منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك صوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةصوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرصوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورصوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةصوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةصوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودصوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرصوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة صوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناصوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة صوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبصوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرصوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبصوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارصوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 صوت القاف - دراسة صوتية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علاء رنوش
.عضو مشارك


القيمة الأصلية

البلد :
الاردن

عدد المساهمات :
12

نقاط :
32

تاريخ التسجيل :
24/09/2010

المهنة :
مدرس


صوت القاف - دراسة صوتية  Empty
مُساهمةموضوع: صوت القاف - دراسة صوتية    صوت القاف - دراسة صوتية  I_icon_minitime2010-09-26, 22:22

"بسم الله الرحمن الرحيم "

صوت القاف بين كتب التراث والتحليل الصوتي الحديث
كشفت الدراسات اللغوية المعاصرة، عن دقة اللغويين العرب القدماء، وقدرتهم على وصف أصوات اللغة العربية، وبيان سماتها، ولعل صوت القاف من أكثر أصوات العربية التي كثر حولها القول. وأما هذه الدراسة فترمي إلى الموازنة بين ما ورد في كتب التراث، وما توصل إليه علماء اللغة المعاصرون في وصف هذا الصوت، وقد سعت الدراسة إلى مناقشة الآراء التي تثيرها التساؤلات الآتية:
- ما الأسباب التي أدت إلى مثل هذا الاختلاف في وصف الصوت؟
- كيف يمكن توجيه نصوص التراث التي وصف هذا الصوت توجيها يتفق مع المعطيات الصوتية المعاصرة؟
- ما سمات هذا الصوت في العربية الفصحى، وفي بعض اللهجات العربية القديمة؟
وتستضيء هذه الدراسة ببعض أدوات المناهج المعاصرة في ترجيح رأي على آخر، ولا سيما المنهج الوصفي، بما توصل إليه من معطيات تفسر جوانب الظاهرة الصوتية، والمنهج التاريخي المقارن، الذي يسعف في ملاحظة هذا الصوت في العربية مقارنة بنظيره في اللغات الأخرى.
ولا شك، أن الدراسة أفادت من كثير من الدراسات السابقة التي عرضت لدراسة اللسان العربي لجعفر ميرغني، ودروس في أصوات العربية لـ كانتينو، وميكانيكية النطق والأصوات المهموسة والمجهورة لسمير ستيتية، ونظرات في التطور الصوتي للعربية ( مثل ظاهرة القلقلة والأصوات الانفجارية)، لإسماعيل عمايرة.
















