| القصدية : تعريفها وتاريخها | |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: القصدية : تعريفها وتاريخها 2010-01-29, 19:42 | |
| للاطلاع على المدارس اللسانية اضغط هنا
القصدية : تعريفها وتاريخها ( الفصل الثاني من كتاب د.صلاح إسماعيل: نظرية جون سيرل في القصدية؛ دراسة في فلسفة العقل، حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية -جامعة الكويت) 1- تعريف القصدية: القصدية هي قدرة العقل على أن يوجه ذاته نحو الأشياء ويمثلها، وهي خاصية للعقل "يتجه" عن طريقها إلى الأشياء في العالم أو " يتعلق بها". والحالات العقلية تكون قصدية بمعنى أنها تكون حول شيء ما about something، وموجهة نحو شيء ما directed toward something، وتمثل شيئاً ما represent something . وفي هذا التعريف الموجز تتضح ثلاث أفكار، الأولى أن القصدية خاصية عقلية، والثانية أن القصدية ببساطة هي توجه directedness أو تعلقaboutness ، والثالثة أن مهمة القصدية هي التمثيل العقلي mental representation> ويعرفها سيرل بقوله: " القصدية هب تلك الخاصية لكثير من الحالات والحوادث العقلية التي تتجه عن طريقها إلى الأشياء وسير الأحوال في العالم أو تدور حولها أو تتعلق بها" (1) والقصدية تبعاً لهذا التعريف تتضمن ظواهر عقلية كثيرة مثل الاعتقاد، والرغبة، والقصد، والأمل، والخوف، والحب، والكراهية، والرغبة الجنسية، والتذكر، والإدراك الحسي، ونحو ذلك. فأنت عندما تملك اعتقاداً، فلابد من أن يكون اعتقادك بأن كذا وكذا هو الواقع، أي أنك تعتقد في شيء ما، وعندما تنازعك رغبة، فلابد من أن ترغب في فعل شيء أو حدوث شيء ما، وعندما تملك قصداً، فلابد من أن يكون قصداً لفعل شيء ما. وعندما تأمل، فإنك تأمل في تحقيق شيء ما، وعندما تخاف، فلابد من أن تخاف من شيء ما. وعندما ترى، فلابد من أن ترى شيئاً ما. وعندما تسمع أو تشم. فإنك تسمع أو تشم شيئاً. وقل مثل هذا عن مجموعة كبيرة من الحالات العقلية. |
|
| |
آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: رد: القصدية : تعريفها وتاريخها 2010-01-29, 20:23 | |
| وهكذا يستطيع المرء أن يحيط بعناصر مفهوم القصدية من خلال تقديم جملة من الملاحظات(2): 1- يوجد في الوعي شيء ما أمام العقل. 2- يملك العقل قدرة على توجيه ذاته نحو الأشياء. 3- الأحداث الواعية تكون موجهة نحو الأشياء أو تملك إشارة إليها. 4- الأحداث الواعية تكون "حول" الأشياء. 5- نحن لا نعتقد فحسب، أو نرغب فحسب، أو نرى فحسب، وإنما نعتقد في شيء ما، ونرغب في شيء ما، ونرى شيئاً ما. 6- نستطيع الاعتقاد فيما لا يكون واقعياً، ونرغب فيما لايوجد، وهلم جرا. ونحن في حاجة إلى أن نرفع اللبس ونزيل الخلط من حالتين من حالات الخلط الممكنة التي تحيط بمصطلح القصدية، وتحول بيننا وبين الإدراك الصحيح لمعناه. الحالة الأولى أن مصطلح القصدية يبدو كما لو كان يرتبط ارتباطاً جوهرياً بالفكرة العادية عن القصد intention والحالة الثانية هي الخلط بين القصدية intentionality والمفهومية intensionality والمفهومية ملمح لسياقات