سربٌ من الحمام مرّ من هناك، أخذ معه الذكريات، سربٌ مرّ من هنا أخذ مهجتي، غريبٌ هذا السرب يأخذ كل ما في طريقه، لا يفكر بعقله، نظرتُ إليه بطرف عيني أحاول رسم صورة لفعلته التي يكررها في كلّ عام، أحاول أن ألفت نظره إلى تلك الذكريات لكنه في كل محاولة لي يشعرني بقهر يتغلغل في ثنايا جسدي، وكأنّ جبروته لا يسمح له أن يترك بعض الذكريات التي أسعدت مهجتي يوما، سربٌ غريبٌ، لونه أسود يتخلله القليل القليل من اللون الأبيض الموشى بالأسود، معالمه توحي بالفزع، لا أعلم بما يفكر، حار سؤالي وتاهت إجابتي، ففي كل ّ عام انتظار وقهر يتجدد مع بزوغ فجر جديد، لكن فجر اليوم غريب بغرابة ذاك السرب، فقد صحوت من غفلتي على أشياء كثيرة كانت بالنسبة لي حياة مميتة لكنّ حقيقتها تخفي الكثير الكثير، قد أرسم صورة لجسر ممزق امتدّ من تربتي الطينية إلى سماء روحه، قد أعبث بأوراق الشجر لأحصي مرور ذاك السرب الذي يشعرني بالفزع المتجدد (مودتي)