معاني البنية ( فَعَلَ)
يقول الرضي : أنَّ " فَعَلَ لخفته لم يختص بمعنى من المعاني، بل استعمل في جميعها، لأن اللفظ إذا خف كثر استعماله واتسع التصرف فيه "(1)
ولذا نجد أن الأفعال على وزن ( فَعَلَ ) في سورة آل عمران تجاوزت المئة فعل فقد بلغت مئة وتسعة أفعال، اختلف بناؤها بين مضعف ومعتل وصحيح، مع إهمال التكرار في الجذر الواحد.
ويختلف المضارع منها ، فإما أن يكون مكسور العين أو مضمومها أو مفتوحها ، على النحو التالي: (فَعَلَ يَفْعَلُ) ، و ( فَعَلَ يَفْعِلُ) ، و( فَعَلَ يَفْعُلُ ).
وحيث إن صيغة (فَعَلَ) هي أكثر وروداً في الكلام من غيرها، وهذا ما أكَّده سيبويه بقولـه: "وإنما كان فَعَلَ كذلك لأنه أكثر في الكلام، فصار فيه ضربان، ألا ترى أن فَعَلَ فيما تعدى أكثر من فَعِلَ، وهي فيما لا يتعدى أكثر، نحو قَعَدَ وجَلَسَ" (2) وسبب ذلك يعود إلى أن الفتح أخف من الكسر والضم ولذلك تواردت صيغة فَعَلَ بالفتح في الكلام أكثر من فَعِلَ بالكسر وفَعُلَ بالضم وهذا ما يوضِّحه د. إبراهيم أنيس من خلال عملية إحصائية قام بها فتوصل إلى أن صيغة فَعَلَ "هي الأكثر شُيُوعاً في الأسلوب القرآني لأن به حوالي 107 من الأفعال الماضية الصحيحة التي صيغتها فعَل وحوالي 24 فعلاً من صيغة فَعِلَ." (3)
ونجد الدلالة العامة للبنية الصرفية للفعل ( فَعَلَ) تجمع في مضارعاتها الثلاث على الدلالة على حكاية الحدث: والمقصود بذلك أن الفعل لا يعبر عن معنى مفرد تعبير اللفظ المفرد، وإنما يعبر عن معنى تعبر عنه جملة. فالفعل (خَتَمَ) يعني وضع خاتمة، ومثله الفعل طَبَعَ.
تقول الدكتورة صفية إن الدلالة العامة للفتح هي الحياد، أي عدم غلبة معنى معين عليها ، فهو يأتي للمعاني جميعها.(4)
وقد يختص بالمغالبة فيأتي غَلَبَ من المغالبة ، غالبه فغلبه ، كذا سابقه فسبقه ، أي غلبه في السباق.(5)
أولاً : فَعَلَ يَفْعُلُ :
ومن معانيه: حكاية الحدث
ومن أمثلته في سورة آل عمران قوله تعالى : ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ) (6) فالفعل (دَخَلَ يَدْخُلُ ) لا تدل صيغته إلا على حدوث الدخول على أية صفة كانت.
ومن معانيه المغالبة ، يقول الرضي : "ومما يختص بهذا الباب بضم مضارعه المغالبة، ونعنى بها أن يغلب أحد الأمرين الآخر في معنى المصدر، فلا يكون إذن إلا متعديا. نحو: كارمنى فكرمته أكرمه: أي غلبته بالكرم، وخاصمني فخصمته أخصمه، وغالبنى فغلبته أغلبه"(7)
ثانياً : فَعَلَ يَفْعِلُ:
وهذا البناء يختص بأنواع معينة من الأفعال منها المعتلة الوسط( الفعل الأجوف ) والمضعفة( )، كما في قوله تعالى : (وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ) 8
ثالثاً : فَعَلَ يَفْعَلُ:
ومن أمثلته في سورة آل عمران : قوله تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا ) (9) ، وكما جاء في المصادر فهذا البناء يأتي عليه الفعل الذي يكون عينه أو لامه حرف حلقي ، كما في سَحَبَ: يَسْحَبُ ، وجَمَعَ: يَجْمَعُ ، وقد جاء في الآية السابقة من هذه البنية: ( فَعَلَ، يَفْعَلُ) الفعل : جَمَعَ ، يَجْمَعُ .
----------------------------------------------------------------------
1) شرح شافية ابن الحاجب، الرضي الاستراباذي ، مع شرح شواهده للبغدادي، تحقيق : محمد نور الحسن، محمد الزفزاف، محيي الدين عبد الحميد، 1975م، القسم الأول، ط1 ، د.ت.، 1/ 70.
(2) الكتاب ،سيبويه، الجزء الرابع، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1975م.دون رقم طبعة. 4/104.
(3) من أسرار اللغة، د.إبراهيم أنيس ، ص 52.
4) الدلالة الإيحائية في الصيغة الإفرادية ، د.صفية مطهري ، ص: 72
5) الوافي الحديث في فن التصريف: د.محمد هلال، ص 108 .
6) الآية 37.
7) شرح الرضي على شافية بن الحاجب ، 1/ 70.
8 الدلالة الصوتية، د.صالح الفاخري، ص 160.
9) الآية 26.
10) الآية 137.

