حين أقبلت بعيونك الرمحية
حينها انهمر قدري
و تفتح قلبي, شجرة أبدية الربيع
لما أتيت بسحرك لم تر عيني سواه
حينها عرف قلبي هواه
لكنني لا أعرف كيف رحلت ؟
كيف بتلك الفجأة امحوت...
فلا صوتك و لا عطرك
و لا طرف ثوبك عنك باح
كيف غبت بذاك السواد...
و تركت لي رحيلا لا أنساه

تركتني في هذه الزاوية المظلمة
حيث لا الضوء يصلها و لا الصباح
تركتني جرة مكسورة الذراع...
مشقوقة الشفاه
تركتني ضمئا, متبخر الدماء
فلا وجهك يرويني
و لا ماء
لم تتركي معي غير هذي الآه
كيف رحلت؟
و لم تلتفتي للوراء
و أنا الذي , مذ غبت, أنتظر من يحمل عنك أنباء
أبلغ الكره فيك أقصاه
ألم تسمعي سقوط هذا القلب الواه
الذي خلفته, يلملم الجرح الكبير...
ينزف هذا الحب... و ذكراه

أرنو بعيني الدميعة
شروق طيفك, حين يهل,
ما أبهاه..
رحت أسأل لي, بين كم من وجوه,
كم ليس لك أشباه
فلا وجه مثل وجهك
و لا وجه حاكاه.
بقيت للغياب, أسيرا
عبثا أبعثر حولي الذكريات
كي أملأ بها ما تركت من فراغ
لكني بقيت... وحيدا لا شيء واساه
كيف رحلت بقلب ساه
ورميت وراءك جميع أحلامنا
و كذا حلمنا الكبير
الذي أصبح بعدك حلما يتيم
كل عمري فداه

ارجعي...
فبعدك أصبحت رجلا مشبع الآلام
مشبع الآه
أصبحت طفلا محموما, لما جن الليل,
ناجى : أماه
ارجعي...ارجعي...
فبعدك صرت شريدا..
صرت كسيرا..
صرت الذي .. بين الأحزان تاه