منطقية ولغوية معينة. وتشترك اللغة العربية مع الإنجليزية في المعاناة من الخلط في الحالة الأولى وذلك لاقتراب البنية الصوتية للكلمتين "القصدية" و "القصد" في اللغتين معاً. أما الخلط الثاني فهو أظهر في الإنجليزية أكثر من العربية، وسر ذلك أن الكلمتين intentionality و intensionality تنطقان بطريقة واحدة في الإنجليزية، وهذا الخلط دفع الفلاسفة إلى التمييز بينهما، وقد أحسن سيرل صنعاً عندما نبه على ضرورة التمييز في الحالتين. يقول سيرل: "مفهوم القصدية مصدر لنوعين من الخلط، فأما النوع الأول فيتمثل في وجود إغراء لخلط القصدية intentionality وتعني قدرة العقل على تمثيل الأشياء وحالات الأشياء في العالم بالمفهومية intensionality وهي خاصية لجمل معينة عن طريقها تخفق الجمل في أنواع معينة من الاختبارات بالنسبة للماصدقية extensionality ، وأما النوع الثاني من الخلط بالنسبة للمتكلمين بالإنجليزية فهو الافتراض الخاطيء الذي مؤداه أن القصدية باعتبارها مصطلحاً فنياً في الفلسفة لها علاقة خاصة ما بالقصد بالمعنى العادي، الذي فيه، على سبيل المثال، يقصد المرء الذهاب إلى السينما هذه الليلة، والقصد بالمعنى العادي هو مجرد صورة واحدة من القصدية، بالإضافة إلى الاعتقاد، والرغبة، والأمل، والخوف، وهلم جرا" (3). وأحسب أن التمييز بين القصدية بالمعنى الفلسفي و"القصد" بالمعنى العادي قد بات واضحاً الآن. صحيح أن هناك علاقة بين فكرة القصدية وفكرة القصد العادية، ذلك لأنني إذا قصدت أن أعد الغداء لنفسي، فمن الطبيعي التفكير في أنني أمثل هذا الفعل لنفسي؛ أي أن القصد يعد\ حالة تمثيلية ومن ثم قصدية. ولكن وجود هذه العلاقة لا يدفعنا إلى القول بوجود صلة فلسفية جوهرية بين الفكرتين. فالقصد حالة خاصة للعقل- على خلاف الاعتقاد، والرغبة، والأمل، والخوف- يؤدي دوراً متميزاً في دراسة أسباب الأفعال، أما القصدية فهي ملمح عام لحالات عقلية مختلفة كثيرة، فالاعتقادات، والرغبات، والآمال، والأحكام، والمقاصد تظهر جميعاً القصدية. وإن شئت عبارة موجزة، قل إن القصد لا يزيد على أن يكون مجرد صورة واحدة من صور القصدية الكثيرة. ويستطيع سيرل في كتاب "القصدية" (4) أن يكتب كلمة القصدية intentionality بحرف I كبير لتدل على قصدية حالاتنا العقلية ويميزها من القصدية بمعنى " أنا أقصد أن أذهب إلى الجامعة غداً" وإن كان قد تخلى عن ذلك في كتاباته المتأخرة. ويستطيع بعض الباحثين مثل صيل جوتنبلان أن يقترح مصطلحه الجديد أكثر وضوحاً وأعظم تصويراً وأقل قلقاً من القصدية. أما أنا فلا أرىمن ذلك شيئاً، وإنما أرى أن توضيح المفاهيم مهمة أساسية من مهام الفيلسوف وعندها لن تتداخل معاني المصطلحات والمفاهيم بعضها مع بعض. أما الخلط بين "القصدية" و"المفهومية" فيحتاج منا إلى شيء من الجهد لإزالته. وأول ما يجب أن نفعله هو النظر في التمييز المنطقي بين المفهوم intension والماصدق extension . فأما الماصدق فهو مجموع الأفراد أو الأشياء التي تدخل تحت ما هو كلي، ومن ثم فإن ماصدق الحد أو المحمول هو فئة الأشياء التي ينطبق عليها الحد أو المحمول. وماصدق "أزرق" هو فئة الأشياء الزرقاء، وماصدق الحد المفرد هو الشيء الذي يشير إليه. وأما المفهوم فهو جملة الصفات التي تكفي لتعريف لفظ ما أو تحديد معنى كلي. وهنا نجد أن مفهوم كلمة "إنسان" هو الحياة والنطق، ومن ثم جاء تعريف الإنسان بأنه حيوان ناطق، وإذا كان المفهوم يقوم في مقابل الماصدق، فإن المفهومية intensionality هي اللاماصدقية non-extensionality> |