مقدمة
الصوت الإنساني موضوع علم الأصوات " Phonetics "، وقد شغلت دراسة الأصوات اللغويين منذ القدم( )، وكان لعلماء العربية القدماء في هذا المجال، جهود ملحوظة لا تعرف الملل، قصدوا من خلالها الحفاظ على لغة القرآن الذي قدّر الله له أن ينتشر- بجهود أبنائه – في أنحاء واسعة من الأرض، وأن يسارع أناس من ألوان وألسنة شتى للدخول في دينه وتعلم لغته، فخشى أن تنحرف أصوات العربية بتأثرها بأصوات تلك اللغات، فلم يكد القرن الثاني يبدأ، حتى قام من بينهم من يصف الأصوات اللغوية، فها هو ذا الخليل بن احمد الفراهيدي يختار ترتيب معجمه ( العين )، على أساس مخارج الحروف، مبتدأ بأصوات الحلق، ويجعلها أقساماً، ثم أصوات أقصى الفم، ثم أوسط الفم، ثم أدنى الفم، ثم الشفتين.
ثم توالت جهود اللغويين العرب في تصنيف الأصوات ، كسيبويه الذي ظل كتابه منارة تهدي من تبعه من اللغويين في تصنيف الأصوات، وبيان صفاتها، وأبن جني، وابن سينا والزمخشري والسكاكي( ).
بيد أن اللغة كائن حي متطور، والعقل الإنساني لا يزال يفكر فيما فُكر فيه من قبل مستعملا أدوات عصره، ومن ثم، فإن هذا الفرع من العلوم، تقدم بشكل واسع منذ الربع الأول من القرن التاسع عشر، وذلك نظرا لازدياد معرفة اللغويين بالتقدم الذي أصابه علم الطبيعة، وعلم وظائف الأعضاء، وازدياد اتصالهم بلغات مختلفة، واشتغالهم بوصفها وبالمقارنة بين أنظمتها الصوتية( )، مما نتج عنه موازنة بين ما ورد عند اللغويين القدماء في ضوء هذا التطور المعاصر لهذا العلم ، وقد أطلق عليه علم الأصوات العام "phonetics "، حين يكون المقصود بالدراسة، تحليل الأصوات وتصنيفها، مع الاهتمام بكيفية إنتاجها وانتقالها، واستقبالها, وأطلق عليه مصطلح علم الأصوات الوظيفي "phonology "، حين يكون المقصود دراسة الأصوات اللغوية، من حيث وظيفتها.
وأطلق مصطلح علم الأصوات التاريخي " Historical phonetice " ، وكان المقصود به دراسة التغيرات والتحولات التي تحدث على أصوات اللغة نتيجة تطورها( ). أما إن اتسع هدف الدراسة إلى المقارنة بين أصوات اللغة الواحدة من فترة زمنية إلى أخرى، أو بمقارنتها بغيرها من اللغات ذات الصلة، فيسمى Comparative Phonetics، ومن الأصوات الصامتة التي اختلف في وصفها صوت القاف.
القاف
القاف من الأصوات الصامتة، التي نجد حولها تبايناً واضحاً، بين اللغويين العرب القدماء والمعاصرين، وذلك من حيث:
1. المخرج
2. صفة الجهر والهمس.
المخرج
فالقاف المنطوقة حالياً، صوت لهوي انفجاري مهموس، بينما نجد أن مخرج القاف، كما أشار إليه سيبويه( ): " من أقصى اللسان، فلم ينحدر انحدار الكاف إلى الفم وتصعدت إلى ما فوقها من الحنك الأعلى ".
وقد وافق ابن جني سيبويه في تحديده لمخرج القاف( ): " ومما فوق ذلك من أقصى اللسان مخرج القاق، ومن أسفل ذلك وأدنى إلى مقدم الفم مخرج الكاف".
ويبدو أن سيبويه لم يدرك موضع اللهاة، ولكن المتأمل في نصوصه يدرك أنه قد يقصد بأقصى اللسان موضع القاف والكاف بأنهما لهويتان( ).
وقال الليث في التهذيب معرفا اللهاة ( ):"اللهاة أقصى الحلق وهي لحمة مشرفة على الحلق".
فاللهاة إذن ليست داخلة في الحلق، إنما يشارف الحلق طرفها المرسل مما يلي القفا.
وقد روى الليث عن الخليل في التهذيب قوله( ) " القاف من أقصى الفم" فكان أقصى اللسان في كلام سيبويه أقصى الفم في كلام الخليل.
والاختبار الذي وصفه سيبويه، لتحديد مخرج القاف، يدل على إدراكه لمخرج القاف تماما، كما كانت تنطق في عصره، يقول( ) :" إنها من أقصى اللسان، فلم تنحدر انحدار الكاف إلى الفم، وتصعدت إلى ما فوقها من الحنك الأعلى، والدليل على ذلك، أنك لو جافيت بين حنكيك فبالغت ثم قلت: قق، قق، لم تر ذلك مخلا بالقاف، ولو فعلته بالكاف وما بعدها من حروف اللسان أخلَّ ذلك بهن، فهذا يدلك على أن معتمدها، على الحنك الأعلى ولعل السبب في الإخلال بهذه الحروف هو أن الناطق لا يستطيع أن يبلغ موضع الحرف من لسانه موضعه من الحنك ".
أما أبن يعيش، وابن الجوزي، فقد أشار إلى أن القاف والكاف في حيز واحد، وأنهما لهويتان( ) " فالكاف أرفع من القاف أو أدنى إلى مقدم الفم، وهما لهويتان لأن مبدأهما من اللهاة ".
ويقول ابن الجزري( ): " أقصى اللسان مما يلي الحلقن وما فوقه من الحنك، وهو للقاف، وقال شريح إن مخرجها من اللهاة مما يلي الحلق، ومخرج الخاء أقصى اللسان من أسفل مخرج القاف، ومما يليه من الحنك وهو للكاف، وهذان الحرفان يقال لكل منها لهوي نسبة إلى اللهاة وهي، بين الفم والحلق".
أما ابن سينا فإنه يرى أن القاف والخاء تخرجان من المخرج نفسه ولكن القاف تكون بحبس تام للهواء ( )."والقاف تحدث حيث تحدث الخاء ولكن بحبس تام، وأما الهواء ومقداره وموضعه، فذلك يعينه، من حفظ الهواء إلى الحد المشترك بين اللهاة والحنك ضغطاً قوياً مع إطلاق تام. وأما الهواء ومقداره وموضعه فذلك يعينه".
مخرج القاف بين الأصوات المجاورة
نلاحظ أن سيبويه، وابن جني، رتبا القاف بعد الغين والخاء، والمتوقع أن يكون ترتيب القاف قبلهما، ذلك أنهما صوتان حنكيان متأخران، ويعتقد بعض الباحثين( ) أنهما لم يدركا مخارج هذه الأصوات تماماً، وأرى أن هذا قد يكون عائداً إلى تقارب مخارج هذه الأصوات ولا سيما أن هذا أشكل على المحدثين، رغم دقة الدوات العلمية المستخدمة، في هذا العصر، فالدكتور كمال بشر( ) مثلاً يرى أن "الغين والخاء من منطقة تلي اللهاة تتبعها"، في حين أن د. إبراهيم أنيس( ) يرى، أنه من الممكن اعتبار هذه الحروف، من مخرج واحد إذا وسعنا دائرة المخرج لتشمل منطقتي اللهاة والطبق اللين المتجاورين.
أما تروبزكوي فإنه يرى، أن القاف والكاف من مخرج واحد، وأن القاف هي المقابل المفخم للكاف( ) .
وأما د. سلمان العاني( )، فقد أشار إلى أن القاف لهوية، أما الكاف فمخرجها من الطبق اللين.
وقد وافق كانتينو سيبويه وابن جني ترتيبهما قائلاً ( ):" وترتيب المخارج هكذا ] كما جاء عند سيبويه[، ترتيب صحيح بصفة جلية ملحوظة".
وقد عد كاتفورد( )منطقة الحلق والحنجرة منطقة واحدة سماها Pharyngo-Laryngeal ،أي المنطقة الحلقية الحنجرية، وهدفه من هذا أن يبين أن هناك تداخلاً كبيراً في أصوات هذه المنطقة، فالصوت الواحد قد يكون حنجريا ويصبح حلقيا.
وفيما يلي صورة تقريبية " لجهاز النطق عند الإنسان:
القاف وصفتا الجهر والهمس
هنالك خلاف بين اللغويين العرب القدماء، والمعاصرين في وصف القاف من حيث الجهر والهمس.
فالقدماء يذهبون إلى أنها مجهورة، والمحدثون يذهبون إلى أنها مهموسة، تنطق دون اهتزاز للوترين الصوتيين، وقد أشار الباحثون إلى عدة احتمالات لتخريج هذا التباين منها( ).
1. احتمال أن اللغويين القدماء أخطأوا في وصف القاف، ذلك لأنهم كانوا يعتمدون في وصف الأصوات اللغوية على التجربة باللسان والأذن، لا على المعامل والأجهزة، ويعلق المستشرق " شاده " Shaade على تقسيم سيبويه للمخارج ووصفها بقوله( ) : نشاهد غاية التفصيل مثلا في تقسيمه للأسنان، وقد قسمها إلى الثنايا والرباعيات والأنياب والأضراس، ويخالف هذا التدقيق معاملته للحلق، فإن سيبويه، وإن قسمه إلى أقصى الحلق، وأوسط الحلق، وأدنى الحلق، لم يكن يعرف الحنجرة، ولا أجزاءها كالمزمار والأوتار الصوتية، وسبب هذا الاختلاف واضح، فإن الأسنان مكشوفة للرؤية، وأما الحنجرة وأجزاؤها وعملها، فتقتضي ملاحظتها التشريح، وما أظن سيبويه يجترئ عليه، … أو إلى بعض الآلات الفنّية، كمنظار الحنجرة، أو الأشعة المجهولة، ولم تكن مثل هذه الآلات بين يديه، وكفى بذلك عذرا يتعذر به عن سيبويه لعدم معرفته بالحنجرة وعملها، وإن ثبت أن الخلل المذكور في مدارك سيبويه منعه من أن يفهم بعض المسائل الصوتية، حق الفهم".
2. من الممكن أن هناك تطورا ما طرأ على القاف فحولها من مجهورة إلى مهموسة.
3. قد يكون هناك صوتان للقاف القديمة.
الأولى: هي القاف الانفجارية اللهوية المهموسة.
والثانية: هي القاف الأقصى حنكية المجهورة، وهي تشبه الجيم القاهرية في نطقها، ويرمز لها بالرمز(g).
وقد رأي اللغويون أن يصفوا واحدة منهما، هي الأصلية في نظرهم.
أما عن الاحتمال الأول، فلا أرى ذلك، وذلك لما أثبته اللغويون القدماء، من دقة بالغة، في وصف الصوامت بشكل عام، بل تجاوز ذلك إلى وصف الحركات، فالحركة الطويلة تساوي حركتين قصيرتين، وغيره، وبحثوا غير ذلك من المسائل مما يشير إلى استبعاد مثل هذا الاحتمال.
أما عن احتمال وجود صوتين للقاف في عصور الاحتجاج اللغوي، فإن هذا يذكر بتعدد الصور التي تنطبق عليها القاف، وبخاصة أنه يمكن تأصيل بعض هذه الصور:


