عويل يجهل مكانه




زاهدُ
بالطباشير
وهي تجرح صباحات التلاميذ
زاهدُ
بكل ما حمل نوح
ولم يلوح لسفينته احد سواي
زاهدُ
بكل ما يتعلق بي
من شواطئ وخساراتٍ وأغنيات
شجيُ ... وساخنُ أنا
أبصر الطريق
بصوت كمانٍ حزين
أتعثر بالبطون الفارغة
بطفلٍ لم يوصله والده
لشهوة العيد
بفتياتٍ يفرطن جمالهن
كحبات رمانٍ على الأسـِـرّة
شجيُ ......... وساخنُ
كدمعة ناقةٍ
كعويلٍ يجهل مكانه
رثاني مالك بن الريب في نفسه
والمتنبي في جدته
وبرودسكي في صديقه الشاعر (جون دن)

ويهجوني كلُ يوم يمر
وأنا اكرر:
لا أصلح ُ للحراثة
أصلح فقط
لتوزيع الحنين علي النوارس والأمهات
كنت اسرق النقود من جيب أبي عندما ينام !
بينما بساطته تحملق بي بعينين دامعتين
كأنها تقول لي:
ابحث عن بساطتك َ التي أضعتها
وللآن ابحث
لي ليل ُ نعجة صباحها الذبح
وفي قلب كل مهاجر
لي ريشةُ من جناحي
ولي الفة الشاي وقت العصر
تصبه الأمهات علي الحنين
والزوجات علي الجراح
يسألني صاحبي:
ما لهذه السنوات؟
تمر بنا خلسةً كاللصوص
فاختنق ُ بدمعةٍ اكبر من المحيط
لأقول له:
ياصاحبي
أنا لا أصلح للأسئلة
ولم ارتبط بأي علاقة مع السواد
ولم أتفاجأ مثلك بهذا العراء
وفي كل ليلةٍ
أجرجر أحلامي
بحبل أرجوحةٍ مكسورة لطفلٍ حزين

كفلاحٍ أعرج
يجرجر بقرته النافقة في الحظيرة
بلا أدني التفاتةٍ لها
أجرجر أحلامي
لأملأ بها الشوارع الخالية من المارة
والقلوب الخالية من الأنين
إنني ابحث عن بساطتي
ابحث عنها
لأجد نفسي نائماً في خيمة بدوي
أو مبتسماً في فم الوحش
أو مقطب الجبين في احد المقاهي
شجيُ...... وساخنُ أنا
ووحيد
أتكاثر في كل فقدانٍ ووداعٍ وجوع
وحيد في مهنتي
أوزع الحنين علي النوارس والأمهات
فعذراً .....
عذراً ياصاحبي
إنني أتكلم عن الفراشات
داخل مدرعة





حسين الجار الله