الوظيفة اللغوية والرمز اللغوي في الحياة الاجتماعية
د. حاتم علو الطائي
أولا: الوظيفة اللغوية
ان جوهر اللغة وطبيعتها لا يمكن ان يفهمها بوضوح الا من خلال الدور الذي يؤديانه في حياة الانسان الفرد، وحياة الجماعة اللغوية الواحدة، وذلك من خلال العلاقة المترابطة بين الفكر ونتاجه الفكري من جانب واللغة من جانب اخر، اذ ان دراسة الفكر والنتاج الفكري يتطلب دراسة اللغة، وان دراسة اللغة تتطلب دراسة علمها في المجتمع([1]).
قد يبدو لاول وهلة ان التساؤل عن وظيفة اللغة يعد امرا غريبا، فان الناس يمارسون اللغة في جوانب حياتهم المختلفة بشكل طبيعي من دون تعقيد، ومن دون ان يشغلوا انفسهم بتحديد الوظائف التي تؤديها اللغة لهم، حتى ساد الاعتقاد بان وظيفة اللغة سواء اكان عند الكبار، ام عند الصغار هي مجرد نقل افكار الفرد الى الاخرين.
ان المسألة ليست يسيرة الى هذا الحد، وانما هي في مستويات متباينة، فالانسان البالغ ينقل افكاره بالوان واساليب مختلفة عن طريق استخدام مفردات في اللغة تميزه عن غيره.
فحينما يستخدم الانسان اللغة للتقرير فيقوم باستخدام الفاظ لغوية لاثبات حقائق موضوعية، او بالاخبار، فتظل متصلا اتصالا وثيقا بالمعرفة، وحينا اخر تدل اللغة عن اوامر او رغبات، وتستخدم عندئذ مفردات للنقد او الوعيد، أي انها –اللغة- تقوم بتحريك العواطف.
فمن وظائف اللغة عدم اقتصارها على نقل الافكار، وانما هي تتجسد بعدة اشكال من خلال تعامل الفرد بها، فهناك من الناس من يناجون انفسهم بصوت مسموع محاولا الخلق لنفسه مستمعين خياليين، كما يخلق طفل لنفسه اصدقاء خياليين في العابه.
وقد وضح (بوهلر Buhler) وظائف اللغة في نموذجها التقليدي واقتصرها على ثلاث وظائف: الوظيفة الانفعالية، والوظيفة الندائية، والوظيفة المرجعية، ويقابل هذا نموذج مثلث الزوايا الذي يمثل المتكلم ((أي المرسل))، والمخاطب ((أي المستقبل))، والغائب ((أي الشخص او الحدث او الشيء الذي نتحدث عنه)).
الا ان (بوهلر) لم يحدد وظائف هذا النموذج بشكل نهائي، وانما ترك الامر لا ستنتاج بعض الوظائف الاضافية من هذا النموذج([2]).
في حين حاول (هاليداي Halliday) حصر اهم وظائف اللغة، وقد تمخضت محاولته هذه في حصر (8 وظائف)، بعد أن القى نظرة واسعة متعددة الزوايا للغة، معطيا وظيفة مستقلة للغة عن الوظيفة الاخرى من خلال النظرة التي ينطلق من خلالها، فانه حدد الوظائف بالاتي:
1- الوظيفة النفعية (الوسيلة) Instrumental function
وهي التي تسمح اللغة لمستخدميها أن يشبعوا حاجاتهم وان يعبروا عن رغباتهم، وهي الوظيفة التي يطلق عليها وظيفة (أنا أريد).
2- الوظيفة التنظيمية Regulatory function
وهي التي يستطيع الفرد من خلال اللغة أن يتحكم في سلوك الاخرين التي تعرف باسم وظيفة ((افعل كذا ... ولا تفعل كذا))، وهذا يعني أن للغة وظيفة (الفعل).
فمثلا عندما يصدر القاضي الحكم يقول (حكمت المحكمة بكذا...) فان هذه الكلمات تتحول الى فعل فيما بعد، وكذلك اللوحات الاعلانية والجدارية التي نقرؤها هي توجيهات وارشادات من هذا القبيل([3]).
3- الوظيفة التفاعلية Interpersonal function
في هذه الوظيفة تستخدم اللغة كعامل فعال في وجود التفاعل الاجتماعي مع الآخرين في العالم الاجتماعي، وهي الوظيفة التي يمكن أن يطلق عليها ((وظيفة أنا وأنت))، وتبرز أهمية هذه الوظيفة بوصف الإنسان كائنا اجتماعيا لا يستطيع التحرر من أسر جماعته([4]).
واللغة هي العنصر الأساسي في عملية الاندماج والتفاعل الاجتماعي، وذلك من خلال استعمال اللغة للتحية بأنواعها وإظهار التأدب والتلطف في المناسبات الاجتماعية([5]).
4- الوظيفة الشخصية Personal function
يمكن للفرد أن يعبر عن مشاعره واتجاهاته نحو موضوعاته الكثيرة، ويمكن له ان يثبت من خلالها ايضاً هويته وكيانه الشخصي والتعبير عن أفكاره ومشاعره المختلفة من سعادة وفرح وحزن وغضب.
