تزوج شادي اخيرا بحبيبته, لم يكن يملك بيتا فاخذ غرفة مع اهله على مضض اذ لم يكن امامه خيار اخر والده السيد مختار يعرف عزة نفسه و صعوبة دخوله بالعروس و هو بالغرفة المجاورة فاخذ زوجته و ابناءه مدعيا رغبته في تغيير الجو و ترك البيت لابنه .
كانت ظروف شادي قاسية منذ انفصل والده عن امه فاتخذ مسؤوليته و امه و لولا الحاجة الملحة التي جعلته يتنازل من اجل حلم عمره لما قبل بتلك الغرفة.
كل ما اراده من الدنيا سارة و قضية و دعى الله كثيرا ليمنحه اياها
البيت لشادي هذه الليلة, تقدم و قلبه ينبض بقوة , انني اسمع دقات قلبه الملتهبة فتح الباب و نظر الى النور الذي اضاء ظلمته انهما معا لاول مرة تحت سقف واحد بدون خوف او رقيب رفع الوشاح عن وجهها نظر اليها و اخذ يدها يتلمسها و كانه لا يصدق انه تصالح مع القدر و جمعه بحب حياته التى تحمل و صبر من اجلها , من اجل هذا اللقاء و فجاة راح يبكي و يبكي رفعت سارة يدها و ضمته اليها
يا الاهي, لقد مر زمن طويل لم يشعر فيه بالحنان ساعدها على فتح كسوة العرس و تركها لتغير و يغير هو بدوره
اسدلت شعرها في وجهه انها المرة الاولى التى يرى فيها شعرها منسدلا اقترب منها و حملها ليضعها على السرير تذكر حينها ما قالته له في احدى المرات بانها تكره تلك العادة التى تقام في الظلام فابتسم
هم بها , غير انهما ذعرا على صوت كالرعد كاد يخلع الباب و اصوات تامره بان يسلم نفسه, قبض يده و ضرب الحائط توقف راسه عن التفكير و هم بالخروج لولا انها امسكت بطرف قميصه و طلبت منه الفرار و لكن من اين الفرار ايتها العزيزة هل سيقفز من الطابق الثاني ليقبض عليه ملك الموت انه في الحالتين مقبوض عليه امسكت قميصه بقوة : اريد طفلا منك . الوقت الوقت كم احس بضيق الوقت وقف عاجزا امامها تمني ان يهديها طفلا ليكون رفيق ايام الوحدة من بعده لكن لم يستطع الا ان يوصيها و رمقها بنظرة مليئة بالحب و الحزن...
سلم شادي نفسه للضرب و الاهانات و كانهم انتظروا هذه اللحظة طيلة حياتهم و تحولت ليلة الزواج الى ليلة القبض على شادي لم تحلم سارة بيوم كهذا ابدا لم تواجهه حتى في الكوابيس لقد ارادت ان تضم شادي و تنسيه في لحظة كل الم السنين, لكن............. القدر علق لها ليلة في الذاكرة .....