بعض صور نطق القاف
1. قلب القاف همزة
تقلب القاف همزة في كثير من مدن الأقطار العربية، فهم يقولون مثلا:"الأفز"، بدلا من القفز( ).
ويرى بعض الباحثين أن هذه ظاهرة طارئة، ليس لها جذور تاريخية( )، ويرى باحثون آخرون، يسيرون على هدي المنهج التاريخي المقارن، أن هذه الظاهرة، قديمة في اللغات السامية، فالقاف تحولت في "الفنيقية" في بعض الأحيان إلى همزة، ثم سقطت، كما سقطت الهمزات الأصلية في الفنيقية( ).
وقد أوردت المعاجم العربية مجموعة من الألفاظ رويت مرة بالقاف، وأخرى بالهمزة، مع حمل الدلالة ذاتها، من ذلك.
- " القوم زهاق مائة، وزهاء مائة "، بمعنى " قريب من ذلك"( ).
- ويقال: " زنق على عياله، وزنأ عليهم، إذا ضيق عليهم فقرا أو بخلاً "( ) .
- ويقال: تأبض وتقبض، بمعنى: شد رجليه( ).
- وروى أبو عمر الشيباني: " الفشق: انتشار النفس( )من الحرص، ويقال: " تفشأ الشيء: أي انتشر "( ).
بيد أن تأصيل هذا القلب يمثل صعيداً لهجياً لا يرقى إلى مستوى المعيار، ومن ثم لا يعني التهاون في استعماله في العصر الحديث، وذلك لأن الجذور التاريخية لهذه الظاهرة تؤدي إلى لبس في الدلالة، فالقاف والهمزة (ألوفونان) في الكلمتين، ومن ثم فإن دلالتهما واحدة، أما بعض الإبدال في اللهجات الدراجة، فإنه يترتب عليه اختلاف كبير في الدلالة بين أصحاب لهجتين متباينتين بخاصة، وقد يحدث ذلك على صعيد اللهجة الواحدة، نحو: إبدال القاف همزة في كلمة "قلم وألم". إضافة إلى أن الإبدال أدى إلى ما يشبه ردة الفعل عند بعض الحريصين على التحدث بالفصحى، مما جعلهم يبدلون الهمزة الأصلية " قافا" أحيانا، كما في مثل " مقروض" بدلا من "مأروض" بمعنى قصير، لاصق بالأرض( )، وهي نوع من القياس على الخطأ توهماً (Hyperkorrecktform)، إضافة إلى أن هذا الإبدال في اللهجات الدراجة، يشير إلى ثنائية واضحة تفصل بين العامية والفصحى، ثنائية لا تكتفي بالتحلل من خصائص الترابط النحوي، بل تتعدى ذلك إلى نطق الأصوات( ).
2. تنطق القاف غينا، كما يشيع على ألسنة أهل السودان، فنجدهم يقولون: "الديمغرافية، علاغة، اغتصادي، يغدر " وهم يقصدون: " الديمقراطية، علاقة، اقتصادي، يقدر " وكذلك الحال في بعض لهجات قرى فلسطين (طولكرم، نابلس).
وقد قالت العرب قديما: الغَمَزُ من الناس والقَمَزُ: الرُّذال، ومن لا خير فيه، ومن ذلك قولهم: غلغل في الأرض، يغلغل غلغة وغلغالا، وقلقل يقلقل وقلقالا: إذا ذهب في الأرض، بمعنى سار في الأرض بخفة وسرعة( ).
3. تنطق القاف كافا( ) أي " القاف اللهوية قد صارت كافا حنكية… أي بتقدم المخرج إلى الأمام.. من ذلك قولهم: " كلب Kalb في قلب، وكال في قال، وركبة في رقبة "، وذلك في بعض قرى فلسطين وسوريا وشمال الجزائر( )، وهي ظاهرة قديمة أيضاً فقد قالت العرب قديماً دقمة يَدْقُمُه، ودكمه يدكمه دكماً، إذا دفع في صدره( ).
وقيل: إمْتَقَّ الفصيل ما في ضرْغ أمِّه يَمْتقُّه امتقاقاً، ويمكتُهُ امتكاكاً، إذا شربه أجمع( )، وقرأ بعض الأعراب قوله تعالى: " فأما اليتيم فلا تكهر"( ) وقد نسبت القراءة إلى بعض قبيلة بني أسد( )، وهي قراءة شاذة.
4. تنطق القاف جيما، كما يشيع في دول الخليج، كأن يقول بعضهم الجبلة بدلا من " القبلة "( ). وهي لهجة قديمة أمثلتها، الجص والقص " وليس الجص بعربي، وهو من كلام العجم، ولغة أهل الحجاز في الجص والقص "( ) والجص وهو الطلاء يطلى به الحائط وغيره.
5. النطق بالقاف كالجيم القاهرية، ويرمز له برمز(g)، وهذا منتشر في كثير من الأرياف في الأقطار العربية، ولهذه الصورة جذور ضاربة في القدم، فقد قيل إن قبيلة تميم كانت تنطق القاف صوتاً شديداً مجهوراً، في حين أن الحجازيين كانوا ينطقونها صوتاً مهموساً( )، وهذا ينسجم مع بداوة تميم من حيث ميلها للأصوات المجهورة، ومع حضارة الحجاز وميلهم للنطق بالأصوات المهموسة، بل إن شيوع هذا النطق جعل بعض الباحثين يميلون( ):"على سبيل الاحتمال والترجيح إلى أن القاف كانت فعلاً حرفاً مجهوراً في العربية القديمة، ويمكن ان يكون نطقه مهموساً في العربية الفصحى اليوم ناتجاً عن كونه أصبح مهموساً في اللهجات الحضرية المدنية، لأن أغلبية المثقفين اليوم هم من أصل مدني" .
وقد وصف ابن خلدون( ) نطق القاف في عصره، بأنه صوت بين القاف والكاف، فلعله قريب من صوت (g)، وإن لم يكن هو، وهو ما نسمعه إلى يومنا هذا من بعض القبائل العربية في اليمن، ومن بعض القرى في فلسطين مثل (عجّور)، ويذكر أن فقهاء آل البيت، وهم الشيعة، كانوا ينسبون هذا النطق للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه رأي يحتاج إلى دليل كما يذكر ابن خلدون.