5- الوظيفة الاستكشافية Heuristic function
وهي الوظيفة التي يبدأ الفرد باستخدامها لمعرفة وفهم البيئة المحيطة به، ويطلق عليها الوظيفة الاستفهامية، بمعنى أن يسال عن الجوانب التي لا يعرفها في بيئته حتى يستكمل النقص في معلوماته عن هذه البيئة.
6- الوظيفة التخيَّلية Imagination function
وهي الوظيفة اللغوية التي يسمح بها للفرد بالهروب من الواقع الذي يعيش فيه ومعاناته من بعض الحالات الانفعالية عن طريق وسيلة يمكن ان يصنعها من خلال بعض المفردات اللغوية التي تساعده فيما ينتجه من قطع شعرية في قوالب لغوية لتساعده في الترويح او شحذ الهمم والتغلب على صعوبة العمل واضفاء روح الجماعة.
7- الوظيفة الرمزية Symbolic function
وهي من الوظائف ذات الأهمية، فعلى الرغم من إمكانية قيام أي مجتمع من المجتمعات يحفظ دينه وتراثه وأدبه وعاداته عن طريق الأسلوب الشفوي، وذلك لان اللغة المكتوبة تمثل رموزا إلى الموجودات في العالم الخارجي، وبذلك يمكن نقل ذلك التراث الشفوي من جيل إلى جيل والحفاظ عليه من الضياع خلال تدوينه([6]).
8- الوظيفة الاخبارية ((الاعلامية)) Informative function
وهي آخر وظيفة من وظائف اللغة التي حصرها ((هاليداي))، التي يمكن ان تعد من اهم الوظائف، كونها يمكن للفرد من خلالها أن ينقل معلومات جديدة ومتنوعة الى اقرانه، بل ينقل المعلومات والخبرات الى الاجيال المتعاقبة من بعده.
ومن جانب ثان يمكن ان ينقلها الى اجزاء متفرقة من الكرة الارضية وبالذات بعد الثورة التكنولوجية الهائلة التي عمت كل اجهزة وسائل الاعلام، التي ادت الى ان تمتد هذه الوظيفة لتصبح وظيفة تأثيرية، اقناعية وهذا هو ما يهمنا في هذا الجانب، ذلك لما للغة من دور فاعل في حث الجمهور على الاقبال على سلعة معينة، او الابتعاد عن نمط سلوكي غير صحيح او غير محبذ اجتماعيا، مستخدمين في ذلك الالفاظ المحملة انفعاليا ووجدانيا.
ويعني هذا ان المفردات اللغوية المستخدمة في هذه الوظيفة بالذات، هي مفردات يكثر فيه التوجيه والاقناع، أي كثير من محاولات التاثير على البشر، لا مجرد نقل المعلومات اليهم([7]).
وبعد ان اطلعنا على الوظائف التي حصرها (هاليداي)، نلاحظ أنها امتازت بالشمولية والتوسع والتداخل بين عدد من هذه الوظائف،الا ان هناك وظائف يمكن لها ان تاخذ حيزا مهما من وظائف اللغة، لانها تتجسد من خلالها للفرد امكانية ترجمة احساسه وشعوره وتحقيق رغباته.
في حين ان اغلبية علماء اللغة المحدثين اتفقوا على ان وظيفة اللغة هي التعبير او التواصل او التفاهم رغم ان بعضهم يرفضون تقييد وظيفة اللغة بالتعبير او التواصل، اذ ان التواصل هو احدى وظائف اللغة الا انه ليس الوظيفة الرئيسة([8]).
ويمكن ان يعود السبب الى ان حالات الاتصال بين البشر يمكن ان تحصل بوسائل غير لغوية تتراوح بين ردود الافعال العفوية، كاحمرار الوجه دلالة على الخجل، او العبوس تعبيرا عن الغضب وغيرها، زيادة على ان الاتصال ليس مقصورا على الانسان، فعدد من الحيوانات هي الاخرى لها عدد من وسائل الاتصال فيما بينها.
ولكن على الرغم من تعدد الوظائف التي تؤديها اللغة، تبقى وظيفتها كوسيلة للاتصال بين البشر اهم تلك الوظائف جميعا([9])، وان التركيز على هذه الوظيفة او على هذا النشاط التواصلي للغة يكون على ثلاثة عناصر رئيسة:
1- متحدث او مرسل.
2- مستمع او مستقبل.
3- نظام اشاري او لغة مشتركة يتكلمها المرسل او المستقبل، ولهذا النظام محتوى يرمز اليه.
والتواصل من خلال اللغة يحدث في نشاطين رئيسيين هما: الكلام والاستماع، ويبدأ اساسا من المتحدثين عندما يقررون اصدار بعض المعلومات باختيار شارة –جملة لغوية- بعد ملاءمتها فيستقبلها المستمعون ويستعملونها مباشرة امور تخزن في الذاكرة. ومن هذا يتضح ان وظيفة اللغة تتصل بالانشطة العقلية للمتحدثين والمستمعين اثناء عملية التواصل.
