تَسَلَّمَ الحَيْرَانُ شُعْلَةَ السَّمَاءْ
مُتَمْتِماً.. مُرَنِّماً أُنْشُوْدَةَ المَسَاءْ
مُوَاصِلاً مَسِيْرَهُ العَظِيْمَ، فِيْ البَهْوِ حَيْثُ لا يَشَاءْ
يُشَاهِدُ العُصُوْرَ وَالدُّهُوْر، يُشَاهِدُ المِسْكِيْنَ فِيْ اِنْكِسَارِهِ التَّعِيسْ
يَعِيْشُ كُلَّ لَحْظَةٍ مِن الزَّمَان، مُرَدِّداً أُنْشُوْدَةَ المَسَاءْ
يَا وَاهِبَ الأحْجَارِ وَالأشْجَارِ، يَا وَاهِبَ الإنْسَانِ نِعْمَةَ الدُّعَاءْ
تُفِيْقُ مِنْ سُبَاتِهَا النِّسَاءْ، وَيُوْلَدُ الطِّفْلُ عَلَىْ البُّكَاءْ
يُغَادِرُ المِسْكِيْنُ قَبْرَهُ العَتِيْق، مُيَمِّماً .. مُوَجِهاً دُعَاءَهُ الحَزِينْ
يَا وَاهِبَ الإنْسَانِ نِعْمَةَ المَسِيْر، يَا وَاهِبَ المَصِيرْ
...
بَعْدَ أَزْمَانٍ مِن القَهْرِ، وَتَكْسِيْرِ القُيُودْ
تَنْجَلِيْ الظُّلْمَةُ، تَشْتَاقُ الخُرُوجْ
تَبْعَثُ الإكْلِيْلَ تَاجاً مِنْ وُرُودْ
فَتُبَارِيْ سُرْعَةَ الضَّوْءِ لِتَحْطِيْمِ العَمُودْ
صَنَمٌ حَلَّ، وَفِيْ الأُفْقِ اِنْبِثَاقٌ لِلشُّرُودْ
...
البُلْبُلُ الحَيْرَاْنُ فِيْ مَتَاْهَةِ النُّسُورْ
يُرَاْقِبُ الطَّرِيْقَ رَيْثَمَا يُفِيقْ
مِنْ شَكْلِهِ المَنْفِيِّ فِيْ غَيَاْهِبِ الدُّهُورْ
وَحَوْلَهُ الطُّيُوْرُ تَشْتَكِيْ السُّكُونْ
تُمَاْرِسُ النُّسُوْرُ لُعْبَةَ القُصُورْ
فَتَخْتَفِيْ الأَزْيَاْءُ لَحْظَةَ الخُرُوجْ
تُوَاْصِلُ الطُّيُوْرُ لُعْبَةَ المُرُورْ
فِيْ لَيْلِهَا المُفْعَمِ تَشْتَهِيْ الوُلُوجْ
طَرِيْقُهَا القَدِيْمُ أَوْشَكَ الظُّهُورْ
وَبَاْتَتِ النُّسُوْر، تَحْتَاْرُ فِيْ الطَّرِيقْ
تُشَاْهِدُ الطُّيُوْر، تُمَاْرِسُ العُبُورْ
...
كَلَيْلَةِ الإسْرَاْءِ وَالمِعْرَاْجِ، مُنْذُ مَاْرَسَ الرَّسُولْ
حَقِيْقَةَ الإنْسَاْنِ فِيْ تَجَاْوُزِ النُّجُومْ
وَحَلَّ فِيْ اِرْتِحَاْلِهِ العَظِيْم، أُنْشُوْدَةً تُعَاْنِقُ الوُجُودْ
...
غَاْدَرَ الآنَ إلَىْ زَمَنٍ يَقْصُدُهُ العَاْبِرُونْ
مِنْ أَقَاْصِي الزَّمَاْن، حَيْثُ الزَّمَاْنُ قُبْلَةٌ
تَشْتَهِيْ الخُرُوْجَ مِنْ بَوَاْبَةِ الفُؤُوسْ
...
لَيْلَةٌ أَخِيْرَةٌ تُغَاْلِبُ النُّعَاسْ
تُمَاْرِسُ الإجْرَاْمَ فِيْ تَتَبُّعِ المَنَامْ
تَغْتَاْلُ كُلَّ حُلْمٍ صَاْدِرٍ عَنْ البَقَاءْ
فَتَفْتَحُ النُّجُوْمُ مَعْبَرَ القُدُوْمِ لِلْسُّعَاةْ
يَبِيْتُ آخِرَ المَسَاْء، فِيْ لَحْظَةٍ يُعَاْنِقُ السَّمَاءْ
أُنْشُوْدَةَ الرَّحِيْلِ عَنْ مَفَاْوِزِ المَصِيرْ
تُدَاْعِبُ الإحْسَاْسَ فِيْ هِيَاْمِهَا الطَّوِيلْ
...
السَاْئِرُوْنَ لاْ اِنْتِظَاْرَ فِيْ تَوَهُّجِ الطَّرِيقْ
يُسَاْرِعُوْنَ المَشْيَ نَحْوَ بَاْحَةِ الصُّعُودْ
ويَسْتَوِيْ الأفْرَاْدُ فِيْ تَشَكٌّلٍ مَهِيبْ
زُجَاْجَةُ الصَّبَاْحِ تَمْلَأُ النَّسِيْمَ بِالشُّعُورْ
تُنَاْفِسُ المَكَاْنَ وَالزَّمَاْنَ فِيْ تَلَمُّسِ الوُجُوهْ
أَمَاْمَهُمْ سَفِيْنَةُ النَّجَاْةِ مِنْ مَهَاْلِكِ الدُّهُورْ
يُشَاْهِدُ القُبْطَاْنُ مِنْ عُلُوِّهِ تَدَاْفُعَ الحُشُودْ
فَيُطْلِقُ الإعْصَاْرَ مِنْ سُبَاْتِهِ العَمِيقْ
تَرْنِيْمَةً تُنَظِّمُ الحُشُوْد، لِيَبْدَأَ الصُّعُودْ

كلمات سامقة مميزة
المبدع أستاذ محمد
ما أروع نصوصك التي دوماً تدهشنا وتسعدنا حين نمر خلال السطور فنطرب لها
دمت مشرقاً
تقديري لك

رائع أخي محمد
رائع شاعرا وناقدا ومحاورا
الشاعرية لا تفارقك في كل مقاماتك
وأحسب أن لغتك اليومية شعر ، ونبضك شعر ، ونبلك شعر ...
بوحك الشفيف الرائع المنساب في خلجات النفس يكشف عن شاعرية متوهجة الإبداع
ونقدك المرتكز على ثقافة العمق والتجديد يكشف عن إبداع متوهج الشاعرية
حقا أثريت المنتدى بطلتك الإبداعية شعرا ونقدا ، فشكراً لتواجدك
لك ودي ، وتقديري