حصر الأفعال على وزن ( فَعَلَ ) في سورة آل عمران
م/ الأصل الماضي للفعل/ أرقام الآيات التي ورد فيها الفعل
1- أَتَى [ 161- 183- 188]
2- أَخَذَ [11- 81- 81- 187]
3- أَكَلَ [ 49 – 130 – 183]
4- أَمَرَ [21- 80- 80- 104- 110- 114]
5- باءَ(1) [ 112- ]
6- بَدَا 118]
7- بَرَزَ [ 154]
8- بَغَى [ 83- 99]
9- بَلَغَ [ 39]
10- تابَ [ 89- 128]
11- تَلا [ 58- 93- 101- 108- 113- 164]
12- جاءَ [19- 49 – 50 – 61 – 81 – 86 – 105 – 183 – 184]
13- جَرَى [ 136- 195- 198]
14- جَزَى [ 14- 15- 144]
15- جَعَلَ [ 40 – 61 – 126 – 156 – 176]
16- جَمَعَ [ 24 – 173-157]

------------------------------------------
1)" باءَ إِلى الشيء يَبُوءُ بَوْءاً رَجَعَ ... والأصلُ في الباءةِ المَنْزِل ثم قيل لِعَقْدِ التزويج باءةٌ لأَنَّ مَن تزوَّج امرأَةً بَوَّأَها منزلاً والهاء في الباءة زائدة" لسان العرب، ابن منظور[مادة بوأ]

1- حَشَرَ [ 12- 58]
2- حَكَم [ 22- 55]
3- خافَ [ 175- 175]
4- خَذَلَ [ 160]
5- خَلا [ 119- 137- 144]
6- خَلَقَ [ 46 – 49 – 59 – 191]
7- دامَ [ 72]
8- دَخَلَ [ 36 – 97 – 142 ]
9- دَرَسَ [ 79]
10- دَعا [22- 37 – 104 – 153]
11- دَفَعَ [ 167]
12- ذَاقَ [ 106- 181]
13- ذَكَرَ [ 40 – 103 – 135 – 191]
14- ذَلَّ [ 26]
15- رَأَى [ 143- 13- 22]
16- رَجَعَ [72- 83- 109]
17- ردَّ [ 100- 145- 145- 149]
18- رَزَقَ [ 26 – 36 – 169 ]
19- رَكَعَ [ 43]
20- زادَ [ 173]
21- زاغَ [8]
22- ساءَ [ 120]
23- سارَ [ 137]
24- سَجَدَ [ 42 – 113]
25- شَاءَ [6 – 13 - 25 – 25 – 26 – 27 – 37 – 40 – 46 – 73 – 74 – 129 – 129 – 179 ]
26- شَعَرَ [ 69]
27- شَكَرَ [ 123 ]
28- صَبَرَ [ 120- 186]