ولكي نزيد الامر وضوحا نجسد ذلك في المخطط الاتي([10]):
فالمرسل يرسل رسالة الى المستقبل، وتتطلب الرسالة محتوى او مضمونا (content) لكي تكون مؤثرة، ويمكن للمستقبل ان يفهم المضمون، وقد يكون كلاميا او يمكن تحويله الى كلام.
ومن ثم تتطلب الرسالة عملية اتفاق وتنظيم مسبق على مدلولات الالفاظ والرموز بين المرسل والمستقبل، وتتطلب الرسالة اخيرا قناة او وسيلة (channel)، وبهذا الشكل يمكن للتواصل ان يستمر، مع امكانية الرسالة الكلامية بان تؤدي عدة وظائف في الوقت ذاته([11]).
الا ان (رومان جاكبسون) ميز اربع وظائف تؤديها اللغة هي: (الوظيفة التعبيرية او الانفعالية، والوظيفة الندائية او الايعازية، والوظيفة المرجعية، ووظيفة اقامة الاتصال) ([12]).
اذ يرى ان الوظيفة التعبيرية او الانفعالية هي تلك الوظيفة التي تطلق على اللغة المستخدمة في التعبير عن العواطف بمجالاتها كافة مستهدفة تحديد انطباعات حقيقية او تصنيعية، أي انها – الوظيفة التعبيرية- تحدد العلاقة بين الرسالة والمرسل عبر المفردات المستخدمة، لانها تمثل في حقيقتها افكارا نسبية يعبر من خلالها عن المواقف ازاء الشيء المراد التعبير عنه([13]).
اما الوظيفة الندائية او الايعازية فهي تلك المهمة التي تؤديها المفردات المستخدمة المعبرة عن مدى العلاقة بين الرسالة والمتلقي لان كل اتصال غايته في الحصول على رد فعل من المتلقي.
والوظيفة المرجعية التي يعدها قاعدة لكل اتصال كونها تحدد العلاقة القائمة بين الرسالة وموضوع ترجع اليه، لان المسألة الاساسية تكمن في صياغة معلومة صحيحة عن المرجع تكون موضوعية يمكن ملاحظتها والتاكد من صحتها.
اما الوظيفة الاخرى هي وظيفة اقامة الاتصال، وهي الوظيفة التي تهدف الى تاكيد قيام الاتصال بين المرسل والمتلقي واستمراره او ايقاف عملية الاتصال، من حيث المفردات المستخدمة في الحوار او النقاش بغية اطالة او ايقاف عملية الاتصال.
وتؤدي هذه الوظيفة دورا مهما في كل اشكال الاتصال المختلفة في الاحتفالات والطقوس والاعياد والخطب والاحاديث العائلية وغيرها([14]).
تختلف وظائف اللغة باختلاف الاتجاهات والمدارس اللغوية، وهناك عدد من المدارس والاتجاهات نادت بضرورة دراسة اللغة في تنوعات وظائفها، ولها ثلاث وظائف هي([15]):
1- الوظيفة الاعلامية: وهي الوظيفة التي تستخدم فيها لغة المعرفة (الخبرية) التي تفيد في ايصال المعلومات والقيام بوظيفة الابداع وابلاغ الحقائق كما يحدث في الاتصال الاعلامي بوسائله المختلفة.
2- الوظيفة التعبيرية: وتطلق على اللغة التي تتخذ طابعا تعبيريا في الفن والادب بوجه عام بهدف التعبير عن المشاعر او تحريك المشاعر او اتجاهات الشخص المتلقي مستهدفة تحديد انطباعات حقيقية او تصنيعية.
3- الوظيفة الاقناعية: وهي اللغة التي تتسم بالتوجيه والاوامر او باقناع المتلقي او جمهور المستقبلين بفلسفة محددة، او رأي معين او وجهة نظر ما، وهو ما يحدث في الاتصال الاقناعي بوجه عام. وهي تعني القيام بمهمة السيطرة الاجتماعية بواسطة اللغة، وذلك باقناع الاخرين بالرسالة التي تبعث اليهم، اذ ان للغة قدرة على تحويل وسائل الاعلام المختلفة التي تستخدمها الدول الى ادوات وقنوات تخدم واقع التخلف. وتكرسه وتسوغه وتلبسه الزي الحديث المخادع بدلا من تعويضه او زعزعة بنائه ومرتكزاته.
والوظيفة الاقناعية هذه، ليست بالوظيفة الجديدة بل انها وظيفة قديمة جدا، وقد اكسبتها وسائل الاتصال الجماهيري خطورة، زيادة على ان العملية الاقناعية قد تحولت من فن يعتمد المنطق والفصاحة الى علم يعتمد المنطق وعلم النفس والدراسات اللغوية الحديثة وخاصة في علم المعاني([16]).