وقد أدى هذا التأصيل التاريخي لصورة النطق هذه، إلى اعتقاد بعض الباحثين( )، أن اللغويين القدماء قصدوها بالوصف، وأهملوا وصف صوت القاف المهموسة، وبذلك يستقيم ترتيبهم لها بعد "الغين" " والخاء " ويستقيم وصفهم لها بالجهر، ويمكن بذلك عدها نظيراً لصوت الكاف في الموضع والانفجار( )، وتختلف معه في كونه صوتاً مجهوراً، وصوت الكاف مهموس.
وبذلك ينتهي الخلاف الحاصل بين وصف القدماء والمعاصرين، بيد أنه يمكن طرح التساؤلات الآتية التي تعترض هذا التصور.
1. لماذا عدّ اللغويون القدماء صوت الـ (g) هو الفصيح، ولِمَ لم يشيروا إلى الصوت المهموس البتة، في حين أن سيبويه مثلاً أشار إلى الأصوات الضعيفة، ومنها الضاد الضعيفة، وقد كان من باب أولى أن ينبه إلى وجود القاف المهموسه؟
2. إن كانت القراءة بصوت الـ (g)، هي الفصيحة، فلم لم تتواتر قراءة القرآن الكريم بها؟.
مع العلم بأن القراءات القرآنية جاءت بصوت الكاف مثلاً مكان القاف( )، فقد قرأ ابن مسعود والشعبي (قشطت) بالقاف، بينما قرأ بقية القراء (كشطت) بالكاف، ونسبت القراءة إلى قبيلة تميم.
ويرى بعض الباحثين( ) أن قريشاً كانت تنطق بالقاف خالصة ومن هنا نجد أن ابن دريد( ) كتب البيت القائل
ولا أقول لقدْرِ القوم قد نضجتْ ولا أقول لباب الدار معقول
بالقاف تضييعاً لفوارق اللهجات.
وهناك رواية أخرى للبيت في الجمهرة بالكاف، وقيل إنها دالة على لهجة تميم، أي النطق بصوت(g) الذي يشبه الكاف الفارسية. وقد عربت في بعض الكلمات بالجيم في مثل (الكَدْكَد- الجدَجْدَ)، ومعناها " وما استوى من الأرض وأصْحَر"( ).
يقول ابن دريد( ): "فأما بنو تميم، فإنهم يلحقون القاف بالكاف، فتغلظ جداً فيقولون؛ الكَوْم، يريدون: القوم، فتكون القاف بين الكاف والقاف وهذه لغة معروفة في بني تميم". وعلى ذلك جاءت روايته للبيت السابق.
ولا أكول لكدر الكوم كد نضجت ولا أكول لباب الدار مكفول
وفي هذه الحالة يمكن تخريج القراءة القرآنية السابقة(كُشِطَتْ) بأنها إشارة إلى صوت ألـ (g) وقد جاءت هذه القراءة بلغة تميم، ويمكن تخريج كتابةه ابن دريد للبيت السابق بالكاف على أنه تعبير عن نطق قبيلة تميم، مما يجدر ذكره أن كلاً من القاف والكاف، لا تأخذ شكلا نطقيا ثابتا لدى القراء، فقد تقترب إحداهما من الأخرى.