1- صَد [ 99]
2- صَدَقَ [ 95- 152]
3- صَرَفَ [ 152]
4- صَعَدَ [ 153]
5- ضَرَّ [ 111- 120- 144- 176- 177]
6- ضَرَبَ [ 112- 112- 156-]
7- ضَعَفَ [ 146]
8- ظَلَمَ [ 25- 117- 117- 117- 135- 161]
9- ظَنَّ [ 154]
10- عَبَدَ [ 51 – 64]
11- عَزَّ [ 25]
12- عَزَمَ [ 159]
13- عَصَى [ 112- 119- 152]
14- عَفا 152- 155- 159]
15- عَقَلَ [ 65- 118]
16- غَدا [ 121]
17- غَرَّ [ 23- 196]
18- غَفَرَ [16- 31 – 129 – 135 – 147 – 193 ]
19- غَلَّ [ 161- 161- 161]
20- غَلَبَ [ 12]
21- فاتَ [ 153]
22- فازَ [ 185]
23- فَعَلَ [ 27 – 39 – 115 – 135 – 135 – 188]
24- قَالَ [ 7 – 15 – 16 – 20 – 20 – 22 – 25 – 27 – 30 – 31 – 34 – 34 – 36 – 36 – 37 – 39 – 40 – 40 – 41 – 44 – 46 – 46 – 52 – 52 – 55 – 55 – 59 – 61 64 – 64 – 72 – 73 – 75 – 75 – 78 – 78 – 81 – 81 – 83 – 84 – 93 – 95 – 98 – 99 – 119 – 119 – 124 – 147 – 154 – 154 – 154 – 154 – 156 – 165 – 165 – 167 – 167 – 167 – 168 – 168 – 173 – 173 – 181 – 181 – 181 – 183 – 183 – 183]

قَتَلَ [ 21- 112- 144- 154- 156- 157- 158- 168- 169- 183- 195]
قَضَى [ 46]
قَطَعَ [ 127]
قَعَدَ [ 168]
قَنَتَ [ 42]
كان [ 23 – 30 -39 – 43 – 43 – 46 – 47 – 47 – 49 – 49 – 55 – 59 – 59 – 60 – 72 – 79 – 79 – 79 – 79 – 93 – 95 – 103 – 103 – 104 – 105 – 106 – 110 – 110 – 112 – 112 – 118 – 139 – 143 – 147 – 147 – 154 – 154 – 156 – 156 – 156 – 159 – 164 – 168 – 175 – 179 ]
كَبَتَ [ 127]
كَتَبَ [ 53 – 154 – 181]
كَتَمَ [ 71- 167- 187]
كَسَبَ [ 24 – 155 – 161]
كَفَرَ [4- 10 – 12 – 21 – 55 – 55 – 56 – 70 – 86 – 90 – 91- 97- 98- 100- 106- 106- 112- 115- 116 - 127- 149- 151- 156- 178- 196]
كَفَلَ(1) [43]
--------------------------------
(1) كَفَله يَكْفُله وكَفَّله إِيّاه وفي التنزيل العزيز: (وكَفَلَها زكريا ) وقد قرئت بالتثقيل ...وذكر الأَخفش أَنه قرئ (وكَفِلَها زكريا) بكسر الفاء" لسان العرب، ابن منظور، مادة[كفل].
وقرأ السبعة بالتخفيف، وقرأ الكوفيون بالتشديد، وقرأ أبيّ ( وأكفلها)، وقرأ بكسر الفاء: مجاهد وعبد الله المزني .. ينظر تفسير البحر المحيط: أبو حيان، 3/ 210.