الا اننا قلما نجد وظائف اللغة التي حددناها بوظائف (الاعلام، التعبير، الاقناع) واغراضها في حالة نقاوة بحتة، او بشكل غير مختلط، فأمور الحياة نادرا ما تكون في حالة استقلال او عزلة عن غيرها، بمعنى ((أن اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة يعرضان لنا عادة خليطا من الوظائف الاعلامية والاقناعية والتعبيرية في آن واحد)).
ويأتي هذا التداخل الذي تقوم به اللغة في اداء وظائفها ليست الى وجود حالة من التناغم بين الطرفين المرسل والمستقبل للرسالة الاتصالية فحسب، بل ان تكون الخبرات للطرفين مشتركة ايضا، فالمستمع لمحاضرة في علم الرياضيات مثلا في لغة ما من اللغات يوجب ان يكون المستمع له المعرفة في تلك اللغة زيادة على معرفته الى شيء من اوليات ومفردات علم الرياضيات حتى يتمكن من متابعته للمحاضرة وهذا يعبر عنه بـ(الاطار الدلالي) ([17])، فكلما كان المرسل والمستقبل يتفاهمان في اطار دلالي واحد كان ذلك اقرب ما يكون الى الفهم، والرسم التوضيحي يبين ذلك، اذ يكون المستقبل الاول يقع في داخل الاطار الدلالي للمرسل ويكون فاهما لكل ما يدور في المحاضرة، في حين يكون المستقبل الثاني الذي يكاد ان يقع في الاطار الدلالي فهو يفهم اشياء ولا يفهم اشياء اخرى والسبب يعود الى عدم معرفته في احد طرفي الاطار الدلالي، وهما معرفة اللغة التي تلقي بها المحاضرة والمعلومات عن موضوع المحاضرة.
اما المستقبل الثالث فانه لايفهم شيئا مما يقوله المحاضر (المرسل) لانه يقع خارج الاطار الدلالي تماما، لانه لايدرك اللغة والموضوع المطروحين في المحاضرة.
الاطار الدلالي
وان المفردات التي تصاغ منها اللغة التي يتم التفاهم بها يستوجب ان تكون مفهومة، بغية اكمال الاطار الدلالي بين طرفي العملية، وان الخلفية المشتركة والقدرة على استخدام مفردات متنوعة ما بين المصدر والمتلقي عامل من العوامل التي تساعد على استخدام بعض الصيغ والتشبيهات اللغوية لتوظيفها واضفاء الوان براقة وحيوية الى ما يراد ايصاله الى الجمهور المتلقي.
ومن هذه التعابير والصياغات اللغوية والمصطلحات مثلا:
- رئيس صوري.
- أعمدة الدولة.
- رأس الدولة.
- يحرر الارض.
- جلسة برلمانية متخمة.
- قضية تحمل في أحشائها احتمالات عديدة.
وغالبا ما يستخدم هذه التعابير والمصطلحات رجال السياسة والدعاية وبشكل واسع.
أما في الاعلام فان أهم ما تتصف به اللغة المستخدمة فيه أن تكون صادقة بما تروم ايصاله من خلال الرسالة الاعلامية الى الجمهور المتلقي بصورة غير مباشرة.
وتأسيسا على ذلك فان عملية فهم الرسالة الاتصالية وادراكها يأتي من خلال معرفة (علم اللغة) اللسانية الذي هو الدرس العلمي للكلام الذي يختلف عن باقي العلوم الاخرى التي تهتم باللغة لانه يدرس اللغة باللغة، أي (أن اللغة تشكل أداته ومادته في الوقت نفسه) ([18]).
ويرى ابو حيان التوحيدي أن علم اللغة هو دراسة مدلول مفردات الكلام، اما علم اللسان فيعرفه (ابن سيدة) بانه يقوم على امرين:
أولهما: الاحاطة بمفردات اللغة ومعرفة دلالاتها.
ثانيهما: معرفة قواعد اللغة التي تتعلق بالمفردات من قبيل اشتقاقها وصيغة بنائها، وما يطرأ على بنيتها من تطورات صوتية او تعبيرات تقتضيها قوانين اللغة المعينة([19]).
وقد عمد اللسانيون الى توزيع اوجه الاهتمام باللغة على الاقسام الاتية([20]):
(1) نظم تآلف الكلمات داخل الجمل (النحو).
(2) معاني الكلمات والجمل (علم الدلالة والمعنى).
(3) أصوات اللغة.
هذا زيادة الى بعض الفروع الاخرى مثل: اصوات اللغات ونشأتها وعلم اللهجات (Dialectology)، وانقسام اللغة على لهجات، وظهور اللهجات العامية.
ونرى من الضرورة التطرق الى التميز بين اللغة والكلام الذي اخذ مكانة في مناقشات علماء اللغة نفسها.
وبغية تحديد ما يمكن تمييزه ما بين اللغة والكلام، لابد من التطرق الى تعريف كل منهما على جانب، فاللغة هي نشاط انساني يتمثل اما في مجهود عضلي يقوم به فرد من الافراد، او في عملية ادراكية ينفعل بها فرد او افراد آخرون([21])، أو هي (اللغة) نظام من الرموز الصوتية، ومعنى هذا انها تتكون من عدد كبير من الجزيئات التي تنتظم بعلامات محددة في سياق او نظام محدد، وان اقل هذه الرموز الوحدة الصوتية تليها الكلمة ثم تتكون بالتالي الجملة من كلمات رتبت في سياق متعارف عليه في البيئة اللغوية.
