/الفصل الثاني من بحث مقدم لمساق البلاغة والأسلوبية

يحلق الأدب في عوالم مفتوحة تتأرجح بين الخيال والواقع،وبين الذاتية والغيرية،لتشكل في نتاجها نصاً جمالياً نسعد بتذوقه،ونحار في تفسيره،فنلجأ إلى مؤلفه ليسعفنا بفك غموضه تارة،ونرتد إلى النص المكتوب تارة أخرى علّه يكشف لنا شيئاً من اسراره،فإذا أعيانا البحث ارتمينا عند أبواب المتلقي لرسالته ننشده شيئاً من الفهم لكُنه الأدب وطريقة تأثيره وإبداعه الذي يظل دائماً...مفتوحاً على أنواع شتى من التأويلات....

ويركز هذا البحث،على ظاهرة تميز النص الأدبي وتسكن أسلوبه،معززة لمعناه،ومعمقة لموضوعه،وممكنة إياه من الإبحار أكثر في الذات المستقبِلة، لصدوره عن ذات تزخر بالصور والقوالب اللغوية السابقة التي تشكل وعي الإنسان وإدراكه،محركة إياها في إصرار عنيد،يخلط في ذاتيته بين مزج الموروث مع المستحدث لتوليد الإبداع الجديد من رحم الموروث القديم....
,ويتناول هذا البحث في فصله الأول،مفهوم التناص ونشأته وتطوره،أما الفصل الثاني-وهو المنشور هنا-فيتناول تحليلاً للتناص المباشر في الرواية المختارة وأشكاله ووظائفه.
وآمل من خلال هذا العرض المبسط الممتواضع،تقصي ظاهرة التناص عبر تلك الأوراق الأدبية وبيانها بشكل يوضح مفهومها وتداعيات استعمالها...راجية طبعاً...تفاعلكم ونقدكم البناء الموجه...شاكرة لأستاذي د.بن عيسى بطاهر إشرافه،وأستاذي الفاضل:د.محمد يونس على إتاحة الفرصة للنشر عبر الموقع،ومقدمة شكري العميق المسبق،لكل من يقرأ ويشارك ويدلي بدلوه فيما يساعد على التقدم والارتقاء...