المَـــــــــــــرْأَة
المهندس جورج فارس رباحية
لقد هُدِمَ في هذا العصر الاعتقاد السائد بأن المرأة ضعيفة البنية غير قادرة على تذليل الصعاب وإدارة دفة المجتمع . وها قد كذّبت القائلين بأنها ضعيفة ، فبلغت أوّج الارتقاء في العلم والثقافة وأثبتت ذلك دخولها بقوة في الحياة العاملة . فمنهن من قادت الجيوش إلى ساحات الوغى ومنهن ملكات أدرنَ دفة كثير من الممالك ومنهن الشاعرات والخطيبات والكاتبات والفنانات والطبيبات والمحاميات والقاضيات والوزيرات والسفيرات وعضوات في مجلس الشعب و..و.إلخ فما من أمة ارتقت ونهضت إلاّ كانت المرأة واضعة لأساس هذا الارتقاء . فهي تقود المرء بيدها إما إلى التعاسة والشقاء أو إلى السعادة والهناء . وليست هي إلاّ مجموع عواطف شريفة توزعها بأمانة في المحيط التي تعيش فيه . فهي أستاذ الأساتذة والمهذّب الأكبر في هذا الكون.
يمكنك أن تعلم مقدار رقي كل أمة فيما تراه من احترام رجالها نساءَهم ورقي تلك النساء .فالمرأة الفاضلة الراقية هي أفضل وأثمن وأشرف ما في هذا الكون من مخلوقات .
ـ قال عنها سليمان الحكيم : " المرأة الفاضلة من يجدها فإن ثمنها يفوق اللآليء "
المرأة شريكة حياة الرجل مهمتها تربية الأولاد وتثقيفهم وتهذيبهم وبث عاطفة حب الإنسانية والوطن في نفوسهم وتعليمهم التضحية والثقة والاستقامة في عملهم . فهي قوام العائلة وملكة البيت تدير شؤونه تحت إشراف زوج عارف واجباته ومقدّر منزلتها السامية في المجتمع . ويروى أن أستاذاً طلب من تلاميذه تحضير موضوع تعبير ، وفي اليوم التالي قدّ م الطلاب مواضيعهم إلى الأستاذ ومن بينهم طالب معروف بذكائه عند الأستاذ والطلاب، وبعد أن عمد الأستاذ على تصحيح الأوراق أعطى الطالب الذكي علامة 9 من 10 فاعترض الطالب وقال لأستاذه أن موضوعي يستحق علامة 10 من 10 فقال له الأستاذ إن موضوعك ممتاز ولكن أنا لا أمنح العلامة الكاملة ، فأصرّ الطالب على طلب العلامة التامة ، فقال له الأستاذ : إذا أحضرت لي حفنة من تراب الجنة سأعطيك العلامة الكاملة ـ يعلم الأستاذ أن هذا من المستحيل ـ في اليوم التالي جاء الطالب إلى الأستاذ وفي يده حفنة من التراب ووضعها على الطاولة وقال له هذا تراب الجنة الذي طلبته ، فقال له الأستاذ : كيف حصلت عليه . فأجابه الطالب : أخذت حفنة التراب ووضعتها تحت قدم أمي . أفلا تقولون : إن الجنة تحت أقدام الأمّهات . فقال له الأستاذ صدقت يابنيّ ، وأعطاه العلامة التامة .
فتعليم المرأة وتثقيفها في صغرها ( في بيت أهلها ) يكون الأساس في بناء عائلة كريمة في كبرها .
سأل رجل أحد الفلاسفة في أي سن يجب أن أربّي أولادي ؟ فأجابه : قبل ولادتهم بعشرين سنة ، وهو يقصد بقوله تربية الأم أوّلاً . وصدق قول الشاعر :
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيّب الأعراقِ
1/9/2008 المهندس جورج فارس رباحية
عدل سابقا من قبل اسمهان في 2011-02-22, 17:06 عدل 1 مرات