1- كَفَى [ 124]
2- لانَ [ 159]
3- لَوَى [ 153]
4- ليس [ 113]
5- ماتً [ 102- 119- 144- 14- 156- 157- 158]
6- مازَ [ 179]
7- مَحَقَ(1) [ 140]
8- مَدَّ [ 125]
9- مَسَّ [ 23- 46 – 120 – 140 – 140 – 152 – 174]
10- مَكَرَ [ 54 – 54]
11- مَنَّ [ 164]
12- نالَ [ 92]
13- نَبَذَ [ 187]
14- نَذَرَ [ 34]
15- نَزَعَ [ 26]
16- نَصَرَ [ 81- 111- 123- 147- 160- 160]
17- نَظَرَ [ 77- 88- 137- 145]
18- نَفَخَ [ 49]
19- نَهَى [ 104- 110- 114]
20- هَدَى [8- 86- 86- 101-]
21- هَمَّ [ 122]
22- وَجَدَ [ 29 – 36]
23- وَدَّ [ 29 – 69 – 118]
24- وَدَعَ [ 61]
25- وَذَرَ [ 179]
26- وَضَعَ [ 34 – 34 – 96]
27- وَعَدَ [ 194]
28- وَقَى [ 16- 191]
29- وَهَبَ [ 8 – 37]

-----------------------------------------------
(1) مَحَقهُ يَمْحَقهُ : يستأصله ويذهب به ويمحوه ويبطله . ينظر : لسان العرب، ابن منظور ، مادة[ محق].

ثانياً: الفعل الثلاثي المجرد : (فَعِلَ)
معاني البنية (فَعِلَ):
بفتح الفاء وكسر العين، أكثر استعمالاً من ( فَعُلَ) بضم العين ، ويرى بعض الباحثين أن الفرق الرئيس ين الصيغتين يكمن في دلالتهما العامة ، " فالضم يدل على الثبات مثل كرم وشرف، والكسر يدل على الزوال مثل فرح وغضب."(1)
ويجيء متعدياً مثل: فَهِم ، وعَلِمَ ، ولازماً مثل : فَرِحَ ومَرِضَ، ولزومه أكثر من تعديته ، ولذا غلب استعماله في المعاني اللازمة.(2) ، والأوصاف التي كان من حقها أن تؤدى بفعُل المضموم العين، فيقال دَرِبَ لسانه فهو ذَرِب وشَنِبَ ثغره أي رقت أسنانه وبلِجَ جبينه فهو أبلج.
ومنها الأعراض كالوجع وما يجري مجراه من الأدواء والعلل والعيوب مثل : سَقِمَ ، مَرِضَ، حَزِنَ، جَرِبَ، عَطِبَ، بَرِصَ، نَكِدَ. (3)
الهيجان والاضطراب ، مثل: بَطِرَ، فَرِحَ، جَذِلَ، غَضِبَ، سَخِطَ.
ومنه الجوع والعطش، مثل: عَطِشَ، وظَمِأَ
والألوان: صَهِبَ، خَضِرَ، دَجِنَ.
ويستعمل (فَعِلَ) مطاوعاً لـ(فَعَلَ) مثل:
جَدَعَهُ فجَدِعَ، وعَقَرَهُ فَعَقِرَ، وهَدَمَهُ فهَدِمَ. وفَعِل في هذه الأفعال بمعنى (انفعل) أي: انجدع، وانعقر، وانهدم.(4)
وبالجملة يقول ابن الحاجب: " وفَعِل تكثر فيه العلل والأحزان وأضدادها نحو سقم ومرض وحزن وفرح، ويجئ الألوان والعيوب والحلي كلها عليه"(5)
وجاء منه في سورة آل عمران : (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (6) ، فالفعل ( حَزِنَ ، يحْزَنُ) من الفعل المكسور العين في الماضي.

----------------------------------------
1) الدلالة الإيحائية في الصيغة الإفرادية ، د.صفية مطهري ص: 72
2) الوافي الحديث في فن التصريف،د. محمد هلال ، ص 110.
3) المصدر السابق ، الصفحة نفسها ، وينظر: المغني في تصريف الأفعال ، د. عبد الخالق عضيمة، ص : 114.
4) المصدر السابق ، ص 111.
5) شرح شافية ابن الحاجب ، الرضي الاستراباذي ، 1/71.
6) الآية 139.

