1 ـ قول النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الأنصار: « إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ »
وهو جزء من حديث طويل أخرجه مسلم في صحيحه، والحديث كاملا هو: ((عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ فَإِذَا هُوَ بِأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ « مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ ». قَالاَ الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « وَأَنَا وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لأَخْرَجَنِى الَّذِى أَخْرَجَكُمَا قُومُوا ». فَقَامُوا مَعَهُ فَأَتَى رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِى بَيْتِهِ فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ قَالَتْ مَرْحَبًا وَأَهْلاً. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَيْنَ فُلاَنٌ ». قَالَتْ ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ. إِذْ جَاءَ الأَنْصَارِىُّ فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَصَاحِبَيْهِ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّى - قَالَ - فَانْطَلَقَ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ فَقَالَ كُلُوا مِنْ هَذِهِ. وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ ». فَذَبَحَ لَهُمْ فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ »))
2ـ ـ قوله صلى الله عليه وسلم
فإياك وكرائمَ أموالهم )
جزء من حديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، والحديث كاملاً ((عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ « إِنَّكَ سَتَأْتِى قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ
فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ » )) (صحيح البخاري، وصحيح مسلم)
قال ابن حجر في فتح الباري: (5/123) (قَوْلُهُ : ( فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ ) )
كَرَائِمَ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ لَا يَجُوزُ إِظْهَارُهُ قَالَ اِبْنُ قُتَيْبَةَ : وَلَا يَجُوزُ حَذْفُ الْوَاوِ ،
3 ـ قول النبي صلى الله عليه وسلم (إياكم والجلوسَ في الطرقات)
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِى الطُّرُقَاتِ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ ». قَالُوا وَمَا حَقُّهُ قَالَ « غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلاَمِ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ ». (صحيح البخاري وصحيح مسلم)
قال ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري(7/389 ـ المكتبة الشاملة): (( - قَوْلُهُ : ( إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ ) بِالنَّصْبِ عَلَى التَّحْذِيرِ ))
قال العيني في (عمدة القاري شرح صحيح البخاري: 19/296 ـ المكتبة الشاملة ـ): ((قوله إياكم والجلوسَ بالنصب على التحذير أي اتقوا الجلوس واتركوه على الطرقات))
4 ـ قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها (وإياك والعنفَ والفُحْشَ).
(عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها أَنَّ يَهُودَ أَتَوُا النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ . فَقَالَتْ عَائِشَةُ عَلَيْكُمْ ، وَلَعَنَكُمُ اللَّهُ ، وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ . قَالَ « مَهْلاً يَا عَائِشَةُ ، عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ ،
وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ » . قَالَتْ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ « أَوَلَمْ تَسْمَعِى مَا قُلْتُ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ ، فَيُسْتَجَابُ لِى فِيهِمْ ، وَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِىَّ » ) (صحيح البخاري) ـ قوله صلى الله عليه وسلم (عليكِ بالرفق) أسلوب إغراء
5 ـ قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإياك واللو)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة يَبْلُغ بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الْمُؤْمِن الْقَوِيّ خَيْر وَأَحَبّ إِلَى اللَّه مِنْ الْمُؤْمِن الضَّعِيف ، وَفِي كُلّ خَيْر . اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعك ، وَلَا تَعْجِز فَإِنْ غَلَبَك أَمْر فَقُلْ قَدَّرَ اللَّه وَمَا شَاءَ اللَّه ،
وَإِيَّاكَ وَاللَّوْ فَإِنَّ اللَّوْ تَفْتَح عَمَل الشَّيْطَان " (صحيح البخاري)
فائدة في معنى (وإياك واللوَّ)، وحكم دخول الألف واللام على "لو": ((قَالَ الْقَاضِي عِيَاض يُرِيد " مَا يَجُوز مِنْ قَوْل الرَّاضِي بِقَضَاءِ اللَّه لَوْ كَانَ كَذَا لَكَانَ كَذَا "
فَأَدْخَلَ عَلَى " لَوْ " الْأَلِف وَاللَّام الَّتِي لِلْعَهْدِ وَذَلِكَ غَيْر جَائِز عِنْد أَهْل الْعَرَبِيَّة ، لِأَنَّ لَوْ حَرْف وَهُمَا لَا يَدْخُلَانِ عَلَى الْحُرُوف ، وَكَذَا وَقَعَ عِنْد بَعْض رُوَاة مُسْلِم " إِيَّاكَ وَاللَّوْ فَإِنَّ اللَّوْ مِنْ الشَّيْطَان " وَالْمَحْفُوظ " إِيَّاكَ وَلَوْ فَإِنَّ لَوْ " بِغَيْرِ أَلِف وَلَام فِيهِمَا ، قَالَ : وَوَقَعَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاء تَشْدِيد وَاو " لَوْ " وَذَلِكَ لِضَرُورَةِ الشِّعْر اِنْتَهَى . وَقَالَ صَاحِب الْمَطَالِع :
لَمَّا أَقَامَهَا مَقَام الِاسْم صَرَفَهَا فَصَارَتْ عِنْده كَالنَّدَمِ وَالتَّمَنِّي )) ( ينظر: فتح الباري 20/283 ـــ المكتبة الشاملةـ)
6 ـ (فإياك أن تكون منهم)
عن الحسن أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- - دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَقَالَ أَىْ بُنَىَّ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ
فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ». فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-. فَقَالَ وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ إِنَّمَا كَانَتِ النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ وَفِى غَيْرِهِمْ. (صحيح مسلم)
ـ في معنى الحُطَمة: قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث ( هو العنيف برعايَة الإبل في السَّوْق والإيراد والإصْدار ويُلْقِي بعضها على بعض ويَعْسِفُها . ضَرَبه مَثَلا لِوَالي السُّوء . ويقال أيضا حُطَمٌ بلا هاء ) ( النهاية في غريب الحديث (حطم): 1/944 ـ المكتبة الشاملة )
7 ـــــ (القبرَ القبرَ)
ورأى عمر أنس بن مالك يصلي عند قبر فقال القبرَ القبرَ ولم يأمره بالإعادة (صحيح البخاري)
قل ابن حجر: (2/147): (" وَقَوْله " الْقَبْرَ الْقَبْرَ " بِالنَّصْبِ فِيهِمَا عَلَى التَّحْذِير )
قال العيني في عمدة القاري: (6/452): قوله القبرَ القبرَ منصوب على التحذير يجب حذف عامله وهو اتق أو اجتنب