منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك حتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةحتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرحتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورحتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةحتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةحتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودحتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرحتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة حتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناحتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة حتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبحتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرحتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبحتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارحتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 حتى أنت يا ليلى..!

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بسمة الصيادي
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
لبنان

عدد المساهمات :
1

نقاط :
3

تاريخ التسجيل :
08/12/2010


حتى أنت يا ليلى..! Empty
مُساهمةموضوع: حتى أنت يا ليلى..!   حتى أنت يا ليلى..! I_icon_minitime2010-12-08, 23:19

حتى أنت يا ليلى...!

دخل بثوبه الأبيض الطويل يحمل ملفا بيده، ألقى تحية الأطباء الفريدة من نوعها مع ابتسامة عريضة:

-هل أنت مرتاح على هذا المقعد؟

-لم تسألنا الحياة يوما إن كنا مرتاحين على مقاعدها أم لا .. ومع ذلك أجلستنا ..

-أولم تكن هناك مقاعد من اختيارك؟

-لو كان هناك أمر بسيط من اختيارنا ، لما رأيتني هنا .

- ولم أنت هنا؟

- جئتك ؛ علّك تلملمني ، فأنا مبعثر .

- منذ متى وأنت على هذه الحال؟

- منذ أن جمعت الولادة إحدى حروفها المبعثرة ؛ لتشكل اسمي .

- اااه صحيح .أنت لم تخبرني عن اسمك حتى الآن .

- هو وما تبرعت به اللغة من أجلي ذات يوم ، ثم ندمَت .

- لم ندمت ؟

- لأنه كان اختيارا فاشلا ، فلم أجد من يناديني به .. لطالما كنت "يا هذا" أو "يا أخ" علما أنني كنت وحيد سيجارتي وفنجاني .. فكرت أن أغير ما كتب على بطاقتي بــ"يا هذا" لكني خفت أن تسخر مني الكتابة ..

- وكيف هي علاقتك مع الكتابة؟

- أنا أميّ.

- ألم تتعلم ..!!

- يبقى الرجل أميا إلى أن يكتب اسمه على عقد زواجه مع من أحب ، وعندما يكتبه يصبح متعلما حتى إشعار آخر ..!!

أحس الطبيب بغرابة أطوار الرجل ، لكن فضولا اعتراه لمعرفته أكثر ، فراح ينهال عليه بالأسئلة:

- حدثني عن أسرتك.. مع من تعيش؟

- سيجارة وفنجان قهوة ، ورمادها العالق على عمري .

- من هي؟

- هي الجمر الذي يحي مواقدي ، ويحرقها

- أكانت حبيبتك؟

- ليتني كنت مثلك، أقدر أن أتحدث بصيغة الماضي ، لما كانت حدثت الجريمة .

- جريمة .. أية جريمة !!

- نعم الجريمة . قتل الماضي، لأخيه "الحاضر"؛ ليأخذ مكانه .

ضحك الطبيب في سره ، وأردف ساخرا :

- وألم يعتقلوا الماضي لجريمته النكراء هذه؟

- بل مازال حرا طليقا .. ومازال يقتل ويقتل .


تأكد الطبيب أنه أمام إنسان فريد من نوعه، فقرر أن يزيل كل الحواجز من طريقه، حاول التودد إليه من خلال دعوته إلى فنجان قهوة :

- ألا تريد بعض قطع السكر ؟

- أنا لا أحبذ تغير حقيقة الأشياء.

- قهوة مع قطع السكر، كأنثى تضع عقدا حول عنقها.. ألا توافقني في هذا ؟؟

- العقد هو نزوة عابرة ، تمارسها المرأة مع مرآتها .

ثم حوّل نظراته إلى الأرض ، وتابع بصوت منخفض : وأنا كنت عقد ليلى ..

- أليس الرجل من يشارك المرأة في ارتداء ذلك العقد ؟!

- الرجل يعتنق حبال المشنقة .

-إذا أنت كنت مجرد عابر في حياة ليلى..!

تلقى هذا السؤال كصعقة كهربائية ، أخذ يفكر فيه سارحا في البعيد، ثم راح يتمتم بكلام غريب :

- نعم .. كانت صدفة .. مررت ذات يوم بجانب متجرها الفاخر، وتوقفت عنده ...يا إلهي ..كيف لم أفكر بذلك!!
كان متجرا ، وألاف الزبائن مروا قبلي ، وربما آلاف بعدي.!!

