حكمه صينيه في غاية الروعه
حكمه رووعـــــــــه
كان يا ما كان في قديم الزمان، سـيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا
وحبور حتى أنها كانت تجمع الزهور يومياً لتضعها في غرفته بالفعل كانت تحبه حباً جماً
حتى جاءت الحرب و أخذ عنوة للميدان وهناك فقدته.
حزنت السيدة جدا لموت ولدها ولازمت قبر ابنها طويلا بل كانت تذهب إليه
كل يوم حاملة تلك الزهور وتقعد بجانب المقبرة حتى تذبل تلك الزهور !!
ذات صباح نفضت الحزن والكآبة التي تجللها وذهبت إلى حكيم القرية طلبت منه
أن يخبرها الوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلى الحياة مهما كانت أو صعبت تلك الوصفة.!
أخذ الشيخ الحكيم نفسا عميقا وشرد بذهنه ثم قال:
أنت تطلبين وصفة حسنا احضري لي ثلاث سنابل
بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقا.!
وبكل همّة أخذت السيـدة تدور على بيوت القرية كلها وتبحث عن هدفـها السنابل
من بيت لم يعرف الحزن مطلقا..
طرقت السيدة بابا ففتحت لها امرأة شابة مريضة، فسألتها السيدة:
هل عرف هذا البيت حزنا من قبل؟
ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟
وأخذت تحكي لها أن زوجها توفي منذ سنة وترك لها أربعة صغار ولا مصدر لإعالتهم
سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبق منه إلا القليل .!!
تأثرت السيدة جدا وحاولت أن تخفف عنها أحزانها وبنهاية الزيارة صارتا
صديقتين ولم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى، فقد فاتت مدة طويلة
منذ أن فتحت قلبها لأحد لتبثّ له همومها..
قبل الغروب دخلت السيدة بيتا آخر ولها نفس المطلب ولكن الإحباط سرعان
ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جدا وليس عندها طعام
كاف لأطفالها منذ فترة وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة..
فذهبت إلى السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعاما وبقولا ودقيقا وزيتا
ورجعت إلى سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت معها في إطعامهم
ثم ودعتها على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي..
في الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلى بيت تبحث عن تلك السنابل
وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقا
لكي تأخذ من أهله الثلاث سنابل!!
ولأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله في مشاكله
وأفراحه وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية..
نسيت تماما أنها كانت تبحث في الأصل عن ثلاث سنابل من بيت لم يعرف الحزن.!
ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط أن حكيم القرية
قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتى ولو لم تجد الثلاث سنابل
التي كانت تبحث عنها فالوصفة السحرية قد أخذتها
بالفعل يوم دخلت أول بيت من بيوت القرية.
{ ليست مجرد وصفة اجتماعية لخلق جو من الألفة والاندماج بين الناس
إنما هي دعوة لكي يخرج كل واحد من أنانيته وعالمه الخاص ليحاول أن يهب من حوله
بعض المشاركة التي تزيد من بهجته في وقت الفرح وتعزيه وتخفف عنه في وقت الحزن
هذه المشاركة لها فائدة مباشرة عليك ليس لأنها ستخرجك خارج أنانيتك
ولا لأنها ستجعل منك شخصية محبوبة إنما لأنها ستجعلك إنسانا سعيدا أكثر مما أنت عليه الآن
بالفعل عظمة حقيقية أن نخالط الناس، مُشْبَعين بروح السماحة، والعطف على ضعفهم ..
فننشر عبير مشاركتنا معهم على أشكال عدة: إرباتة كتف مشجعة،
ضمة صدر حانية، لمسة تعاطف، كلمة مواسية، حينها نكون شيئاً آخراً بالفعل.
[]
[]