وبتتبع صوت القاف في الساميات نجد أنه صوت انفجاري مهموس، فهو ينطق برفع مؤخرة اللسان والتصاقها باللهاة لكي ينحبس الهواء عند نقطة هذا الالتصاق، ثم يزول هذا السد فجأة مع عدم حدوث اهتزاز للأوتار الصوتية.
والصوت موجود في العبرية في مثل qol بمعنى " قول " وفي الآرامية "qala – قالا "، وفي الحبشية: qal، قال، بمعنى صوت، وهو يقابل في العربية: (قول)، وفي الآشورية، kulu – قول، بمعنى صراخ "( ).
وبملاحظة الصور التي نطقت عليها القاف، نجد أنها لا تخرج عن انتقال بمخرجها إلى الأمام قليلاً، كما هو في نطقها جيماً قاهرية أو كافاً، أو إلى انتقال به نحو العمق، كما هي الحال في نطقها همزة.
وربما كانت القاف الموصوفة كالصورة التي تشيع على ألسنة بعض أهل الجزيرة من أهل اليمن، وتتمثل هذه الطريقة بأن " ينطق هذا الصوت بصورة انفجارية لا احتكاك فيها، مجهورة، ومخرجه من مخرج الكاف التي تتشكل في نقطة التقاء مؤخر اللسان بأول اللهاة، من جهة منتصف سقف الحلق ومخرج القاف المعاصرة في الفصحى التي تتشكل في نقطة التقاء مؤخر اللسان (بآخر اللهاة مما يلي الحنجرة) ( ).
أهم خصائص القاف الصوتية:
1. المماثلة Assimilation: المماثلة نوع من التأثر والتأثير الذي يحدث بين الأصوات الصامتة المتشابهة في الملامح والصفات، ورد في لسان العرب في معنى " مثل " يساوي " ضارع " أو شابه، والمضارعة للشيء: أن يضارعه، كان مثله أو شبهه.
ومن المماثلة تأثر القاف بالكاف، لتقاربهما في المخرج( ) " فالقاف مع الكاف كقولك: الحَقْ كَلدِة، الإدغام من حروف اللسان حسن، وإنما ادغمت لقرب المخرجين، وأنهما من حروف اللسان وهما متفقان في الشدة" وعلى هذا أجمع القرَّاء على إدغام قوله تعالى : " الم نخلقكم "( ) ويمكن تحليل هذه الظاهرة فنولوجياً بـ:
ألم نخلقكم ألم نخلكم
nax luqkum naxlukkum
q /k- k