لا لا .. "

بدا الإضطراب على ملامحه ، الهذيان ترك رعشته على شفتيه .

صفعه الطبيب بسؤال آخر؛ ليقتل الصعقة الأولى بصعقة أخرى ..

- هل أحبتك فعلا ؟

ارتبك أكثر. الطبيب أثار فيه شكوكا، لم تكن موجودة قبلا ، وربما كانت خارجا تنتظر من يفتح لها الباب لتباشر الهجوم .. !!

وضع كلتا يديه على رأسه، فرك جبينه بأصابعه، صدر عنه أنين، أو ربما كانت تعاويذ يحاول من خلالها طرد الصداع ..

وبينما هو غارق في التفكير ، توقفت في الشارع سيارة تتردد منها أغنية فرنسية بصوت عال ..لما سمعها ردت فيه الروح ، ابتسم ، رفع رأسه وقال بثقة غريبة:

- نعم ..نعم.. .كانت تحبني ..

ثم راح ينصت لتلك الأغنية ، يدندن معها، يلوح برأسه لصور سقطت في ذهنه مثل المطر .

كان الطبيب يراقبه بمتعن ، في عينيه تدور الكثير من الإستفهامات .
واستغرب من كونه يكمل الأغنية ، مع أن تلك السيارة ذهبت ، واختفى معها الصوت .

لما انتهى العرض، شعر الطبيب أن شيئا في كيانه بدأ يترنح، أراد السيطرة على الموقف مجددا، لاشعوريا قطّب جبينه، وعاد لطرح أسئلته المعتادة :

- ما فهمته منك أنك أسير الماضي...

- ومن منا هو حر ؟!

- لكن هناك نوافذ قد نتحرر من خلالها، كالفن، كالكتابة والأدب .

- قلت لك.. أحرفي هي التي وهبته الكتابة لاسمي ..

- وما ردك للجميل ؟؟

- قبلت التبرع .

قل لي: يا ...

- يا هذا .. نادني: "ياهذا" .

- حسنا.. كما تريد ...وماذا عن الموسيقى؟

- هي الصمت، الذي تتراقص على جمراته حياتي ..

- لكنك بدوت لي مستمتعا بتلك الأغنية ؟

- ولا أعرف غيرها ..

- تعجبني طريقتك في الكلام .. يبدو أننا سنصبح أصدقاء..

- اسمي هو وليد .. لكن لا تسألني وليد أي رحم..فأنا لا أعرف ..!

- لم وافقت أن تخبرني باسمك الآن؟

- لأنك لملمت أول شظايا حطامي ..

احتفظ الطبيب بهذه الجملة مع الملاحظات في ذهنه، ليحللها لاحقا، لم يعِ أن وليد كان يحتاج بشدة إلى الصداقة..

وتابع أسئلته:

- وكم عدد باقي الشظايا؟؟

- كعدد حروف الصمت التي لا تنتهي ...

- حدثني عن ليلى يا وليد؟

- وهل تعرفها؟

- لا

-إذا لم تسأل عن شخص لا تعرفه؟!

- لم انزعجت هكذا ؟! أنا لم أقصد الإساءة .

باغته وليد القول بعينين دامعتين:

- أريد الاستقالة من ذاكرتي ..

- الإستقالة ؟!

- حتى رؤساء البلاد لهم ذلك الحق .. ألا يحق لمنهك مثلي التنحي عن عرش بمثابة الموت..وليته يحصل على ذلك الموت ؟!

- أنت تواجه مشكلة يا عزيزي يا "وليد" .. أنت تريد ليلى ولا تريدها .. كن واضحا مع نفسك ..وحدد أيهما تريد ؟؟

- قد تسألني إن كنت أريد الحياة أو الموت؟
سأقول لك أنني أريد أحدهما، لا يهمني ما هو، المهم أن يكون أحد ركائز الوجود ...

- إذا أنت تعتبر نفسك معلقا مابين الموت والحياة ؟

لكن عليك أن تجد موقعك، خاصة موقعك من ليلى، وهذا سيكون أول الطريق نحو الشفاء ..

- الشفاء ؟ وهل أنا مريض؟!!

- لا.. لا أقصد . أقصد الشفاء من التبعثر ..

كانت التنهيدة التي أصدرها صدر وليد كنداء استغاثة، كافية لقطع جميع الأفكار ..