|
| |
آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: رد: القصدية : تعريفها وتاريخها 2010-01-29, 20:41 | |
| يقول سيرل: " المفهومية هي خاصية لفئة معينة من الجمل، والعبارات، والكائنات اللغوية الأخرى. يقال إن الجملة مفهومية إذا أخفقت في استيفاء معايير معينة للماصدقية. معايير مثل قابلية الاستبدال للتعبيرات المتطابقة والتعميم الوجودي" (5). والسياق اللغوي أو المنطقي يكون مفهومياً عندما لايكون ماصدقياً. والسياق الماصدقي هو الذي نطبق عليه المبدأين التاليين تطبيقاً صادقاً (6) 1- مبدأ الاستبدال المتبادل للتعبيرات المشتركة في الإشارة. The principle of intersubstitutivty of co-referring expressions. 2- مبدأ التعميم الوجودي The principle of existential generalization والسياق المفهومي هو الذي نعجز عن أن نطبق فيه هذين المبدأين. وربما بدا الأمر صعباً ومعقداً تماماً إذا وقفنا عند اسم المبدأين، ولكننا لو نظرنا إلى الأفكار الكامنة خلفهما، لوجدنا أنها بسيطة حقاً. الفكرة الكامنة وراء مبدأ الاستبدال المتبادل تقول إذا كان الشيء له اسمان (ق) و (ك)، وتقول شيئاً صادقاً عنه مستعملاً (ق)، فإنك لا تستطيع أن تحول هذا الصدق إلى كذب باستبدال (ك) بـــ(ق). ولنضرب لذلك مثلاً يوضحه، الاسم الأصلي لـــــ "بنت الشاطئ" هو "الدكتورة عائشة عبد الرحمن". ونظراً لأن الاسمين يشيران إلى شخص واحد. فإنك لا تستطيع أن تغير العبارة الصادقة ألفت بنت الشاطئ كتاب "نساء النبي" إلى عبارة كاذبة عن طريق استبدال الدكتورة عائشة عبد الرحمن ببنت الشاطئ؛ لأن العبارة : ألفت الدكتورة عائشة عبد الرحمن كتاب "نساء النبي" صادقة بصورة متساوية، وبطريقة مماثلة، لا تستطيع أن تحول العبارة الكاذبة التالية: ألفت بنت الشاطئ كتاب "عبقرية محمد" إلى عبارة صادقة عن طريق استبدال الدكتورة عائشة عبد الرحمن "عبقرية محمد"، ستكون العبارة كاذبة أيضاً. والحدان " بنت الشاطئ" و"الدكتورة عائشة عبد الرحمن" مشتركان في الإشارة co-referring terms؛ بمعنى أنهما يشيران إلى شخص واحد. ويمكن استبدال أحدهما بالآخر دون أن يغير ذلك من صدق الجملة أو كذبها اللذين يظهران فيها. ومن هنا يمكن أن نعبر عن صيغة المبدأ الأول السابقة بصيغة أكثر وضوحاً وتفصيلاً : إذا كان السياق ماصدقياً، فإن الحدين المشتركين في الإشارة يمكن استبدال أحدهما بالآخر مع الاحتفاظ بقيمة الصدق. ويسمى هذا المبدأ أحياناً " مبدأ الاستبدال مع الاحتفاظ بقيمة الصدق" substitutivity salva ventate. |
|
| |
آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: رد: القصدية : تعريفها وتاريخها 2010-01-31, 13:24 | |
