الجزء الأول
حدّثنا اللص الظریف ذو الدم الخفیف حجاج بن عجاج فقال
:
ففاجأني صوت یھز الأركان، .كنتُ جالساً ذات یوم في الساحة، أنتظر دقات الساعة
لا یمت بصلة لإنسان.. وإذا بجماعة من الشباب، قد دخلوا فوراً من الباب.. وصال
بصرھم في الساحة وجال، ما استبشرت بمنظرھم بأي حال
ثم اتجھوا إلى ناحیتي، وأمسكوا بناصیتي.. وقالوا: أین حجاج یا ولد؟! ھل ھربَ من
البلد؟
قلت في ذعر، كأني بینھم فأر: من تعنون؟ وماذا تقصدون ؟ أنا لا أفقھ شیئاً مما
تقولون.. فتطایر من أعینھم الشرار، حتى لفحت وجھي النار! وإذا بأضخمھم جثة،
یتقدم في خفة. ثم شمر عن ساعدیھ، فإذا بخنجر بین یدیھ
فقلت في رعب، قلما یغادر القلب: ما ھذا الكلام؟ أنا لا أعرف الغلام.. وقلت على
نفسي السلام
*******
وفجأة.. جاءت النجدة؛ شاب یھرول بخطوات مجدَّة. فقلت في اھتیاج: ھا قد جاء
حجاج.. وصفّقت في ابتھاج.. فذھب الشباب مسرعین ، صوب المسكین. فاصفرَّ
الشاب وازرقّ، وأصبح من القصبة أرقّ؛ من مرآھم سيء الطلعة، كثیران ھربوا من
المرعى.. وأصبح كالعلیل، فظنوا شحوبھ ھو الدلیل.. فأوفوه ضرباً، وأوسعوه ركلاً،
وبقبضاتھم لكماً، وبالأیدي لطماً
وركضوا بعدما التفتوا إلي، تاركین الشاب بین یديّ
وبعد رحیلھم بدقائق، جلست آكل نقانق.. وفي ذروة فرحي، بانقشاع ترحي.. صحت
في الفراغ: أنا حجاج سارق المصاغ، وناھب الأصباغ. لقد صدق أولئك المغفلین،
أنني صبي مسكین. وقلبھم الغبي مشكور، إذ ظنني مذعور.. لقد ذھب الثأر، الذي
كنت خائفاً منھ كفأر.. ذھب الانتقام، وما انفكیت عن الابتسام
*******
وبینما أنا في قمة احتفالي، غیر عالماً بحالي، إذا بالثیران الخمسة قد عادوا، لقد لعبوا
دورھم وأجادوا.. واتسعت عیناي في ھلع، وتوقف قلبي من الفزع. بینما ھم یلتفون
حولي كالسوار حول المعصم، وقد صرت أنا من الذعر أبكم
رحمة الله عليّ، لقد كنت إنساناً سويّ

شكرا لك على هذه القراءة الطيبة
مزيدا من العطاء
مودتي[u]