منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك نقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةنقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرنقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورنقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةنقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةنقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودنقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرنقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة نقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنانقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة نقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبنقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرنقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبنقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارنقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 نقد مفهوم [علم الأدب] عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف. ترجمة: د.حسين جمعة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد صغير نبيل
عضو شرف
عضو شرف
محمد صغير نبيل

وسام النشاط :
وسام النشاط

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
204

نقاط :
476

تاريخ التسجيل :
16/05/2010

الموقع :
الجزائر


نقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة Empty
مُساهمةموضوع: نقد مفهوم [علم الأدب] عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف. ترجمة: د.حسين جمعة   نقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة I_icon_minitime2011-02-21, 23:50

نقد مفهوم [علم الأدب]
عـــند رولان بــارت
تأليف: خريستو تودوروف.


رولان بارت أشهر ممثل للبنيوية في علم الأدب في فرنسا، ويمكن القول بأن هذا الاتجاه في الأدب قد تشكل بصورة أساسية بفضل تأثير مؤلفاته. تعتبر بنيوية بارت في ذاتها من أهم أنماط البنيوية الأكثر منطقية في علم الأدب. ولهذا السبب، فإن أساسات الحَوارِ المنهجي في هذا المذهب تتكشف عند بارت بجلاء.
تنطوي رؤى بارت على تناقضات صارخة: فهو من جهة يسعى إلى تدشين علم للأدب ما فوق أيديولوجي يركن إلى مبادئ علمية صارمة لا ترتكز إلى ذوق الدارس الشخصي أو رؤيته للعالم، إلا أن مايحدث في واقع الأمر من جهة ثانية، أن تفسير الأدب عند بارت يخضع لبرنامج أيديولوجي محدد، لكن غير معلن: إن علم الأدب اللاأيديولوجي يتجلى لدى بارت أيديولوجياً بصورة حتمية...
1 - الأسس الألسنية للسيميولوجيا (السيميائية).
1 - ماهي السيميولوجيا حسب بارت. يضع سوسيور اللغوي السويسري العلامة اللغوي في إطارين: الأول مادي، وهو الدال (Signifiant)، والثاني مثالي، وهو المدلول (Signifie) فإذا أخذنا على سبيل المثال كلمة "فرس" فإن الدال هو الصورة الصوتية (يعني وجود أصوات ف -ر -س)، أما المدلول فهو -مفهوم الفرس. والعملية التي يجري إخضاع الدال لها وتتماشى والمدلول تسمى الدلالة). (Signification)، إذ أن الرابطة مابين هذا الدال وما يقابله من مدلول، من حيث الجوهر -هي رابطة تواضعية وغير معللة (لأننا لا نستطيع أن نثبت، على سبيل المثال، أن الصورة الصوتية لكلمة "فرس" يحددها جوهر مفهوم "الفرس"). ولكن، مع ذلك فإن المواضعة الساكنة في أساس الدلالة وطيدة وثابتة (لا يوجد أحد من بين أعضاء المجتمع يستطيع أن يغيرها انطلاقاً من رغبته الفردية): لقد تم "تحييد" هذه المواضعة.
