الحرب على القرآن.. و المحاولة الأخيرة
بقلم : السيد إبراهيم أحمد
’’ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ’’
هذه هي الآية التاسعة من (سورة الحجر) في القرآن الكريم وهي وعد ٌمن الله الذي أنزله بأن يحفظه , ولم يكن في مقدور سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ولا أحد من البشر من بعده أن ينفذ هذا الوعد , وإنما كان حفظه بمحض قدرة الله , والواقع الذي نعيشه يؤكد أن الوعد قد تم ويزدادُ الإعجاز عبر الزمان من كل جهة , فإن القرآن لم يُحفظ ْفي المكتبات بعيداً عن الناس , بل حَفِظَهُ الأطفال بالملايين في كل مكان , وزاد من الإعجاز أن حفظه من لم يتعلم العربية ولم يعرف فيها كلمة واحدة .
… وقد تعرض القرآن الكريم ولا يزال يتعرض لمحاولات التحريف , ومحاولات الترجمة الخاطئة السيئة النية , أو محاولة تقليده بسئ الكلام وركيكه فلم يزحزحه هذا عن مكانته ولم يؤثر فيه , ولم تفلح كل تلك المحاولات متفرقة ومجتمعة في نيل غرضها :
(1) قالوا أن الذي علم سيدنا محمد هو ورقة بن نوفل إبن عم زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها وأنه هو الذى هيأه وأنشأه للنبوة ، والتاريخ يُكَّذب كل هذا فورقة مات قبل بعثة النبى صلى الله عليه وسلم .
(2) الإدعاء بأن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هو الذي ألف القرآن ، فقد استقي طريقة القرآن ونظمه من سجع الكهان السابق قبل الإسلام , وهذه الدعوة أُستحدثت بشكل أخر علي يد المستشرقين إذ يؤكدون أنه من تأليف سيدنا محمد بدعوي أن الله لم يتحدث العربية , فهو يعتبر كتاب بشري عرضة للنقد والتبديل , ويقدمون الدليل علي ذلك من اختلاف الخصائص الأسلوبية للسور المكطية والمدنية في القرآن ؛ فيعتبرون إختلاف الأساليب بين العهدين من حيث قصر العبارات واللهجة الشديدة في تقرير أوصاف العقاب والثواب , وتكرار الآيات في العهد الأول , ورواية قصص الأنبياء, والإكثار من جدل اليهود والنصاري في العهد الأخير , ثم يقولون قول أخر:أن القرآن نزل بالمعني , وأن الرسول صلي الله عليه وسلم صاغه بألفاظه.
(3) كذلك ظهرت الإفتراءات في صدر البعثة من مُدََّعي النبوة : مسيلمة الكذاب , ومن الأسود بن كعب العنسى وسجاح التميمية وطليحة الأسدي, وظهر لمسيلمة قرآناً مقلداً ومحاكياً جرس القرآن ونظم القرآن مع تبديل الكلم .
(4) محاولة الشيعة لتحريف القرآن.
(5) محاولة أبي العلاء بن المعري معارضة القرآن الكريم وذلك عبر كتاباً له أسماه : ( الفصول والغايات) وشهد معظم البلاغيين إن لم يكن كلهم بأن المعرى قد فقد قوته كلها في كتابه وخرج علي قدر غير معقول من الركاكة والنزق اللغوي , وقد سأله الناس : لما لا نجد علي كتابك طلاوة كالتي نجدها في القرآن ؟ فأجاب: أقرأوه أربعمائة سنة في المحاريب تجدون له طلاوة , وقد أعمي الله بصره وبصيرته حين لم يدرك أن طلاوة القرآن لم تأت من إلف الناس له لتعودهم قراءته , ولكن لأن حلاوته وطلاوته نزلت معه حينما نزل , ولقد شهد بذلك الوليد بن المغيرة وكان كافراً ولم يسلم وحكم بحكم من أول مرة سمعه ولم يردده عن كفر أو إيمان حين قال : ( إن له لطلاوة , وإن عليه لحلاوة , وإن أعلاه لمثمر , وإن أسفله لمغدق , وما يقول هذا بشر ) .
(6) وقد جاءت محاولة ابن المقفع ـ مترجم كتاب كليلة ودمنة ـ ليحاول ما حاوله المعرى في كتاب له أسماه (الدرة اليتيمة ) أصغر حجماً من كتاب الفصول والغايات للمعرى, ولم يُفلحْ كصاحبه وسابقه .
(7) وظهرت فرقة جديدة من فرق الشيعة تسمى ( البهائية ) , ومؤسسها يدعو نفسه خاتم الرسل وأن له ديناً جديداً , وأن الله أنزل عليه كتاباً سماه ( الأقدس ) أي إذا كان كتاب الله ( القرآن ) مقدس , فهذا الأفضل ( الأقدس ) أتي فيه هذا الأفاك عميل الخنازير بكلام أهون من المحاولات السابقة عليه , وقد أذاقه الله وبال زيفه وكذبه بأن أماته محبوساً مجنوناً سنوات لم يفلح معه العلاج .