ولا يخفى أن تأثر القاف بالكاف، وكان لتقاربهما في المخرج والصفات، إذ إن الكاف صوت مهموس، انفجاري، طبقي، واللهاة والطبق متقاربان، وهذا من باب المماثلة الرجعية (regressive). وسمى براجستراسر هذا النوع من التماثل مُدْبراً قال: " ومثال التشابه المدبر، كلمة عبدت وربطت، بإسقاط الدال والطاء، وبتشديد التاء في النطق، فاتجاه التغير هنا من الحرف التالي إلى السابق، وأثر التالي أي تاء الضمير في السابق، أي لام الفعل، وقبله إلى ما يشبه من النطق( )، ويمكن تمثيل ذلك فونولوجياً.
عبدت عبتُ
d t
d t t -t-


أي أن الدال تصبح تاء، في الموقع الذي تكون فيه، متبوعة بضمير التاء وتوضح المعادلة أن التاء اللاحقة قد أثرت في الدال السابقة فأبدلتها تاء، وأكسبتها صفة الهمس وبهذا سُميَّت مماثلة رجعية.
2. قد تقلب السين والصاد إلى زاي إذا كانت متبوعة بالقاف، والمقصود القاف المجهورة( في النطق البدوي g وليست القاف بالنطق المعاصر الفصيح).
سقر zaqar s q -/z
صقر زقر
( السين تصبح زاياً في الموقع الذي تكون فيه متبوعة بالقاف)

z z g-

صقر زقر
saqr zaqar
s q-/z

(الصاد تصبح زاياً في الموقع الذي تكون فيه متبوعة بالقاف)

7 z -q

نلاحظ أن هناك اتفاقاً في الصفات المميزة لكل من السين والصاد، وهما كذلك يتفقان مع " الزاي " في الصفات نفسها، عدا صفة الجهر، فالزاي صوت مجهور( تتذبذب الأوتار الصوتية عند النطق به). بينما السين والصاد صوتان مهموساً ( لا تتذبذب الأوتار الصوتية عند النطق بهما ).
وربما كان السبب في تحويل الصاد والسين إلى زاي على ألسنة الناطقين إذا تلا هذين الصوتين صوت القاف المهموسة( q )، هو أن هذه القاف ( q) صوت يشترك مع السين والصاد في صفة الهمس، ومن ثم يترتب على النطق بكلمة (صقر) مثلاً، الانتقال من صوت مهموس إلى صوت مهموس آخر، وفي الدرجة نفسها من اليسير أن تنطق كلمة " زقر " حين تسبق هذه القاف( g) بالزاي، وذلك لان الصوتين حينئذ يكونان متجانسين في صفة الجهر، وهذه تعدُّ من المماثلة الرجعية بمعني أنه( ) " يؤثر صوت في صوت سابق له "
3. تتأثر الذال بالقاف قبلها فتقلب إلى نظيرها المفخم وهو الظاء في بعض اللهجات القديمة، نحو:
وقيذ وقيظ
waqid waqiz
" الذال تصبح ظاء في الموقع الذي تكون فيه مسبوقة بالقاف ".