عندما ينظر سوسيور إلى اللغة، كمنظومة لغوية مطلقة، فإنه يسمح بالقول بأن اللغة ليست المنظومة الإشارية الوحيدة، وأن ثمة منظومات أولية كثيرة من هذا النوع (أو "اللغات")، على سبيل المثال، فإن علامات الطرق والإشارات الضوئية تعتبر منظومات إشارية أيضاً: إنها تمثل شكلاً من أشكال "اللغة". فالدال هنا هو "اللون الأخضر"، وهو يتطابق والمدلول، الذي يعني "الطريق خال"، والعلاقة القائمة. بينهما هي علاقة مواضعة غير معلّلة، مثلها مثل العلاقة اللغوية. ومن هنا يستخلص دي سوسيور ضرورة وجود منهج نظري عام لدراسة المنظومات الإشارية بشكل عام: وهذا العلم يسميه السيمياء (السميولوجيا). وبناء على رأيه، فإن علم اللغة هو جزء من هذا العلم المفترض فقط.
ينطلق بارت من فكرة دي سوسيور هذه ليصنف المنظومات الإشارية الأخرى. يرى بارت في الملابس مثلاً، إضافة إلى الجانب النفعي، منظومة أشارية أيضاً "لغة" (الملابس تعني شيئاً ما، مثلاً اللون المعتم وما يطابقه من غطاء تمثل الدال، الذي يضفي على المدلول، كما هو متداول، هيئة "الوقار" و"الرسمية")، ويدرج بارت الطعام والسيارات الخفيفة فيّ نطاق المنظومات الإشارية ("أسس السميولوجيا"). ونذكر هنا أن بارت يعتبر عدداً كبيراً من الحقائق الحياتية التي تكتسي دلالة إنسانية ما مثل: ("رحلة على دراجة في فرنسا"، "النبيذ المعتق"، وماشابه ذلك)، يعتبرها ("مؤسطرة"). ويكشف بارت في جميع هذه الحقائق الدالة والمدلول المرتبطين بعلاقة مواضعة غير معلّلة.
يمكن ترجمة هذه المنظومات الثانوية "المادية" إلى اللغة الطبيعية: مثال ذلك، الموضة التي يمكن وصفها بالكلمات. إن جميع هذه الأشياء (الملابس، الطعام، وغيرها)، توجد فعلياً، وهي جزء من الحياة اليومية للإنسان. لكن، أليست تصرفات الأبطال في رواية ما تشكل منظومة إشارية مادية فعلية منسوجة بالكلمات، ولها قوانينها الخاصة؟! يعتبر بارت أن الامر هو كذلك فعلاً، يعني أن العالم الفعلي في أعمال هذا الكاتب "مؤسطر" (العالم -حسب رأي بارت- هو "لغة"، يعني منظومة إشارية ثانوية).
وهكذا، فإن السلوك الموصوف في العمل الفني، إذا كان حقيقة، وليس وهماً، فإنه يكوِّن ما يشبه اللغة المادية، كما هو الشأن في حالة لغة الموضة. ويتوصل بارت، وهو يعالج إبداع ساد، إلى نتيجة مفادها أن هذا المؤلف أشاد "لغة" نمطية للمتعة الايروسية، وهذه اللغة تتشكل من شعائر ايروسية مغالية، يتَّبعها أبطال ساد في سلوكهم. ويكشف بارت في الشعائر المذكورة أعلاه نسقية ما، يعني "دلالة" (اختيار حركات وأوضاع وإيماءات ذات دلالة)، و"قواعد نحوية" (اختيار أسس لتركيب عناصر "سيميائية"). وبهذه الوسيلة يشيد فورييه "لغة" السعادة المجتمعية: ويخضع كل شيء عند الكتائب المتطرفة لنظام داخلي معين ونسقية محددة. وينشئ لويولا أيضاً "لغة" للعقيدة: فعنده لا يتم الترقب من الذات الإلهية بشكل تلقائي، وإنما بفضل المحافظة على احتفالية محددة. وهذه النسقية الداخلية بالذات (وجود روابط وظيفية بين العناصر)، التي تصف العالم المتخيَّل (الشبقية الايروسية، اليوطربيا الاجتماعية، وقوة الجذب الغيبية) تشكل جميعها لغة لويولا.
هل يمكن أن تتواجد منظومة العلامات الثانوية ("اللغات المتولِّدة")، على أساس اللغة الطبيعية نفسها؟ يقدم بارت جريا وراء هيلمسليف عالم اللغة الدانماركي جواباً إيجابياً على هذا التساؤل ("أسطوريات"، "أسس السيميولوجيا"). لنأخذ حالتين: أ) علامات اللغة الطبيعية تشكل مدلول "اللغة" المتولِّدة؛ ب)علامات "اللغة" الطبيعية تشكل دال "اللغة" المتولدة...