(8) محاولة السيد / رشاد خليفة الذي ظهر في الثمانينات من القرن الماضي , وقد بَشَّر أن القرآن مبني علي نظام حسابي يعتمد علي رقم [ 19], واتضح بعد هذا علاقته بالبهائيين , وانتهي الأمر به مُدَّعياً للنبوة , وقد خاطب بهذه الصفة كل الملوك والرؤساء بإمضاء رشاد خليفة رسول الله .
(9) – وجاء عصرنا الحديث بأسماء كثيرة حاولت هدم القرآن , فعلها : بيرم التونسي الزجال والشاعرالمعروف وأعلن توبته بعد ذلك , وحاولها وما زال سلمان رشدي الكاتب الهندي مؤلف ( آيات شيطانية ) , والروائية البنغالية نسرين التي نعتت القرآن بالعار.
(10)- أما محاولة الإستهانة بالقرآن وتحقير ديانة الإسلام وإحتقار معتنقيها فقد جاءت علي يد الصومالية المسلمة إسلاماً قبلياً لا إسلاماً حقيقياً معرفياً سعت لكي تتفهمه لا أن تهاجمه , المدعوة : ( أيان هيرسي علي ) حين هربت من زوجها بالصومال لهولندا وإلتقائها بالمخرج تيوفان جوخ الذي يصب سماً علي الإسلام وصورا معاً فيلماً وهي عارية وعلي ظهرها أثار الجلد ومكتوب عليه آيات من القرآن ، وهذه القذرة مازالت تعمل ضد الإسلام وقد عينوها فى منصب قيادى ، وتستعد لتصوير فيلم عن الإسلام باسم : العار، قَبَّحها الله .....
(11) – ثم تأتي إلي المحطة الأخيرة ـ كما نظنهاـ ولكنها الأخيرة من خلال أحداثها فهي قد بدأت مع بداية القرن الحالي ألا وهي محطة ( الفرقان الحق ) المزعوم وهو كتاب ألفه أنيس سورس مسيحي من فلسطين ومنهم من يسميه طفل يهودي بائس , يقع في 366 صفحة و77 سورة وأختار أسماء له تشبه أسماء سور القرآن تبدأ بسورة الفاتحة ومنها المحبة , المسيح , الزنا , الماكرين , الأضحي , وهو مترجم للعربية , وهو مُبتدأ بمقدمة مسمومة ترسخ وتؤصل للخلط العقائدي وحرية الأديان , وهذا الذي صدر هو الجزء الأول , وسيتبعه جزءٌ ثانٍ 300 صفحة ، وجزء ثالث 257 صفحة ، ورابع 301 صفحة .
… إن أحد مفكري هذا المشروع الشيطاني يقول : إنه في خلال العشرين عاماً القادمة يجب أن يتخلص كوكب الأرض من دين الإسلام وألا يكون هناك مسلم واحد إلا وقد حوصر في أفكاره وعقيدته فيعود الصليب من جديد معانقاً لشعار داود ( نجمة داود ) وقد بدأت حملة واسعة تحمل اسم ( لا للقرآن …ونعم للفرقان ) تمهيداً لمنع طباعة القرآن الكريم ومنع تدريسه أو بثه عبر وسائل الإعلام ومعاقبة كل من يردد آياته .
وهاهى الأيام تسفر عن جزء من أحلامهم الرخيصة العفنة ، فيظنون أنهم بحرق المصحف حرقوا القرآن .. وهم الواهمون .. وسيخسرون .
فهل تساؤل الأنبا بيشوي ـ سكرتير المجمع المقدس لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في مصر ـ في نص محاضرته التى وزعت ضمن الكتيب الرسمي لمؤتمر تثبيت العقيدة الذى انعقد بالفيوم : عما إذا كانت بعض آيات القرآن الكريم "قد قيلت وقتما قال نبي الإسلام القرآن أم أضيفت فيما بعد في عهد عثمان"، ودعا إلى مراجعتها... هل هذه خطوة ضمن الخطة والخطوات المحسوبة التى تسير على نفس النهج اليهودى أو الصليبى الغربى ، أم تنفيذاً لما جاء بكتاب بابا الكنيسة الأرثوذكسية : ( المسيحية والقرآن ) فى محاولة منه لتسريع خطوات محاصرة القرآن ووأده فى قلوب المسلمين .....؟
فهل يكون ما يريدون ....؟
يظنون أنهم سينتصرون , ويتصورون أننا الإرهابيون ,إنهم مجرمون , واهمون مهزومون , مخذولون , والإسلام والقرآن والمسلمون رغم أنفهم باقون .[b]