z -q

واضح أن الذال هي النظير المرفق للظاء، فاكتسبت الذال صفة التفخيم بتحولها إلى نظيرها المفخم ( الظاء) وذلك حتى تناسب صفة التفخيم في صوت القاف.
وهذه تعد من المماثلة التقدمية progressive: ( ) " وهي مماثلة يتجه فيها التأثير إلى الأمام وهذا يعني، أن صوتاً يكون مكيّفاً مؤثراً، والصوت اللاحق يكون متكفياً.
التفخيم: معناه ارتفاع مؤخر اللسان إلى أعلى قليلاً، في اتجاه الطبق اللين، وتحركه إلى الخلف قليلاً في اتجاه الحائط الخلفي للحلق، ولذلك يسميه بعضهم الإطباق " Velarization "، بالنظر إلى الحركة العليا للسان( )، ويميل بعضهم( ) إلى تفضيل مصطلح " Pharyngealized " على مصطلح السابق، بناءً على تحليل أكوستيكي فسيولوجي، أظهر أن المنطقة المتدخلة في التفخيم ليست الطبق ولكن الحلق.
لم يعدّ اللغويون العرب صوت القاف من الأصوات المطبقة، أي المفخمة يقول ابن جني( ): " فالمطبقة أربعة، وهي الضاد والطاء والصاد والظاء، وما سوى ذلك فمفتوح غير مطبق ".
ويرى بعض الباحثين، أن القاف صوت مفخم تفخيما جزئياً( )ويرى بعضهم أنه صوت مفخم( ).
ولعل السبب في عدم ذكر اللغويين العرب للقاف صوتاً مفخماً هو أن تفخيم القاف غير ناجم عن أصل نطق الصوت، ولكنه ناجم عن رنيـــن " Resonance " في حجرة كبيرة نسبياً، ضمن جهاز النطق، نظراً لأن مخرج هذا الصوت من " أقصى اللسان مماً فوقه من الحنك "( )، وهذا الرنين يحدث صدى لصوت القاف ومثل هذا الصدى هو الذي يحدث التفخيم، وعليه فإن التفخيم في القاف أو الترقيق لا يترتب عليه تداخل فونيمين، بل يعكس سمة لهجية أو تنوعاً فردياً.
ومن ثم فإن إخراج اللغويين القدماء لصوت القاف من الأصوات المفخمة، يعكس إدراكهم لطبيعة تفخيمهِ، دليل ذلك أنهم ذكروه من الأصوات المستعملية المانعة لإمالة الألف( ).
الاستعمال:لا يستعمل صوت القاف إلا أصلاً( )، ويعد صوت القاف بالنطق الفصيح ثاني الأصوات المهموسة شيوعاً في أوائل الجذور، وقد أثبتت الدراسة الإحصائية التي قدمها، محقق معجم المثلث( )والتي اشتملت على"1416" بيت من الشعر، ومائة وأربع وخمسين آية قرآنية على طريقة ابن البطليموسي في كتابه، الذي يورد فيه ثلاث حركات لثلاث كلمات تتشابه في الأصل والفروق وترتيب الحروف، وتختلف في حركة فائها أو عينها، سواءً أكانت هذه الكلمات بحركاتها متفقة المعنى أم مختلفة.
وجد المحقق أن صوت القاف ثاني الأصوات المهموسة شيوعاً في أوائل الجذور بعد الحاء، وهو أكثر الأصوات شيوعاً في ثواني الجذور، وأنه ثالث الأصوات شيوعاً في ثوالث الجذور( ).
وقد وجد أن القاف أكثر الأصوات الانفجارية شيوعاً في أوائل الجذور.

خاتمة
تبين من هذا البحث، أن اختلاف علماء اللغة القدامى والمعاصرين، يتلخص في وصف صوت القاف، من حيث المخرج، وصفة الهمس والجهر، وقد ناقش البحث أسباب الاختلاف في وصف هذا الصوت، مستبعداً ما ذهب إليه بعض الباحثين المعاصرين من أن اللغويين القدماء أخطأوا في وصفه، كذلك فقد استبعد ما ذهب إليه بعضهم، من أن القاف الموصوفة هي صورة الـ (g). وهي صوت مجهور بين القاف والكاف، وذلك عن طريق عرض صور النطق بهذا الصوت، والتأصيل لها، مما يرجح أن الصورة المجهورة لهذا الصوت (g)، ليست هي الصورة الموصوفة، ولو كان الأمر كذلك لاطرَّدت به قراءة القرآن، وقد ترجح أن القاف الموصوفة، ربما كانت تلك التي تشيع على ألسنة بعض أهل الجزيرة من اليمن، وتتمثل بأن ينطق هذا الصوت بصورة انفجارية مجهورة، ومخرجه من مخرج الكاف، التي تتشكل في نقطة التقاء مؤخر اللسان، بأول اللهاة، من جهة منتصف الحلق.
كما وقف البحث على بعض الخصائص الصوتية للقاف، كالمماثلة، سواءً أكانت مماثلة تقدمية " Progressive Assiumilation "، وكذلك نحو تأثر الذال بالقاف وإبدالها ظاءً، وتأثر السين بالقاف وإبدالها صاداً. أو مماثلة رجعية " regressive Assimilation "، وذلك كتأثر القاف بالكاف التالية لها، في مثل قوله تعالى: " ألم نخلقكم ".
وقد ناقش البحث آراء اللغويين القدماء والمعاصرين، في وصف صوت القاف بالإطباق ( التفخيم Velarization) ورجح دقة اللغويين العرب القدماء في وصفهم لصوت القاف، بأنه غير مفخم، وذلك لأن تفخيم هذا الصوت غير ناجم عن أصل النطق به، ولكنه ناجم عن دويّ مرده إلى انفكاك أعضاء النطق بعد انحباس الهواء في حيز كبير نسبيا… وهذا الدويّ يحدث صدى، وبالتالي فهو الذي يحدث التفخيم… وعليه فإن التفخيم في القاف.. لا يترتب عليه تداخل فونيمين بل يعكس سمة لهجية أو تنوعاً فردياً.
والله ولي التوفيق