حصر الأفعال على وزن ( فَعِلَ ) في سورة آل عمران
م / أصل الفعل في الماضي/ أرقام الآيات التي ورد فيها الفعل
1 خَفِيَ [ 5 ]
2 عَلِمَ [7 – 29- 29 -29 – 29 – 57 – 66 -66 – 71- 78]
3 شَهِدَ [18 – 52 – 64 – 70 -81-86]
4 حَبِطَ [22 ]
5 لَبِسَ [71 ]
6 تَبِعَ [ 73 ]
7 أَمِنَ [ 75 – 75 ]
8 حَسِبَ [ 78 ]
9 قَبِلَ [ 85-90- 91]
10 عَمِلَ [ 98 – 99 ]
11 فَشِلَ [ 122]
12 ثَقِفَ(1) [ 112]

نلحظ أن البنية ( فَعِلَ) لم تكن بالقدر الذي كانت عليه البنية فَعَلَ ، مع مشاركتها التجرد ، وقد نصت بعض المراجع على أن الكسرة حركة ثقيلة يبتعد عنها العربي إلا فيما ندر ولذا كانت صيغة فعِل مكسور العين قليلة في الكلام .
---------------------------------------------
1) ثَقِفَ الشيءَ وهو سُرعةُ التعلم" لسان العرب، ابن منظور[ مادة[ثقف]

2) الفعل الرباعي المجرد: ( فَعَلَلَ)
أولاً : حصر الأفعال على وزن ( فَعَلَلَ ) في سورة آل عمران
م / أصل الفعل في الماضي / أرقام الآيات التي ورد فيها الفعل
1 زحزح 185
ثانياً : معاني الصيغة ( فعلل)
للفعل الرباعي المجرد وزن واحد هو ( فعلل) بفتح الأول وسكون الثاني وفتح الثالث.
وقد التزموا فيه الفتحات طلباً للخفة، غير أنهم سكنوا الحرف الثاني لئلا تتوالي أربعة الأمثال في الحركات وهي هنا الفتحة(1)، وإن سكنوا الحرف الثاني دون غيره فإن الأول لا يجوز تسكينه، إذ لا يبتدأ بساكن، والحرف الثالث لا يُسكّن خوفاً من التقاء الساكنين لو اتصل بضمير رفع متحرك، ولا يجوز تسكين الحرف الرابع خوفاً من التقاء ساكنين عند اتصال الفعل بضمير رفع ساكن(2)
وبهذا يكون الوزن الخاص بالرباعي المجرد هو ( فَعْلَلَ) مثل : دَحْرَجَ، وَسْوَسَ، ، ويستعمل متعدياً ولازماً ، غير أن المتعدي منه أكثر من اللازم(3)
معاني الفعل المجرد الرباعي ( فعلل)
يشتق الرباعي المجرد لمعانٍ منها:
1- محاكاة المشتق منه والتشبيه به، نحو: عقربت الصدغ، أي لويته كالعقرب، وبندقت الطين أي جعلته كالبندق(4)
2- الدلالة على إدخال المشتق منه في المفعول، نحو: عنبرت الشراب أي جعلت فيه العنبر، وزعفرت الثوب، أي صبغته بالزعفران.
3- الدلالة على إصابة المشتق منه، نحو : غلصمه(5)، حرقده(6)، أي أصاب غلصمته وحرقدته.

------------------------------------------
1) الوافي الحديث في فن التصريف،د. هلال، ص123.
2) المرجع السابق، الصفحة نفسها.
3) المرجع السابق، ص 124.
4) المرجع السابق، الصفحة نفسها .
5) الغَلْصَمَةُ رأْس الحُلْقوم بشواربه وحَرْقدته وهو الموضع الناتئ في الحَلْق والجمع الغَلاصِمُ وقيل الغَلْصَمةُ اللَّحم الذي بين الرأْس والعُنُق وقيل مُتَّصَلُ الحلقوم بالحلق، ينظر : لسان العرب: ابن منظور، مادة [غلصم]
6) الحَرْقَدَةُ عُقْدة الحُنْجُور والجمع الحَراقِدُ وعن ابن الأَعرابي هي أَصل اللسان. ينظر: لسان العرب، ابن منظور، مادة [حرقد].

