عَابِرُوْنَ ...
مِنْ أقاصِيْ الزَّمَانِ
عَلَىْ أجْسَادِهِم ذِكْرَيَاتُ المَكَانِ
الفَوَانِيْسُ، كُلُّ الفَوَانِيسِ فِيْ اِرْتِحَالِ البُكَاءِ
حَنِيْناً إلَىْ مَوْكِبٍ مِنْ إِبَاءْ
تَسِيْرُ الفَوَانِيْسُ فِيْ كُلِّ مَكَانِ
تُمَارِسُ فِيْ أعْمَاقِهَا الذِّكْرَيَاتِ
طَرِيْقاً طَوِيْلاً مِنْ الْاِنْتِظَارِ
...
فِيْ اللَيْلِ، حِيْنَ يُصَادِفُ وَجْهَ المَسَاءِ
ذِكْرَيَاتِ الحَيَارَىْ، تُقَبِّلُ أرْضَ المَمَاتِ
فَهَذِي اليَنَابِيْعُ مِلءَ الشِّفَاهِ
تُمَجِّدُ فِيْ صَمْتِهَا العَابِرِيْنَ
لَعَلَّ اللَيَالِي ... تُقَاسِي قَلِيْلاً
قَلِيْلاً .. قَلِيْلاً
مِنَ الذِّكْرَيَاتِ ...
إنَّ اللَيَالِيَ لا تَسْتَسِيْغُ البُكَاءَ
إذَا مَا البُكَاءُ اِنْتَفَضْ
وحَطَّمَ فِيْ أرْجَائِهَا المُمْكَنَاتِ
وَعَاثَ بِأجْسَادِهَا المُشْرَعَاتِ
وُجُوْهاً مِنْ اللَيْلِ لا تَسْتَطِيْعُ المَنَامَ
فَلَو قَابَلَتْ .. شَمْعَدَاناً .. يُنِيْرُ الطَّرِيْقَ .. لَوَلَّتْ مِنْ الخَوْفِ .. دُوْنَ اِنْتِظَارْ
...

أحسنت أيها الشاعر الكبير
ما أصدق وما أجمل ما كتبت
تحياتي وتقديري