المصادر والمراجع
 إبراهيم أنيس، الأصوات اللغوية، مكتبة الأنجلو المصري، ط5،1979م.
 أحمد علم الدين الجندي، اللهجات العربية في التراث، الدار العربية للكتاب، 1983م.
 أحمد مختار عمر، دراسة الصوت اللغوي، مصر، عالم الكتب،1976م.
 إسماعيل عمايرة، بحوث في الاستشراق واللغة، مؤسسة الرسالة عمان، 1996.
 براجستراسر، التطوير النحوي، القاهرة،
 تمام حسان، اللغة العربية معناها ومبناها، مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب1973م.
 تمام حسان، مناهج البحث في اللغة، دار الثقافة، 1974م.
 جان كانينو، دروس في علم أصوات العربية، نقله إلى العربية صالح القرمادي، تونس، مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية، 1966.
 ابن الجزري، النشر في القراءات العشر(833هـ)، بيروت، دار الكتب العالمية، جعفر ميرغني، جرس اللسان العربي، الخرطوم، 1985م.
 ابن جني، عثمان، الخصائص بتحقيق محمد علي النجار، دار الهدى للطباعة، بيروت.
 ابن جني، عثمان، سر صناعة الإعراب، بتحقيق مصطفى السقا وآخرون، القاهرة، مصطفى الحلبي، الطبعة الاولى،1954م.
 جونستون، دراسات في لهجات شرقي الجزيرة، ترجمة أحمد الضبيب، الرياض، 1975.
 الجوهري، الصحاح، تحقيق أحمد عبد الغفور، بيروت، 1979.
 حسام النعيمي، الدراسات الهجية والصوتية عند ابن جني، بغداد، دار الرشيد، 1980م.
 حفني ناصف، جمهرة لغات العرب، القاهرة،ط2.
 ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، القاهرة، دار الشعب، دون تاريخ.
 ابن دريد، الجمهرة، دائرة المعارف العثمانية، حيدر أباد.
 رمضان عبد التواب، التطور اللغوي، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1981.
 رمضان عبد التواب، المدخل إلى علم اللغة، القاهرة، 1980.
 الذهبي، ( محمد بن عثمان)، معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، تحقيق بشار عواد معزوف وأصحابه، مؤسسة الرسالة،1988.
 سلمان العاني، التشكيل الصوتي في اللغة العربية، ترجمة ياسر الملاح ومحمد غالي، جده،1983م.
 سيبويه، الكتاب، تحقيق وشرح عبد السلام هارون، مصر، الهيئة المصرية العامة، 1975.
 ابن السيد البطليموسي، المثلث، بتحقيق صلاح مهدي القرطوس، بغداد، دار الرشيد، 1981.
 ابن سينا، رسالة، في أسباب حدوث الحروف، بتحقيق محمد حسان الغيان، يحي مير علم، دمشق، مجمع اللغة العربية، 1981م.
 السيوطي، المزهر في علم اللغة، شرحة وضبطه محمد أحمد جاد المولى وعلي الحيادي، دار الفكر للطباعة والنشر، دون تاريخ.
 فندريس، اللغة، ترجمة عبد الحميد الدراخلي ومحمد القصاص، مصر، مكتبة الإنجلو، 1995.
 كارل بروكمان، فقه اللغات السامية، ترجمة رمضان عبد التواب، مطبوعات جامعة الرياض، 1977م.
 محمد الخولي، الأصوات اللغوية، الرياض، 1987م.
 محمد المبارك، فقه اللغة وخصائص العربية، دار الفكر للطباعة والنشر، ط1، 1982م.
 كمال بشر، علم اللغة العام، دار المعارف بمصر، 1973م.
 محمود السعران، علم اللغة بيروت، دار النهضة العربية، بيروت، د.ت.
 محيي الدين رمضان، في صوتيات العربية، عمان، مكتبة الرسالة الحديثة، 1979م.
 ابن يعيش، شرح المفصل، بيروت، علم الكتب، دون تاريخ.


دوريات:
مراد كامل، علم الأصوات نشأته وتطوره، مجلة مجمع اللغة العربية، المصري، عدد 16.
نبيل علي، اللغة العربية والحاسوب، علم الفكر، الكويت، مجلد18،، عدد3،1987.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

صوت القاف - دراسة صوتية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» سورة الفيل .. دراسة صوتية .. د. عزة عدنان
» روايتا حفص وشعبة عن عاصم -دراسة صوتية موازنة
» النظام المقطعي و دلالته في سورة البقرة - دراسة صوتية وصفية تحليلية
» دراسة كتاب الغربال دراسة نقدية لميخائيل نعيمة
» الظرف المستقر :بفتح القاف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللغة والنحو والبلاغة والأدب :: النحو والصرف-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


صوت القاف - دراسة صوتية  561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
مجلة قواعد النقد ننجز اللسانيات ظاهرة بلال النص الخيام كتاب البخاري النحو اسماعيل محمد اللغة المعاصر التداولية العربي العربية موقاي مدخل الأشياء على الخطاب الحذف مبادئ


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشئ منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع