د محمد محمد يونس علي عضو شرف
البلد : ليبيا وبلاد العرب: أوطاني عدد المساهمات : 801 نقاط : 1529 تاريخ التسجيل : 25/12/2009 المهنة : أستاذ اللسانيات المشارك
| موضوع: عدم كفاية نظرية التماسك 2010-01-09, 14:54 | |
| تأليف محمد محمد يونس علي على الرغم من أهمية الإحالة التي ناقشناها في المباحث الماضية في ربط أجزاء النص بعضه ببعض، وتعزيز وحدته العضوية، لا ينبغي أن يفهم أن التماسك متوقف على وجودها أو جود غيرها من وسائل التماسك الخمس وحدها، بل واقع الأمر أن هذه الوسائل ربما لا تكون وحدها كافية في إضفاء صفة التماسك على النص، وهو ما قال به بعض محللي الخطاب؛[94] إذ قد يكون الرابط بين أجزاء النص المناسبة السياقية، بحيث يمكن للمخاطب أن يجد بعض العلاقات والصلات بين أجزاء الخطاب في عناصر السياق الخارجية، مستعينا في ذلك بقدراته العقلية في الربط بين تلك العناصر. وربما كان يستأنس في هذا بما ذهب إليه السيوطي من أن المناسبة في آيات القرآن الكريم إنما تتحقق بوجود "معنى رابط بينها، عام أو خاص، عقلي أو حسي، أو خيالي، أو غير ذلك من أنواع العلاقات، أو التلازم الذهني، كالسبب والمسبب، والعلة والمعلول، والنظيرين والضدين"[95] موضحا أن فائدة هذا النوع من الربط "جعل أجزاء الكلام بعضها آخذا بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط، ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم المتلائم الأجزاء".[96] ومهما يكن من أمر فإن المناسبة بين أطراف الخطاب ضرورية لحصول التماسك المنطقي حتى مع وجود أدوات التماسك النصي، فإن فقدت المناسبة لم تعد أدوات التماسك وحدها كافية في صبغ النص صبغة منطقية مقبولة، وهو ما أثبته إنكفيست Enkvist عندما أتى بمثال غني بأدوات التماسك، ولكنه يعوزه الربط المنطقي بين أجزائه.[97] ويبدو أنه قد تناط بالمتلقي مهمة صوغ السياقات التي تربط بين بعض التراكيب إشراكا له في عملية التخاطب، وحثا له على الاجتهاد، واحتراما لقدراته العقلية في إمكان الربط بين أجزاء الخطاب؛ وهذا يؤكد أن التماسك النصي cohesion بوسائله المذكورة لا يضمن حصول التماسك المنطقي coherence بل قد يكون الارتباط بين عناصر النص كامنا في البنية العميقة، والسياقات الكامنة التي تحكمها بحيث لا يمكن نظمها في سلك متسق إلا بإعمال الفكر، والاجتهاد. ومع ذلك ينبغي ألا نغالي كما فعل ويدوسون Widdowson وإدمنسون Edmonson عندما زعما أنه يمكن أن نجعل من أي مجموعة من الجمل غير المترابطة نصا متماسكا بصوغ سياقات ملائمة.[98] وربما كان من أقوى الأدلة على أن الإحالة ليست دائما ضرورية أنّ الناظر في شواهد كثيرة من العربية، ولاسيما من القرآن الكريم ليستنتج أن عدم مراعاتها ربما لا يؤثر في تماسك النص، ووحدته، بل إنّ انتهاك قوانين التماسك قد تكون لتحقيق أغراض بلاغية. فإذا كان التطابق بين الضمير ومرجعه مثلا وسيلة من وسائل الإحالة، فإن الإخلال بهذا التطابق قد يضفي على النص سمة الأدبية، ويعزز من إمكاناته البلاغية كما هو واضح في ظاهرة الالتفات.