الظواهر التي تتفق والحالة الأولى يسميها هيلمسليف "دلالة" أومؤشر؛ اللغة الثانوية التي تنشأ نتيجة هذه الدلالة تشكل في ذاتها لغة اصطناعية شارحة (ميتالغة). ومايهم دارس الأدب هو الحالة الثانية أكثر من غيرها، وهذه الحالة يسميها هيلمسليف"تضمين" (connotation). في هذه الحالة يكتسي النص كله، الذي يتكون من عدد من علامات اللغة الطبيعية، معنى ثانوياً جديداً، وهذا المعنى الجديد بدوره لا يلتقي مع أي معنى من معاني الكلمات المفردة الموجودة في النص. وبكلمات أخرى، فإن النص كشيء متكامل يصبح علامة جديدة، تكون فيه علامات اللغة الطبيعية (يعني الكلمات) هي الدال، أما المدلول فهو شيء ما جديد (يعني عدم إمكانية تصوره كمجمل لمعاني الكلمات المفردة في النص). لنأخذ على سبيل الايضاح المثال التالي، الذي يورده بارت في مقدمة كتابه "مقالات نقدية". إن عبارة "عزاء حار" في علاقتها بالمتوفى القريب تتضمن المعنى الثاني ("التقدير المراسمي")، الذي لا يمكن العثور عليه في أية كلمة من الكلمتين الموجودتين في العبارة السابقة ككل:
العزاء الحار = الدال الضمني.
التقدير المراسمي = المدلول الضمني.
فإذا كان هذا التعبير العادي المكون من كلمتين يمكن أن يكتسي معنى ثانوياً، فلماذا لا يمكن أن ينظر إلى النص كله كدال متكامل، يراعي أي مدلول ضمني آخر؟ مثال ذلك، أن هذا النص يمكن أن يتضمن جواً انفعالياً ما. نقول إذا أردنا أن نبلغ أهل المتوفى عزاءنا الحقيقي الحار، علينا أن ننشئ نصاً، مشحوناً ككل متكامل، بالحزن والأسى والمشاركة(مع احتمال أن لا تكون هذه الكلمات من ضمن فقراته). بينما لا يمكن أن يكون مثل هذا النص شيئاً آخر سوى كونه نصاً أدبياً. إن جوهر الأدب -حسب رأي بارت- يتلخص في التضمين: "الأدبية" في الأدب ليست سوى نسق إشاري ثانوي، ينمو على قاعدة اللغة الطبيعية ويخضع لإمرتها". وبإجراء مماثلة مع الموضة وإشارات الطرق واللغة الطبيعية يتوصل بارت إلى توكيد يقول بأن المعنى الضمني في الأدب غير معلل، يعني أنه يأتي نتيجة لمواضعة "حيادية". وعلى علم الأدب أن يكون -حسب رأي بارت- في مثل هذه الحالات جزءاً من علم عام لأنساق العلامات الثانوية -السميولوجيا (السيميائية). ‏
2 - نقد الفرضية السيميولوجية. إن تأكيدات بارت هذه خاطئة للغاية. وفي حقيقة الأمر، فإن الخطأ في هذه الحالة لا يعود إلى بارت، وإنما إلى علم اللغة البنيوي، الذي أشاد، بفضل أهم ممثليه البارزين (دي سوسيور، وهيلمسليف)، تصوراً وضعياً خاطئاً عن اللغة. تولي البنيوية في علم اللغة، أهمية خاصة لما يمكن ملاحظته مباشرة، يعني هنا الدال. ولهذا، ليس مصادفة أن تحرز البنيوية أهم مكتسباتها الوحيدة، التي لا نقاش فيها، في حقل الفونولوجيا، أما فيما يخص المعنى، فإن البنيويين الحقيقيين لا يعتبرون المعنى موضوعاً للدراسة اللغوية. أما أولئك الذين يفترضون أن علم اللغة ينبغي أن يشتغل بالمدلول، فإنهم يعتبرون وبسذاجة أن علم الدلالة "البنيوي" يتعين عليه أن يكون شاشة شفافة للفونولوجيا، يعني أن تكون بنية المدلول هي ذاتها بنية الدال (المتضادات غير المتتابعة، التقطيع).
وبكلمة واحدة، يقع علم اللغة البنيوي في إسار الوضعية: فهو يرى أن الوصف الجوهري للغة متضمن في العلامة التي تفضي في نهاية الأمر إلى ماهو خارج العلامة، يعني إلى الدال. لهذا، فإن تصور البنيويين للغة لا يمكن أن يكون دقيقاً. إن الإشكالية اللغوية الجوهرية والحقيقية ليست في الدال، وإنما هي في المدلول، في المعنى. والدال (الوسيط المادي)، حقيقة ثانوية خارجية غير جوهرية، أما الحقيقة الفعلية فتكمن في المدلول (في "معقولية" اللغة). إن هذا التحديد للغة يضطرنا أن ننظر إلى اللغة، قبل كل شيء، كوسيلة "لإدراك المعقول".
