طارق جرود يصدر جديده "نسيت أن أحبك"
أصدر الكاتب الصحفي طارق جرود مؤخرا، مؤلفه الثاني الذي يحمل عنوان "نسيت ان احبك" عن دار النشر "بل لتر" ببجاية، والذي تناول فيه قصة تجمع بين الخيال والتضحية التي يتكبدها ويعاني منها شاب في قصة حب استطاعت الوقوف والصمود في وجه جميع الصعاب والمعارضات التي عصفت بالعلاقة الغرامية التي عجزت وضعفت بعدما استحال عليها مواجهة مرض "السيدا".و ذكر طارق جرود ان كتابه الأخير استوحاه من تجربة أحد الأوروبيين الذي التقى به في إحدى أحياء فرنسا، ومنه استمد قصة كتابه الأخير ليقدم عملا رائعا ومولودا ادبيا جديدا وجد لنفسه مكانه بعد فترة صغيرة من رؤيته النور.
وتناول الكتاب مدى قدرة المشاعر والأحاسيس الحقيقية على هزيمة أنانية الفرد وتجعله يضحي بحبه ويتكبد الم الابتعاد عن أحب الناس إليه وذلك خوفا عليه من المرض وحبا فيه بإبعاده عن الألم والحسرة على لمعانات الطرف الثاني، ليبرز عبر مختلف مراحل القصة مسيرة بحث حثيثة "لباولو" الذي تعذب كثيرا وهو يحاول فهم الأسباب الحقيقية التي دفعت حبيبته "أوليفيا" تبتعد عنه وتهجره دون سابق إنذار وبين عشية وضحاها وقبل أقل 6 أشهر عن زفافهما الذي خططا له كثيرا ورسما له دربا تملؤه الأحلام والمشاريع المستقبلية المشتركة، ليتبين ان الأمر متعلق بإصابة الحبيبة بداء "السيدا" الذي لا حول ولا قوة أمامه سوى الرضا بالقضاء والقدر، وفي الكتاب تساؤلات وحيرة يعيشها الخطيب ويسردها الأديب في قصة شيقة ممزوجة بالجمال الأدبي والألم الروحي الذي تصنعه القصة الحزينة في نفسية قارئها بلمس أحاسيس كاتبها وصاحب القصة، ويقول طارق جرود في هذا الإطار" أنا اكتب الأشياء التي أحس بها " وهو الأمر الذي دفعه إلى الكتابة وإنتاج المؤلف الأول الذي أصدره قبل ما يقارب السنتين والذي اختار له كتاب "دماء مارس" المؤلف الذي يروي قصة شاب اسمه "نور الدين" الذي كان ثمرة اغتصاب احد جنود الاستعمار الفرنسي لامه وهي شابة قروية جزائرية، وبعد مرور عقدين من الزمن شاءت الصدف أن يلتقي الولد المولود من عملية اغتصاب بالوالد المغتصب لوالدته التي استغل ضعفها وعزلتها في صغرها، ونمت علاقة صداقة قوية بين الطرفين دون العلم بعلاقة القرابة التي بينهما، وهذه القصة رغم أنها لا تخص حالة حقيقية معينة لكنها كثيرا ما وقعت لفتيات كن ضحايا العنف والعدوان الفرنسي، الذي جعل منهن مذنبات في نظر المجتمع كثيرا هن من فضلن دفن أنفسهن وثمرة الاغتصاب في أحشائهن، وذلك بدفن الفضيحة قبل أن ترى النور والإقدام على الانتحار بالتضحية بأنفسهن على جلب العار للعائلة رغم أنهن لم يقعن في الخطيئة إنما كن ضحايا، حيث نجد هذه القصة مستقاة من ذكريات الفترة الاستعمارية واعماله الهمجية في الشعب الجزائري، حسب جرود الذي أبى إلا ان يترك الباب مفتوحا في الأخير ليطرح عدة تساؤلات عن إمكانية تقبل الوالد لابنه وهل يمكن لهذا الأخير ان يصفح على والده وتقبل ما فعله بأمه وبالتالي مصير علاقة الصداقة التي نشأت بينهما؟
إنها الإشكالية التي لم يجب عنها جرود الذي فسر ذلك بكونه اختار كتابة هذه القصة بعد ان اختارت فرنسا الحالية إصدار قانون 2005 الممجد للاستعمار في وقت كانت فيه الجزائر تنتظر ان تقوم باريس بخطوة الى الأمام من اجل بناء علاقات وطيدة بين البلدين، فهي إجابة جرود الشاب ذو ال 36 ربيعا من المنتظر ان يصدر مع مطلع السنة القادمة كتاب جديد للكاتب الصحفي جرود بعنوان " زيزو" والذي يثير فيه قضية او ظاهرة الارتباط القوي للشباب بالشخصيات الشهيرة والمثيرة إلى حد الهوس، لتكون النهاية قاسية بالنسبة لهم عندما يكتشفون النقاط السلبية لأبطالهم، فهو يبرز مسالة القدوة في الأبطال الجدد من خلال تتبع خطوات احد الأطفال الذي ارتبط منذ صباه باللاعب الفرنسي الجزائي الجنسية زين الدين زيدان لكنه أصيب بخيبة أمل عند كبره قلبت حياته رأسا على عقب.
محمد الصغير نبيل