واذا كانت هذه اللغة، فما هو الكلام؟.
الكلام: هو أي تواصل من خلال نسق من الرموز الصوتية الاصطلاحية يأخذ الشكل المنطوق أي هو الاستعمال الفردي للغة يقصد توصيل رسالة ما، او هو عملية احداث الاصوات الكلامية لتكوين كلمات او جمل لنقل المشاعر والافكار من المتكلم الى السامع([22]).
ومما سبق تكون اللغة بالنسبة للمتكلم معايير تراعى، وبالنسبة للغوي ظواهر تلاحظ، وهي بالنسبة للمتكلم ميدان حركة، ووسيلة حياة في المجتمع، وعمل او فعل يشغل نفسه بها، وهي سلوك ونشاط وحركة وقد تكون عملا فرديا، في حين تكون بالنسبة للغوي موضوع دراسة، ووسيلة كشف في المجتمع تشكل حدودا للعمل الذي يقوم به الفرد، ومعايير لكل سلوك، وقواعد لكل نشاط، ونظاما للحركة، ولا يمكن لها ان تكون الا اجتماعية.
الا ان استخدام الكلمات في اية صورة كانت منطوقة (مسموعة)، او كانت مكتوبة (مرئية) هو الذي يطلق عليه ((السلوك اللفظي)) ومعناه هو القدرة على التعبير في كلمات حيث يتحقق في مشكلين متميزين:
احدهما الصورة المنطوقة او (لغة الحديث)، وثانيهما هو الصورة المكتوبة او (لغة الكتابة).
وتكون اللغة المنطوقة من حيث اداؤها لوظيفة الاتصال أهم من لغة الكتابة واوسع انتشارا، فالانسان العامي ينتج من الحديث اكثر مما ينتج من الكتابة حيث ان الانسان يمكن له ان يعبر عن كل رغباته ومشاعره واحساسه في اللغة التي تكون مفرداتها صادقة التعبير عن ذلك.
وعلى هذا الاساس يقسم البعض اللغة العربية المعاصرة على نوعين: الاول: فصحى التراث والثاني: فصحى العمر، ويتضمن النوع الثاني وهو ما يسمى (العامية) ثلاثة مستويات هي: عامية المثقفين، وعامية المتنورين، وعامية الاميين، وهذا التقيم قائم على اساس الظروف التي يستخدم فيها كل مستوى، ويمكن للفرد الواحد (المثقفين والمتنورين خاصة) ان ينجح في استخدام المستويين بكفاءة([23]).
ولعل مرجع الاهتمام باللغة المكتوبة هو تفردها بميزتين:
(1) انتقالها من مكان الى اخر عبر مسافات بعيدة.
(2) تكاد تكون ثابتة، لا تتعرض للتغير المستمر كما يصيب لغة الحديث.
في حين يـــرى البعض ان الكتابة ما هي الا محاولة لتمثيل اللغة المنطوقة.
الا ان هناك ظروفا مختلفة يكون لصور الارتقاء المستقلة في اللغة المكتوبة تاثيرها في اللغة المنطوقة.
وعلى اية حال فان العلاقة بين الكلام والكتابة ليست علاقة بسيطة، لانهما ليسا متماثلين تماما.
ومع ذلك فان الصورة المكتوبة للغة كانت ولا تزال وستظل ذات اهمية ضخمة للجنس البشري في نقل المعاني من مكان الى مكان اخر عبر السنين، وذلك لانها لا تتأثر بالمواقف العارضة والانفعالات الزائدة التغير الشديد من موقف لاخر.
في حين نجد أن اللغة المنطوقة بالمنطقة السكنية والظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تعيش في اطارها تظهر اهميتها مع المستوى الثقافي لذلك المجتمع.
تقوم الثقافات المجتمعية، مثلما يرى (مارشال ماكلوهان) بتحديد أولوية المنطوق او المكتوب في اللغة، بالنسبة لمجتمع ما، حسب تعلم هذا المجتمع او ذاك، وهذا يعكس بطبيعته على طبيعة القيم الخاصة بهذه المجتمعات، فالتوجيه البصري (للكتابة الصوتية)، التي تتصف بكونها نوع من العمل المعزول، او المتخصص الذي لا يتلاءم مع رد الفعل ولا يستلزمه. اذ ان الانسان والمجتمع المتعلم يحصل على قدرة خارقة على التصرف في أي موضوع بتجرد تام دون ان يعبر عن العواطف او المشاركة العاطفية.
نخلص الى ان اللغة هي منظومة من الرموز المنطوقة في الاصل، يتجلى فيها قدرة الانسان على صنع الكلمات وصياغة الرموز التي تمثل ظواهر عالمه الداخلي والخارجي، وبهذه الكلمات يتمكن الانسان في التعبير عن افكاره ومفاهيمه وتصوراته([24]).