مع رفض التصور الوضعي للغة كمنظومة علامات (إشارات)، تنتفي كذلك فرضية وجود "اللغات الثانوية" التي تفترق عن اللغة الطبيعية. إن المعنى "الضمني" (أو الأدق، الشمولي)، للنص يحضر فقط نتيجة العلاقة القائمة مابين المدلولات (يعني بين معاني الكلمات المفردة في النص).
إن الدلالات المفردة في النص لا تشكل دالاً شمولياً: فالنص متكاملاً على مستوى المدلولات وليس على مستوى الدالات (مثلاً، "يلعب في الساحة" هذه وحدة معنوية. يلعبفيلساحة فهي بلا معنى). وبكلام أخر، ينطوي تكامل النص على معنى (شمولي) جديد، لكن تختفي العلامة الشمولية الجديدة، وهذا يشير إلى أننا لا نخرج على نطاق اللغة الطبيعية عندما تظهر دلالة النص الشمولية. ولما كان تواجد النص الرابط لايفترض الخروج على نطاق اللغة الطبيعية، فإن افتراض وجود "اللغات الثانوية" يتلاشى، ومع هذا التلاشي تنهار الفرضية السيميولوجية كلها من أساسها.
يبرز المعنى الشمولي للنص بقوة الآلية اللغوية، وبقوة السنن اللغوية الداخلية المعروفة، والتي ما تزال غير مدروسة، ولكنها مع ذلك موجودة، ولما كان الأمر كذلك، فإن المعنى الشمولي لتكامل الخطاب لا يمكن أن يأتي صدفة، يعني أن يكون خاضعاً لمواضعة اجتماعية خارجية محض، ولكنه يكون دائماً معلّلاً بروابط لغوية. هذا التوضيح يمكن أن يتجلى ناصعاً إذا نظرنا إلى المثال الوارد أعلاه "التعازي الحارة" بطريقة مغايرة. فالمعنى الثانوي في هذه العبارة يحضر نتيجة الاختلاف العارض المضمر، الذي يُعبر عن علاقة المتحدِّث (الذات المعبرة) بما يقوله موضوع التعبير. وعند استعمال البلاغة التعبيرية العالية للصيغة المذكورة فإن هذه الكيفية تظل دوماً واردة، مع عدم ضرورة ذلك. وبقول آخر، فإن صيغة "العزاء الحار" يمكن أن تبرز في حالات معلومة شبيهة بقول: "يتعين علي أن أعبر لكم عن تعازي الحارة"، ومن هنا جاء المعنى الضمني "التقدير المراسمي". لكن علاقة الذات -الموضوع التي يقوم عليها تعديل المعنى الشمولي للعبارة، هي علاقة شاملة وأساسية، ولا تنطوي على أية مواضعة.
من الطبيعي أن تكون وسيلة الحصول على دلالة سابقة للعبارة ليست متماثلة في الحالات المختلفة. لكن، من الواضح أن المعنى في جميع هذه الحالات تحكمه دلالات مافوق العبارة؛ وعليه، فإن المعنى المتعالي للعبارة لا يأتي مصادفة أو اعتباطاً: وليس ثمة من اتفاق خاص بين الناس للحصول عليه، أي أنه لازم، ولا يمكن أن يكون شيئاً آخر لغير ما وجد له. إن المماثلة مابين الإشارات الضوئية واللغة والنص الأدبي في غير موضعها.
وفي الختام يمكن أن نقول بأن الحدود مابين المدلول والدال (يعني بين المعنى والصورة الحقيقية)، تجيء في مكانها فقط في نطاق الكلمة، لكن تعميم ذلك ونقله إلى النص ليس صحيحاً على الإطلاق. فمثل هذا التعميم غير وارد قبل كل شيء، لأن الحد المذكور لا يوحي بالوضوح، وإنما يثير البلبلة. ولما كانت اللغة هي ما ينتج عن الدال والمدلول، فإن من الخطأ التأكيد علىأن اللغة على مستوى النص تكون دالاً ثانوياً: ومن نافل القول أن هذا أيضاً هو عبث، يضاهي القول بأن الكل المتكامل هو في الوقت ذاته يساوي مجموع أجزائه فقط. وينبثق عن ازدواجية الدال "الثانوي" هذه سوء فهم غريب نلاحظه عند بارت في كل خطوة يخطوها. وهكذا، فإن القيمة التحليلية لتعارض الدال -المدلول تضيع، إذا نحن نقلناها إلى غيرمكانها واختصاصها، يعني إلى الجانب الآخر من الكلمة... إلى النص.