الفعل المزيد في سورة آل عمران
أولاً : الفعل الثلاثي المزيد
- المزيد بحرف واحد، وجاء منه في سورة آل عمران ثلاثة أوزان :
فعَّل، أفعل ، فاعل.
1- دلالة بنية الفعل (فَعَّلَ)
أولاً : حصر الأفعال على وزن ( فَعَّلَ ) في سورة آل عمران
م /الأصل في الماضي / أرقام الآيات التي ورد فيها الفعل
110- نَزَّلَ [3-151]
111- صَوَّرَ [6 ]
112- كَذَّبَ [ 10 – 184 – 184]
113- أَيَّدَ [13 ]
114- زَيَّنَ [ 14]
115- نَبَّأَ [ 15]
116- بَشَّرَ [ 21 – 39 – 45 ]
117- وَفَّى [ 24 – 57 – 185 ]
118- حَذَّرَ [ 30]
119- وَلَّى [ 35 – 111]
120- كَفَّلَ( 1) [ 36]
121- صَلَّى [ 38]
122- سَبَّحَ [ 41]
123- طَهَّرَ [ 42]
124- عَلَّم [ 48 – 79 – 164 ]
125- بَرَّأَ [ 49]
126- حَرَّمَ [ 50 – 93]
127- عَذَّبَ [ 56 – 128 – 129 ]
128- زَكَّى [ 77 – 164]
129- لَوَّى [ 78]
130- فَرَّقَ [ 84]
131- خَفَّفَ [ 88]
132- أَلَّفَ [ 103]
133- بَيَّنَ [ 103 – 118]
134- بَوَّأَ [ 121]
135- مَحَّصَ [141]
136- ثَبَّتَ [ 147 – 154]
137- خَوَّفَ [ 175]
138- طَوَّفَ [ 182]
_______________________________________
"1) وكَفَّلها زكريا أَي ضمَّنها إِياه حتى تكفَّل بحضانتها ومن قرأَ وكَفَلَها زكريا فالمعنى ضمِن القيام بأَمرها" لسان العرب، ابن منظور [ مادة كفل] كفله إياها كان بمشقة كمشقة نطق العين مضعفاً .

