بعد أن ازداد المسلمون وقويت شوكتهم فى مكة أراد عكرمة أن يترك تلك البلاد التى يعبد فيها غير الإله الذى كان يعبده ـ الأصنام ـ فخرج مهاجراً إلى الحبشة وبينما هم فى عرض البحر أراد الله تعالى أن يقذف فى قلبه نور الإسلام ليصبح بعد ذلك أحد الصحابة أولى الفضل فى نشرراية الإسلام فى العالم ، فأرسل الله تعالى ريحا عاتية ظهرت معها ثورة البحر وغضبة وأخذ القوم يدعو آلهتهم من دون الله فلما أدرك السفن ـ بفتح السين وكسر الفاء أى القبطان ـ أنهم لن ينجوا خرج إليهم وقال لهم كفوا عن دعاء آلهتكم وادعوا الله الذى لا إله إلا هو حينها قال عكرمة بن جهل قولته المشهورة (( إن الذى ينجينى فى البحر هو أدعى أن ينجينى فى البر )) وأقسم إن أنجاه الله من هذه ليعودن إلى محمد ويؤمن بدينه وينصره ، فلما أنجاه الله ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه المصطفى قام بدون عباءته واستقبله فرحا وقال أهلا بالراكب المهاجر .
ينظر فى ذلك كتاب مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ ، للشيخ جهاد التربانى