| ولكن تأمل الحالة التي يخفق فيها هذا المبدأ. هب أن شخصاً ما، محمد مثلاً، يعتقد أن بنت الشاطئ ألفت كتاب "نساء النبي"، ومع ذلك يجهل الاسم الأصلي لبنت الشاطئ، في هذه الحالة نجد أن العبارة يعتقد محمد أن بنت الشاطئ ألفت "نساء النبي" صادقة، على حين أن العبارة: يعتقد محمد أن الدكتورة عائشة عيد الرحمن ألفت "نساء النبي" . كاذبة. إن استبدال الحدود المشتركة في حالة الاعتقاد هذه لا يحفظ الصدق. والسبب في إخفاق مبدأ الاستبدال مع الاحتفاظ بقيمة الصدق في الإشارة في حالات معينة - وبصورة بارزة في الجمل المتعلقة بالاعتقادات والحالات العقلية الأخرى - هو الاهتمام الأساسي في فلسفة اللغة. ولسنا في حاجة إلى الإسهاب في أسباب هذا الإخفاق الآن. وحسبنا أن نقول: إن تطبيق هذا المبدأ هو سمة للماصدقية. والآن انظر إلى المبدأ الثاني وهو التعميم الوجودي، تجد أنه يقول: إننا نستطيع أن نستدل على وجود شيء من العبارة المتعلقة به. ولنضرب لذلك مثلاً يوضحه. من العبارة: ألف العقاد " عبقرية محمد" ، نستطيع أن نستدل على العبارة هناك شخص ألف "عبقرية محمد" هو العقاد. وهذا يعني أنه إذا كانت العبارة الأولى صادقة، فإن العبارة الثانية صادقة أيضاً. ولكن السياق المفهومي يخفق فيه مبدأ التعميم الوجودي، وسبب ذلك أن بعض العبارات المتعلقة بالاعتقادات لا ينطبق عليها هذا المبدأ. فالعبارة: يعتقد محمد أن الغولة كائن مخيف. يمكن أن تكون صادقة، على حين أن العبارة التالية كاذبة من غير شك: توجد الغولة التي يعتقد محمد أنها كائن مخيف. |
|
| |
آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: رد: القصدية : تعريفها وتاريخها 2010-01-31, 13:37 | |
| خذ مثلاً ثانياً يوضح إخفاق مبدأ التعميم الوجودي في التطبيق على السياق المفهومي. لا يمكن أن نستنتج من الجملة " أنا أريد عنقاء" الجملة "توجد العنقاء التي أريدها". ونستطيع إيجاز الأفكار السابقة في القول : المفهومية intersionality ملمح للجمل، وتكون الجملة مفهومية عندما تكون لاماصدقية non-exensional ، وتكون لاماصدقية عندما يمكن أن يخفق أحد المبدأين، أو يخفقا معاً، في التطبيق عليها. لاحظ أنني أقول يمكن أن يخفق أحد المبدأين في التطبيق ولم أقل لابد من أن يخفقا في التطبيق. وبطبيعة الحال، هناك حالات كثيرة نستطيع فيها استبدال التعبيرات المشتركة في الإشارة في جمل الاعتقاد. وهناك حالات كثيرة نستطيع فيها استنتاج وجود شيء ما من جملة الاعتقاد التي تتحدث عن هذا الشيء. نستطيع أن نستنتج من العبارة : "يعتقد محمد أن الأهرامات الثلاثة في مدينة الجيزة". ولكن النقطة هنا هي أننا لا نملك "ضماناً" ببقاء هذين المبدأين بالنسبة لجميع جمل الاعتقاد والسياقات المفهومية الأخرى. وبعد أن وقفنا على معنى المفهومية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن ويتطلب منا جواباً هو: ما علاقة هذه المفهومية بالقصدية؟ |
|
| |
آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: رد: القصدية : تعريفها وتاريخها 2010-01-31, 13:47 | |