ثانياً : معاني البنية ( فعّل )
من دلالات البنية (فعّل) في الفعل : التكثير ، وهو أغلب معاني (فعّل) وأكثرها ، و" التكثير أنواع : أ- تكثير في الحدث .
ب- تكثير في الفاعل .
ج- تكثير في المفعول.
ب- ومن معانيه : التعدية ، وهي جعل اللازم متعدياً والمتعدي إلى واحد متعدياً إلى اثنين" (1)
ومن أمثلة التكثير في الحدث ، هو (نزّل) بمعنى حدث إنزال أكثر من مرة ، ومن أمثلة التكثير في المفعول: (قطّع ) أي المقطوع أكثر من واحد.
ومما جاء على (فعّل) في سورة آل عمران( نزّل) في قوله تعالى : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ) (2)، وقد قيل أنه اجتمع في هيأة الفعل (فعّل) التكثير والتعدية .
حيث ذهب الزمخشري إلى أن التضعيف في عين الفعل يدل على تعدد الإنزال ، وربما قصد التكثير في الحدث أي حدث تنزيل بعده تنزيل وهكذا، فقال : "فإن قلت : لم قيل { نَزَّلَ الكتاب } {وَأَنزَلَ التوراة والإنجيل } ؟ قلت : لأن القرآن نزل منجماً ، ونزل الكتابان جملة . وقرأ الأعمش : «نزَل عليك الكتابُ» بالتخفيف"(3) ولكن أبا حيان لا يوافقه هذا الرأي ويرى أن التضعيف يدل على التعدية فحسب كالهمزة في أفعل ولا فرق بينهما فيقول :"وغاير بين نزَّل وأنزل ، وإن كانا بمعنى واحد ، إذ التضعيف للتعدية، كما أن الهمزة للتعدية .وقال الزمخشري فإن قلت لِمَ قيل : نزَّل الكتاب ، وأنزل التوراة والإنجيل؟ .
قلت : لأن القرآن نزل منجماً ، ونزل الكتابان جملة . انتهى . وقد تقدم الرد على هذا القول . وأن التعدية بالتضعيف لا تدل على التكثير ، ولا التنجيم ، وقد جاء في القرآن : نزَّل وأنزل ، قال تعالى : { وأنزلنا إليك الذكر } و { وأنزل عليك الكتاب } ويدل على أنهما بمعنى واحد قراءة من قرأ ما كان : ممن ينزل ، مشدداً بالتخفيف ، إلاَّ ما استثني ، فلو كان أحدهما يدل على التنجيم ، والآخر يدل على النزول دفعة واحدة ، لتناقض الإخبار . وهو محال ." (4)
وقد ذكر ابن عاشور الخلاف بين الزمخشري وأبي حيان في قوله: "ووقع في «الكشاف» ، هنا وفي مواضع متعدّدة ، أن قال : إن نزّل يدل على التنجيم وإنّ أنزل يدل على أنّ الكتابين أنزلا جملةً واحدة وهذا لا علاقة له بمعنى التقوية المُدّعَى للفعل المضاعف ، إلاّ أن يعني أنّ نزّل مستعمل في لازم التكثير ، وهو التوزيع ورّده أبو حيان بقوله تعالى : { وقال الذين كفروا لَوْلاَ نُزِّل عليه القرآن جُملة واحدة}(5) فجمع بين التضعيف وقوله : { جملة واحدة . وأزيدُ أنّ التوراة والإنجيل نزلا مفرّقَين كشأن كلّ ما ينزل على الرسل في مدة الرسالة}، وهو الحق : إذ لا يعرف أنّ كتاباً نزل على رسول دفعة واحدة ." (6)
ذلك أن رأي ابن عاشور أن التضعيف في الفعل ( فعّل) إنما هو لتقوية الفعل وتأكيده فيقول: " وإنّما التضعيف يؤذن بقوة الفعل في كيفيته أو كمّيته "(7)
____________________________
1) الوافي الحديث في فن التصريف ،د.محمد هلال ، ص 135.
2)) سورة آل عمران الآية (3).
3)) الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، للإمام محمود بن عمر الزمخشري ت: 528هـ ، دار الكتاب العربي، رتبه وضبطه: مصطفى حسي أحد، دون رقم طبعة، د.ت. ، 1/ 253.
4)) البحر المحيط ، أبو حيان الأندلسي، مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com (نسخة محسنة من موقع مشكاة ثم أضيفت تحسينات أخرى من موقع المكتبة الشاملة) ، 3/139
5)) سورة الفرقان : 32
6)) التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ)، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان، ط1، 1420هـ/2000م:التحرير والتنوير ،: 3/ 25
7)) المصدر السابق : الصفحة نفسها.