ثانيا: الرمز اللغوي
يرتبط الرمز اللغوي ببيئة محددة يطلق عليها الجماعة اللغوية – وعندما يسمع أي انسان لغة اجنبية لا يعرفها فانه يسمعها على اساس انها اصوات غير متميزة وغير مفهومة من خلال مدركاته العقلية وذلك كونها ليس لها اية دلالة رمزية، ففي هذه الحالة يكون الانسان مجرد يسمع سلسلة اصوات ليست لها وحدات متميزة ولكن، ((ابن اللغة او العارف بها لا يسمع هذه السلسلة الصوتية، بل يميز مكوناتها ويفهم محتواها الدلالي)) ([25])، واذا استمعنا الى لغة اجنبية مجهولة، فان الكلمات تبدو لنا الفاظ خالية من المعاني.
وعلى الرغم من اهمية الرمز اللغوي في التكوين البنائي للكلمات ومن ثم في تكوين اللغة، فأن حياة اللغة واستمرارها لا تكون من خلال رموزها، وانما من خلال تراكيب جديدة تشير اليها هذه الرموز.
فالرمز اللغوي –بذاته- ليست له من الحياة الاجتماعية الا ما يمكن ان يحدث من تغير في بنائه الصوتي بسبب البيئة او الوراثة([26]).
بينما تشير (الكلمة) عادة الى مدلول ذاته لانها ((ليست لها سوى مظهر واحد من مظاهر الدور الذي تقوم به اللغة.. فهناك بالطبع طريقة تركيب الجمل، واسلوب ترابط بينها قواعديا ومنطقيا)) ([27]).
ففي اللغة توجد مقاييس نحوية لها دور مهم للربط بين الكلمات، والمفردات، وتكوين الجمل والعبارات، وفيما بعد تكون لغة مفهومة من قبل الجميع، ولهذا فان ((اللغة ليست حروفا من الالفاظ ، بمعزل عن الجمل، ولا جملا بمعزل عن البيان، ان اللغة هي كل هذا دفعة.. اذ لو قضينا على الروابط وعلى العوامل أي على المقاييس النحوية فلا يبقى شيء من اللغة)) ([28]).
وهذا ما يؤكد الى ان ((رموز اللغة بذاتها لا تعني شيئا.. لانها في الاصل لا تحمل معنى، الا ان هذه الرموز مرنة، واضحة، قابلة لانتاج قواعد جديدة عندما تحيلها العلاقات للتعبير عن فعل ما او عن مدلول ذو معنى)) ([29])، حيث ان دلالة الرموز اللغوية (ح، ج، ر) لا معنى لها لو تم التعامل مع كـــــل رمز علــــى حدة، الا ان دفع الحيــــاة فيها من خلال ربطها بعلاقة فيما بينها نجــــد انها تتحول الى (حجر) وتكون لها دليل اخر يختلف كل الاختلاف عما كانت عليه.
وهناك رموز لا ترتبط بما ترمز اليه من معان او اشياء او مواقف، بل هي وليدة اجماع الجماعة على معاني لمجردات.
فلفظ (اللؤلؤ) هو مجرد لفظ خال من المعني بالنسبة الى شخص ليس له خبره به كشيء وليست له خبرة بما اصطلح المجتمع عليه، لذا يكون هذا اللفظ غريبا كونه لم يسبق ان تعامل به ولم تتطرق له الجماعة التي يعيش فيها ضمن مفردات حياتهم الاجتماعية، فيبقى غريبا عليه([30]).
وكذلك الحال لمواطن يعيش في بيئات بدائية بعيدة عن المدنية حيثما يسمع كلمة (هاتف)، فاللفظ الرمزي (للهاتف) يمكن فقط ان يكون له مدلوله عند هذا المواطن، اذا اقترن الرمز بتجريد مشابهه قد مر بها ويسهل فهم ومضمون الرمز كلما اقترن بخبراته وعليه فان نقص الخبرة لابد ان يؤدي الى فقدان الاستجابة ويكون الرمز فاقدا للمعنى.
ومن البديهي انه لا توجد لغة بنيت لتتضمن تلك التي لها علاقة بخبرة معينة بحيث يمكن تحديدها بسهولة فكلمات مثل (الليبرالية) و (القومية) و (الاشتراكية) و (الديمقراطية) وغيرها من الكلمات التي يمكن ان تكون لها معنى فقط في ضوء حالات واتجاهات ومهارة اللغة واطار الخبرة العام للمتكلم والمستمع ولذلك فان الكلمات تحمل معاني مختلفة باختلاف الناس فرجل من ثقافة معينة سيجد صعوبة في تكوين تفسيرات مناسبة لبعض اشارات الشوارع ولبعض الجمل اللفظية التي تستخدم في بيئة مغايرة([31]).
هذا على الرغم من معرفته للغة هذه البيئة ومهما يكن من الامر فان الاتصال سوف يصل الى اضعف نقطة فيه حين يفتقد المهارة اللغوية.