والخلل الثاني في المماثلة مابين الكلمة والنص يتلخص في أنه يتم من خلاله تعزيز التوكيد غير المؤسس بأن معنى النص هو مواضعة غير معلّلة أو مسببة واعتباطية (مثله في ذلك مثل مايجري مع الكلمة التي تكون دلالتها غير معللة بالنسبة لصورتها الصوتية). من حيث الجوهر يتم في هذه المماثلة تناسي الفرق الحيوي مابين الكلمة والنص. ففي الكلمة الدال والمدلول غير متجانسين في طبيعتهما: الأول مادي، والثاني، روحي مثالي. وبين هذا وذاك لا يمكن أن تكون هناك علاقة مسببة، ولهذا الأمر لا يمكن أن تكون الرابطة في إطار الكلمة مابين الدال والمدلول شيئاً آخر سوى كونها رابطة اعتباطية. لكن في النص لا يمكن أن يكون الأمر مشابهاً لذلك:
هنا المعنى الخارجي على العبارة (يعني معنى النص) معلل بمعنى ما هو داخل العبارة (بمعنى الكلمات المفردة)... معنى الكلمات يولد معنى النص، ولا يتطلب ذلك مواضعة إضافية جديدة بين الناس. ولهذا السبب، يمكن التوكيد على أن معنى النص معلل باللغة: حيث يمكن أن تتواجد مابين المعنى الداخلي والخارجي للعبارة علاقة سببية معلّلة، بينما مثل هذه العلاقة لا وجود لها في مابين الدال والمدلول. لكن، بأية سنن دقيقة يتم تحقيق السببية اللغوية للمعنى في النص، هذه مسألة يحلها علم اللغة، وهي تهم أيضاً وبلا نقاش، علم الأدب. لكن، على طريق طرحها الصحيح، فإن اللسانيات البنيوية لا تمتلك الوسائل لذلك، ولما كانت افتراضية بارت السيميولوجية لا تتبنى هذا التباين مابين النص والكلمة، فإن هذا يدفع حتماً إلى فكرة مواضعة النص الأدبي، ويفضي كذلك إلى التعسف الذاتي في تفسير النتاج الأدبي. أما التوكيد العكسي حول العلّة اللغوية للسياق، فإنه يأخذ بعين الاعتبار مضمونية الأدب... يعني موضوعيته.
هكذا، فإن المعنى الواقع خارج العبارة ليس اعتباطياً، وهو نتاج الدلالات الداخلية التي ينشأ عنها بناء على منطق لغوي داخلي ما. ولما كان الأمر كذلك، فإن افتراضية المنظومات الإشارية "الثانوية" تسقط، لأنها لا تثبت أمام وجهة النظر اللغوية ذاتها، التي تصدر عنها.
دعنا نتناسى، ولو للحظة واحدة، أن بارت قد أقام آراءه على هذا الخلل غير السليم إلى حد ما، ونفترض أن الفرضية السيميولوجية صحيحة، وننسى ما ذكرناه سابقاً. فما هي التوكيدات العلم أدبية التي يشيدها بارت انطلاقاً من أسس اللسانيات البنيوية؟...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

نقد مفهوم [علم الأدب] عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف. ترجمة: د.حسين جمعة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» تحميل كتاب الأدب في خطر لتزيفيتان تودوروف مترجم الى اللغة العربية
» هيرناني" تعلن نهاية العصر الكلاسيكي( ) تأليف: آن مارتان - فوجييه. ترجمة: عدنان محمود محمد
» الإختلاق، الذاكرة والمكان(( )) تأليف: إدوارد سعيد عن مجلة Critical Inquiry شتاء ‏2000‏.ترجمة: رشاد عبد القادر
» حكم قول : " جمعة مباركة ".... في كل جمعة .
» جون سرفوني: اللسانيات والتداولية , ترجمة: ترجمة: حمو الحاج ذهبية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللغة والنحو والبلاغة والأدب :: البلاغة والنقد-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


نقد مفهوم [علم الأدب]  عـــند رولان بــارت تأليف: خريستو تودوروف.   ترجمة: د.حسين جمعة 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
الأشياء النحو التداولية الخيام على ظاهرة محمد مبادئ مدخل بلال النص اللسانيات ننجز قواعد اللغة موقاي العربي اسماعيل كتاب النقد مجلة الحذف الخطاب العربية المعاصر البخاري


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشئ منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع