ
من فضلهِ ورِزقِهِ .. ممّا أوتيتَ
فالفقير أعطيتَ .. مما وفرتَ
لنفسك وزَوجكَ .. وبنيكَ أنتَ
أمّكَ ثمّ أمّك ثمّ أمّك .. أطَعتَ
ورأسها .. دائما قبّلْتَ
في صلاتكَ .. دَعوتَ
بالرحمةِ والمغفِرةِ لها .. ما شئتَ
بعدما حملتك في بطنها .. بوريدِها أكلتَ
حين بكَيتَ .. عند ظهوركَ و صرختَ
ضحكَت وشَكَرتِ اللهَ .. رغمَ ألمِها بسبَبكَ أنتَ
حتى وإن فعلنا .. وفعلتُ وفَعلتَ
والله ما وفَّيتَها .. حقّها مهما اجتهدتَ
وأباكَ رجوتَ .. دائما وكرَّرتَ
أن يَرْضى عليك .. مهما أعطيتَهُ وصرفتَ
فلا تنسى ما قاله المصطفى صلّى الله عليه وسلّم .. لي ولكَ أنتَ
"أنتَ ومالُكَ لأبيكَ" مهما تعاليتَ
هما جنَّتكَ .. ونعمَ ما قلتَ
إن أحسنتَ .. بأنهارها شرِبتَ
وإن أسأتَ .. حتمًا عُذِّبتَ
فلا تنظُرْ إلى .. من فوقَكَ أنتَ
في الرّتبةِ والمالِ .. مهما حاوَلتَ
أُنظُر إلى من دونكَ .. بفضلها ارتَحتَ
من كثرةِ التَّمنِّي .. وقد أيقنتَ
أنّا فُرِّقنا في الأرزاقِ .. فتأَكَّدتَ
أخذتُ هذا الكلامَ من أحدهم .. ولك أنتَ
أن تأخُذَه أيضًا .. بعدما اعتبَرْتَ
أرأيتَ الّذي حوى الدُّنيا .. ما رأيتَ
من مالِهِ وقصورهِ ومُلكِهِ .. إن لاحظتَ
نقولُ بعدَ موتهِ .. مِسكينٌ أنتَ
خُذِ القناعةَ .. وارْضي بما أُتيتَ
فصحَّةُ البدَنِ .. أفضَلُ عِندي وعِندَكَ أنتَ
ختامي سيكون .. كلاما لك أنتَ
أيّها القارئُ .. بما أعجبتَ
هذا ليس إبداعا .. كما رأيتَ
إن هيَّ إلاّ عِبرٌ .. وقَد أيقنتَ
موجودةٌ .. في القرآن والسُّنةِ إن بَحَثتَ
والأهمُّ أني وجدتُ .. أصلَ الدَّاءِ عندي وعِندَكَ أنتَ
دواؤُه سهلٌ وحُلوٌ .. خُذْهُ لَكَ إن مرضتَ
إن شاء اللّهُ .. شُفيتَ وجُزيتَ
والدُّعاءَ أرجوهُ منكَ .. إن أتْمَمتَ ما قرأتَ
أن يغفِرَ لوالدينا .. وللمُسلمين على ما أذنَبتُ وأذنَبتَ
فَكُلّي ثقةُ .. فيكَ وَحدكَ أنتَ
تم بعون الله وحفظه, في يومه: الأربعاء 26 صفر 1434هـ
الموافق لـ 9 يناير 2013
بقلم : الضعيف علاء الدّين ابن الحسن الطماوي