بشرى
******
يا أيام السعد والخير اقتربي
هَلي أعيادا متألقةً
طُلي شمسا متأنقةً
تمحو ظلام الشك والكذبِ
لطالما ارتقبتك والنفس في رمقٍ
تلهج وسط الجمر واللهبِ
{{ إحساسي في هذا الزمن المجنون
أغنيةٌ
مباحة للسلب والنهبِ
تلوكها الأفواه منتشيةً
في غابر الأزمان والحقبِ }}
يا نفسي قد شبعت من الإعياء والتعبِ
إلى كم يا نفس عن دنياك تغتربي ؟
إلى كم على ماضيك تنتحبي؟
إلى كم تحيين منبوذة كالتبر في التُرَبِ ؟
أنا القتيل فما خوفي من السغبِ ؟
سافري يا نفس في طيات الزمن المكتئبِ
واهزئي بوقع المحن والريبِ
وانبذي حياة العَفَن عن كثبِ
ولملمي حزمة أشعارك في العلن
واعبثي بالكربِ
وارويها للورى مع طوفان من الغضبِ
وللخير ارتقبي
أنا أعلم أن زادك ألمُ
وأن سلاحك قلمُ
أدون به حروف نسبي
وأنافح به وأقتحمُ
دنيا العجائب والحُجُبِ
فإذا تحطم فلا زال لي فمُ
يهتف في دَأَبٍ وفي أدبِ
ويقتاتُ من فؤادي ومن أملي
ويعتصر معنى أشعاري من مقلي
ويجمل في الطلبِ دون رهَبِ
يا غربة الروح
آن لك العودة من غابر الحقبِ
قد لاحت تباشير الطربِ
تمحو ما بقي من الكُرَبِ
هذه بشرى بين طيات الزمن المغتربِ
تبغي الاقتران بلقبي
تزدرد ظلام يأسي عن كثبِ
وتحطم قيود نفسي في دَأَبِ
وتحيي ميْتَ حسي وتعلي من رتبي
فتنبعث ينابيع الآمال من أمسي
وتناجيني في همس
فيُضرم فؤادي بكبة من اللهبِ
أنا الحاضر والمستقبلُ
فجراحاتي في خيالات أفراحي تندملُ
فأكون قد نلتُ أربي
ودونتُ عنوان الفوز والغلبِ
على ساحة كتبي