فالرموز اللغوية هي اما رموز مكتوبة او رموز منطوقة، فالرموز اللغوية المكتوبة ما هي الا تجسيد للرموز اللغوية المنطوقة، أي احالة الصوت الى كتابة.
ولهذا فان الرموز المكتوبة هي رموز محددة الدلالة تتضمن ما تدل اليه الكلمة من مدلول، ويكون معناها محددا قاموسيا تعطي معناها كما مثبت في القاموس عنها.
فعبارة (صباح الخير) لا يمكن ان تعطي معنى سوى الامنية التي يتمناها أي شخص ان يكون صباح ذلك اليوم خيرا على الجميع، او تكون الامنية خيرا على الشخص المتحدث معه و كذلك الحال مع الكلمات الاخرى.
ان الرموز المنطوقة فهي رموز ذات دلالات متعددة وذلك كون الصوت وطريقة الحديث واخراجه وهيأة المتحدث تعطي دلالات وتعبيرات متعددة مختلفة لعبارة واحدة فمثلاً المثال الانف الذكر (صباح الخير)، التي يمكن ان تعطي اكثر من (15) دليلا لغويا ضمن اللغة المنطوقة.
وقد تحل حركات بعض اعضاء الجسم محل الكلام، او ان تكون متمما فاعلا له في تاكيد الكلام ولم يزد احدا عما قاله (الجاحظ) من ان الحركات والاشارات ((نعم العون (للغة) ونعم الترجمات هي عنه)) ([32]).
وجعل لبعض هذه الاشارات نظام خاص يعوض تعويضا كاملا عن النظام اللغوي الصوتي كما هو حاصل في لغة الاشارات التي يستخدمها بعض الرهبان الممنوعين من الكلام بموجب مذهبهم الديني ولغة الاعلام – ((الرايات)) التي يستعملها افراد الكشافة او الاشارات الضوئية بين المراكب البحرية([33]).
واذا كانت الاشارات والحركات الجسمية للشعوب الاوربية المختلفة تتشابه احيانا تشابها كبيرا، اذ يهزون اكتافهم بمعنى (لا اعرف) في حين تكون حركة الراس الى الاعلى عند العراقي والسوري والفلسطيني وغيرهم من العرب تعني (الرفض)، وللحركات الاخرى لها دلالات مختلفة([34]).
وهناك كلمات تحتمل الكثير من التاويلات التي تختلف من شخص الى اخر، او من مجتمع لاخر، مثلما تختلف الظروف والاوضاع، اذ ان هناك عوامل اقتصادية وثقافية واجتماعية تؤدي الى تفاوت افراد المجتمع في ادراك المفردات في معانيها الاساسية، وفي طرق استخدامهم لها، ومع ذلك فان اللغة كونها نظاما من الرموز فهي تحقق وظيفتين متكاملتين هما([35]):
أ- الوظيفة الاتصالية: لانها وسيط للتفاعل بين الافراد واستقبال المعلومات وبثها.
ب- الوظيفة التجريدية: اذ تعمل كوسيط لتكوين الافكار التي تجرد الواقع وتحركه في شكل رموز تمكن الانسان من فهمه وضبطه بدرجة افضل.
المصادر:
..................
- بيار غيرو، السيمياء ، ترجمة انطوان ابي زيد، منشورات عويدات، بيروت 1981.
- جان بياجيه، اللغة والفكر عن الطفل، ترجمة احمد عزت راجح، النهضة المصرية، القاهرة 1954.
- د. جمعة سيد يوسف، سيكولوجية اللغة والمرض العقلي، سلسلة عالم المعرفة، الكويت 1990.
- حسام الخطيب، لغة الثقافة ولغة الاعلام، مجلة الاداب، العدد 1-3، ك2 – اذار 1984، بيروت.
- رومان جاكسيون، التواصل اللغوي ووظائف اللغة، في ميشال زكريا، الالسنية (علم اللغة الحديث) قراءات تمهيدية، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت 1984، ص89.
- السعدي البدوي، مستويات العربية المعاصرة في مصر، دار المعارف، القاهرة 1972.
- عاطف مدكور ، علم اللغة بين التراث والمعاصرة، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة 1987.
- د. عبد الجبار ولي ، المفاهيم الاساسية لعملية الاتصال اللغوي والتصويري، المركز العربي لبحوث المستمعين والمشاهدين، بغداد 1980.
- عبد العزيز شرف، المدخل الى وسائل الاعلام، دار الكتاب المصري، القاهرة 1968.
- ___________ ، المستويات اللغوية في الاتصال الاعلامي،
- كريم زكي حسام ، اصول تراثية في علم اللغة، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة 1985.
- كمال يوسف الحاج، في فلسفة اللغة ، دار النهار للنشر، بيروت 1967.
- محمد علي الخولي، معجم علم اللغة النظري، مكتبة لبنان، بيروت 1982.
- د. محمود فهمي حجازي، علم اللغة العربية، مدخل تاريخي مقارن في ضوء التراث واللغات السامية، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة ، بدون تاريخ نشر.