عدل سابقا من قبل د محمد محمد يونس علي في 2010-12-23, 07:49 عدل 1 مرات |
|
العلاقي .عضو فعّال
عدد المساهمات : 30 نقاط : 54 تاريخ التسجيل : 19/03/2010 الموقع : ترهونة ليبيا المهنة : مساعد محاضر
| موضوع: رد: عدم كفاية نظرية التماسك 2010-03-20, 08:30 | |
| السلام عليكم ،الأستاذ الفاضل :أنا أقوم بإعداد بحث حول التماسك المعجمي بقسميه التكرار والمصاحبة المعجمية ،فصادفني مصطلح التلازم الذكري عند محمد خطابي ؛أرجو موافاتي بالمقابل الأجنبي لهذا المصطلح . جعل الله ذلك في ميزان حسناتك ،ووفقك لخدمة العلم ومن يطلبونه . |
|
د محمد محمد يونس علي عضو شرف
البلد : ليبيا وبلاد العرب: أوطاني عدد المساهمات : 801 نقاط : 1529 تاريخ التسجيل : 25/12/2009 المهنة : أستاذ اللسانيات المشارك
| موضوع: رد: عدم كفاية نظرية التماسك 2010-03-20, 21:11 | |
| من الصعب معرفة ما يقصده باحث بمصطلح ما إن لم يوضحه أو يرفقه بأصله الأجنبي
أرجو أن ترفق لنا المصطلح في سياق كاف لفهمه لعلنا ندرك مقصوده |
|
العلاقي .عضو فعّال
عدد المساهمات : 30 نقاط : 54 تاريخ التسجيل : 19/03/2010 الموقع : ترهونة ليبيا المهنة : مساعد محاضر
| موضوع: رد: عدم كفاية نظرية التماسك 2010-03-20, 22:50 | |
| التلازم الذكري: وهو الذي تكون فيه الكلمة أشد ارتباطاً بمجموعةمامن ارتباطها بمجموعة أخرى ، أي أن يجمع في الكلام بين أمر وما يناسبه ،مثال ذلك الأزواج التالية : المحاولة /النجاح ، المرض /الطبيب ، النكتة ، الضحك ، وهذه العلاقة كغيرها من علاقات التضام تتوقف على قدرة المتلقى على خلق السياقات معتمداً على حدسه اللغوي وعلى معرفته بمعاني الكلمات. |
|
د محمد محمد يونس علي عضو شرف
البلد : ليبيا وبلاد العرب: أوطاني عدد المساهمات : 801 نقاط : 1529 تاريخ التسجيل : 25/12/2009 المهنة : أستاذ اللسانيات المشارك
| موضوع: المصاحبات collocations 2010-03-23, 14:45 | |
| هذا أقرب إلى ما يعرف في النظرية السياقيّة وغيرها بالمصاحبات collocations، وهي تأتي على شكل كلمتين (غالبا أو أكثر، وهو قليل) تتجاوران في الاستعمال تجاورا لصيقا حتى تربط إحداهما بالأخرى، ويكون ذكر إحداهما مستدعيا للآخر.
ومن ذلك
عدو لدود
وصديق حميم
ومستقبل زاهر
ونسيم عليل
ومما يرتبط بهذا الموضوع في الدراسات الأسلوبية أن العدول عن ذكر الكلمة المصاحبة إلى كلمة أخرى منافرة لها يؤدي إذا ما أتقن استخدامه إلى مفارقة بديعية تقود إلى دغدغة نفسانية ناشئة عن لذة المفاجأة، ومتعة المخالفة، وذلك كأن نقول
صديقي اللدود بدلا من الحميم.
تحياتي لك |
|
العلاقي .عضو فعّال
عدد المساهمات : 30 نقاط : 54 تاريخ التسجيل : 19/03/2010 الموقع : ترهونة ليبيا المهنة : مساعد محاضر
| موضوع: رد: عدم كفاية نظرية التماسك 2010-03-23, 16:42 | |
| بارك الله فيك ومتعك بالصحة والعافية |
|
???? زائر
| موضوع: طلب 2010-12-22, 18:18 | |
| |
|
د محمد محمد يونس علي عضو شرف
البلد : ليبيا وبلاد العرب: أوطاني عدد المساهمات : 801 نقاط : 1529 تاريخ التسجيل : 25/12/2009 المهنة : أستاذ اللسانيات المشارك
| موضوع: رد: عدم كفاية نظرية التماسك 2010-12-23, 07:54 | |
| كثير من آواخر الآيات التي يسميها بعضهم التذييلات يمكن عدّها من المصاحبات، مثل "عزيز حكيم"، "سميع عليم"، "غفور رحيم" إلخ. تقديري لك |
|