غالية الذرعاني مشرف منتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 268 نقاط : 511 تاريخ التسجيل : 29/04/2010 المهنة : معلمة
| موضوع: قصة قصيرة 2011-09-01, 23:46 | |
| اليوم الموعود
- أين أسامة ؟ قذف بالسؤال دون أن يعير الدهشة المصلوبة على وجه زوجته ، ولا لتعليقها المنقوع في السخرية حول طرقاته العنيفة على الباب أدنى اهتمام . شرع يبحث بعينين قلقتين في أرجاء البيت ، السؤال ما زال يتردد على لسانه ، وكأنه ينبعث من اسطوانة أصابها عطب ما . - أين أسامة ؟ أغاضها تجاهله ، شبكت ذراعيها فوق صدرها ، أدارت وجهها لناحية أخرى ، تردُّ التجاهل بمثله ، غير أنَّها قرأت على ملامح وجهه ما أثار بركاناً من القلق هبَّ فجأة ، وطغى على مشاعل الغضب الواهية في قلبها. نظرت مباشرة إلى عينيه ، اجبره لهيب الخوف والقلق المتدفق على كتم سؤاله المبحوح ، صعَّر قلبه لمطر الحمم الهاطل من سؤالها المتسرِّب بين أسنانها المكزوزة : - ماذا حدث لولدي ؟ حام في المكان كأسد محاصر ، حاول الفكاك من دوائر اللهيب التي تقذفه بها بالهروب من عينيها ، لم يتمكن من المقاومة أكثر من دقيقة ، فانهار على الأريكة واضعاً رأسه بين كفيه. - هذا الولد سيكون سبباً في موتي ؟ لابد أنه وسط المظاهرة الآن . - مظاهرة؟؟؟ أخرج هاتفه الخليوي ، طلب رقماً ، وأصغى لحظة لامرأة لا مبالية ترد بأن هذا الرقم خارج نطاق التغطية ، أعاد الطلب ، وهو يلعن الشبكة . كان يراقب غيوم القلق والخوف وهي تنقشع شيئاً فشيئاً من ملامح زوجته ، بينما يعد الطنين ويأمل أن يرد ابنه ، أخيراً فعل . - أسامة .... هل تسمعني ؟ - ...... - لم اسمع شيئاً ، هذا الهدير بجانبك يغطي على صو.... الاتصال انقطع فبتر عبارته ، وعاد إلى لعن الشبكة ومحاولة الاتصال . سبقته زوجته ، والتقطت الهاتف من يده ، نظرت إليه بحزم : - دعه وشأنه ! - أنت لا تعرفين ماذا ينتظر ابننا الوحيد . - بل أعرف ! . ما أنجبته إلا لمثل هذا اليوم . - لا شك أنك جننت ! أغمد نصل كلماته ، وصفق الباب خلفه ، أدار محرك السيارة ، وأخذ يجول في الشوارع باحثاً عن مكان المظاهرة . نشطت ذاكرته ، وحركت أشرطة سنوات العذاب التي قضاها في ظلام السجن ،خمسة عشر عاماً من الذل والقهر والمهانة ، ثارت زوابع الحزن ، فانزلقت دموعه حرَّى ، لاحت له المظاهرة من بعيد ، كل المدينة كانت هناك ، ترجل من السيارة ، غاص وسط الجموع الهادرة ، وحفَّز عينيه على الاسراع في البحث . مرت ساعة ، ثم ساعتين ، أقتربت الشمس من المغيب ، علا صوت الرصاص وتخلل الصيحات الغاضبة . كاد أن ييأس من العثور علي أسامة ، فجأة رآه ، كان يحمل علم الإستقلال بيد ، ومكبراً للصوت بيد أخرى ، حث الخطى ، وصارع الجموع حتى وضع يده على كتفه ، تلاقت عيونهما في جدال صامت . - ماذا ؟ هل ستأخذني إلى البيت ؟؟ قالها أسامة في أذن أبيه الذي أمسك بالعلم قائلاً : - بل لأحمل عنك هذا .
عدل سابقا من قبل غالية الذرعاني في 2011-09-09, 11:35 عدل 1 مرات |
|
غالية الذرعاني مشرف منتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 268 نقاط : 511 تاريخ التسجيل : 29/04/2010 المهنة : معلمة
| موضوع: رد: قصة قصيرة 2011-09-02, 21:43 | |
| مشكورة نجاة على المرور والمتابعة محبتي |
|
عبد السلام كنعان عضو شرف
البلد : سوريا عدد المساهمات : 238 نقاط : 274 تاريخ التسجيل : 21/08/2011 المهنة : معلم
| موضوع: رد: قصة قصيرة 2011-09-08, 15:49 | |
| شكراً لكِ غالية على هذه القصة التي تبدو لي مكثّفة اللغة متماسكة البنيان عذبة الكلمات و الحوار بين شخصياتها ساخن محبتي عبد السلام كنعان - سوريا |
|
غالية الذرعاني مشرف منتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 268 نقاط : 511 تاريخ التسجيل : 29/04/2010 المهنة : معلمة
| موضوع: رد: قصة قصيرة 2011-09-09, 11:37 | |
| أشكر لك مرورك الراقي أستاذ عبد السلام ولك الود |
|