- منذر عياش، النظرية التوليدية ومناهج البحث عند تشومسكي، مجلة الفكر العربي المعاصر، العدد40 ، مركز الاتحاد العربي ، بيروت 1986.
- ميشال زكريا، الالسنية (علم اللغة الحديث) المبادئ والاعلام، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، بيروت 1983.
- مصطفى لطفي ، اللغة العربية في اطارها الاجتماعي ، معهد الانماء العربي، بيروت 1981.
- نايف خرما، اضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة، سلسلة عالم المعرفة، الكويت 1978.
- د. هادي نهر، علم اللغة الاجتماعي عند العرب، ط1 ، مطبعة الجامعة المستنصرية، بغداد 1988.
- وليد ابو بكر بين لغة الادب ولغة الاعلام، مجلة الاداب ، العدد 1-3، ك2 – اذار 1984.
الهوامش:
...............
([1]) عاطف مدكور، علم اللغة بين التراث والمعاصرة، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة 1987، ص13.
([2]) رومان جاكسيون، التواصل اللغوي ووظائف اللغة، في ميشال زكريا، الالسنية (علم اللغة الحديث) قراءات تمهيدية، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت 1984، ص89.
([3]) عاطف مدكور، مصدر سابق، ص19.
([4]) د. جمعة سيد يوسف، سيكولوجية اللغة والمرض العقلي، سلسلة عالم المعرفة، الكويت 1990، ص23.
([5]) نايف خرما، اضواء على الدراسات اللغوية ، سلسلة عالم المعرفة، الكويت 1978، ص209.
([6]) نايف خرما، مصدر سابق، ص214.
([7]) المصدر نفسه، ص213.
([8]) كريم زكي حسام الدين، اصول تراثية في علم اللغة، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة 1985، ص91.
([9]) نايف خرما ، مصدر سابق، ص32.
([10]) جمعة سيد يوسف، مصدر سابق، ص27.
([11]) رومان جاكبسون، مصدر سابق، ص85.
([12]) ميشال زكريا، الالسنية (علم اللغة الحديث) المبادئ والاعلام، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت 1983 ، ص60.
([13]) بيار غيرو، السيمياء، ترجمة انطوان ابي زيد، منشورات عويدات، بيروت 1981، ص10. للمعلومات ينظر: رومان جاكبسون، مصدر سابق، ص-ص85-90.
([14]) المصدر نفسه، ص-ص11-13.
([15]) د. عبد العزيز شرف، المدخل الى وسائل الاعلام، دار الكتاب المصري ، القاهرة 1980، ص128.
([16]) نايف خرما، مصدر سابق، ص40.
([17]) د. عبد العزيز شرف، المدخل الى وسائل الاعلام، مصدر سابق، ص80.
([18]) منذر عياش، النظرية التوليدية ومناهج البحث عند تشومسكي، مجلة الفكر العربي المعاصر، العدد40 ، مركز الاتحاد العربي، بيروت، 1986، ص34.
([19]) كريم زكي حسام الدين، مصدر سابق، ص23.
([20]) منذر عياش، مصدر سابق، ص37.
([21]) د. عبد العزيز شرف، المستويات اللغوية في الاتصال الاعلامي، مصدر سابق، ص79.
([22]) محمد علي الخولي، معجم علم اللغة النظري، مكتبة لبنان، بيروت 1982، ص264.
([23]) السعدي البدوي، مستويات العربية المعاصرة في مصر، دار المعارف ، القاهرة 1973، ص89.
([24]) د. حسام الخطيب، لغة الثقافة ولغة الاعلام، مجلة الاداب العدد 1-3 ك2- اذار 1984 بيروت، ص15.
([25]) د. محمود فهمي حجازي، علم اللغة العربية، مدخل تاريخي مقارن في ضوء التراث واللغات السامية، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة، بدون تاريخ نشر، ص16.
([26]) وليد ابو بكر، بين لغة الادب ولغة الاعلام، مجلة الاداب العدد 1-3، ك2، اذار 1984، ص62
([27]) مصطفى لطفي، اللغة العربية في اطارها الاجتماعي، معهد الانماء العربي، بيروت 1981، ص103.
([28]) كمال يوسف الحاج، في فلسفة اللغة، دار النهار للنشر، بيروت 1967، ص231.
([29]) وليد ابو بكر، مصدر سابق، ص62.
([30]) د. عبد الجبار ولي، المفاهيم الاساسية لعملية الاتصال اللغوي والتصويري، المركز العربي لبحوث المستمعين والمشاهدين، بغداد 1980، ص7.
([31]) المصدر السابق، ص8.
([32]) د. هادي نهر، علم اللغة الاجتماعي عند العرب، ط1 ، مطبعة الجامعة المستنصرية، بغداد 1988، ص159.
([33]) نايف خرما، مصدر سابق، ص143.
([34]) د. هادي نهر، مصدر سابق، ص-ص154-157.
([35]) د. حسام الخطيب، مصدر سابق، ص16.