| هناك علاقة واضحة عند النظرة الأولى. فالأمثلة التي استعملناها للجمل التي تظهر المفهومية كانت عبارة عن جمل حول الاعتقادات. ومن الطبيعي افتراض أن مبدأ الاستبدال للحدود المشتركة في الإشارة يخفق ويتعطل تطبيقه هنا. والسبب في ذلك أن السؤال عما إذا كانت جملة الاعتقاد صادقة لا يعتمد فقط على الشيء الذي يمثله الشخص المعتقد، وإنما يعتمد على " الطريقة" التي يمثل بها الشيء. محمد يمثل بنت الشاطئ على أنها بنت الشاطئ وليس على أنها الدكتورة عائشة عبد الرحمن، وهكذا تبدو المفهومية وكأنها نتيجة لطبيعة التمثيل المتضمن في الاعتقاد. إذن . ربما تكون مفهومية "جمل" الاعتقاد" نتيجة لقصدية الاعتقادات ذاتها. وقل مثل هذا عن إخفاق مبدأ التعميم الوجودي. إن إخفاق هذا المبدأ في حالة جمل الاعتقاد ربما يكون نتيجة طبيعية للحقيقة القائلة: إن التمثيلات يمكن أن تمثل أشياء لا توجد. والحقيقة القائلة: إننا نستطيع أن نفكر في أشياء لا توجد ربما تكون إحدى السمات المعرفية للقصدية. وهكذا ، مرة أخرى، فإن مفهومية "جمل" الاعتقاد - مثلاً- هي نتيجة لقصدية الاعتقادات ذاتها. |
|
| |
آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: رد: القصدية : تعريفها وتاريخها 2010-01-31, 14:05 | |
| هذا هو القدر الذي نستطيع أن نمضي به في الربط بين فكرتي المفهومية والقصدية. ولكن هناك سبب يجعلنا لا نستطيع ربط الفكرتين على نحو أبعد من ذلك، ألا وهو: يمكن أن توجد مفهومية من غير قصدية (تمثيل) There can be intersionality without intertionality (represntation).i وهذا يعني أنه من الممكن أن توجد مفهومية ولكنها لا تملك شيئاً يتعلق بالتمثيل العقلي. والأمثلة المشهورة لذلك هي الجمل التي تتضمن أفكار الإمكانية possibility والضرورة necessity. والقول إن شيئاً ما يكون هكذا بصورة ضرورية - بهذا المعنى - هو القول إنه لا يمكن أن يكون بطريقة أخرى. ومن الجملتين الصادقتين: التسعة هي بالضرورة أكبر من الخمسة عدد الكواكب تسعة. لا نستطيع استدلال أن: عدد الكواكب هو بالضرورة أكبر من الخمسة. مادام أنه ليس صادقاً بالضرورة أن توجد تسعة كواكب فمن الممكن أن توجد أربعة كواكب أو تسعة. وهكذا فإن مبدأ استبدال الحدود المشتركة في الإشارة ("تسعة" و"عدد الكواكب" ) يخفق، ولكن ليس بسبب أي شيء يتعلق بالقصدية أو التمثيل العقلي. وبعبارة أخرى نحن أمام حالة مفهومية ولكنها لا ترتبيط بالقصدية. ومادمنا نستطيع امتلاك المفهومية من غير إشارة إلى القصدية، فإن المفهومية ليست كافية لوجود القصدية. وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على أن المفهومية شيء والقصدية شيء آخر. وأن التمييز بينهما ضروري، والخلط بينهما من التباس الفكر، وأن المفهومية لايمكن أن تكون معياراً للقصدية . |
|
| |
أبوخميس .عضو مشارك
عدد المساهمات : 16 نقاط : 16 تاريخ التسجيل : 09/06/2010
| موضوع: رد: القصدية : تعريفها وتاريخها 2010-06-10, 00:28 | |
| شكرا لك أخي الكريم على هذه الإيضاحات حول مفهوم القصدية |
|
| |
| القصدية : تعريفها وتاريخها | |
|