جدارية لعدن


عمار زعبل الزريقي

أغمضت الجفن وأنت نعسى
تلحفت السواد وغفوات النهار
أتوك سكرى, يغرسون منجلهم
فتئنين ..
وتبكين
وتلفظين النثر وآيات الارتحال
صديقتي
سلبوك رداءك المخملي
ولفوك بسواد الغرباء
سلبوا أغاني العذارى
أحرقوا المواويل على عتبات رقصك المجنون
.......
لا تسلمين الروح
لا تمتصين أدران السكون
ابكي صديقتي
ابكي عند كل صلاة
ابكي دمون
وليلك المحزون
إني أخشى تنابل
يحملون النار في أفواههم
وأشواك نيرون
ليستباح دمك
دم الأطفال
دم العشاق
دم الغرباء
......
صديقتي
على جناحي ظفتيك الطاهرتين أستلقي
أناجي كرامات من مروا
وقبلوا ثغرك المفتون
هذه أشياؤهم
بقايا قصائد وبخور
أحرقوا آمالهم ومزقوا السواد
من ليل العيدروس
وصباحات العجيل
......
صديقتي
كنت عابدة
ناسكة....
غيمة من بياض أزلي
تطرحين الحب ببضع ريالات
للفقراء كنت صدراً بلا إزار
وكانوا يضاجعون في الطرقات قهرهم
ويلتحفون بياضك وأقدام الريح
ومرايا الأحلام
يمزقون غربتهم فيك
ينحتون كل ليلة تمثالاً يعبدونه
ليأكلونه..
فيصحون على وقع خطى
خطاك يا قبلة الأحزان
ترحيلن تعلمين الناس الحب والإيمان
تدعين عنك التيه
تهتفين : بعداً أهداب الموت
بعداً للغبار والأقبية
........
صديقتي
ألفناك مذ طفولتنا
مدينة للأرواح والكلام اللذيذ
سيدة المدائن وهبة السماء