ولكنه يسبق ذلك بالتصريح بأن التضعيف في فعّل يساوي همزة أفعل أي أنه لمجرد التعدية ، فإذا خلص للتعدية انزاح عنه معنى القوة والتوكيد، فيقول:" والتضعيف في { نَزّل } للتعدية فهو يساوي الهمز في أنزل" ثم يقول في موضع آخر : " فأما إذا صار التضعيف للتعدية فلا أوقن بأنّه يدلّ على تقوية الفعل ، إلاّ أن يقال : إنّ العدول عن التعدية بالهمز ، إلى التعدية بالتضعيف ، لقصد ما عُهد في التضعيف من تَقوية معنى الفعل" (1).
وهو يرى أن التضعيف جيء به لتقوية الفعل القاصر عن أداء المعنى بقوة ، فيقول: " وإنّما التضعيف يؤذن بقوة الفعل في كيفيته أو كمّيته في الفعل المتعدّي بغير التضعيف ، من أجل أنّهم قد أنوا ببعض الأفعال المتعدّية ، للدلالة على ذلك ، كقولهم : فَسَر وفسَّر ، وفَرَق وفرّق ، وكَسَر وكسّر ، كما أتوا بأفعال قاصرة بصيغة المضاعفة ، دون تعدية للدلالة على قوة الفعل ، كما قالوا : مَاتَ ومَوّت وصَاح وصَيّح "(2)...
ويصل من هذا التحليل والربط بين قول الزمخشري وأبو حيان بأن جعل التضعيف يعطي قوة للفعل في نزل ولا يعطيه تعدية ولا تكثيراً ، وإنما قوة تتناسب ومكانة القرآن الكريم الذي نزوله لابد وأن يكون قوياً ومؤكداً، فيقول : "... فيكون قوله : { نزل عليك الكتاب } أهمّ من قوله : { وأنزل التوراة } للدلالة على عظم شأن نزول القرآن "(3).
وقد ورد كذلك الفعل ( كفل ) مخففاً ومضعفاً في سورة آل عمران ، بقول الله عز وجل: ( يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ) (4).
يقول سبحانه وتعالى : (وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا) (5)
" قراء أهل الحجاز والمدينة والبصرة: ( وَكَفَلَهَا ) مخففة"الفاء". بمعنى: ضمها زكريا إليه،... وقرأ عامة قراء الكوفة.( وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا )، بمعنى: وكفَّلها اللهُ زكريا... بمعنى: وضمها الله إليه. لأن زكريا أيضًا ضمها إليه بإيجاب الله له ضمَّها إليه بالقُرْعة التي أخرجها اللهُ له، والآية التي أظهرَها لخصومه فيها، فجعله بها أولى منهم"(6)
_________________________________________________
1) التحرير والتنوير، ابن عاشور، 3/25.
2)) المصدر السابق : الصفحة نفسها.
3)) المصدر السابق : الصفحة نفسها.
4)) الآية 44.
5)) الآية 37.
6)) جامع البيان في تأويل القرآن: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري، [ 224 - 310هـ]، تحقيق : أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، ط1 ، 1420 هـ - 2000 م، 6/ 345.

2-دلالة بنية الفعل (أَفْعَلَ)
أولاً : حصر الأفعال على وزن ( أَفْعَلَ ) في سورة آل عمران
م / أصل الفعل في الماضي / أرقام الآيات التي ورد فيها الفعل
1 أَنْزَلَ [ 3 – 4 – 7 – 65 – 72 – 84 – 84 – 154-199 - 199]
2 أَخْلَفَ [ 9-194-]
3 أَغْنَى [ 10]
4 أَسْلَمَ [ 20 – 20 – 83]
5 أَوْلَجَ [ 26 – 26]
6 أَخْرَجَ [26]
7 أَخْفَى [ 29 – 154-]
8 أَبْدَى [ 29- 154- ]
9 أحَبَّ [ 30 – 30 – 32 – 57 – 134- 146- 148- 152- 159- 188-]
10 أَطاعَ [ 31 – 50 – 100- 149-171- ]
11 أَعاذَ [ 36]
12 أَنْبَتَ [ 36]
13 أَوْحَى [ 43]
14 أَلْقَى [44 – 143- 151- ]
15 أَحْيَا [ 49- 16-]
16 أَنْبَأَ [ 49]
17 أَشْرَكَ [ 64 – 151-186- ]
18 أَضَلَّ [ 69]
19 أَدَّى [ 75 – 75]
20 أَوْفَى [ 76]
21 أَصْلَحَ [ 89]
22 أَنْفَقَ [ 82- 134- ]
23 أصرَّ 135-
24 أصاب 146- 153-165-165-166- 172
25 أرى 152-
26 أراد 152- 176-
27 أثاب 153-
28 أهمّ 154-
29 أمات 156-
30 أحسن 172-
31 أحزن 176-
32 أملى 176-178-
33 أطلع 179-
34 أدخل 185- 192- 195
35 أبلى 186-
36 أخزى 192-194-
37 أضاع 195
38 أخرج 195
39 أفلح 200

ورد من الجذور على هذا الوزن اثنان وعشرون تكويناً معجمياً بمختلف تصريفاتها وإسناداتها وصيغها.

ثانياً : معاني البنية ( أفعل)
___________________________________________________
1) شرح شافية ابن الحاجب، الرضي الأستراباذي، 1/ 86.
2) الآية 110.