السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي موضوع عن اللسانيات التداولية
اخترت لبحثي تأصيل نظرية أفعال الكلام في الدراسات اللغوية العربية من خلال بعض الظواهر الإنشائية
ولدي استفسار عن علاقة الدراسات اللسانية بالقرآن الكريم خصوصا أن بعض الباحثين المعاصرين في اللسانيات التداولية تحديدا ينسب القصور في أبحاث القدماء إلى اعتمادهم على النص القرآني ومحاولة تقوية المعنى المراد من (القرآن الكريم ) وإظهار إعجازه النظمي "ولكون هذه الدراسات كانت تنطلق من المعاني (الحقائق)بدل الانطلاق من المعاني الفرضيات ،حيث طوقت هذه الحقائق مناهج بحثهم بمفاهيم التفسير والتأويل التي تخدم المعطيات الموجودة قبليا بدل البحث عن الفرضيات الممكنة وتطويرها إلى فرضيات أخرى وهذا ما حاولته الدراسات المعاصرة في مقاربتها ومناهجها...ونعني بذلك النظرية التداولية التي درست مكونات اللغة وآلياتها بطرق جديدة تجاوزت بها البحث عن المعنى وتقويته إلى افتراض معاني أخرى مرتبطة بسياق مفترض ومرتقب" .....
س1/هل تتعارض هذه الافتراضات والآليات الحديثة مع لغة القرآن بأي حال من الأحوال أم أنها تتفق مع النص القرآني وتكون بذلك مدخلا لإظهار الإعجاز القرآني واستيعابه لما هو حديث ؟
س2/ هل يمكن مساعدتي في الحصول على ايميل متخصص في التداوليات ؟

مرحبا بك أستاذة آمال
وشكرا للرّد سعدّت به جدا و سعدت أكثر لكونك متخصصة في هذا المجال
أولا مما لاشك فيه أنّ الدراسات اللغوية العربية قامت على خدمة القرآن الكريم وهذا ما أكسبها مزية البقاء والخلود...ومما لا شك فيه أيضا أن هذه الدراسات اللغوية العربية قد أفضت باللغوي العربي إلى مجالات أوسع أسس من خلالها وبشكل مبكر وذكي أبعد الحدود للدراسات اللسانية
وهذا ما يجعلنا نقف اليوم في أبحاثنا على هذه التقاطعات اللغوية العربية القديمة واللسانيات الحديثة والتي أثبتت مدى الدقة في الدراسات العربية
وصحيح عزيزتي ما ذكرتِه( أن جل الباحثين يرجعون الفضل لدراسة النص القرآني في تطور الدراسات اللغوية العربية ، وحتى الغرب اعترفوا بذلك)
إلا أنني وكما قلت البعض منهم فقد صادفت فئة من الباحثين يشيرون إلى هذا الأمر بتلميح أو تصريح من خلال مقالات علمية كثيرة إلا أنني للأسف لم أحتفظ بها ولكن المرجع الأخير الذي أطلعت عليه وهو ما دفعني لطرح هذا التساؤل بين متخصصين في مجال التداوليات هو كتاب عندما نتواصل نغير مقاربة تداولية معرفية لآليات التواصل والحجاج للدكتور عبد السلام عشير ص 81
وبما أن عملي يقوم على عملية التأصيل فأنا أقف عند حدود الشبه والخلاف وأسباب ذلك وأظهر موازنات من خلال كلا الطرحين العربي والغربي في دراسة بعض الظواهر الإنشائية
وكنت أتعجب جدا حين ينسب القصور في الدراسات النحوية والبلاغية إلى الاقتصار والاعتماد المباشر على النص القرآني ....مع العلم أني سأطبق ظاهرة الفرضية الإنجازية تحديدا على الشواهد القرآنية وأتمنى أن لا أجد مستقبلا ما يتعارض مع هذا التطبيق بأي صورة لم تظهر لي الآن وأرجو أن أحظى بتوضيح منكم