قال الطبيب: يكفي هذا لليوم، نكمل غدا ..
ثم نظر إلى وليد مبتسما متابعا: "...يا صديقي .."
رد عليه وليد بابتسامة أخرى مبللة بدمعة سعيدة ..
وهمّ بالخروج، استوقفه عند الباب سؤال مستعجل من الطبيب :
-أين ليلى الآن؟
-في كل مكان ....
قالها دون تفكير، ثم عاد إلى بيته القائم عند خطوط تماس الزمن ...

بالرغم من أنه كان منهكا ، أعد القهوة، ومأدبة من السجائر، وراح يحكي مع نفسه كالعادة ..:
"في 27/8/ 2003 الموافق لـ 27/8/2010 من تاريخ البشر الأحياء ..والأموات، أشرب نخب حياتي المرّة مع فنجان قهوتي العزيز، لكنّي اليوم أشعر بملامح نكهة حلوة المذاق جديدة عليّ، ذلك الطبيب الطيب لقمني شيئا من السكر .. غدا سأشتري له هدية ما ..لوحة ربما ..
فجدرانه كانت خالية عدا من شهادته التي ربما كان يعلقها على صدره عندما يخرج من العيادة...
أريد أن أشكرك يا سيجارتي الحبيبة، لأنك نصحتيني بزيارته، بصراحة عندما طلبتي مني ذلك، رحت أتحسس شفتيّ بحثا عن رواسب الجنون، لكني فهمت الآن أنك لم تقصدي ذلك ....... شكرا لك حبيبتي ...

تعرفين أنني أحاول الآن رسم صورته كاملة فلا أستطيع ، ربما لأنني لم أدقق بملامحه، بل لم أدقق قبلا بملامح أحد ما، فلطالما كنت مشغولا بقضيتي الوحيدة " ليلى".. لكني في الغد سأدرس تفاصيل صديقي الدكتور جيدا ..
سأخلد للنوم الآن ....

مضت ساعتان وأنت تقلبني بين أمواجك أيها الفراش، أما سئمت اللعب بي ؟؟
أُطفىء النور لأقطع أحاديثه التي لا تنتهي، علّي أتشارك بحديث صامت مع وسادتي ولو لثواني، ثم أكتشف أن ليس النور ما يؤرقني ...
قولي لي، أي نافذة من حياتي تلك التي تدخلين منها لأغلقها ..
لا تفهميني بشكل خاطىء يا عزيزتي أن أعشق وجودك، لكن تلك النافذة باتت تدخل منها الرياح والأعاصير ..فتبعثرني ..

أعاتبك يا ليلى ... "والليل يعاتبني" .. أليست هذه هي الأغنية الشهيرة!
لم أتوقع يوما أن يصبح اللحن حقيقةً، كأني الوتر الذي يعزف عليه الليل كل أوجاعه، وكل اتهاماته .. عزف مزعج كصخب أمواج اضطراباتي، كحفيف أوراق ذكرياتي في أذني طوال الوقت ..

اللعنات كلها تنهال عليّ يا حبيبتي من بعدك .. أسمع مؤامرات الجدران ضدي، ويخال إلي أنها ستتكاتف ذات يوم، لتقع دفعة واحدة فوق رأسي ..
سريري يخطط لانقلاب، ولولا أني أرضيه ببعض من عطرك، لكان نفاني إلى الكهوف الباردة .. ولازلت أرشيه بقطرة كل يوم ..وكم أخاف أن تفرغ مني القارورة ..!!

متى ستعودين؟؟
عندما رحلت قلت أن المسألة مسألة وقت ..وأخذت معك عقارب الساعة ..!!
فلا الوقت يمشي، ولا أنا أمشي، ربما هي بعض خصلات من شعري التي وجدت طريقها عبر الزمن، فشاخت ...أما قلبي فقد وضعوه في العناية المركزة ..قالوا أن قضمة من تفاحة مسمومة غدرت به، علما أنني لم آكل التفاح إلا من يديك!
وهاهو يعيش على أسلاك وصلوها بوريدك ...
كنت أزوره من حين إلى آخر، أضع إحدى زهراتي الذابلة على طاولة بجانبه، أتأمل جفنه الساكن على كتف نبضك ..ثم أمضي ..
لكن بعد أن نفدت زهوري، وغزا الجنون تأملاتي، خشيت أن أقابل صمته بأنّاتي، خشيت أن أحرمه من سباته...

سامحيني يا "ليلي"، لكنني تعبت .. أحمل ذاكرتي على كتفي، حتى انقسم
ظهري وصار شظايا، وأنت لا تلملميني، لا تجمعي حطامي في كفك الذي أعشق، وكلما تراءى لي أنك ترسلين لي قبلة من بعيد، أراك تنفخين في وجه أجزائي للتناثر أكثر .. وأكثر
قررت أن أبحث عمن يجمعني، لا تخافي ليست امرأة أخرى، بل صديق
سيساعدني لأختار مكاني بين الموت والحياة .. عندها سأصبح كائنا يتنفس هواء لا ذكريات ...ولا تظنّي أني سأنساك بل ستظل صورك معلقة في كل مكان، لكني لم أعد أريدك إطارا يسيّج حياتي، وينتصب بأسلاكه الشائكة عند حنجرتي ...""

أشرقت الشمس لأول مرة في لوحة يختارها وليد بنفسه، لوحة لا تحمل ذلك الوجه الأنثوي الفرنسي، حضنها خوفا من أن تهرب الأشعة منها فيهرب معها الدفء ..
توجه إلى عيادة الطبيب حسب الموعد، دنا من الباب، فسمع الطبيب يتحدث عبر الهاتف:
-"نعم، سيأتي بعد قليل، ليتك تراه أنت أيضا يا دكتور، إنه حالة فريدة من نوعها، سيكون مشروعي الذي سأدرسه، أنا واثق أنني سأتفوق بفضله ..
نعم دكتور ..إنه يتحدث بطريقة فلسفية مجنونة مذهلة، يحكي عن امرأة اسمها "ليلى"،أظنها من اختراعه وحسب.... اليوم سأفهم منه أكثر، ثمّ أخبرك بكل جديد ...."

كان "وليد" ينصت لكلامه، إلى أن ساد صوت ضربات في صدره على المكان، ولما ارتطمت اللوحة بالأرض، لفحته تلك النسمة الباردة فاستيقظ من صدمته قليلا، نزل مذهولا إلى الشارع، يطارد الكثير من الصور وتطارده .. راح يصرخ:
"يا لي من غبي ... يا لي من غبي .. أراد أن ينقذني من شتاتي، ليحبسني في صفحات لدراسة حمقاء ..وأنا أكره الكتابة ..أكرهها ...أكرهها .."
ارتجفت يده وهي تحاول الوصول إلى جيبه، كان الطريق شاقا، لسعتها شظايا متطايرة من قلبه المحترق، لكنها أخيرا استطاعت إخراج علبة السجائر، أشعل واحدة، حدّق فيها، تمعن في جمراتها، ثم صرخ:
-أنت أيضا كذبة .. لست سوى رماد، يتكاتل حتى يطمرني في نهاية المطاف، عرفتك الآن، أنت نعشي .....وفنجان القهوة المرة اللعين ليس سوى رثاء تقدمونه لي قبل الأوان.. لا بل بعد فوات الأوان ..
أين أنت يا "ليلى"، لقد صرت فأر تجارب .. أسير ورق أبله..."
ثم صمت فجأة، شرد قليلا ثم قال بتعجب، كأنه اكتشف شيئا ما :
لقد كنت طول عمري أسير ورقة و فأر تجارب .. لقد دسستني مع تلك الرسالة العشقية التي دسستها في جيبي ذات يوم ، ثم وضعتني في قفص، وكنت أدور في الدولاب، أنتظرك لتضعي لي الجبنة ..لا ..لا ..أيعقل ؟؟ حتى أنت يا ليلى ؟!! حتى أنت ؟؟!!
كم أنا أبله ...خسرت كل شيء ..!!
يا إلهي .. من يجمع شتاتي الآن ... من ينقذني من شتاتي ؟؟!"
بسمة الصيادي
28/8/2010

للعلم نشرت قبلا في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

حتى أنت يا ليلى..!

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» على مثل ليلى
» ديوان_قيس بن الملوح مجنون ليلى
» ليلى الأخيلية:طَرِبْتُ وما هذا بسَاعَةِ مَطْرَبٍ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  :: كتابات الأعضاء الإبداعية :: القصة-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


حتى أنت يا ليلى..! 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
الأشياء اللغة موقاي النحو الخطاب اللسانيات محمد ظاهرة بلال كتاب العربي اسماعيل على مجلة البخاري النص ننجز التداولية الحذف الخيام مدخل المعاصر النقد قواعد مبادئ العربية


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشاء منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع